أردوغان يصعّد ضد روسيا في نيويورك قبيل معركة إدلب..ورهانات جديدة

مقالات 17:42 25.09.2021

حسين سمور

نجح الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بخطف الأنظار مجددا خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وذلك بعد "نكزة" وجهها لروسيا عبر منبر أممي بشأن عدم اعترافه بسيادة موسكو على شبه جزيرة القرم.

 

تعد هذه التصرفات والمواقف مألوفة عند أردوغان، حيث يعتبرها البعض هفوات قاتلة لرصيده السياسي والشعبي والبعض الآخر يراها حنكة وخطوة هامة للحصول على مآربه وأهدافه السياسية والاستراتيجية. وبالعودة إلى تاريخ تركيا فلربما يمكن اعتبار أردوغان أنجح وأهم سياسي تركي برز بعد حكم أتاتورك.
 
استطاع أردوغان بسياسته ومواقفه من تحويل تركيا خلال سنوات حكمه من قاعدة عسكرية لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ومركز ثقل للمصالح الأمريكية إلى دولة إقليمية استراتيجية مهمة ذات مصالح خاصة وتلعب دورا بارزا في المنطقة.
يعود كل ذلك النجاح لدى أردوغان إلى إمكانياته الفريدة من نوعها في مجال خوض غمار التحدي واللعب على المراهنات والتوازنات السياسية الحساسة على جبهات مختلفة ومتنافضة في وقت واحد، ما يخلق عيوبا ونقاط ضعف عديدة لديه أبرزها فقدان "حس المخاطرة" التي تودي بمواقفه وقراراته السياسية إلى نتائج سلبية على بلاده وأبرز مثال على ذلك مسار الاقتصاد والليرة التركية اللذين باتا حقلا للتجارب العلمية بين السماء صعودا والأرض هبوطا.
 
بدأت ألعاب ورهانات أردوغان السياسية تتكشف منذ عام 2011 خلال مساندته للثورات في العالم العربي والتي جعلته يخسر كل من مصر وسوريا، ورغم ذلك استمر بمغامراته حتى إسقاط الطائرة الروسية عام 2015 فوق الأجواء السورية التي أراد من خلال ذلك إثبات وجوده، لكنه فشل مرة أخرى بعد محاولة انقلابية كانت ستطيح به.
 
أما اليوم يعيد الرئيس التركي الكرة مرة أخرى، لكن برهانات أخرى يحاول من خلالها الحصول على مكاسب معينة من خلال روسيا عبر طرحه موضوع أحقية السيادة على شبه جزيرة القرم على منبر أممي ليسمعه العالم كله وخصوصا موسكو، متناسيا في الوقت نفسه سياسة بلاده الشبيهة خلال الحرب الأهلية القبرصية عام 1974 حيث قامت أنقرة بكل ما يلزم للدفاع عن مناصريها والمقربين منها على الجزيرة إلى حد إرسال القوات العسكرية التي ما زالت إلى يومنا هذا متواجدة هناك وتفرض سيادتها على  قبرص الشمالية.
 
رهانات وأهداف أردوغان من استفزاز روسيا بشأن القرم
 
ما عجز عنه الرئيس الأمريكي بايدن نطق به أردوغان وليس صدفة بالتأكيد، حيث يحاول الرئيس التركي مجددا اللعب على التناقضات عبر تقديم ورقة سياسية لأوكرانيا المنسية غربيا وأمريكيا والتي تحتاج إلى حليف داعم لقضاياها ضد موسكو من جهة، ورسالة إلى الاتحاد الأوروبي والغرب أن تركيا مستعدة للوقوف إلى جانب كييف ودعمها عسكريا وماليا لمواجهة روسيا بشأن شبه جزيرة القرم.
 
أما الرسالة الأهم فكانت لموسكو خصوصا أن العلاقات الروسية التركية تمر في الأشهر الأخيرة باستحقاقات خطيرة من بينها حرب قره باغ التي استطاعت أنقرة من خلالها تعزيز نفوذها في منطقة جنوب القوقاز والعنوان الأبرز خلال السنوات الأخيرة سوريا.
 
إدلب "ميدان تفاوض" بين روسيا وتركيا
 
تشير بعض المصادر في الخارجية الروسية أن موسكو سئمت من الوضع القائم في إدلب والوعود التركية بشأنها، بالإضافة إلى السخط السوري الذي أعلن عنه وزير الخارجية السوري فيصل المقداد مؤخرا أن "التصعيد في إدلب سيكون بسبب الاحتلال التركي والدعم الذي تقدمه أنقرة للجماعات الإرهابية هناك" ما يشير إلى استعدادت عسكرية لفتح معركة جديدة في الشمال السوري.
 
وذكرت مصادر أخرى، أن روسيا وجهت تحذيرا شديد اللهجة لأنقرة منحت فيه الأخيرة أسبوعا لسحب قواتها من إدلب السورية تمهيدا لعملية عسكرية مشتركة روسية سورية واسعة النطاق لاستعادة المنطقة وإنهاء التنظيمات الإرهابية فيها.
 
لا شك أن اللقاء بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب أردوغان في مدينة سوتشي الروسية سيكون عنوانه الأبرز سوريا وإدلب السورية ومعهما سيتحدد مستقبل المنطقة الشمالية السورية وعلاقات الدولتين.
 
أخيرا، قد تسقط رهانات أردوغان الأخيرة مجددا ويخسر معها علاقاته الجيدة مع موسكو، التي بالرغم من كل المواقف والسياسات التركية تنتهج سياسة بناءة قائمة على الاحترام المتبادل والشراكة والتعاون مع أنقرة.
 
