ترتبط أذربيجان والجزائر بعلاقات تاريخية قوية، تستند إلى القيم الإسلامية المشتركة والثقافة والتقاليد الأصيلة، فخلال الحقبة السوفيتية، درس العديد من طلاب الجزائر في أكاديمية النفط، والمعهد الطبي، والمدرسة البحرية العليا، وغيرها من المؤسسات التعليمية في باكو عاصمة أذربيجان.
كانت الجزائر من أوائل الدول التي اعترفت باستقلال أذربيجان بعد الإستقلال عام 1991، وتم إقامة العلاقات الدبلوماسية بين أذربيجان والجزائر في 22 أبريل 1994، كما وقع الرئيس إلهام علييف المرسوم رقم 894 بتاريخ 28 نوفمبر 2014 بشأن افتتاح سفارة جمهورية أذربيجان في الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، وفي يناير 2015، افتتحت الجزائر مكتب تمثيل دبلوماسي لها في أذربيجان، تم التوقيع على أربع اتفاقيات بين جمهورية أذربيجان والجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، كما تم تأسيس مجموعة الصداقة البرلمانية الجزائرية الأذربيجانية في البرلمان الجزائري.
بعد انتصار أذربيجان على أرمينيا، وتحرير قراباغ، ازداد اهتمام الجزائر بأذربيجان ، فلقد أثارت تلك الانتصارات إعجاب الجزائريين، واليوم، تواصل سفارتا أذربيجان والجزائر جهودهما لتطوير التعاون بين البلدين، ففي أكتوبر 2019، شارك الرئيس الجزائري الراحل عبد القادر بن صالح، في قمة حركة عدم الانحياز في باكو، والتقى رئيس جمهورية أذربيجان إلهام علييف، حيث أشارا الرئيسان إلى ضرورة تطوير العلاقات الاقتصادية والتبادل التجاري بين البلدين، ولذلك فقد تم وضع عدد من الخطط والمشاريع المشتركة في مختلف المجالات.
وقال الوزير الأول الجزائري أيمن بن عبد الرحمن، في الإجتماع رفيع المستوى المخصص للذكرى الستين لحركة عدم الانحياز في بلجراد، إن “الأهمية العالمية للحركة التي تقودها أذربيجان قد ازدادت في السنوات الأخيرة”.
خلال حرب تحرير قراباغ العام الماضي، نشرت العديد من وسائل الإعلام الجزائرية الكثير من المقالات عن الانتصار العظيم لأذربيجان، كما أن هناك تعاون بين وكالة الأنباء الحكومية الأذربيجانية أذرتاج، ووكالة الأنباء الجزائرية APS، وغيرها من المؤسسات الإعلامية الدولية والإقليمية، بما في ذلك اتحاد وكالات الأنباء الوطنية لمنظمة التعاون الإسلامي، وقد التقى القائم بأعمال سفارة اذربيجان بالجزائر بالصحفي الجزائري المعروف بصحيفة الشروق، عبد السلام سكية، كما التقي بالدكتور يوسف حوري أستاذ القانون الدولي والباحث السياسي، والمعروف بحبه لأذربيجان وكتاباته عن حقائق قراباغ.
لعب القائم بأعمال سفارة أذربيجان بالجزائر رفائيل باغيروف، دوراً مهماً في تطوير العلاقات بين الجزائر وأذربيجان، هناك مشروع “الدراسة في آذربيجان” ضمن العلاقات الثنائية بين الدولتين الأذربيجانية والجزائرية ومنظمة التعاون الإسلامي وعدم حركة الانحياز.
تقدم أذربيجان الفرص الجديدة للجزائريين في مجال الدراسة و هذه المساعي تؤدي إلى توطيد العلاقات بين الدولتين الصديقتين. فقد جذبت المقابلات التي أجراها مع الصحافة الجزائرية ولقاءاته مع المسئولين الجزائريين انتباه الرأي العام الجزائري، خاصة أنه دبلوماسي نشط ومهني، وأعتقد أن أنشطته في الجزائر ستقدم مساهمة كبيرة في تطوير العلاقات بين البلدين، فمنذ بداية عمله.
شكلت اللقاءات الدورية له مع الشخصيات العامة والمسؤولين الجزائريين الموضوع الرئيسي للنقاش في وسائل الإعلام الجزائرية المختلفة، والتي كان لها تأثير مباشر علي زيادة عدد الأخبار والمقالات التي تنشر عن أذربيجان في وسائل الإعلام الجزائرية، خاصة في وكالة الأنباء الجزائرية، وصحيفة الشروق الجزائرية الشهيرة، التي نشرت مقالاً للسيد رفائيل باغيروف في 27 سبتمبر، بمناسبة الذكرى الأولي لبداية حرب تحرير قراباغ، حيث يشير المقال إلى أن يوم إحياء ذكرى الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل سيادة ووحدة أراضي أذربيجان في حرب الـ 44 يوماً قد تم تحديده بأمر من الرئيس إلهام علييف.
وأشار باغيروف إلى أن احتلال أرمينيا لأذربيجان منذ ما يقارب من 30 عاماً أسفر عن جرائم حرب ودمار كبيرين، وأن دولة الاحتلال الأرمني انتهكت قرارات صادرة عن ثلاث منظمات دولية، هي مجلس الأمن الدولي، ومنظمة التعاون الإسلامي، والبرلمان الأوروبي، وغيرها بشأن الانسحاب غير المشروط من أراضي أذربيجان المحتلة، وقد تجاهلت أرمينيا تلك القرارات، ولذلك قام الجيش الأذربيجاني بشن هجوماً رداً علي الاستفزازات العسكرية الأرمينية، وتحرير الأراضي المحتلة في حرب استمرت 44 يوماً.
كما تناولت المقالة تاريخ أول دولة مستقلة في الشرق، جمهورية أذربيجان الديمقراطية، التي تم تأسيسها في 28 مايو 1918، والتي تم استعادة استقلالها في 18 أكتوبر 1991، فمنذ الأيام الأولى للاستقلال، اتبعت أذربيجان سياسة التعاون الوثيق مع المنظمات الدولية وجميع الدول الصديقة، ونتيجة لجهود الرئيس إلهام علييف، الذي واصل هذه السياسة بنجاح، ازدادت المكانة الدولية لأذربيجان، وانتهى احتلال أرمينيا الذي استمر قرابة 30 عاماً.
أقامت سفارة أذربيجان بالجزائر احتفالاً بمناسبة يوم ذكرى الشهداء، وشارك في الحفل العديد من الدبلوماسيين والمسؤولين الجزائريين وممثلو المجتمع المدني الجزائري والصحفيون والأذربيجانيون المقيمون في هذا البلد، وفي جريدة “الشروق” الجزائرية تم نشر مقال للدبلوماسي الأذربيجاني رفائيل باغيروف، تحت عنوان “أذربيجان أول دولة علمانية مستقلة في الشرق”.