روسيا وفرنسا.. اتهامات متبادلة بانتهاك سيادتي مالي وأوكرانيا

تحليلات 11:02 16.05.2022
في الوقت الذي تقبض الحرب في أوكرانيا أنفاس العالم، يشتد الصراع الروسي الفرنسي على النفوذ في مالي، خاصة بعد أن قررت الأخيرة إنهاء تعاونها العسكري مع باريس، ومطالبة موسكو باجتماع غير رسمي لمجلس الأمن لبحث "احترام سيادة مالي".
وآخر فصول هذا الصدام الروسي الفرنسي في مالي، نشر الجيش الفرنسي عبر وسائل إعلام غربية، صورا التقطتها طائرة مسيرة، قال إنها لمرتزقة روس يدفنون جثثا قرب قاعدة عسكرية في بلدة غوسي (شمال)، بهدف اتهام الفرنسيين بترك مقبرة جماعية وراءهم.
بينما يزعم الجيش المالي أنه أول من اكتشف المقبرة الجماعية في غوسي، في 21 أبريل/نيسان الماضي، بعد سيطرته على القاعدة العسكرية إثر انسحاب الجنود الفرنسيين منها في 19 من ذات الشهر.
لكن ما أثار غضب المجلس العسكري المالي، ليس فقط اكتشاف المقبرة الجماعية بالقرب من قاعدة غوسي، وإنما ما اعتبره اختراق فرنسا لسيادة بلاده، والتجسس على أراضيها دون إذن.
وليست هذه المرة الأولى التي تتهم فيها باماكو الطيران الفرنسي باختراق أجوائها دون إذن مسبق، ما جعلها تقرر "الإنهاء الرسمي لاتفاقية التعاون الدفاعي المبرمة مع فرنسا في 2014"، وكذلك "النهاية القانونية للاتفاقيات في 2013 و2020 بشأن عملية (برخان) الفرنسية، وعملية (تاكوبا) الأوروبية"، ابتداء من 2 مايو/أيار الجاري.
فرنسا اعتبرت من جهتها القرار المالي "غير مبرر" خاصة وأنها قررت في يونيو/حزيران 2021، سحب قواتها من البلاد بشكل تدريجي إلى غاية أغسطس/آب 2022.
وحظي الموقف الفرنسي بدعم أوروبي، حيث أعلنت ألمانيا، في 4 مايو، إنهاء مشاركتها في مهمة التدريب التابعة للاتحاد الأوروبي في مالي (تاكويا)، لكنها أعربت عن استعدادها لمواصلة مهمة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في البلاد وفقا لشروط معينة.
وقالت وزيرة الدفاع الألمانية كريستينة لامبريشت، إنه "في ظل الحكومة الانتقالية الحالية في مالي فإن هناك خطرا من أن الجنود الماليين الذين دربتهم ألمانيا يمكن أن يقاتلوا مع القوات الروسية ويرتكبوا انتهاكات قاسية لحقوق الإنسان.. لا يمكننا دعم مثل هذا النظام بعد الآن".
وتعيد مقبرة غوسي الجماعية، التذكير بمجزرة مورا بمنطقة موبتي (وسط)، التي وقعت ما بين 23 و31 مارس/آذار الماضي، والتي خلفت 300 قتيل، أغلبهم مدنيون، على يد قوات مالية ومرتزقة يعتقد أنهم يتبعون شركة فاغنر الروسية، بحسب منظمة "هيومن رايتس ووتش" (حقوقية).
بينما تقول الرواية المالية إن قواتها قضت على 203 إرهابيين، واعتقلت 51 آخرين، في عملية واسعة استخدمت فيها 5 مروحيات نقل جنود وقتالية، في مورا، حيث تنشط جماعة ماسينا، التي يتحدر أغلب عناصرها من قبائل الفولاني، والمتحالفة مع تنظيم القاعدة.
 
