أجرى سفير اليونان لدى جمهورية اذربيجان السيد ديميتريوس تسونغاسين (Dimitrios G. Tsoungas) المقابلة الحصرية مع مراسل Eurasia Diary حيث أبدى فيها بأفكاره مثيرة للاهتمام. وتحدث عن العديد من القضايا والتحديات العالمية بما فيها أزمة الهجرة الحالية في أوروبا والصراعات الإقليمية والعالمية.
.E.D: من فضلك، تحدث عن خلفية ترقيك في السلك الدبلوماسي ؟
D.G.T.: حسنا، أنا سعيد أن أقول إنني أعمل في السلك الدبلوماسي منذ 33 عاما. انضممت إلى الخدمات الدبلوماسية في بلدي في عام 1983 وأرسلوني للعمل في بروكسيل في مكتب المبعوث الدائمي لليونان في الاتحاد الأوروبي بما فيه خلال النصف الأول من عام 1994 عندما ترأس اليونان الاتحاد الأوروبي. ثم رجعت إلى اليونان وبعد قضاء سنتين في أثينا عملت في عدد من البلدان. لأول مرة عملت كسفير لبلدي في بكين في الصين. وحالياً أنا سفير اليونان في أذربيجان. وخلال عملي في أثينا اشتغلت في مجال حل القضايا المرتبطة بمعاهدة شينغين والعلاقات الثنائية السياسية بين اليونان ودول أوروبا الجنوبية الشرقية التي هي جارتنا ومهمة جداً بالنسبة لنا.
.E.D: ما هي رؤيتك للوضع الراهن في اليونان في آفاق الاتحاد الوروبي؟
D.G.T.: اليون من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وانضممنا إلى الاتحاد في عام 1981. منذ ذلك الوقت خلال 35 سنة تتطور الأحداث داخل الاتحاد بأشكال مختلفة ونحاول ان نكون بنائين على قدر الإمكان. مكاسبنا كثيرة عقب انضمامنا إلى الاتحاد الأوروبي، كما أعطينا للاتحاد الكثير أيضاً. وهذا ما يخص لجميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. في رأيي أنه بعد مرور 35 سنة من العضوية هناك نتيجة إيجابية لأننا أعضاء في مجموعة الدول التي هي من الدول الرائدة في العالم من الناحيتين السياسية والاقتصادية. إذن في رأيي اكتسب اليونان الكثير وساهم في الكثير في الظروف المتغير بصورة مستمرة.
.E.D: ما رأيك في أزمة الهجرة في أوروبا؟
D.G.T.: كما قلت من قبل، إن اليونان يقع في أوروبا الجنوبية الشرقية على حدود تركيا. من بداية الأزمة السورية أصبحت تركيا إلى بلد الانتقال للاجئين والمهاجرين إلى أوروبا وليس من سوريا فقط، بل من البلدان الأخرى أيضاً. والبوابة الأخيرة لأوروبا هي اليونان . ونعم، صحيح إننا نعاني الكثير من تدفق اللاجئين والمهاجرين. مع ذلك خلال السنة الماضية قدم إلى اليونان أكثر من مليون لاجئ ومهاجر، هناك الفرق بين لاجئ ومهاجر ولكن في الحين تلاقون كلهم مع البعض بدفعة واحدة من المستحيل أن تعرفوا من هو لاجئ ومن هو مهاجر. وهكذا وقعنا في معضلة. ولكننا نبذل الجهود ونسعى للقضاء على أزمة اللاجئين والمهاجرين. لنعيش لنرى ماذا سيحدث في المستقبل.
.E.D: ما رأيك في النزاع في قاراباغ الجبلية؟
D.G.T.: هذه المشكل معقدة جداً. كما تعرفون نعاني من المشكلة الشبيهة في قبرص الشمالية خلال 42 سنة أخيرة. هذه النزاعات مجمدة. في رأيي اجتماعات القمة الأخيرة بين رئيسي الجمهوريتين في فينا وسانكت بطرسبورغ كانت مثمرة جداً وأتمنى أن هذه العملية ستتواصل. والموقف الرسمي لليونان كالتالي: نؤيد تماماً مساعي مجموعة منسك في عملية إقرار السلام. وأتمنى أن هذا النزاع سيجد حله في الأسرع ما يمكن لأن النزاعات المجمدة لم تفد المنطقة برمتها.
