سوريا وغموض يحيط بالمستقبل بعد استعادة حلب

كانت هناك احتفالات في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة بعد استعادة حلب

تحليلات 11:53 19.12.2016

ربما تكون معركة حلب قد وصلت إلى نهاية، لكن الصراع على مستقبل سوريا مستمر بل في الحقيقة قد يصبح أكثر دموية مما هو عليه الآن.

وتعد الهزيمة الساحقة للمعارضة المسلحة التي كانت تتمركز في شرقي حلب نصرا دعائيا للرئيس السوري بشار الأسد، الذي أصبح يسيطر على كل المدن الكبرى الرئيسية في البلاد تقريبا.

وتعتبر استعادة حلب، التي كانت أكبر مدن سوريا تعدادا في السكان ومركزها المالي والتجار، جائزة كبرى للنظام السوري.

فاستعادة السيطرة على حلب بأكملها ليس انتصارا للأسد فقط، بل لحليفيه إيران وروسيا.

وقد لا تمثل حلب أهمية استراتيجية كبيرة بالنسبة لروسيا، لكن هزيمة المعارضة غيرت من مسار الصراع وصبت في مصلحة الرئيس السوري وزادت حظوظه التي كانت في تراجع قد التدخل الروسي.

فقد جاء اللاعب الخارجي، روسيا، ليرجح كفة قوات النظام ويؤمن تطلعاتهم الاستراتيجية، وهي التطلعات التي يُرجح أن تلعب دورا هاما فيما ينتظر سوريا في المستقبل.

وإذا عززت القوات الحكومية سيطرتها على حلب، تكون بذلك قد أحكمت قبضتها على ما يُعرف بالمناطق "الأكثر أهمية في سوريا"، إذ يضم الغرب السوري على أهم المدن الرئيسية وساحل المتوسط.

ولم يعد هناك خيار أمام الأسد سوى أن ينحت الدولة الجديدة ويعزز وجود "ما تبقى من سوريا".

ولطالما يصرح الرئيس السوري بأنه العمليات العسكرية للقوات السورية لن تتوقف قبل استعادة كل المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة. لكن على أرض الواقع، لا يمكن تحقيق ذلك وهذه التصريحات ليست سوى مجرد ثرثرة.

ولم يعد هناك إلا شبح للقوات التي بدأ بها الرئيس السوري صراعه مع المعارضة المسلحة بعد أن نال منها الإنهاك. وقد يجعل الانسحاب السريع للقوات السورية من مدينة تدمر بعد عودة ما يُسمى بتنظيم الدولة الإسلامية نشك في قدرة الجيش السوري على الحفاظ بما حققه من مكاسب على الأرض.

آلاف الأسر المشردة خلفها القتال في حلب

أسئلة ملحة      

لابد من ألا يخدعنا الانتصار في حلب، فهناك أدلة مادية واضحة أمامنا على حالة الضعف والإنهاك في صفوف القوات الحكومية.

فقد تحول أغلب عناصر الجيش السوري النظامي إلى ميليشيات موالية للنظام، غالبا ما يكون لديها اهتمامات محلية في مناطق بعينها. كما تقود القوات المدعومة من إيران، ومقاتلو حزب الله، والميليشيات الشيعية أغلب المعارك.

وفر أغلب مقاتلي المعارضة المسلحة إلى محافظة إدلب جنوب غرب حلب طلبا لملاذ آمن، ومن المتوقع أن تكون إدلب ميدانا للمعركة القادمة إذا ما أراد الجيش النظامي والقوات الروسية الداعمة له الاحتفاظ بزخم الانتصارات.

وبالطبع، سيكون لروسيا رأي في تلك المعركة، فهي لن تملي على الأسد ما سيفعله، لكنها ستدعمه بالسلاح والغطاء الجوي,

والآن ظهرت بعض التساؤلات، فما هي الخطوة القادمة لروسيا؟ وهل تريد حربا مستمرة في المنطقة؟ أم أنها تريد أن تضع نهاية للقتال بعد انتصار حلب واتخاذ بعض الترتيبات أو الوصول إلى تفاهمات مع إدارة ترامب في واشنطن؟

في كل الأحوال، يجب أن نعلم أن أي صفقة ستعني قبول الولايات المتحدة بتنامي نفوذ إيران في سوريا.

ومن المحتمل أن يكون هناك تعارض بين ميل الإدارة الأمريكية القادمة إلى تحسين العلاقات مع روسيا والاتجاه العدائي الذي يتبناه عدد من مساعدي ترامب في إداته الجديدة.

لكن خيارات الجانب الأمريكي باتت محدودة في الوقت الراهن، فقد دق سقوط حلب مسمارا في نعش السياسة الأمريكية التي تبناها الرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما تجاه الأزمة في سوريا، التي تتضمن دعم ما يُسمى بفصائل المعارضة المعتدلة.

وتريد الولايات المتحدة أن تحارب المعارضة تنظيم الدولة الإسلامية، لكن فصائل المعارضة المعتدلة تتزايد عليها الضغوط يوما بعد يوم.

فهذه الفصائل تمر بأوقات عصيبة، فما خسرته ليس مجرد معركة. ربما لم تخسر الحرب - أو على الأقل حتى الآن - لكن الواقع أنها ابتعدت كثيرا عن تحقيق النصر.

مستقبل مجهول

تغلف ضبابية كثيفة مستقبل العلاقة بين فصائل المعارضة والإدارة الأمريكية. فلا أحد يعرف ما الذي يعتزم ترامب فعله معها. ويخشى محللون أن تنجرف جماعات المعارضة المعتدلة في التيار العنيف للفصائل الأكثر تشددا في سوريا.

