الحرب التي ضربت توازن القوى في أوروبا

تحليلات 09:55 11.05.2022
      اختار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، التاسع من الشهر الجاري، لزيارة برلين، وهو يوم له بريقه في الدوائر الأوروبية، ويطلق عليه "يوم أوروبا" لأنه يمثل ذكرى توقيع إعلان شومان، الذي يدعم السلام بين دول أوروبا، في حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية، وتعد أوروبا كما يراها ماكرون مخالفة تماما لأوروبا في رؤية الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.
     وقال ماكرون إن بلاده، مع ألمانيا، يمكنهما، تحقيق المأمول، في جعل أوروبا، أكثر استقلالية، وأكثر قوة، وديمقراطية، ووحدة، بحيث تصبح القارة قادرة على مواجهة التحديات التي تجابهها، حاليا.
     ومن المعتاد في ألمانيا، وفرنسا أن يقوم قادة البلدين، بزيارة بعضهم البعض، في أول زيارة رسمية، بعد الانتخابات، وهي خطوة رمزية تعبر عن التضامن، أو على الأقل هذه هي الرسالة التي يرغب البلدان في توجيهها للعالم.   
      عندما جاء ماكرون إلى برلين للمرة الأولى عام 2017، كان سياسيا مبتدئا مقارنة بالمخضرمة، أنغيلا ميركل، لكن خليفتها أولاف شولتز، تعامل ببطء وتراخ مع العقوبات المفروضة على روسيا، وإمدادات الأسلحة، لأوكرانيا، وهو ما تسبب في غضب مواطنيه في الداخل، وحلفائه في الخارج.  
      ألمانيا وضعت مخاوفها التاريخية، والطبيعية، جانبا، وبدأت شحن كميات من الأسلحة، لأوكرانيا، ووضع شولتز القوات المسلحة في وضع تأهب، مبكرا، خلال الأزمة، علاوة على تعهده باستثمار 85 مليار دولار، في تطوير القوات المسلحة الألمانية، وزاد نسبة الإنفاق العسكري، إلى 2 بالمائة، تلبية لطلب حلف شمال الأطلسي،"الناتو، لكن التذمر، والتباطوء الألماني، في اتخاذ أي خطوة فعلية، أعطى الانطباع أنها، متقاعسة، ومتراجعة إلى الصفوف الخلفية، عندما آن الأوان لتشكيل تحالف لمواجهة الروس.
       وجدت ألمانيا نفسها في خضم الصراع الدبلوماسي والعسكري والاقتصادي وأزمة الطاقة في أوروبا حاليا - بينما يكتشف قادة الاتحاد الأوروبي، واحدا تلو الآخر، أن روسيا أعادت قارتهم لمواجهة الحرب، وخطر وقوع هجمات نووية- أنها فشلت بصورة جلية، كقوة عظمى، في القيادة، لذلك يعتقد ماكرون أن هذه هي اللحظة المناسبة، لألمانيا، لأن تلعب دور المساعد، بينما يتولى هو المبادرة في الاتحاد الأوروبي.
     وعلى الرغم من أن ميركل سحقت حماس ماكرون، الإصلاحي، لكن أفكارة في دعم استقلالية الاتحاد الأوروبي، في مجالات التقنيات الحديثة، والدفاع، والطاقة، وإنتاجية الغذاء، أصبحت تكتسب المزيد من الزخم، نتيجة للعداء الروسي، المتزايد في أوكرانيا، وأزمة سلاسل التوريد العالمية، التي بدأت بعد وباء فيروس كورونا.
     وبما أن فرنسا تشغل حاليا مقعد الرئاسة الدورية، للاتحاد الأوروبي، فقد وجه ماكرون خطابا للبرلمان الأوروبي قبل توجهه إلى ألمانيا مباشرة، تحدث فيه عن رؤيته، لمستقبل التكتل، وتضمن ذلك الفكرة، التي لا تعد جديدة كليا، بتأسيس محيط خارجي للاتحاد الأوروبي، من الشعوب الشبيهة، بما فيها تلك التي غادرت الاتحاد، في إشارة إلى بريطانيا، وكذلك الدول الأخرى التي ترغب في الانضمام، مثل أوكرانيا، ودول غربي البلقان.
     إن الكثير من المنتقدين، الذين كما يعتقد تدفعهم المصالح الاقتصادية، بدأ صبرهم ينفد من انفتاح ماكرون الدبلوماسي نحو بوتين؛ على الرغم من استياءهم المتنامي، من كون ألمانيا، ضعيفة أكثر مما ينبغي، في مواجهة روسيا.
 
