ذاكر قاسموف - البحث حول قضية كاراباخ

نزاعات 11:06 24.04.2016

                                   

 

الموجز التاريخي:

تعتبر منطقة كاراباخ من أقدم الولايات التاريخية الأذربيجانية وتكونت تسمية المنطقة من الكلمات الأذربيجانية إذ تعني كلمة (كارا أو قارا) بالعربية "أسود" وكلمة (باخ أو باغ ) تعني بالعربية "حديقة" وتنجم هذه التسمية من كثرة الأشجار وكثافتها في المنطقة وتدل كلمة "كارا- أسود" إلى الظلام الناجم عن هذه الكثافة. وقد يعود أول ذكر لتسمية كاراباخ للمنطقة إلى القرن السابع الميلادي. وتثبت المعلومات التاريخية أن المنطقة المسماة اليوم بكاراباخ الجبلية المأخوذة من اللغة الروسية (ناجورني كاراباخ) لم تعكس الحقيقة وأنه هناك تسمية تاريخية وجغرافية وسياسية موحدة للمنطقة وهي كاراباخ فيها جبال وسهول.

كانت المنطقة ضمن دول مكونة في الأراضي الأذربيجانية اعتباراً من القرن الرابع قبل الميلاد إلى حين الزحف الإسلامي  في القرن السابع الميلادي إذ كانت كاراباخ ضمن دولة "ألبان" أو "أغوان" الأذربيجانية وكان سكانها بأغلبيتهم الساحقة من المسيحيين في حين أسلم أغلبية أهالي أذربيجان.

تدل الدراسات التاريخية إلى أن الظهور الأولي للأرمن في المنطقة يعود إلى القرن الثاني بعد الميلاد حيث تمكنت الطوائف الأرمينية المقيمة في الأراضي التركية الحالية من منطقة آسيا الصغرى من إقامة دولتها المسماة بأرمينيا بالتبعية للروم حيث استمرت هذه الدولة إلى القرن الرابع، دون احتوائها على منطقة كاراباخ التي كانت ضمن دولة ألبانيا موجودة تزامناً مع الدولة الأرمينية وأكثر من ذلك قبلها وبعدها ومستقلة عنها باستمرار وجودها إلى حين استيلاء الجيوش الإسلامية عليها في القرن السابع.

  ومن ذلك الوقت بدأ الزحف الديني للكنيسة الأرمينية على السكان المسيحيين لدولة ألبانيا ومع مرور الزمن تم تجنيسهم وتحويلهم إلى الأرمن بخلاف السكان المسلمين الأذربيجانيين للبلد. ومع ذلك احتفظت الكنيسة الألبانية المستقلة بتواجدها خلال المدة التاريخية الكبيرة إلى حين إلغائها من قرار مجلس الكنائس الروسية العليا في القرن التاسع عشر وهذا بعد احتلال المنطقة من قبل روسيا.

  خلال الفترة التاريخية الطويلة كانت المنطقة ضمن الدول الإسلامية المختلفة التي كانت تشمل الأراضي الأذربيجانية أيضاً ومنها الخلافة الأموية والخلافة العباسية والدول السلجوقية والمغولية والأتابيكية الأذربيجانية والدولة الصفوية ودولة نادر شاه الإيرانية والدولة الغجارية الإيرانية وهكذا إلى حين الاحتلال الروسي للبلد في القرن التاسع عشر.

 واعتباراً من أواخرالقرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر ازدادت النشاطات التوسعية للإمبراطورية الروسية قوةً في منطقة القوقاز الجنوبية بما فيها في أذربيجان وتمكنت الجيوش الروسية من احتلال مناطق واسعة في القوقاز ومنها جورجيا عام 1801 كما احتلت روسيا مناطق أذربيجانية مجاورة ومنها سلطنة "جار بلاكان" عام 1803 وإمارة "كنجا" عام 1804 الأذربيجانيتين.

  مع بداية الاحتلال الروسي كانت اذربيجان عبارة عن دويلات صغيرة معروفة ك"خانلقلار" أي إمارات. وكانت إحداها إمارة كاراباخ التي أسسها الأمير/ بناح خان جوانشير في عام 1748 بإذن من عادل شاه الإيراني الذي عينه حاكماً (أو خاناً أي أميراً) لمنطقة كاراباخ. وفي هذه الظروف السياسية المعقدة اضطر حاكم إمارة كاراباخ وإبن مؤسس الإمارة/ بناح خان الأمير/إبراهيم خان إلى إبرام اتفاقية السلام المعروفة كـ"معاهدة كوركشاي (1802-1806)" مع قائد الجيش الروسي الجنرال/ سيسيانوف وكانت هذه المعاهدة تعبر عن الواقع التاريخي الذي كان الطرفان المتعاقدان  المستقلان وهما الإمبراطورية الروسية وإمارة كاراباخ الأذربيجانية دون أي تواجد أرميني فيها.

