آسيا الوسطى والأهداف الروسية - الصينية المشتركة

مقالات 13:22 31.10.2021
تشهد اسيا الوسطى إعادة توازن كبير مع صعود الصين كواحد من أكثر اللاعبين المؤثرين في المنطقة.
 
يرجع صعود الصين في آسيا الوسطى إلى نظرتها الأوسع لوصول المنطقة، ولشهيتها المفتوحة لمصادر الطاقة واحتياطاته الغزيرة في آسيا الوسطى، حيث تتوسع في المنطقة من الاستثمارات التجارية والقروض ومصرف الاستثمار الآسيوي في البنى التحتية وعدة مكونات أخرى. ولا تطلب الصين، وذلك خلافا للغرب، أي نوع من الإصلاحات السياسية من حكومات آسيا الوسطى.
 
إن عدم وجود أجندة سياسية معلنة، باستثناء الاستقرار الإقليمي الذي ترى بكين إمكانية تحقيقه عبر التنمية الاقتصادية، يجعل من الصين جذابة بشكل خاص للحكومات المحلية. وبحسب تقرير لبول سترونسكي الباحث المتخصص بمركز كارنيغي، ترجمة جريدة «قاسيون» السورية، ان الوجود الصيني يتوسع على طول اوراسيا السوفيتية سابقا، فازدياد تأثيرها الجيوسياسي والجيوالاقتصادي يبدو بشكل هائل في آسيا الوسطى.
 
تعلمت الصين هنا كيف تتدبر مخاوف الروس وتنسق معهم لتنمية تأثيرها في المنطقة. ومع توقع زيادة الحزام والطريق للنفوذ الصيني على طول اوراسيا، ومن ضمنها روسيا، فالحفاظ على ديناميكية إيجابية مع موسكو في آسيا الوسطى سيبقى واحدا من أكثر الاختبارات أهمية التي ستواجهها الدبلوماسية الصينية.
 
وقد استطاعت بكين حتى الآن أن تضطلع بهذه المهمة بنجاح. تتعامل الصين بفطنة في تدبر مخاوف روسيا، لأن بكين تنخرط بشكل أساسي في آسيا الوسطى في المسائل الاقتصادية دون القيام بأي دفع علني تجاه القضايا السياسية والعسكرية. يعتقد انه لا تزال الأهداف الصينية في المنطقة -التنمية الاقتصادية والاستقرار السياسي وإبعاد الغرب بعيدا- اما متوافقة مع جدول الأعمال الروسي أو على الأقل غير متعارضة مع المصالح الروسية.
 
إن الأولوية المطلقة للصين في آسيا هي لتعزيز الاستقرار السياسي والاجتماعي من خلال التنمية. فتبعا للفوضى ألتي عصفت بالشرق الأوسط منذ 2011 وأوكرانيا منذ 2014، فالصين وروسيا كلتاهما تخشيان من عدم الاستقرار السياسي وتحاولان الحفاظ عليه. كما أن بكين وموسكو قلقتان من التطرف الذي قد ينتقل من افغانستان أو من الشرق الاوسط إلى كامل آسيا الوسطى التي تحاذي بحدودها كلتا الدولتين. ورغم أن لكلا البلدين مصالح متناظرة متمثلة في الحاجة إلى احتواء المتطرفين، فإن مقاربتهما للاستقرار الأمني في المنطقة مختلف. تركز روسيا عمومًا على القوة الصلبة في آسيا الوسطى «القواعد العسكرية وصفقات الأسلحة والتعاون لمكافحة الإرهاب عبر منظمة معاهدة الأمن الجماعي»، بينما تركز الصين جهودها لاستقرار المنطقة عبر القوة الاقتصادية وليس الأدوات العسكرية أو الأمنية، ولا ترغب بكين بتسليط الضوء على تأثيرها الجيوسياسي، أو تدعي بأن المنطقة جزء من «مجال نفوذها المميز»، فالحفاظ على تأثيرها من بحر الصين الجنوبي هو أكثر اهمية بكثير بالنسبة لها من استعراض قوتها في آسيا الوسطى.
 
ولذلك بدلاً من ذلك تسعى الصين لإنشاء منطقة استقرار حول إقليم تشينغيانغ النامي في غرب الصين، حيث يقطن مسلمو اليوغور. ترى بكين أن الرفاه على أحد جوانب الحدود يساعد على ضمان الاستقرار والرفاه على الجانب الآخر. الهدف الاستراتيجي الثاني في آسيا الوسطى هو إيجاد أسواق خارجية للشركات الناشطة في مجال الأعمار وتنمية البنية التحتية، وذلك كجزء من «استراتيجية الانطلاق خارجا». يساعد هذا في تقليل السعة الفائضة في هذه القطاعات في الصين ويخلق فرصا للشركات الصينية والعمال في الخارج. تسعى الشركات الروسية بدورها للمنافسة على مشاريع بنى تحتية متنوعة في آسيا الوسطى، وهو القطاع المزدحم أساسا باليابانيين والكوريين الجنوبيين والأتراك. يساعد ازدحام هذا المجال على تقليص إمكانية حدوث شرخ تجاري مباشر بين روسيا والصين بسبب برامج بكين الخارجية في آسيا الوسطى.
 
