رائد فوزي احمود: أفغانستان نقطة التقاء مصالح الهند والباكستان وفرصة في تحجيم طموحات الصين وروسيا الاستعمارية باوراسيا

مقالات 11:22 01.10.2021
رائد فوزي احمود
أفغانستان نقطة التقاء مصالح الهند والباكستان وفرصة في تحجيم طموحات الصين وروسيا الاستعمارية باوراسيا
 
عانى البلدين، الهند والباكستان، من إرهاصات الحدث الافغاني قبل عقدين من الزمن؛ حيث القت الاوضاع السياسية في أفغانستان بضلالها على العلاقات بين البدين مع وجود جار جديد يتمتع بعلاقات جيدة معهما أي الولايات المتحدة الا انها لم تحل دون وقف التصادم نهائيا رغم انها أسهمت في تقليص المواجهة؛ ويبدو ان هذه الارهاصات لا يبدو انها في طريقها الى النهاية خصوصا مع انتفاء السبب المتمثل في الاحتلال الأمريكي الذي ختم قبل أسابيع فصلاً اخر من فصول الكابوس الافغاني بالانسحاب من هذا البلد الاسيوي.
 
الهند من جهة، حاولت مرارا وعبر علاقتها مع واشنطن وخصوصا في فترة الرئيس السابق دونالد ترامب لعب دور كبير في أفغانستان مستغلة هذه العلاقة في مواجهة التنظيمات الراديكالية التي قضت مضجعها طويلاً ووصلت امتداداتها داخل العمق الهندي، وهو ما انعكس سلبا في علاقات حكومة الرئيس السابق أشرف عبد الغني مع الباكستان التي طالما اتهمت اسلام اباد بالوقوف وراء اغلب العمليات الإرهابية داخل أفغانستان او تلك التي طالت الهند، ومن جهة أخرى، وجدت الباكستان نفسها في خضم علاقات أكثر توترا مع واشنطن وحكومة أفغانستان على السواء، كما هددت الأخيرة مرارا بقطع علاقتها مع اسلام اباد.
 
الهند التي ترى بأفغانستان مصدر تهديد لأمنها القومي لما تشكله من موقع جغرافي تمتد في حدودها على أكثر من دولة؛ بحيث تشكل بيئة حاضنة لتنظيمات تتهمها بومباي بانها إرهابية تستطيع بنجاح الانتقال في تنفيذ هجماتها بالعمق الهندي؛ فالهند ربما تكون من الدول الأكثر تأثرا بتداعيات الانسحاب الأمريكي من أفغانستان باعتبارها أصبحت أكثر انكشافا امنيا امام هذه التنظيمات.
 
على العكس من الباكستان التي امست أكثر الأطراف استفادة من الحدث الافغاني سواء على صعيد انتهاء دور حكومة عبد الغني المعادية لإسلام اباد او على صعيد تراجع نفوذ الهند (غريمتها الإقليمية)، وواشنطن. الأخيرة مارست نفوذا كبير على اسلام اباد خلال سنوات وجودها حيث اتهمتها باستضافتها لتنظيمات معادية لأمريكا ممثلة بتنظيم القاعدة؛ حيث كان مقتل زعيم التنظيم، أسامة بن لادن، في العام 2011 بباكستان نقطة الانفصال وميل كفة العلاقات لصالح الهند على حساب علاقات باكستان بواشنطن؛ وهو ما عبرت عنه اسلام اباد برفض طلب استضافة القوات الأمريكية المنسحبة من أفغانستان بأراضيها؛ الامر الذي كانت له تبعات سيئة على صورة القوات الامريكية المنسحبة التي ظهرت للعالم في الآونة الأخيرة، والتي أضرت كثيرا بسمعتها كقوة عظمى، والاهم اثار الانسحاب السلبية على تحالفات أمريكا وعلاقاتها مع شركائها في العالم.
 