** بين غوسي وبوتشا
جلسة مجلس الأمن الدولي المغلقة حول مالي، والتي عقدت في 3 مايو، بطلب من روسيا، بعدما اتهمت مالي فرنسا بالتجسس عليها، في رسالة وجهتها لـ193 دولة عضو في الأمم المتحدة.
النقاش داخل مجلس الأمن كان حادا، بعدما اتهمت السلطات الانتقالية المالية فرنسا بانتهاك سيادة أجوائها، بينما نفت فرنسا ذلك، واعتبرت أن التقاط طائرتها المسيرة لصور في غوسي، كان وفقا لما نص عليه اتفاق 2013، بحسب إذاعة فرنسا الدولية.
روسيا الحليفة الجديدة للسلطات الانتقالية في مالي، اتهمت باريس بالتضليل، ودعتها إلى احترام سيادة مالي، واشتبهت في وجود تلاعب في المقبرة الجماعية في غوسي على غرار المقابر الجماعية في بلدة بوتشي يضواحي العاصمة الأوكرانية كييف، التي اتهمت القوات الروسية بارتكابها عقب الانسحاب منها.
وردت عليها باريس بتذكيرها بالسيادة الأوكرانية، في إشارة إلى العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، ودعت إلى إجراء تحقيق مستقل حتى يتم التعرف رسمياً على هؤلاء الرجال الموجودين في مقبرة غوسي الجماعية.
حيث تحولت جلسة مجلس الأمن المغلقة، إلى تبادل الاتهامات بين فرنسا وروسيا حول انتهاك سيادة كل من مالي وأوكرانيا، وارتكاب مجازر في البلدين.
ومطالبة باريس بكشف هوية الجثث في مقبرة غوسي الجماعية راجع إلى اشتباهها في أنهم قتلوا في مناطق أخرى، خاصة أن القوات المالية التي تحقق في الواقعة لم تكشف بعد هوية الجثث.
 
** مصير غامض للقوات الأممية
في يونيو المقبل، ستقرر الأمم المتحدة ما إذا كانت ستجدد مهمتها لحفظ السلام في مالي، التي يبلغ قوامها 14 ألف جندي وشرطي، أم ستنهيها، في ظل توتر العلاقات الفرنسية المالية بشكل حاد.
انسحاب القوات الفرنسية من مالي في أغسطس المقبل كما أعلنت باريس عن ذلك مسبقا وتصر على بقائها إلى غاية هذا الموعد، أو في مايو الجاري، كما طلبت باماكو بذلك عقب إنهائها الاتفاقيات الدفاعية مع فرنسا بضع القوات الأممية في شمال البلاد في مأزق.
فالقوات الأممية ورغم تعدادها الكبير نسبيا إلا أنها ليست قوات قتالية بإمكانها مواجهة الجماعات المسلحة سريعة الحركة ومطاردتها في صحراء شاسعة، بل قد تصبح عرضة لهجماتها.
وأغلب القوات الأممية من ألمانيا ومن دول غرب ووسط إفريقيا الخاضعة للنفوذ الفرنسي، ما قد يجعل إنهاء مهمة حفظ السلام أمرا غير مستبعد، خاصة بعد إتمام انسحاب القوات الفرنسية التي توفر لها الدعم العسكري واللوجيستي.
لكن ألمانيا لم تعلن بعد سحب عناصرها من القوات الأممية، وإن قررت سحب جنودها وضباطها في قوة تاكوبا الأوروبية، ما يؤكد أن مصير القوات الأممية في مالي لم يحسم بعد.
وهذا الوضع الغامض، حذر منه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، لأن مالي "قد تنهار" إذا سحبت المنظّمة الدولية القبعات الزرق منها، مقترحا "تشكيل بعثة عسكرية أفريقية بتفويض قوي من مجلس الأمن الدولي".
ويشبه هذا المقترح القوات الإفريقية في الصومال المدعومة من مجلس الأمن، والذي توفر لها الأمم المتحدة الدعم المالي واللوجيستي.
وهو إشارة إلى إمكانية سحب الدول الأوروبية عناصرها من القوات الأممية في مالي.
بالمقابل، تعول باماكو على الدعم العسكري الروسي، في مواجهة الانفلات الأمني في الوسط، وربما في مرحلة لاحقة بالشمال.
إذ رغم انشغال روسيا بالحرب في أوكرانيا إلا أن ذلك لم يمنعها من تزويد مالي بعتاد عسكري ثقيل، بينه مروحيتين قتاليتين في مارس الماضي، و4 مروحيات في أكتوبر/تشرين الأول 2021.
كما أرسلت روسيا نحو 800 عنصر من فاغنر، بحسب إعلام أوروبي، للتدريب وللمشاركة في العمليات القتالية ضد الجماعات المسلحة.
وهذا الوضع ينبئ بأن مالي مقبلة على مواجهات أكثر عنفا وضراوة بين الجيش المالي المدعوم من روسيا وفاغنر والجماعات المسلحة بمختلف توجهاتها بمن فيهم متمردو الطوارق في الشمال، وما جرى في مورا، عنوان عريض لما قد يحدث في قادم الأيام.
ما مدي عدالة محكمة العدل الدولية ؟ - أومود ميرزايف يجيب