ثالث أهداف بكين، وهو الذي يمكن لمسه بشكل واضح في مبادرة الحزام والطريق، إن يتم بناء شبكات للنقل يمكنها أن تساعد في دعم تدفقات الصادرات الصينية. ترى الصين في هذا الأمر مشروعا طويل الأمد سوف يساعد على تنمية معظم أقاليم غربي الصين عبر وصولها بالأسواق العالمية من خلال شبكة سكك حديدية وطرقات سيارات في الأعوام التالية. تتم جذب روسيا بشكل مباشر إلى هذا المشروع عبر ممر الصين-روسيا-منغوليا الاقتصادي. عندما يتعلق الأمر بمبادرة الحزام والطريق، فالصين، كما يشير سترونسكي، غير مهتمة بالارباح قصيرة الأجل وتتوقع أن تخسر ما يصل إلى %30 من استثماراتها في آسيا الوسطى. ورغم ذلك فهي تستمر في بناء الطرقات والجسور والقنوات والطرقات السريعة على طول الأقاليم، مع خطط طموحة يوصلها بغيرها من مشاريع البنى التحتية القريبة من أوروبا، وهي الوجهة النهائية لمبادرة الحزام والطريق، حيث الاستثمارات الصينية هي أيضا في تصاعد في قطاعات النقل والخدمات اللوجستية. تسعى الشركات الصينية أيضا نحو الفرص شبكات الألياف البصرية وشبكات الاتصالات الأخرى في جميع أنحاء المنطقة ليخلق اتصالاً رقمياً يمتد من الصين إلى آسيا الوسطى وما بعد. تأمل الصين أن تصبح هذه الشبكات المادية الرقمية مربحة وأن تساعد بالتزامن مع هذا على خلق سلسلة من النظم الصديقة أو المؤيدة للصين. وبايجاز، إن مبادرة الحزام والطريق هي رؤية دافعها الرئيسي هو تدفق المعلومات والتجارة من الصين، وليس من الولايات المتحدة أو أوروبا. وإن نجحت المبادرة فسوف تساعد على تسهيل تحقيق الأهداف الروسية-الصينية المشتركة في تسريع نقل القوة العالمية من الغرب إلى الشرق. يتمكن التنسيق الروسي-الصيني بشكل متزايد من تولي أمر الحفاظ على أمن آسيا الوسطى. تسعى روسيا جاهدة إلى الحفاظ على قوتها الناعمة، عبر الروابط الإعلامية والثقافية، كما أنها تسعى إلى الحفاظ على تأثيرها السياسي والعسكري في المنطقة وإلى وضع حدود للدور الغربي عموما. موسكو وبكين تشتركان بالأهداف في آسيا الوسطى، ومن الواضح إن تنسيقهما ينص على ترك غالبية القضايا الأمنية في الأقاليم لموسكو. فعندما يحدث تعاون ثنائي في القضايا الأمنية بين الصين ودول آسيا الوسطى، يتم ذلك بهدوء شديد وينحصر بالتهديدات الأمنية الواقعة على المؤسسات الدبلوماسية والاقتصادية الصينية، او بتهديدات المتطرفين من جماعة اليوغور ضد الصين. ترى عموم النخب السياسية في آسيا الوسطى في تنامي الوجود الصيني في المنطقة عامل استقرار. يؤمنون بأن الاستثمار الصيني في البنى التحتية سيساعد على تنوع اقتصاداتهم ويعزز التنمية الاقتصادية الأوسع يخلق وظائف، وهذا كله سيساعد على استقرار الاقتصادات ألتي تعاني وتعتمد في الوقت الحاضر إما على استخراج الموارد الطبيعية أو على التحويلات النقدية من العمالة المهاجرة. انهم يرحبون بمبادرة الحزام والطريق بوصفها جزاء من رؤية أكبر لزيادة وصل المنطقة بعضها ببعض.