الانسحاب الأمريكي من أفغانستان لم يثر فقط حذر الهند وشهية الباكستان بل وأثارت شهية دول كبرى مجاورة تسعى الى النفوذ في اسيا الوسطى وملء فراغ القوة الذي نشأ بعد الانسحاب الأمريكي. قد تكون الباكستان أكثر الأطراف التي استفادت من العلاقة الان بأفغانستان لأسباب متعددة، أبرزها تمتعها بعلاقات نوعية وجيدة مع مختلف أجنحة حركة طالبان، وخصوصا مع جناح شبكة حقاني النافد في الحكومة المشكلة مؤخرا، لكنها في إطار اخر شجعت طالبان على الحفاظ بعلاقات غير عدائية مع كل من الصين وروسيا، أبرز المنافسين للهند في اسيا الوسطى.
 
فباكستان ستحاول من خلال نفوذها داخل حكومة طالبان الى قصقصة القوة الناعمة الهندية واضعاف نفوذها قدر الامكان في كابل، الذي نما خلال الوجود الأمريكي، وذلك عبر تشجيع طالبان على سحب استثماراتها في مشاريع اقتصادية منها مشاريع بناء سدود المياه وإنتاج الكهرباء وغيرها من مشاريع التنمية التي حرصت الهند على تقديمها خلال العقدين الماضيين؛ وهي تفعل ذلك أي باكستان بالتقاطع مع المصالح والمشاريع الإقليمية لكل من الصين وروسيا الساعيتين الى اخراج الهند من اللعبة الكبرى. وهو ما يقتضي من الساسة في اسلام اباد الانتباه له، والا فإنها تستبدل قوة استعمارية بأخرى ما قد يخرجها هي الاخرى من اللعبة سريعا. بل ويقتضي من حكومة طالبان الانتباه –هي الاخرى-وفي خضم رغبتها في الحصول على الشرعية والاعتراف الدولي من الوقوع في خفايا مشاريع الصين التوسعية (مبادرة الطريق والحزام) ذات الأهداف الاقتصادية والسياسية، او مصالح روسيا التاريخية والجيوسياسية في أوراسيا التي تقف أفغانستان في قلبها.
 
بكلمة أخرى، لقد أسهم الانسحاب الامريكي بمنح فرصة ذهبية لأبرز اعدائها ومنافسيها الاستراتيجيين بالإقليم، الصين وروسيا، في الصيد بالمياه العكرة سواء طوعا او كرها؛ ويبدو ان السياسة الباكستانية القائمة تقدم خدمة كبيرة لهما في الوقت الذي من الممكن ان تشكل أفغانستان نقطة اللقاء الأهم بينهما، الهند والباكستان، بما يخدم مصالحهم وحلحلة اغلب الملفات التي تقف حائلا دون تطوير علاقتهما ومن ضمنها قضية التنظيمات المتشددة. وهو ما يلقي على الهند –على سبيل المثال-إعادة النظر في سياستها ومواقفها التقليدية من حركة طالبان، خصوصا انها تملك كرتا مهما يرتبط بعضويتها في مجلس الامن الذي قد يكون قناة مهمة للاعتراف الدولي بالحركة؛ ناهيك عن ان الوجود الهندي في أفغانستان عبر استثماراتها المختلفة تبدو أكثر قبولا من جانب الشعب الافغاني مقارنة عن غيرها من الدول ومن ضمنها المجاورة لأفغانستان.
 
