تحولات جديدة فى الأمن الإقليمى

مقالات 12:05 29.03.2022
      قبل نحو أسبوع من الهجوم الصاروخى الذى شنه الحرس الثورى الإيرانى على ما اعتبره قاعدة إستراتيجية "للموساد" الإسرائيلى فى أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق فجر الأحد 13 مارس الحالى فاجأ المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلى أفيخاى أدرعى المراقبين بالإعلان مساء الأحد (6/3/2022) عن أن طائرات حربية إسرائيلية من طراز F35 (الشبح) اعترضت طائرتين مسيرتين إيرانيتين كانتا فى طريقهما لتنفيذ عملية ضد أهداف فى العمق الإسرائيلى. تزامن مع هذه «المفاجآت» الإيرانية تعرض إسرائيل لهجمات «سيبرانية» مكثفة كان آخرها يوم 14 مارس الحالى وأدى ـ على حد وصف صحيفة «يسرائيل هيوم» ـ إلى تعطل موقع الحكومة الإسرائيلية. وبعد أقل من 48 ساعة من الإعلان عن هذا الهجوم الذى جرى اتهام إيران بالمسئولية عنه، كشفت وسائل الإعلام الإسرائيلية مساء الأربعاء (16/3/2022) عن اختراق جهاز الحاسوب الخاص برئيس جهاز الموساد ديفيد برنياع. هجمات إيرانية غير مسبوقة، والرسالة التى أرادت إيران توصيلها للجميع هى أن الردود الإيرانية على أى اعتداءات كانت تتعرض لها إيران "خرجت من مرحلة الصمت إلى العلن" وأن إيران لم تعد معنية بالتمسك أكثر من اللازم بإستراتيجية الصمت الاستراتيجى، وأنها أضحت معنية من الآن بالأخذ باستراتيجية الردع الاستراتيجى".
     إسرائيل تقرأ ذلك جيداً، وقررت رفع درجة التأهب لقواتها فى الشمال على الحدود مع سوريا ولبنان، والاحتياط لهجوم طائرات إيرانية مسيّرة متطورة سواء كان من الأراضى الإيرانية نفسها أم من أراضى أحد الوكلاء الإقليميين. وفى ذات الوقت جرى التركيز على أمرين؛ أولهما أن الإفصاح عن المسئولية الإيرانية عن القصف الصاروخى لما اعتبرته طهران قاعدة تجسس للموساد فى أربيل وهذه رسالة صريحة من إيران إلى إسرائيل تقول إن "اللعب أضحى على المكشوف" وإن إيران باتت فى حل من أى تردد فى الرد على أى اعتداء. ثانيهما الاعتراف بأن إسرائيل نجحت فى تدمير مصنع إيرانى للطائرات المسيرة جرى خلاله تدمير ما لا يقل عن 600 طائرة، وأعقب هذا الهجوم على ذلك المصنع هجوم إسرائيلى آخر على مواقع قريبة من دمشق راح ضحيته إيرانيون، وهذا معناه أن إسرائيل هى الأخرى لم تعد ملتزمة فقط بضرب وكلاء إيران بل هى أضحت مهتمة بنقل المعارك إلى الأراضى الإيرانية. لكن ما هو أهم هو استنتاج إسرائيل أن الولايات المتحدة التى اعترفت بالهجوم الإيرانى على أربيل لم تشأ أن ترد عليه، ما دفع دراسة إسرائيلية أعدها "معهد السياسة والاستراتيجية" برئاسة الجنرال بالاحتياط عاموس جلعاد إلى القول بأن "تأكيد الولايات المتحدة لما تحدثت عنه إيران أنها استهدفت بالصواريخ قاعدة سرية إسرائيلية هو تبرير لعدم الرد من جانبها على الهجوم الإيرانى الذى استهدف نقل رسالة ردع لتل أبيب، إضافة إلى رسالة أخرى للقيادة العراقية أن عليها أخذ المصالح الإيرانية فى