  كانت السياسة الروسية الممارسة بعد احتلال المنطقة ترمي إلى إقامة الدولة الأرمينية على حساب الأراضي الأذربيجانية بطريقة تهجير الأرمن من إيران وتركيا وكانت هذه السياسة تعبر عن الموقف العدائي لحكام روسيا تجاه العالم الإسلامي وتجاه تركيا قبل كل شيء وكانت روسيا محتاجة إلى حليف مخلص لها في المنطقة في شخص الأرمن المسيحيين من ناحية واحدة. ومن ناحية أخرى للتقارب الروسي الأرميني تحت شعارات الوحدة والتضامن المسيحي تاريخ قديم تعود جذورها إلى الانقسامات في الكنيسة المسيحية وتكون الكنيسة الشرقية ومساعيها تجاه تحويل موسكو إلى روما الثالثة أي مركز للمسيحيين المنتمين إلى الكنيسة الشرقية الأرثودكسية بتوحيد كل الطوائف المسيحية المنتمية إلى هذه الكنيسة بما فيها الأرمن. واعتباراً من القرن الثامن عشر بدأ الشعب الأذربيجاني المسلم يحس بنتائج هذه السياسة العدوانية عليه. مع الاستقرار الروسي في المناطق الإسلامية التي احتلتها مثل عاصمة بلاد التاتار مدينة/ كازان عام 1552 ومدينة/ هاشترخان عام 1556 ونتيجة الحروب الروسية التركية العديدة خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر اتخذت السلطات الروسية التدابير لتعزيز تواجدها في هذه الأراضي ومواصلة زحفها نحو سواحل بحر قزوين بغية الوصول إلى مياه المحيط الهندي من ناحية والاستيلاء على مضيق البوسفور ومدينة اسطنبول من ناحية أخرى. وكانت من أحد الأهداف الرئيسية لسياستها التوسعية في المنطقة هو إقامة المستوطنات للمسيحيين في الأراضي الإسلامية في منطقة القوقاز وبدأت الخطوات الأولى في تنفيذ هذا الخط السياسي بأمر من القيصر الروسي/ بطرس الأول الصادر عام 1724  والذي ينص على إقامة المستوطنات الأرمينية في الأراضي المحتلة من قبل روسيا، وخلال القرون الاحقة تواصل الحكام الروس بتمسكهم بهذا الخط السياسي لـ/بطرس الأول ولاسيما بعد نصر روسيا في حربها على إيران خلال فترة 1804-1813 وعقد معاهدة السلام مع إيران عام 1813 في منطقة /كولستان التي أدت إلى تقسيم /أذربيجان إلى الجزئين الشمالي تحت السيطرة الروسية وهي جمهورية أذربيجان الحالية والجزء الأكبرالجنوبي بقى في إطار الدولة الإيرانية إلى الوقت الحاضر.

عملية تهجير الأرمن:

       بعد احتلال روسيا إمارة /إيريفان الأذربيجانية خلال الحرب الروسية الإيرانية الثانية في فترة 1826-1828 التي انتهت بمعاهدة (تركمانشاي) للسلام عام 1828 بدأ تحقيق خطة تهجير الأرمن إلى المناطق المحتلة بقيادة الزعيم الديني الأرميني الأب /نيرسيس أشتاريكسي والإشراف المباشر للسفير الروسي في إيران والكاتب المعروف/ غريباييدوف. وكانت المادة الخامسة عشر من معاهدة "تركمانشاي" تنص على تهجير الأرمن من المناطق الإيرانية إلى منطقتي /إيريفان وناختشوان المحتلتين حيث تم تشكيل لجنة التهجير للإشراف على العملية ومنح المهجرين ميزات عديدة ومنها عدم دفع الضرائب والإعفاء عن الخدمة العسكرية لمدة 6  سنوات وأنهم منحوا بالتعويضات التي قبضت من إيران وغيرها. وبعد اتخاذ الإجراءات الإضافية الأخرى بدأت عملية التهجير وفي بداية الأمر تم تهجير بين 40-50 ألف أرمني من إيران إلى /إيرافان وناختشوان. وخلال الحرب الروسية والتركية  1828-1829 تم تهجير 90 ألف أرمني إلى المناطق المحتلة مع مواصلة هذه العملية  خلال السنوات الاحقة أيضاً. وهذا ما كتبه الكاتب الروسي/ شافروف عام 1891م :"من بين الأرمن المقيمين حاليا في منطقة القوقاز الجنوبية والذين يبلغ عددهم 1مليون و300 ألف  ومنهم أكثر من مليون شخص لم يكونوا من السكان الأصليين وأنهم مهجرون". كما كتب الكاتب الروسي الآخر/غريباييدوف الذي اشترك في عمليات التهجير بصفة سفير بلده في إيران: من الواجب نقل جميع الأرمن المقيمين حالياً في المناطق الإيرانية إلى محافظات ناختشوان وإيرافان وكاراباخ"، ويقول الكاتب/ شافروف أيضاً: "إن الأرمن نزلوا في الأراضي الخصبة في محافظة (يليزابيتبول - كانجا) ومحافظة إيريفان كما نزل الأرمن في الجزء الجبلي من محافظة يليزابيتبول" أي في منطقة كاراباخ الجبلية الحالية. تفيد المعلومات الصادرة عام 1823 أنه تقيم في أراضي إمارة كاراباخ أو ولاية كاراباخ 20 ألف عائلة ومنها 1500 عائلة فقط من الأرمن ولكن بعد إنجاز عملية التهجير تغير الوضع جذرياً حيث أصبح 64.8% من سكان منطقة كاراباخ من المسلمين أي الأذربيجانيين و34.8%  من الأرمن. واستمرت هذه السياسة المقصودة طول فترة السيطرة الروسية. وفي أواخر الثمانينات من القرن التاسع عشر كان في منطقة شوشا يقيم الأذربيجانيون بنسبة 41.5% في حين وصلت نسبة الأرمن إلى 58.2% .