 

الشيخ علي جمعة يحذر العالم من خطر يأجوج ومأجوج القادم من أرمينيا

أحدث الأخبار

هل يتم التوقيع على اتفاقية سلام بين أذربيجان وأرمينيا؟
17:33 28.03.2024
إلمان مصطفى زاده: لا يمكن المساس بكرامة الأذربيجانيين
16:12 28.03.2024
علي ناغيف: فرنسا تحرض أرمينيا على حرب جديدة
16:02 28.03.2024
وساطة أفريقية لحل الصراع المسلح في الكونغو الديمقراطية
13:45 28.03.2024
المعارض ديوماي يفوز بانتخابات الرئاسة السنغالية
13:30 28.03.2024
قائد كتائب القسام يحث العرب والمسلمين على الزحف نحو فلسطين
13:15 28.03.2024
هل تبدأ الحرب العالمية الثالثة ؟
12:53 28.03.2024
حالة من الفوضي تعم مطار باريس
12:28 28.03.2024
مستقبلات إسرائيل على ضوء الحرب الراهنة
12:15 28.03.2024
وكالة الإغاثة التركية تقدم سفينتين لنقل المساعدات مباشرة إلى غزة
12:00 28.03.2024
ذكري تأسيس الأجهزة الأمنية في أذربيجان
11:53 28.03.2024
واشنطن لا تدعم مشروع خط أنابيب الغاز بين باكستان وإيران
11:45 28.03.2024
مؤسسة دولية تتوقع انخفاض الجنيه المصري أمام الدولار بنهاية 2024
11:30 28.03.2024
مصر: مفاوضات سد النهضة استنزاف للوقت.. وإثيوبيا ستدفع الثمن
11:15 28.03.2024
محطة الضبعة النووية ستوفر لمصر 7.7 مليار متر مكعب غاز سنوياً
11:00 28.03.2024
رئيس الصين ينتقد الحواجز التكنولوجية خلال زيارة رئيس وزراء هولندا لبكين
10:45 28.03.2024
نشر معلومات جديدة عن الهجوم الإرهابي في روسيا
10:34 28.03.2024
رياح الجنوب تحمل الرمال الساخنة إلى جنوب شرق أوروبا
10:30 28.03.2024
آيرلندا تعتزم التدخل في قضية الإبادة المرفوعة ضد إسرائيل
10:15 28.03.2024
الفلبين تؤكد الإفراج عن طاقم ناقلة نفط محتجزة في إيران
10:00 28.03.2024
العراق يبرم اتفاقا لتوريد الغاز مع إيران لمدة 5 سنوات
09:45 28.03.2024
إسرائيل استهدفت 212 في غزة مدرسة بشكل مباشر
09:30 28.03.2024
أردوغان نبذل قصارى جهدنا لينعم إخواننا في غزة بالسلام
09:15 28.03.2024
ارتفاع حصيلة العدوان على غزة إلى 32 ألفا و490 شهيدا وأكثر من 74 ألف إصابة
09:00 28.03.2024
بيتر ثيس: أذربيجان أصبحت شريكًا مهمًا للناتو بعد الحرب الأوكرانية
18:30 27.03.2024
توفيق عباسوف: أرمينيا تسعي إلي دعم التوجهات المناهضة لأذربيجان في جورجيا
17:38 27.03.2024
الولايات المتحدة تفرض عقوبات علي الصين
16:09 27.03.2024
تواصل ردود الفعل على اتفاق جوجل وإسرائيل
16:03 27.03.2024
هجوم سيبراني صيني يضرب المملكة المتحدة ونيوزيلندا
15:06 27.03.2024
أوكرانيا وبولندا تكملان عقد المتأهلين إلى نهائيات يورو 2024
14:59 27.03.2024
من التالي بعد هجوم موسكو؟
14:07 27.03.2024
تحذير من رئيس صربيا بشأن خطر محتمل قد يعم البلاد
13:30 27.03.2024
ذكري وفاة أول رئيس جمهورية لأذربيجان
ذكري وفاة أول رئيس جمهورية لأذربيجان
13:23 27.03.2024
خبراء ينجحون في إذابة الثلج من على عدسة تليسكوب إقليدس
10:30 27.03.2024
الهجرة تتسبب بهلاك أو اختفاء أكثر من 63 ألف شخص في العقد الماضي
10:15 27.03.2024
هنية يلتقي عبد اللهيان في طهران... ويؤكد إسرائيل فشلت بتحقيق أهدافها
10:00 27.03.2024
الكاكاو يكسر حاجز الـ10 آلاف دولار للطن عالميا
09:45 27.03.2024
السعودية تستهدف دخول قائمة أكبر 10 دول في مجال السياحة
09:30 27.03.2024
الأزمة الطبية في مستشفيات قطاع غزة وصلت لمستوى لا يمكن تصوره
09:15 27.03.2024
18 قتيلا في إنزال جوي خاطئ للمساعدات على غزة
09:00 27.03.2024
جميع الأخبار