الحسبان عند تشكيل الحكومة الجديدة". وخلصت الدراسة باستنتاج مفاده أن "الهجوم الإيرانى هز صورة القوة الأمريكية فى المنطقة، كما أن غياب الرد الأمريكى على خطوات القوة الإيرانية فى المنطقة ضد حلفائها يعتبر ضعفاً أمريكياً، وينضم إلى سلسلة أحداث وخطوات أحدثت شقوقاً فى العلاقات الاستراتيجية بين دول الخليج وإدارة الرئيس جو بايدن". محرر الشئون العسكرية فى صحيفة "إسرائيل هيوم" يوآف ليمور فاقم من هذا الاستنتاج، باستدعائه التطورات الأخرى التى تحدث على جبهة الاتفاق النووى الإيرانى فى مفاوضات فيينا سواء على صعيد إنجاز اتفاق (ليس أقل سوءاً) من الاتفاق الموقع عام 2015، أو على صعيد التنازلات الأمريكية المتوقعة لإيران خاصة إلغاء إدراج الحرس الثورى الإيرانى من على قائمة المنظمات الإرهابية ، وقال إن "طهران جردت واشنطن من كل شىء.. وأن إيران لن ترد فقط (على أى اعتداء) بل ستكون سباقة ولا تنقصها الجرأة ولا الأموال وسوف تربح 16 ضعفاً من النفط بسبب الحرب فى أوكرانيا". مشيراً إلى أن "الأمريكيين تنازلوا عن كل شىء". ومشيراً أيضاً إلى أنه "مع تقدم المفاوضات فى فيينا، كانوا فى إسرائيل يشدّون شعورهم جراء اليأس من الجانب الأمريكى". مثل هذه الإشارات لا تستهدف كيل المديح لإيران بقدر ما تهدف إلى تحفيز الولايات المتحدة للتوقف عن تقديم تنازلات لإيران وعلى الأخص رفض المطالب الإيرانية بشطب الحرس الثورى من على القائمة الأمريكية للمنظمات الإرهابية، ودفع واشنطن للتشدد فى مضامين الاتفاق الذى سيتم التوافق حوله بحيث لا تجنى إيران ثمار تشددها، هذا من ناحية، ومن الناحية الأخرى تهدف إسرائيل إلى ترويع الدول العربية وتركيا مما تعتبره "مخرجات سيئة لمفاوضات فيينا" ودفع هذه الأطراف إلى الاصطفاف مع إسرائيل فى وجه ما تعتبره تل أبيب خطراً إيرانياً يستوجب الرد الجماعى عليه من جميع الأطراف الإقليمية. تحذيرات نفتالى بينيت رئيس الحكومة الإسرائيلية من احتمال إلغاء تصنيف الحرس الثورى الإيرانى كمنظمة إرهابية تخدم هذا الاتجاه، فقد اعتبر هذا الأمر "ثمناً باهظاً للغاية يدفع للاتفاق النووى مع إيران"، وقال فى بداية الاجتماع الاسبوعى لمجلس الوزراء الإسرائيلى (20/3/2022) بحسب ما ذكرته صحيفة "جيروزاليم بوست" أنه "لسوء الحظ هناك تصميم على توقيع اتفاقية نووية مع إيران بأى ثمن تقريباً، بما فى ذلك الحديث عن أن أكبر منظمة إرهابية فى العالم ليست منظمة إرهابية»، وأوضح أن «الحرس الثورى الإيرانى هو التنظيم الإرهابى الأكبر والأكثر فتكاً فى العالم" منوهاً إلى أن هذه «ليست مشكلة إسرائيلية فقط بل هى مشكلة دول أخرى حليفة للولايات المتحدة فى المنطقة».
     إسرائيل تسعى إذن إلى تأسيس جبهة أو تحالف إقليمى فى مقدوره تعويض «الغياب الأمريكى» المحتمل، تكون إيران هى المستهدفة منه، طمعاً فى أن تكون هذه الخطوة هى «أولى اللبنات المعتبرة لإعادة هندسة نظام الأمن الإقليمى الجديد فى الشرق الأوسط». كيف ستتصرف إيران هى الأخرى؟
 