.E.D: ما رأيك في خبرة العمل كسفير في أذربيجان العضو في الاتحادالسوفيتي السابق؟
D.G.T.: زرت أذربيجان مرتان قبل مباشرة العمل كسفير. قدمت أذربيجان كسفير في عام 2013 وكن زرت أذربيجان في 2009 و2011 أيضاً. في زيارتي الأولى شعرت نفسي كأنني في بيتي. لم أعرف كثيراً عن باكو وأذربيجان في ذلك الحين ولكن كل شيء كان معروفاً لي بشكل ما. لذلك ما عنيت من المشاكل في التكيف واكتفي الأسبوع لذلك. وكنت أحس كأنني هنا منذ 6 أشهر. لم أزر أذربيجان في العهد السوفيتي ولذلك لم أتمكن من أي مقارنة. ولكن أثناء زيارتي لأذربيجان في 2009 رأيت بلداً صغيراً ولكن ديناميكيا وواقعاً على شاطئ بحر قزوين وغنياً بثرواتها الطبيعية والذي ينمو بطريقه الخاص. واشاهد تنمية هذا البلد في جميع المجالات.
.E.D: كونك سفيراً لليونان وكونك إنساناً عادياً ما رأيك في سبب رئيسي لزيادة عدد النزاعات العالمية؟
D.G.T.: هذه مسألة معقدة. هنا العديد من بؤر التوتر في أنحاء العالم. لا أعرف ما هو سبب. لا أتمكن من الرد على سؤال. قد تكون مصالح مختلفة سبباً في شتى مناطق النزاعات إلى جانب الاختلافات في نمط التفكير والوعي والظروف الاقتصادية. هناك بلدان فقيرة وغنية. تسعى البلدان الفقيرة للتنمية وتريد الحصول على الأرباح بطريقة ما من الدول المتقدمة المجاورة بطريقة كسب الأموال أو احتلال الأراضي. وهذه النزوات تسبب الصراعات في هذه المجالات. من الناحية الأخرى هناك دول كبرى وقوية. لها مصالحها الخاصة في هذه المناطق. لا أتمكن أن أقول إنها على الصواب أو الخطأ. في أي حال من الأحول أنها تقوم بكل ما في إمكانها. وأن الظروف معقدة وتتلخص المشكلة في أن هذه النزاعات تزيد عدداً بدل ما تنقص. وأنا أرى في هذا عجزاً للإنسانية. لا يمكن تمنع للإنسانية في رغبتها لكسب أكثر فأكثر من الحياة. طالما يريد الإنسان الأكثر فالأكثر أنه يتصرف بطريقة غير شريفة وعدوانية. ومن الصعب التعامل بمثل هذا الإنسان. وهذا يطلب من الدول المتقدمة جهوداً كبيرة وأكثر مما نشاهدها الآن. ولذلك الوضع الراهن معقد جداً.
.E.D: ماذا تريد أن نقول لقراء Eurasia Diary؟
D.G.T.: التمسك بأحلامه واهدافه، إذا لا يمكن هذا عليكم تحديدها والعمل لتحقيقها. تمسكوا بأحلامكم وتعملوا كثيراً. لا يمكن تحقيق شيء ما دون الجهود الجاهدة. العالم ليس بعالم إنساني بل عليكم أن تظلوا إنساناً، علينا أن نعمل ونتعامل كثيراً. لم نقم بانفراد بل نقيم معاً علينا أن نقوم كل ما في مقدرتنا لكي يعرفوننا الآخرون بأحسن صورة.
أجرى المقابلة ملك أيوب سمبل
الترجمة إلى العربية ذاكر قاسموف