تركيا والتقارب مع منافسيها في الشرق الأوسط

تحليلات 13:06 04.12.2021
تريد تركيا تحسين علاقاتها مع الدول المنافسة لها في الشرق الأوسط وعلى رأسها الإمارات ومصر وإسرائيل، ويرى مراقبون أن هناك جملة متغيرات جيوستراتيجية تدفع أنقرة لتحسين علاقاتها مع منافسيها الذين رحبوا بالتقارب التركي.  
     هناك حاجة ماسة للمحادثات بين تركيا والإمارات، فبعد أيام قليلة من زيارة ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان لأنقرة الأسبوع الماضي، واصل محادثاته مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وذكرت صحيفة ديلي صباح التركية أن الزعيمين ناقشا خطوات لتحسين العلاقات بين بلديهما.  
     وقع الزعيمان عدة خطابات نوايا للاستثمارات في مجالات الطاقة والتمويل والصحة. في الوقت نفسه، ووفقاً لتقارير صحفية، أصبح معروفاً أن الإمارات العربية المتحدة قد أنشأت صندوقاً بقيمة عشرة مليارات دولار  لدعم الاستثمارات في تركيا.   
     فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، عزلت تركيا نفسها في الشرق الأوسط خلال السنوات الأخيرة، كما يقول كريستيان براكيل، مدير مكتب اسطنبول لمؤسسة هاينريش بول الألمانية. وعلى وجه الخصوص بعد 2011، عام "الربيع العربي"، وكانت تعتبر تركيا، إلى جانب المملكة العربية السعودية، إحدى القوى المركزية في المنطقة. وذلك استنادا إلى دعم تركيا المتفاني للحركات الدينية ذات الأهداف الاجتماعية الثورية مثل جماعة الإخوان المسلمين في مصر. "ولكن بعد ذلك كانت هناك نهضة سلطوية تم خلالها كبح العديد من الثوار المدعومين من تركيا، الذين غالباً ما كانوا ناشطين إسلاميين". وقد أجبر ذلك أنقرة على التوصل إلى تفاهم مع الأنظمة المحافظة، على سبيل المثال في منطقة الخليج وشبه الجزيرة العربية.   
     حسبما كتبت في تعليقها صحيفة ديلي صباح التركية المقربة من الحكومة. وصحيح أنه من غير الواقعي توقع حل الدولتين لجميع خلافاتهما على الفور، لكن الصحيفة التركية قالت إن المصالح الاقتصادية المشتركة قد تشجع المفاوضات بشأن الأزمات الإقليمية، وتضيف في تعليقها: "يتناول هذا الفصل الجديد المنافسة المتزامنة والتعاون بين تركيا والإمارات في مناطق مثل شرق البحر الأبيض المتوسط واليونان وليبيا والقرن الأفريقي". وسيؤدي هذا التطور حتماً إلى نوع جديد من العلاقة.   
      وما جمع الإمارات وتركيا سوية هو خيبة الأمل العسكرية لهما في السنوات الأخيرة. ويقول أستاذ العلوم السياسية حقي تاش من معهد لايبنيتس للدراسات العالمية والإقليمية (GIGA) في هامبورغ: "أظهر الطرفان أنهما على قدر كبير من الثقة بالنفس عندما يتعلق الأمر بالسياسة الخارجية". ويضيف: "في عدة نزاعات، من سوريا إلى اليمن إلى ليبيا، وقفا على طرفي نقيض. لن يتم حل هذه النزاعات في المستقبل المنظور. ومع ذلك، فإن العبء السياسي والاقتصادي المتسببان به يتزايد باطراد.  
     بالإضافة إلى ذلك، وبحسب تاش، ردت الإمارات على الانسحاب الأمريكي من المنطقة بالاقتراب من تركيا. تماماً مثل المملكة العربية السعودية، أرادت الإمارات ملء فراغ السلطة بحلفاء جدد. وأحد الشركاء المحتملين هي تركيا أيضاً.   
 