وسط كل ذلك، وبعيدا عن الأوضاع الجيوسياسية والحملات العسكرية، هناك مآساة إنسانية مؤلمة وراء سقوط حلب.

فمبجرد انتهاء القتال، يظهر جليا حجم المصيبة التي خلفتها الحرب، وكغيرها من المدن السورية، تحتاج حلب إلى مساعدات فورية.

وعلى المدى الطويل، هناك حاجة ملحة إلى معركة للبناء وإعادة الإعمار.

لكن القتال مستمر في مناطق أخرى، ومع مقتل، وتشويه، وتشريد الآلاف، تفتقر سوريا - التي تعاني عقوبات على نطاق واسع - إلى الثروة المالية والبشرية التي تحتاجها لإتمام هذه المهمة.

وبعد نهاية الحرب في حلب، ينبغي أن تراجع الأطراف الداخلية والخارجية استراتيجياتها الحالية.

لكن تلك الحرب الوحشية متعددة الأطراف لن تفقد قدرا كبيرا من التعقيد الذي تنطوي عليه في الوقت الراهن.

مصور حيدر علييف : حيدر علييف كان سببًا في احترافي التصوير

أحدث الأخبار

هل يفي باشنيان بوعده باحلال السلام مع أذربيجان بحلول نوفمبر المقبل؟
17:34 13.05.2024
غالانت يُطلع بلينكن على مستجدات عملية رفح
17:00 13.05.2024
نتانياهو: إسرائيل في صراع وجودي ضد "وحوش حماس"
16:00 13.05.2024
ميرزايف يحصل علي شهادة فخرية من حزب أذربيجان الجديدة
15:30 13.05.2024
لم يعد أمام باشينيان حلول سوي إبرام اتفاق سلام مع أذربيجان واستعادة العلاقات مع تركيا
14:52 13.05.2024
سفير أمريكا لدى إسرائيل ينفي حدوث تغير في العلاقات بين واشنطن وتل أبيب
14:00 13.05.2024
برلماني أوكراني : روسيا تعيش أوضاع "مضطربة"
13:30 13.05.2024
ماذا نعرف عن أندري بيلوسوف؟
13:15 13.05.2024
مستشار خامنئي: طهران منفتحة على إجراء محادثات مع واشنطن
13:00 13.05.2024
شابس: شويغو مسؤول عن 355 ألف ضحية في صفوف الجيش الروسي
شابس: شويغو مسؤول عن 355 ألف ضحية في صفوف الجيش الروسي
12:45 13.05.2024
رجل يطلق النار من برج سكني في هامبورغ
12:30 13.05.2024
ليتوانيا: إقالة شويغو "رسالة" للشعب الروسي
12:15 13.05.2024
9 قتلى جرّاء هجوم صاروخي أوكراني على بيلغورود
12:00 13.05.2024
أردوغان تركيا الأكثر تقديما للمساعدات إلى غزة
11:45 13.05.2024
مقدونيا الشمالية.. الرئيسة تمتنع عن لفظ اسم بلدها خلال أداء اليمين الدستورية
11:30 13.05.2024
طهران تترقب وصول فريق من الذرية الدولية لبحث التعاون بينهما
11:15 13.05.2024
قس أرمني: أريد العودة إلى قاراباغ
11:12 13.05.2024
بريطانيا: جاهزون للحرب
بريطانيا: جاهزون للحرب
11:05 13.05.2024
سلطان عُمان يبدأ الاثنين «زيارة دولة» إلى الكويت
11:00 13.05.2024
رئيس وزراء جورجيا يتعهد بتمرير قانون العميل الأجنبي خلال أيام
10:45 13.05.2024
حزب الله يدخل ثالث منظومات الصواريخ الثقيلة إلى المعركة ضد إسرائيل
10:30 13.05.2024
تساؤلات بشأن اهتمام طائفة البهرة بتطوير مساجد آل البيت في مصر
10:15 13.05.2024
برنامج الأغذية العالمي يحذر من نزوح جديد لعائلات غزة بحثا عن الغذاء
10:00 13.05.2024
القاهرة تصعد تدريجياً ضد تل أبيب
09:45 13.05.2024
الأونروا ادعاءات إسرائيل بوجود مناطق آمنة بغزة كاذبة ومضللة
09:30 13.05.2024
الرئيس الروسي يقيل وزير الدفاع سيرجي شويجو
09:15 13.05.2024
أردوغان نتنياهو تخطى هتلر في أساليب الإبادة الجماعية
09:00 13.05.2024
روسيا تحرز تقدما جديدا في الاشتباكات الحدودية قرب خاركيف
16:00 12.05.2024
انطلاق احتفالية شوشا عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي 2024
15:00 12.05.2024
رئيس ليتوانيا يأمل في الفوز بولاية جديدة في انتخابات
14:00 12.05.2024
سلطان عمان في زيارة دولة إلى الكويت
13:00 12.05.2024
رئيس وزراء اليونان يزور تركيا
12:00 12.05.2024
اندلاع حريق في مصفاة نفط في روسيا
12:00 12.05.2024
يشبه المهاجرين بثعبان
11:00 12.05.2024
بايدن يضع شرطاً لوقف حرب غزة
10:00 12.05.2024
العراق يطيح بشبكتين دوليتين للإتجار بالبشر
09:00 12.05.2024
هايدي كون تجتمع مع وزير الخارجية الأمريكي
17:29 11.05.2024
المصور الإسباني جيرفاسيو سانشيز يزور مؤسسة أوراسيا الدولية للصحافة
16:38 11.05.2024
الجيش الإسرائيلي: 300 ألف شخص نزحوا من شرق رفح
15:00 11.05.2024
رئيس جهاز المنظمات غير الحكومية في الأمم المتحدة يزور أذربيجان
13:53 11.05.2024
جميع الأخبار