باحث في الشؤون الدولية ومدير عام
 
معهد العالم الثالث للبحوث والدراسات
علييف يتحدث عن حرب غزة

أحدث الأخبار

الملك سلمان يدخل المستشفى لإجراء "فحوصات روتينية"
17:00 24.04.2024
بلينكن يزور الصين للمرة الثانية في أقل من عام
16:30 24.04.2024
علييف يتحدث عن حرب غزة
16:00 24.04.2024
قري قازاخ الأذربيجانية الأربع في الإعلام العالمي
15:00 24.04.2024
مصر ترحب بالقرار الأذربيجاني الأرميني
13:45 24.04.2024
الرئيس الألماني يختتم زيارته لتركيا بلقاء أردوغان
13:30 24.04.2024
تزايد الدين العام يهدد التصنيف الائتماني لفرنسا
13:00 24.04.2024
جامايكا تعترف رسميا بدولة فلسطين
12:30 24.04.2024
ذعر أممي من المقابر الجماعية في غزة... ومطالبات بتحقيق
12:00 24.04.2024
في زيارة علنية نادرة... مسؤولون من كوريا الشمالية يصلون إلى إيران
11:00 24.04.2024
موسكو: تدريبات الناتو في فنلندا "عمل استفزازي"
10:30 24.04.2024
ميرزايف يتحدث عن حرق العلم الأذربيجاني والتركي في أرمينيا
10:00 24.04.2024
7 قتلى و15 جريحاً في حادث سير بالجزائر
09:30 24.04.2024
الصليب الأحمر: إجلاء مليون مدني من رفح "غير ممكن"
09:00 24.04.2024
تفعيل نظام مير الروسي في مصر.. انعكاسات مهمة على السياحة والتبادل التجاري
18:00 23.04.2024
مشروع مسام ينتزع 857 لغماً في اليمن خلال أسبوع
17:30 23.04.2024
علي موسي إبراهيموف: الحرب العالمية الثالثة بدأت بالفعل
17:07 23.04.2024
شنجن للخليجيين لمدة 5 سنوات من أول طلب
17:00 23.04.2024
مسجد باريس يعرب عن قلقه بشأن تصريحات رئيس الوزراء الفرنسي حول التسلل الإسلامي
16:00 23.04.2024
مصر تؤكد السيطرة على حدودها مع غزة
15:30 23.04.2024
وصول المعتمرين الإيرانيين المدينة المنورة بعد توقف 9 سنوات
15:00 23.04.2024
ميرزاييف: "السياسات الأرمينية العدائية قادتها إلى الهاوية"
14:00 23.04.2024
تورال إسماعيلوف : إيران تري أن أذربيجان تمثل تهديدًا لها
13:00 23.04.2024
تواصل جلسات الاستماع بشأن الدعوي التي رفعتها أرمينيا ضد أذربيجان" في محكمة العدل الدولية - مباشر
12:15 23.04.2024
وفد من البنتاجون يزور النيجر لمناقشة انسحاب القوات الأمريكية
12:00 23.04.2024
بدأ عملية تحديد إحداثيات الحدود الأذربيجانية الأرمينية
11:50 23.04.2024
سلطان عُمان يزور الإمارات ويبحث مع محمد بن زايد التعاون والعمل المشترك
11:45 23.04.2024
زيارة أردوغان للعراق. دلالات على مرحلة جديدة من التعاون
11:30 23.04.2024
إيران وباكستان تبحثان إصلاح العلاقات بعد توترات حدودية
11:16 23.04.2024
أمير قطر يبدأ اليوم زيارة لبنجلاديش لتعزيز التعاون الاقتصادي
11:00 23.04.2024
القمة الثلاثية في تونس تناقش تحديات أمنية واقتصادية مشتركة
10:46 23.04.2024
الشيخ مشعل الأحمد يبدأ زيارة دولة للأردن
10:30 23.04.2024
الرئيس الألماني يزور تركيا حاملاً 60 كيلوجراماً من الشاورما
10:16 23.04.2024
الإنفاق الدفاعي العالمي بلغ 2443 مليار دولار عام 2023 وسط 55 نزاعاً
10:00 23.04.2024
إطلاق صواريخ من العراق باتجاه قاعدة للتحالف الدولي بسوريا
09:45 23.04.2024
استقالة رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية
09:17 23.04.2024
بغداد وأنقرة تتجهان لطيّ صفحة الخلافات السياسية
09:00 23.04.2024
سيول تحتج على إرسال الزعماء اليابانيين قرابين لضريح ياسوكوني
18:00 22.04.2024
مشاهد قاسية لجثامين انتُشلت من مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي
17:30 22.04.2024
هل حان وقت احلال السلام في القوقاز؟
17:00 22.04.2024
جميع الأخبار