محادثات مع إسرائيل
     لكن تركيا لا تريد إقامة علاقات جديدة مع الإمارات فقط، إذ أشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم الإثنين 29 نوفمبر 2021 إلى إنه يريد تحسين العلاقات مع إسرائيل أيضا؛ وقال مثلما تم اتخاذ خطوة بيننا وبين الإمارات العربية المتحدة، سنتخذ خطوات مماثلة مع الدول الأخرى. وكان البيان موجهاً بشكل خاص إلى إسرائيل ومصر. كما أجرى أردوغان محادثات مع ممثلين عن إسرائيل في نوفمبر الماضي. ثم أطلقت تركيا سراح الزوجين الإسرائيليين موردي وناتالي أوكنين، وكان الاثنان قد صورا مسكناً رسمياً لأردوغان في اسطنبول، فاحتُجزا لمدة ثمانية أيام بتهمة التجسس.   
      بعد علاقات وثيقة طويلة الأمد بين إسرائيل وتركيا، تدهورت العلاقات بينهما في عام 2010 عندما أوقفت البحرية الإسرائيلية سفينة المساعدات التركية "مافي مرمرة" التي كانت متوجهة إلى قطاع غزة المحاصر آنذاك. وقتل عشرة نشطاء على متن السفينة خلال العملية. ثم سحب كلا البلدين مبعوثيهما الدبلوماسيين.   
      وبغض النظر عن العلاقات السياسية المتجمدة، نما التبادل الاقتصادي بين البلدين بشكل مستمر في السنوات الأخيرة، كما يقول كريستيان براكيل. من ناحية أخرى، تريد تركيا تقليل اعتمادها في مجال الطاقة على روسيا. بالإضافة إلى ذلك، يرى المرء في أنقرة إسرائيل كدولة أساسية في الصراع على احتياطيات الغاز في شرق البحر المتوسط، ففي هذا النزاع، تواجه تركيا المصالح المشتركة لليونان وقبرص ومصر وإسرائيل.   
      بالإضافة إلى ذلك، تدرك تركيا ضرورة إصلاح العلاقات مع إسرائيل أولاً من أجل تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة، كما يقول حقي تاش، ويضيف: "في الوقت الذي يتم فيه في وسائل الإعلام الغربية تداول سيناريوهات الفترة التي ستعقب أردوغان، يبدو أنه يريد التركيز على تخفيف حدة التوتر في العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وكذلك مع القوى الإقليمية في الشرق الأوسط.   
 
العلاقات مع مصر   
 وكان وفد تركي رفيع المستوى قد وصل بالفعل إلى القاهرة لإجراء محادثات في مايو من هذا العام. منذ ذلك الحين، ظل الجانبان في حوار مستمر مع بعضهما البعض.  
      وكانت العلاقات بين البلدين "شديدة البرودة" على مر السنين الماضية. وبدأ الاستياء في عام 2013 عندما أطاح الجيش المصري بالرئيس محمد مرسي، الذي جاء من صفوف الإخوان المسلمين. كان مرسي مدعوماً من أردوغان. وحزب أردوغان، العدالة والتنمية مقرب سياسياً من جماعة الإخوان المسلمين.   
      لكن من وجهة نظر أنقرة، فإن القضية الرئيسية بين البلدين هي الخلاف على احتياطيات الغاز في البحر الأبيض المتوسط. يقول كريستيان براكيل: "يرتبط هذا الصراع ارتباطاً وثيقاً بانخراط أنقرة في ليبيا، حيث توجد تركيا ومصر على جانبين متعارضين". في الواقع، حاولت تركيا مراراً وتكراراً استخدام وجودها في ليبيا لوضع نفسها في موقع أفضل في نزاع الغاز، على سبيل المثال من خلال اقتراح الاتفاق على مناطق السيادة الثنائية في البحر المتوسط. ومع ذلك، فشلت هذه المقترحات.   
      ويقول براكيل "لكن يبدو الآن أن تركيا تريد الاقتراب من مصر". حتى الآن، لم يتمكن الطرفان من التوصل إلى اتفاق بشأن ليبيا. لكن هذا يمكن أن يتغير الآن". بالإضافة إلى ذلك، تعتمد مصر حالياً سياسياً بشكل كبير على المملكة العربية السعودية، كما يقول حقي تاش، ويضيف: "في ضوء اقتصادها الضعيف، يجب أن تكون مصر مهتمة جداً أيضاً بالانفتاح على تركيا". الآن يريد كلا البلدين إعادة فتح سفاراتهما. وهذا، حسب تاش، إشارة رمزية لتحسين العلاقات الثنائية. ومع ذلك، لا ينبغي للمرء توقع التطبيع الكامل بين البلدين.   
 