أحدث الأخبار

أسرار استهداف إيران لأذربيجان
17:16 19.04.2024
في يومها الأخير جلسات الاستماع في الدعوي الارمينية ضد أذربيجان
16:00 19.04.2024
كواليس انسحاب قوات حفظ السلام الروسية من قراباغ
15:00 19.04.2024
زرادشت علي زاده : الولايات المتحدة لا تريد أن يتم فتح طريق زانجيزور في ظل هذه الظروف
14:00 19.04.2024
ما تأثير انسحاب قوات حفظ السلام من قراباغ؟
13:00 19.04.2024
اشتباكات بين الدفاع الجوي الإيراني وطائرات إسرائيلية بطهران
12:00 19.04.2024
جوتيريش العمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح ستفاقم الأوضاع الإنسانية
11:45 19.04.2024
صندوق النقد الدولي يتوقع أن يبقى النمو في الشرق الأوسط مكبوحاً
11:30 19.04.2024
صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة وورلد برس فوتو لعام 2024
11:15 19.04.2024
فيضانات نيجيريا تزيد من نقص محصول الكاكاو
11:00 19.04.2024
قطر تعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار في غزة
10:45 19.04.2024
بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين بسبب نشاطات تخريبية
10:30 19.04.2024
اليونيسف طفل يصاب أو يموت كل 10 دقائق في غزة
10:15 19.04.2024
الهند تشهد أكبر انتخابات في تاريخها بمشاركة مليار ناخب
10:00 19.04.2024
المياه تغمر نحو 18 ألف منزل في روسيا بسبب الفيضانات العارمة
09:45 19.04.2024
الحرس الثوري الإيراني يعلن تحديد مواقع المنشآت النووية الإسرائيلية ويحذر تل أبيب
09:30 19.04.2024
أجندة واسعة لزيارة إردوغان للعراق
09:15 19.04.2024
السفير الأمريكي في أذربيجان يزور أغدام
09:00 19.04.2024
بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين بسبب نشاطات تخريبية
01:00 19.04.2024
ميرزايف : هذه المحاكمة تأخرت 30 عاما
17:00 18.04.2024
علي الحوفي: من الأفضل للجميع أن يعم السلام والاستقرار في المنطقة
16:00 18.04.2024
فؤاد عباسوف: من يريد السلام مع جاره لا يحاكمه!
15:00 18.04.2024
سياسي أوكراني : انسحاب الجيش الروسي من قراباغ انتصار سياسي لأذربيجان
14:00 18.04.2024
موسكو تدعم رئاسة كازاخستان لمنظمة شنغهاى للتعاون
13:00 18.04.2024
هل كان وجود قوات حفظ السلام الروسية في قراباغ يمثل تهديدا لأذربيجان؟
12:00 18.04.2024
ميرزاييف: كنت أنتظر انسحاب قوات حفظ السلام الروسية لقراباغ بفارغ الصبر
11:30 18.04.2024
البنك الدولي يعتزم توصيل خدمة الكهرباء لـ 300 مليون أفريقي
11:15 18.04.2024
الانتقام الإيرانى كثيف وناعم ومثير
11:00 18.04.2024
اليونيسف استشهاد ما يقرب من 14 ألف طفل في غزة منذ بدء الحرب
10:45 18.04.2024
تركيا تتهم نتانياهو بـدفع المنطقة إلى الحرب للبقاء في السلطة
10:30 18.04.2024
ترقب في مجلس الأمن للتصويت على عضوية فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة
10:15 18.04.2024
ما مدي عدالة محكمة العدل الدولية ؟ - أومود ميرزايف يجيب
10:00 18.04.2024
الاتحاد الأوروبي يتجه لتصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية
09:45 18.04.2024
ملكا الأردن والبحرين يرفضان كل ما يؤدي إلى الهجمات البرية على رفح
09:30 18.04.2024
الجزائر تقدم مساهمة مالية استثنائية لوكالة الأونروا
09:17 18.04.2024
الكرملين يؤكد الانسحاب من منطقة قراباغ
09:04 18.04.2024
إيقاد شعلة أولمبياد باريس في أولمبيا القديمة
19:00 17.04.2024
أفضل 30 وجهة سفر عالمية لعام 2024
18:00 17.04.2024
سياسي أرميني يوجه نقدًا لاذعًا إلي محكمة العدل الدولية
17:00 17.04.2024
سيلين سينوكاك : فرنسا تشن حملة دبلوماسية لزعزعة الاستقرار في المنطقة
16:00 17.04.2024
جميع الأخبار