لقد تقدمت بولندا، ودول البلطيق، مع دول سابقة في التكتل السابق التابع للاتحاد السوفيتي، مثل التشيك، لتقود الناتو، والاتحاد الأوروبي، في القرارات الدفاعية، والعسكرية، خلال الحرب الروسية، الأوكرانيا، كما نهضت المجر أيضا، كمعارض غير متوقع للعقوبات التي يفرضها الاتحاد الأوروبي، ضد روسيا. فرئيس الوزراء المجري، فيكتور أوربان، المعروف بعلاقاته الجيدة ببوتين، يعرقل جهود الاتحاد الأوروبي، بخصوص فرض حظر على النفط الروسي، ويرفض التوقيع، حتى تحصل بلاده المعتمدة على مصادر الطاقة الروسية، على صفقة رابحة.
     وحاليا، تكتسب فكرة تشكيل جبهة غربية، موحدة، وقوية، لمواجهة بوتين، أهمية بالغة بالنسبة للاتحاد الأوروبي، لكن لا برلين، ولا باريس، تمتلك القوة لإقناع أوربان، كما أن رئيس المفوضية الأوروبية، توجه لبودابست مساء الإثنين، للمحاولة، لكن دون جدوى، وبطبيعة الحال، إن احتفاظ تكتل مكون من27 دولة، في فرض حظر يؤثر بشكل مختلف على كل منهم، يعد تحديا كبيرا، وهو الأمر الذي يراه بوتين، نقطة ضعف.
     وعند النظر إلى الماضي القريب لمنطقة اليورو، وخلال أزمة الديون اليونانية، نرى أن ميركل تمكنت من توحيد الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، أو على الأقل تمكنت من إبقائهم جميعا في نفس الغرفة، حتى عثروا على الحل، وعلى الرغم من أنها لم تتلق الحب بسبب ذلك إلا أنها تلقت الاحترام.
     والآن، بدأت الشكوك تساور بروكسل حول جدوى مبدأ الالتزام بضرورة إصدار القرارات المتعلقة بالسياسات الخارجية، ومنها العقوبات، التي يفرضها الاتحاد الأوروبي، بإجماع الأعضاء، وفي ظل الظروف الخطيرة، وغير المتوقعة التي يواجهها التكتل حاليا، ينظر البعض إلى هذا المبدأ، على أنه أصبح من الماضي. 
 
تواصل جلسات الاستماع بشأن الدعوي  التي رفعتها أرمينيا ضد أذربيجان" في محكمة العدل الدولية - مباشر