أما روسيا، في حال نفذ صبرها فهي قادرة على توجيه ضربات مؤلمة لأنقرة بدءا من إلغاء التدفقات السياحية وفرض حظر على إدخال المنتوجات التركية وفرض شروط جديدة لإبرام عقد جديد يتعلق بتوريد الغاز، وبالتالي خلق صعوبات وخسائر اقتصادية كبيرة لأنقرة هي بغنى عنها حاليا.
كما يمكن لموسكو رفض مراعاة مصالح تركيا المنتشرة في كل من ليبيا وسوريا وصولا إلى القوقاز واللعب على التناقضات الجيوسياسية أيضا ضد المصالح التركية في آسيا الوسطى. أما الضربة القاضية الأخيرة متمثلة بالتعاون والشراكة بين روسيا وإيران والصين التي قد تلجم أردوغان ورهاناته السياسية إلى الأبد.
 
ما مدي عدالة محكمة العدل الدولية ؟ - أومود ميرزايف يجيب

أحدث الأخبار

أسرار استهداف إيران لأذربيجان
17:16 19.04.2024
في يومها الأخير جلسات الاستماع في الدعوي الارمينية ضد أذربيجان
16:00 19.04.2024
كواليس انسحاب قوات حفظ السلام الروسية من قراباغ
15:00 19.04.2024
زرادشت علي زاده : الولايات المتحدة لا تريد أن يتم فتح طريق زانجيزور في ظل هذه الظروف
14:00 19.04.2024
ما تأثير انسحاب قوات حفظ السلام من قراباغ؟
13:00 19.04.2024
اشتباكات بين الدفاع الجوي الإيراني وطائرات إسرائيلية بطهران
12:00 19.04.2024
جوتيريش العمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح ستفاقم الأوضاع الإنسانية
11:45 19.04.2024
صندوق النقد الدولي يتوقع أن يبقى النمو في الشرق الأوسط مكبوحاً
11:30 19.04.2024
صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة وورلد برس فوتو لعام 2024
11:15 19.04.2024
فيضانات نيجيريا تزيد من نقص محصول الكاكاو
11:00 19.04.2024
قطر تعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار في غزة
10:45 19.04.2024
بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين بسبب نشاطات تخريبية
10:30 19.04.2024
اليونيسف طفل يصاب أو يموت كل 10 دقائق في غزة
10:15 19.04.2024
الهند تشهد أكبر انتخابات في تاريخها بمشاركة مليار ناخب
10:00 19.04.2024
المياه تغمر نحو 18 ألف منزل في روسيا بسبب الفيضانات العارمة
09:45 19.04.2024
الحرس الثوري الإيراني يعلن تحديد مواقع المنشآت النووية الإسرائيلية ويحذر تل أبيب
09:30 19.04.2024
أجندة واسعة لزيارة إردوغان للعراق
09:15 19.04.2024
السفير الأمريكي في أذربيجان يزور أغدام
09:00 19.04.2024
بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين بسبب نشاطات تخريبية
01:00 19.04.2024
ميرزايف : هذه المحاكمة تأخرت 30 عاما
17:00 18.04.2024
علي الحوفي: من الأفضل للجميع أن يعم السلام والاستقرار في المنطقة
16:00 18.04.2024
فؤاد عباسوف: من يريد السلام مع جاره لا يحاكمه!
15:00 18.04.2024
سياسي أوكراني : انسحاب الجيش الروسي من قراباغ انتصار سياسي لأذربيجان
14:00 18.04.2024
موسكو تدعم رئاسة كازاخستان لمنظمة شنغهاى للتعاون
13:00 18.04.2024
هل كان وجود قوات حفظ السلام الروسية في قراباغ يمثل تهديدا لأذربيجان؟
12:00 18.04.2024
ميرزاييف: كنت أنتظر انسحاب قوات حفظ السلام الروسية لقراباغ بفارغ الصبر
11:30 18.04.2024
البنك الدولي يعتزم توصيل خدمة الكهرباء لـ 300 مليون أفريقي
11:15 18.04.2024
الانتقام الإيرانى كثيف وناعم ومثير
11:00 18.04.2024
اليونيسف استشهاد ما يقرب من 14 ألف طفل في غزة منذ بدء الحرب
10:45 18.04.2024
تركيا تتهم نتانياهو بـدفع المنطقة إلى الحرب للبقاء في السلطة
10:30 18.04.2024
ترقب في مجلس الأمن للتصويت على عضوية فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة
10:15 18.04.2024
ما مدي عدالة محكمة العدل الدولية ؟ - أومود ميرزايف يجيب
10:00 18.04.2024
الاتحاد الأوروبي يتجه لتصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية
09:45 18.04.2024
ملكا الأردن والبحرين يرفضان كل ما يؤدي إلى الهجمات البرية على رفح
09:30 18.04.2024
الجزائر تقدم مساهمة مالية استثنائية لوكالة الأونروا
09:17 18.04.2024
الكرملين يؤكد الانسحاب من منطقة قراباغ
09:04 18.04.2024
إيقاد شعلة أولمبياد باريس في أولمبيا القديمة
19:00 17.04.2024
أفضل 30 وجهة سفر عالمية لعام 2024
18:00 17.04.2024
سياسي أرميني يوجه نقدًا لاذعًا إلي محكمة العدل الدولية
17:00 17.04.2024
سيلين سينوكاك : فرنسا تشن حملة دبلوماسية لزعزعة الاستقرار في المنطقة
16:00 17.04.2024
جميع الأخبار