د معتز محي عبد الحميد
إن إرادة االقتال في معايير السيادة الوطنية الراسخة في أذربيجان مستمد ة من مبادئه و مفاهيمه الرامية إلى تحقيق وحدة التراب الاذربيجاني ونهضة الامة وتقدمها الاجتماعي بما ينطوي عليه ذلك من صيانة السيادة الوطنية والحفاظ على الروح القتالية للشعب ، وكانت ممارسات جمهورية اذربيجان واجراءاتها وتدابيرها على كافة الأصعدة الوطنية والدولية والاجتماعية تجسيداً حياً وتعبيراً عملياً دقيقاً في ترجمة هذه المبادئ والمفاهيم على أرض الواقع الفعلي وبذلك خاضت الدولة منذ انبثاقها صراعاً لا هوادة فيه مع كل أعداء الامة الاذربيجانية ومنهم الطغمة الحاكمة في ارمنينا ، والتي جاءت ممارسا تها امتداداً لممارسات سابقة في الاستمرار في اغتصاب الارض الوطنية ومحاولة النيل من سيادتها على أرضها ومياهها، وكانت مطالبتها للحكومة الارمينية بارجاع الاراضي المغتصبة في قارة باغ الجبلية بالوسائل السياسية والدبلوماسية صيغة من صيغ التعبير عن مبادئ الحكومة الاذربيجانية وقيمها ومفاهيمها، و لم تأت هذه الصيغة كلها الا نتيجة تعنت الطغمة الارمينية الحاكمة في بيرفان وغرورها وامعانها في غيها، فكان لابد من سلوك سبيل استخدام القوة لاسترجاع الحقوق المغتصبة وتحقيق الوفاء للمبادئ والقيم التي تتركز في صيانة الشخصية المستقلة للأمة الاذربيجانية والذود عن سيادتها على اراضيها المشرفة وبذلك تكون المبادئ السامية في الدفاع عن كرامة الامة وشرفها هي التي ارست إرادة القتال ضد العدو الأرميني على دعائم صلبة ومتينة وحددت شروط المعركة بأنها معركة عادلة لا تنتهي الا بعودة كامل الحقوق من الأراضي المغتصبة في قارباغ وتسليم العدو الأرميني بحقيقة اقتدار القوات المسلحة الاذربيجانية والدعم المطلق من شعبها الوفي على ردعه عن غيه واجباره صاغراً على فهم حجمه الحقيقي وكسر شأفة غطرسته التي قادت الشعب الأرميني إلى مهاوي الذل والهوان. ومن هنا تتضح الابعاد الحقيقية لمعارك ( ال 44 يوما) مع العدو الأرميني بأنها ليست اشتباكاً مؤقتاً او مؤطراً بتحديدات زمانية ومكانية محددة لخدمة أغراض تكتيكية معينة وإنما هي حرب عادلة مصيرية خضاها الشعب الاذربيجاني ضده ، يتحدد مداها الزمني ومساحتها الجغرافية بضرورات الانتصار الحاسم عليه وتسليمه بشروط جمهورية اذربيجان العادلة . وهذا هو السر في تحقيق النصر الكبير على العدو الارميني وتدمير اسطورة ( الجيش الارميني الذي لايقهر ) في مختلف محاور القتال واحراز الغلبة الواضحة عليه. وهنا لعب الايمان بأفكار الرئيس الراحل حيدر علييف وبالمبادئ القومية الثورية الاصلية وبقيم الامة الاذرية وتراثها النضالي العريق دورها الكبير في كسر شوكة المعتدين وفي تركيعهم وتحقيق الظفر عليهم خلافاً للموازين العسكرية والتقليدية التي تركن لحسابات العدة والعدد والتقادم الزمني للصنوف وطوبواغرافية الأرض الجبلية وتضاريسها و زرع الالغام وبناء خطوط الدفاع الحصينة الارمينية وفاعليتها كما اعتقد وتصور قادة الارمن وما إلى ذلك... من الحسابات العسكرية التقليدية... غير ان كل ذلك لم يكن الأساس الحاسم في تحديد نتائج المعركة مع الحكومة الارمينية... لأن العامل الحاسم هو زخم القدرة المعنوية للقوات المسلحة وبطولاتها النادرة المضافة إلى قدرتها القتالية العالية والتي ضاعفت من فعلها التدميري المؤثر على جيش العدو ومعنوياته بفعل إيمان الجندي الاذربيجاني بمبادئ حب الوطن والتضحية في سبيله وقيم الامة الاذرية الخالدة في التضحية والفداء ، ووعيهم العالي بمشروعية المعركة التي يخوضونها وايمانهم الصميمي بقيادة الهام علييف وبقدرته الفائقة على رسم المسارات الصائبة التي تكفل النجاح المؤزرلمبادئ وقيم الثورة العملاقة التي قادها الرئيس علييف في التقدم المستمر صوب اهدافها الاستراتيجية ، ومن هنا كان للإيمان بالموقف المبدئي والسياسي من قبل الجنود والضباط الشجعان دوره الأساسي في تحديد نتائج المعركة الميدانية، وذلك عبر التفاعل بين ما يرسمه الموقف المبدئي والسياسي من مسارات صائبة للتوجه القتالي وبين ما تفرزه ظروف وأوضاع المعركة.