أحدث الأخبار

تفعيل نظام مير الروسي في مصر.. انعكاسات مهمة على السياحة والتبادل التجاري
18:00 23.04.2024
مشروع مسام ينتزع 857 لغماً في اليمن خلال أسبوع
17:30 23.04.2024
علي موسي إبراهيموف : الحرب العالمية الثالثة بدأت بالفعل
17:07 23.04.2024
شنجن للخليجيين لمدة 5 سنوات من أول طلب
17:00 23.04.2024
مسجد باريس يعرب عن قلقه بشأن تصريحات رئيس الوزراء الفرنسي حول التسلل الإسلامي
16:00 23.04.2024
مصر تؤكد السيطرة على حدودها مع غزة
15:30 23.04.2024
وصول المعتمرين الإيرانيين المدينة المنورة بعد توقف 9 سنوات
15:00 23.04.2024
ميرزاييف: "السياسات الأرمينية العدائية قادتها إلى الهاوية"
14:00 23.04.2024
تورال إسماعيلوف : إيران تري أن أذربيجان تمثل تهديدًا لها
13:00 23.04.2024
تواصل جلسات الاستماع بشأن الدعوي التي رفعتها أرمينيا ضد أذربيجان" في محكمة العدل الدولية - مباشر
12:15 23.04.2024
وفد من البنتاجون يزور النيجر لمناقشة انسحاب القوات الأمريكية
12:00 23.04.2024
بدأ عملية تحديد إحداثيات الحدود الأذربيجانية الأرمينية
11:50 23.04.2024
سلطان عُمان يزور الإمارات ويبحث مع محمد بن زايد التعاون والعمل المشترك
11:45 23.04.2024
زيارة أردوغان للعراق. دلالات على مرحلة جديدة من التعاون
11:30 23.04.2024
إيران وباكستان تبحثان إصلاح العلاقات بعد توترات حدودية
11:16 23.04.2024
أمير قطر يبدأ اليوم زيارة لبنجلاديش لتعزيز التعاون الاقتصادي
11:00 23.04.2024
القمة الثلاثية في تونس تناقش تحديات أمنية واقتصادية مشتركة
10:46 23.04.2024
الشيخ مشعل الأحمد يبدأ زيارة دولة للأردن
10:30 23.04.2024
الرئيس الألماني يزور تركيا حاملاً 60 كيلوجراماً من الشاورما
10:16 23.04.2024
الإنفاق الدفاعي العالمي بلغ 2443 مليار دولار عام 2023 وسط 55 نزاعاً
10:00 23.04.2024
إطلاق صواريخ من العراق باتجاه قاعدة للتحالف الدولي بسوريا
09:45 23.04.2024
استقالة رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية
09:17 23.04.2024
بغداد وأنقرة تتجهان لطيّ صفحة الخلافات السياسية
09:00 23.04.2024
سيول تحتج على إرسال الزعماء اليابانيين قرابين لضريح ياسوكوني
18:00 22.04.2024
مشاهد قاسية لجثامين انتُشلت من مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي
17:30 22.04.2024
هل حان وقت احلال السلام في القوقاز؟
17:00 22.04.2024
مشتريات الصين من الذهب تعزز ارتفاع أسعاره وتحطيمه أرقاماً قياسية
16:30 22.04.2024
منتدى خليجي- أوروبي يبحث الأمن والتعاون الإقليمي
16:00 22.04.2024
باسل الحاج جاسم : ترسيم الحدود بين اذربيجان وأرمينيا خطوة لتجاوز عقبات السلام الدائم في القوقاز
15:09 22.04.2024
هنية إدارة غزة يجب أن تتم بإرادة فلسطينية
15:00 22.04.2024
فكرت صادقوف: " جنوب القوقاز اقترب من السلام الدائم
13:51 22.04.2024
شابنام حسنوفا : زيارة الرئيس إلهام علييف إلي روسيا ليست صدفة
13:00 22.04.2024
تحديد 29 يونيو موعدا لإجراء الانتخابات الرئاسية في موريتانيا
12:00 22.04.2024
انتخابات تشريعية في المالديف على خلفية منافسة بين الهند والصين
11:00 22.04.2024
أمير الكويت يعين الشيخ أحمد العبد الله نائباً للأمير
10:30 22.04.2024
أمير قطر يصل إلى الفلبين في مستهل جولة آسيوية تشمل بنجلاديش ونيبال
10:15 22.04.2024
الغارات الإسرائيلية تقتل 48 شخصاً في غزة خلال 24 ساعة
10:00 22.04.2024
العراق يتباحث مع أردوغان بشأن حصة عادلة من المياه لنهري دجلة والفرات
09:45 22.04.2024
الرئيس الإيراني يزور باكستان
09:30 22.04.2024
الأردن: نتنياهو يريد جر الولايات المتحدة لمواجهة مع إيران
09:15 22.04.2024
جميع الأخبار