عن DW
كيرستن كنيب، زمن البدري
 
       يجب الاستناد إلي Ednews (يوميات أوراسيا) في حالة استخدام المادة الإخبارية من الموقع  
 
ما مدي عدالة محكمة العدل الدولية ؟ - أومود ميرزايف يجيب

أحدث الأخبار

وزير الخارجية المصري يبحث الملفات الإقليمية والدولية مع نظيرته الجنوب أفريقية
14:00 20.04.2024
مباحثات تركية- مصرية تتناول جهود وقف النار في غزة
13:30 20.04.2024
دولة فلسطين نحو اعترافات إضافية غداة الحجب الأمريكي لعضويتها الأممية
13:00 20.04.2024
ثوران جديد لبركان روانغ في إندونيسيا. وخطر تسونامي لا يزال قائماً
12:30 20.04.2024
انفجارات أصفهان.. القصة الكاملة للهجوم الإسرائيلي على إيران
12:00 20.04.2024
انطلاق الانتخابات العامة في الهند... وحزب مودي الأوفر حظاً
11:30 20.04.2024
الأمم المتحدة تستنكر التحطيم المتعمد للأجهزة الطبية بمستشفيات غزة
11:00 20.04.2024
أسطول الحرية مستعد للإبحار من تركيا لغزة. وتحذير لإسرائيل من أي هجوم
10:30 20.04.2024
إسرائيل تسعى إلى منع صدور أمر اعتقال بحق نتنياهو
10:00 20.04.2024
ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 34 ألفا و12 شهيدا
09:30 20.04.2024
ميرزايف : نشهد أحداثًا تاريخية
09:00 20.04.2024
أسرار استهداف إيران لأذربيجان
17:16 19.04.2024
في يومها الأخير جلسات الاستماع في الدعوي الارمينية ضد أذربيجان
16:00 19.04.2024
كواليس انسحاب قوات حفظ السلام الروسية من قراباغ
15:00 19.04.2024
زرادشت علي زاده : الولايات المتحدة لا تريد أن يتم فتح طريق زانجيزور في ظل هذه الظروف
14:00 19.04.2024
ما تأثير انسحاب قوات حفظ السلام من قراباغ؟
13:00 19.04.2024
اشتباكات بين الدفاع الجوي الإيراني وطائرات إسرائيلية بطهران
12:00 19.04.2024
جوتيريش العمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح ستفاقم الأوضاع الإنسانية
11:45 19.04.2024
صندوق النقد الدولي يتوقع أن يبقى النمو في الشرق الأوسط مكبوحاً
11:30 19.04.2024
صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة وورلد برس فوتو لعام 2024
11:15 19.04.2024
فيضانات نيجيريا تزيد من نقص محصول الكاكاو
11:00 19.04.2024
قطر تعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار في غزة
10:45 19.04.2024
بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين بسبب نشاطات تخريبية
10:30 19.04.2024
اليونيسف طفل يصاب أو يموت كل 10 دقائق في غزة
10:15 19.04.2024
الهند تشهد أكبر انتخابات في تاريخها بمشاركة مليار ناخب
10:00 19.04.2024
المياه تغمر نحو 18 ألف منزل في روسيا بسبب الفيضانات العارمة
09:45 19.04.2024
الحرس الثوري الإيراني يعلن تحديد مواقع المنشآت النووية الإسرائيلية ويحذر تل أبيب
09:30 19.04.2024
أجندة واسعة لزيارة إردوغان للعراق
09:15 19.04.2024
السفير الأمريكي في أذربيجان يزور أغدام
09:00 19.04.2024
بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين بسبب نشاطات تخريبية
01:00 19.04.2024
ميرزايف : هذه المحاكمة تأخرت 30 عاما
17:00 18.04.2024
علي الحوفي: من الأفضل للجميع أن يعم السلام والاستقرار في المنطقة
16:00 18.04.2024
فؤاد عباسوف: من يريد السلام مع جاره لا يحاكمه!
15:00 18.04.2024
سياسي أوكراني : انسحاب الجيش الروسي من قراباغ انتصار سياسي لأذربيجان
14:00 18.04.2024
موسكو تدعم رئاسة كازاخستان لمنظمة شنغهاى للتعاون
13:00 18.04.2024
هل كان وجود قوات حفظ السلام الروسية في قراباغ يمثل تهديدا لأذربيجان؟
12:00 18.04.2024
ميرزاييف: كنت أنتظر انسحاب قوات حفظ السلام الروسية لقراباغ بفارغ الصبر
11:30 18.04.2024
البنك الدولي يعتزم توصيل خدمة الكهرباء لـ 300 مليون أفريقي
11:15 18.04.2024
الانتقام الإيرانى كثيف وناعم ومثير
11:00 18.04.2024
اليونيسف استشهاد ما يقرب من 14 ألف طفل في غزة منذ بدء الحرب
10:45 18.04.2024
جميع الأخبار