د. محمد السعيد إدريس  
عن صحيفة الأهرام   
 
ما مدي عدالة محكمة العدل الدولية ؟ - أومود ميرزايف يجيب

أحدث الأخبار

زرادشت علي زاده : الولايات المتحدة لا تريد أن يتم فتح طريق زانجيزور في ظل هذه الظروف
14:00 19.04.2024
اشتباكات بين الدفاع الجوي الإيراني وطائرات إسرائيلية بطهران
12:00 19.04.2024
جوتيريش العمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح ستفاقم الأوضاع الإنسانية
11:45 19.04.2024
صندوق النقد الدولي يتوقع أن يبقى النمو في الشرق الأوسط مكبوحاً
11:30 19.04.2024
صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة وورلد برس فوتو لعام 2024
11:15 19.04.2024
فيضانات نيجيريا تزيد من نقص محصول الكاكاو
11:00 19.04.2024
قطر تعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار في غزة
10:45 19.04.2024
بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين بسبب نشاطات تخريبية
10:30 19.04.2024
اليونيسف طفل يصاب أو يموت كل 10 دقائق في غزة
10:15 19.04.2024
الهند تشهد أكبر انتخابات في تاريخها بمشاركة مليار ناخب
10:00 19.04.2024
المياه تغمر نحو 18 ألف منزل في روسيا بسبب الفيضانات العارمة
09:45 19.04.2024
الحرس الثوري الإيراني يعلن تحديد مواقع المنشآت النووية الإسرائيلية ويحذر تل أبيب
09:30 19.04.2024
أجندة واسعة لزيارة إردوغان للعراق
09:15 19.04.2024
السفير الأمريكي في أذربيجان يزور أغدام
09:00 19.04.2024
بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين بسبب نشاطات تخريبية
01:00 19.04.2024
ميرزايف : هذه المحاكمة تأخرت 30 عاما
17:00 18.04.2024
علي الحوفي: من الأفضل للجميع أن يعم السلام والاستقرار في المنطقة
16:00 18.04.2024
فؤاد عباسوف: من يريد السلام مع جاره لا يحاكمه!
15:00 18.04.2024
سياسي أوكراني : انسحاب الجيش الروسي من قراباغ انتصار سياسي لأذربيجان
14:00 18.04.2024
موسكو تدعم رئاسة كازاخستان لمنظمة شنغهاى للتعاون
13:00 18.04.2024
هل كان وجود قوات حفظ السلام الروسية في قراباغ يمثل تهديدا لأذربيجان؟
12:00 18.04.2024
ميرزاييف: كنت أنتظر انسحاب قوات حفظ السلام الروسية لقراباغ بفارغ الصبر
11:30 18.04.2024
البنك الدولي يعتزم توصيل خدمة الكهرباء لـ 300 مليون أفريقي
11:15 18.04.2024
الانتقام الإيرانى كثيف وناعم ومثير
11:00 18.04.2024
اليونيسف استشهاد ما يقرب من 14 ألف طفل في غزة منذ بدء الحرب
10:45 18.04.2024
تركيا تتهم نتانياهو بـدفع المنطقة إلى الحرب للبقاء في السلطة
10:30 18.04.2024
ترقب في مجلس الأمن للتصويت على عضوية فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة
10:15 18.04.2024
ما مدي عدالة محكمة العدل الدولية ؟ - أومود ميرزايف يجيب
10:00 18.04.2024
الاتحاد الأوروبي يتجه لتصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية
09:45 18.04.2024
ملكا الأردن والبحرين يرفضان كل ما يؤدي إلى الهجمات البرية على رفح
09:30 18.04.2024
الجزائر تقدم مساهمة مالية استثنائية لوكالة الأونروا
09:17 18.04.2024
الكرملين يؤكد الانسحاب من منطقة قراباغ
09:04 18.04.2024
إيقاد شعلة أولمبياد باريس في أولمبيا القديمة
19:00 17.04.2024
أفضل 30 وجهة سفر عالمية لعام 2024
18:00 17.04.2024
سياسي أرميني يوجه نقدًا لاذعًا إلي محكمة العدل الدولية
17:00 17.04.2024
سيلين سينوكاك : فرنسا تشن حملة دبلوماسية لزعزعة الاستقرار في المنطقة
16:00 17.04.2024
مارتن ليجون : فرض العقوبات علي إيران ليس حلًا
15:00 17.04.2024
دميتري سولونيك : هذا لن يساهم في استقرار المنطقة
14:00 17.04.2024
خبير سياسي: أرمينيا تسعي إلي أن تكون السعودية وسيطًا في أزمتها مع أذربيجان
13:00 17.04.2024
راي كريم أوغلو : الادعاءات التي قدمتها أرمينيا في محكمة العدل ليست إلا "أكاذيب"
12:25 17.04.2024
جميع الأخبار