وصف وزير خارجية أذربيجان جيحون بيراموف علاقات بلاده مع تركيا بالتحالف الاستراتيجي، وأكد أنه من مصلحة أرمينيا تطبيع العلاقات مع أنقرة وباكو.
جاء ذلك في حوار أدلى به بيراموف لوكالة الأناضول خلال زيارته أنقرة للمشاركة في حفل استقبال أقامته وزارة الخارجية التركية بمناسبة الذكرى الثلاثين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين تركيا والدول الصديقة والشقيقة.
وأضاف بيراموف أن "إعلان شوشة" بين بلاده وتركيا رفع علاقات الصداقة والأخوة بين البلدين إلى مستوى "التحالف الاستراتيجي بصورة رسمية".
وفي 15 يونيو 2021، وقّع الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان، والأذربيجاني إلهام علييف، "إعلان شوشة" بشأن العلاقات الثنائية.
وأكد بيراموف أن العلاقات بين تركيا وأذربيجان تتعدى كونها مجرد علاقات سياسية بين بلدين، إذ تجمع الشعبين روابط تاريخية وثقافية كثيرة.
وأضاف أن العلاقات بين البلدين في تطور مستمر، مذكرا بمقولة مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك، إن "فرحة أذربيجان هي فرحتنا وحزنها حزننا"، وبمقولة الرئيس الأذربيجاني السابق حيدر علييف، إن "تركيا وأذربيجان شعب واحد ودولتان".
وأوضح بيراموف أنه بجانب العلاقات الثنائية الوطيدة يوجد تعاون وثيق بين البلدين في كثير من الملفات والمنظمات الدولية.
وأكد أن منظمة الدول التركية اتخذت قرارات مهمة ساهمت في تطوير العلاقات بين الدول الأعضاء وقدمت مساهمات إيجابية لشعوب المنطقة.
وأعرب عن ثقته بأن العلاقات بين أذربيجان وتركيا ستتطور أكثر في المستقبل، بما يتناسب مع مصالح الشعبين.
وقال بيراموف إن باكو تؤيد دائما إقامة علاقات جيدة مع كل الدول، باستثناء أرمينيا لأنها احتلت أراضي أذربيجانية بداية تسعينيات القرن الماضي.
ولفت إلى أن أرمينيا احتلت 20 بالمئة من أراضي أذربيجان في حرب قراباغ الأولى (1988-1994)، ولذلك لم تتم أي مفاوضات بين باكو ويريفان خلال فترة الاحتلال لتطبيع العلاقات بين البلدين.
وتابع: "عقب حرب قره باغ الثانية (2020)، أنهت أذربيجان الاحتلال الأرميني، ثم أعلنت باكو أنها مستعدة لطرح ما حدث في الماضي جانبا واتخاذ الخطوات اللازمة لتطبيع العلاقات وعقد اتفاقية سلام مع يريفان".
وأوضح أن دعوة أذربيجان لم تلق أي استجابة من أرمينيا لمدة عام كامل، ورغم ذلك أرسلت بلاده مطلع العام الجاري إلى الإدارة الأرمينية خطابا يضم المبادئ الأساسية لاتفاق سلام مقترح بين الطرفين.
وأشار إلى أن المجتمع الدولي رحب بهذه الخطوة الأذربيجانية، والرئيس علييف التقى رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان مرتين خلال آخر شهرين، بمبادرة من رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل.
وأوضح أنه تم خلال اللقاءين تناول الموضوعات التي يمكن أن تشملها اتفاقية سلام محتملة بين أذربيجان وأرمينيا، بالإضافة إلى ملفات فتح النقل بين البلدين وبدء عمل لجان ترسيم الحدود.
وقال بيراموف إن باكو تلقت رسائل إيجابية من يريفان بشأن تطبيع العلاقات، والتقدم في هذا المسار سيكون في مصلحة دول المنطقة وفي مقدمتها أذربيجان وأرمينيا.
واعتبر أن "تطبيع أرمينيا للعلاقات مع تركيا وأذربيجان سيفيد أرمينيا أكثر من غيرها، لأن السياسات العدوانية والاحتلالية التي انتهجتها يريفان على مدار 30 عاما لم تسبب لها غير المصائب، وعلى الإدارة الأرمينية أن تعي ذلك جيدا".
وبشأن مفاوضات ممر زنغزور لربط محافظات غربي أذربيجان بجمهورية نخجوان ذاتية الحكم عبر الأراضي الأرمينية، قال بيراموف إنهم لم يتوصلوا بعد إلى نتيجة نهائية، وإن أرمينيا تستمر في المماطلة متذرعة بحجج مختلفة.
وأردف أن أرمينيا هي أكثر دولة تفتقر لإمكانات النقل في المنطقة، ولذلك فإن تنفيذ مشروع ممر زنغزور مهم جدا بالنسبة لها بقدر أهميته للدول الأخرى في المنطقة.
وأكد بيراموف أن أذربيجان أعلنت بوضوح أنها تدعم تطبيع العلاقات بين تركيا وأرمينيا وتنظر بإيجابية إلى اللقاءات الثلاثة التي عقدت بين المبعوثين الخاصين لأنقرة ويريفان.
وتابع: "تركيا وأذربيجان أوضحتا لأرمينيا بصراحة أنهما تؤيدان إقامة علاقات جيدة وأنه يمكن التوصل إلى نتائج جيدة إذا اتخذت أرمينيا الخطوات المناسبة وتصرفت في إطار احترام القوانين الدولية وحقائق المنطقة".
وبشأن التعاون في مجال الطاقة بين باكو وأنقرة، قال بيراموف إن بلاده لديها استثمارات بقيمة 19 مليار دولار في تركيا، منها 17 مليار دولار في مجال الطاقة.
وأشار إلى وجود أزمة طاقة في أوروبا لعدة أسباب أبرزها الحرب الروسية الأوكرانية المتواصلة منذ 24 فبراير الماضي.
وأضاف أن أذربيجان تلقت طلبات كثيرة لزيادة إمدادات الغاز الطبيعي إلى أوروبا عبر خط الممر الجنوبي للغاز الطبيعي.
وأفاد بإمكانية زيادة إمدادات الغاز الطبيعي إلى أوروبا عبر التعاون بين تركيا وأذربيجان، وأن الاستراتيجيات الناجحة التي حددها البلدان على مدى سنوات تؤتي ثمارها الآن.
وأشاد بيراموف بإقامة مهرجان "تكنوفيست" لتكنولوجيا الطيران والفضاء التركي في أذربيجان بين 26 و29 مايو الماضي للمرة الأولى خارج تركيا.
وقال إن المهرجان أصبح ماركة عالمية في مجال تكنولوجيا الطيران وشهد إقبالا كبيرا من الزائرين في أذربيجان.