دور القوات الاذربيجانية المسلحة وبطولاتها النادرة
وقد جاء هذا الدور حصيلة المنهج الفكري والعملي للدولة بكافة مواردها في اسناد الإرادة الوطنية والقومية إلى مقومات الاقتدار والتي تلعب فيها القدرة العسكرية العالية المستندة إلى القدرة الاقتصادية المتينة والموجهة من خلال قيادة ثورية تاريخية مجربة دوراً هاماً ومتعاظماً بتعاظم التحديات التي تجابه الامة الاذرية ، وقد لعب البناء القيادي للجيش الاذربيجاني من خلال تسليح أبنائه بسلاح العقيدة العسكرية الاذربيجانية بالدفاع والتضحية في سبيل تربة الوطن وبما تحويه ايضا من قيم أخلاقية عالية، دوره في تأصيل روح الشهامة وكوامن الرجولة الفذة لدى أبنائه في استلهام تراث الجيش المقدام العابق بالبطولات النادرة والتضحيات الغالية عبر العقود المنصرمة من الزمن ، ورغم هيمنة السلطات الروسية علية ، التي لم تفلح في التأثير على اندفاعه الوطني والقومي ومساهماته البارزة في بطولات الشعب ضد الاعتداءات الارمنية المتكررة ، ومعارك الامة ضد اعدائها ومغتصبي أرضها من كل صنف ولون . وكان للقيم الثورية الجديدة التي اشاعها الاب الراحل والمؤسس لجمهورية اذربيجان حيدر علييف بين مختلف قطاعات الشعب والنهضة الحقيقية والكبرى التي حققها اثر بالغ في الارتقاء بالقدرات القتالية للقوات المسلحة والسمو بروحها المعنوية على نحو لم تشهد له مثيلاً كل الجيوش في العالم.
وكان لهذه المسألة بعدها الهام في استناد المنهج الوطني المستقل للدولة على دعائم متينة أمنت لها القدرة على اتخاذ المواقف المستقلة والصائبة والتي تصب في مجرى صيانة وتعزيز السيادة الوطنية والقومية في المحيط الدولي وبما يسهم في بلورة وتعزيز الشخصية المستقلة للا ذربيجان ويضمن لها السيادة على ارضها وثرواتها. وبذلك تمكنت القيادة السياسية في اذربيجان في فترة قياسية من تجسيد مواقفها المبدئية على الساحة الاقليمية والدولية في إطار الصراع الاذري- الأرميني الذي شهد اشرس عدوان ، استخدمت فية ارمنينا كافة الاسلحة المحرمة دوليا بالاظافة الى قتل و تشريد الاف المواطنين الابرياء العزل في مدن (خوجالي وشوشة ) بفعل ممارسات القادة الارمن البارزين مثل ( كوتشاريان وسركسيان واوهانيان ) الذين اعتبرهم الارمن ابطالا لقتلهم المدنيين في خوجالي والذين جاءوا خلال الحرب الى قارة باغ الجبلية الا انهم لم يخاطروا بقتال الجيش الاذربيجاني ، وقد مكثوا في ( خانكيندي ) لعدة ايام وفروا الى يريفان ، لهذا السبب وصف الرئيس الهام علييف في خطابة امام الشعب في احتفالية النصر هؤلاء القادة بالهاربين والخونة والجلادون والجبناء الذين لايمكنهم شن الحرب الا على شعب اذربيجان المسالم . في ذات الوقت ورغم سعي اذربيجان لاسترجاع هذه الأراضي بالوسائل والأساليب السلمية والدبلوماسية إلا ان تعنت الحكومات الارمينية وايغالهم في العداء للاذربيجان وشعبها وقيادتها الظافرة من خلال الدور المرسوم لهم في التصدي لكافة الحلول السلمية والتآمر عليها، وبعد عن انفضحت كل أوراق التآمر الارميني وأزاء الاستمرار في موقفهم المتعنت ورفضهم إعادة ألارض المغتصبة في قارة باغ ، كل ذلك جعل القيادة السياسية في اذربيجان ان تعزم امرها على خوض المعركة ضدهم لتحرير اراضيها المغتصبة.