 وبموجب الاحصاءات ازداد عدد الأرمن في محافظة إيراقان ب40 ضعف خلال الأعوام 1830- 1914 وصولاً إلى 570 ألف شخص في حين لم يزد عدد الأذربيجانيين فيها إلا 4.6%. في عام 1917 حين انهارت روسيا القيصرية وصل عدد الأذربيجانيين في المنطقة إلى 40.2% وعدد الأرمن إلى 52.3%.وانخفض عدد الأذربيجانيين بشكل كبير نتيجة القتل العام الذي نفذته القوات الأرمينية في منطقة كاراباخ إلى جانب المناطق الأذربيجانية الأخرى خلال الحرب الدارية في  الأعوام 1918-1920 إلى حين إقرار الحكم السوفيتي. وحسب المعلومات الرسمية لعام 1979 كانت النسبة بين الطائفتين المقيمتين في منطقة كاراباخ الجبلية الحالية ب 23.0% للأذربيجانيين و79.9 % للأرمن.

كما تجدر الإشارة إلى أن الطائفة الأرمينية المقيمة في منطقة كاراباخ الجبلية قد احتفلت بالذكرى 150 لتهجيرها إلى هذا المنطقة عام 1978 وقد نصبت التماثيل بهذه المناسبة.  

الجرائم التي ارتكبها الأرمن ضد الأذربيجانيين:

إن تاريخ الشعب الأذربيجاني الحديث ملئ بأبشع أشكال الجرائب التي أرتكبها المتعصبون القوميون الأرمن بدعم الحكام الروس ضد الشعب الأذربيجاني المسلم.  بعد انهيار الامبراطورية الروسية القيصرية وإقامة الحكم الشيوعي – البلاشفي السوفيتي في روسيا عين زعيم روسيا السوفيتية/ فلاديمير لينين القومي الأرميني المتعصب/ ستيبان شاؤوميان الذي قدم نفسه كشيوعي مخلص  مندوباً مفوضاً  لحكومة روسيا السوفيتية في /باكو واستفاد ستيبان شاؤوميان من الوحدات العسكرية التابعة للشيوعيين لقمع المسلمين الأذربيجانيين بحجة إقالة الحكم الموالي للقيصر والقائم في المدينة. وبتاريخ 31 مارس عام 1918 بدأ قتل المسلمين الأذربيجانيين بصورة عشوائية بمشاركة القوات الشيوعية التي وصل عددهم إلى 6 ألاف مسلح وقوات حزب (داشناكسيتيون) القومية الأرمينية المتعصبة  وعددها 4 ألاف مسلح. كما جاء في معلومات لجنة التحقيق المشكلة من قبل حكومة جمهورية أذربيجان الديموقراطية أن عدد القتلى من الأذربيجانيين في باكو خلال الأيام الأخيرة من شهر مارس وصل إلى 30 ألف ونيف شخص.

 اعترف المواطن الألماني/ كولنير المقيم في ذلك الوقت في باكو في مذكراته في عام 1925 أن الأرمن كانوا يقتلون المسلمين(أي الأذربيجانيين) بدون تمييز بين رجال ونساء أو مسننين وأطفال بأبشع طريقة للقتل. واحتوت عمليات القتل العشوائي خلال المدة القصيرة المناطق الأخرى أيضاً منها مناطق/ شام أخي وكوبا وإيرافان وزنكازور وناختشوان وقارص. وعلى سبيل المثال قتل أكثر من 8 الآف أذربيجاني في منطقة شام أخي ودمرت الآثار التاريخية والحضارية والدينية كما حرقت الوحدات العسكرية الأرمينية في منطقة/ زانكازور (التابعة حالياً لأرمينا) 115 منطقة سكنية أذربيجانية وقتلت 3257 رجل و2276 إمرأة و2196 طفل . وفي الجزء الجبلي من ولاية كاراباخ دمرت 150 قرية يسكنها الأذربيجانيون وفي مايو عام 1920 عند احتلال مدينة/ كانجا من قبل الجيش الأحمر السوفيتي قتل أكثر من 12 ألف أذربيجاني.  عموماً خلال النصف الأول من القرن العشرين وفي سنوات المواجهة (1905-1907) و(1918-1920) بين الأرمن والمسلمين (الأذربيجانيين) في منطقة القوقاز الجنوبية قتل وشرد أو هجر إجبارياً عن أوطانهم حوالي مليونين أذربيجاني ومنهم 10068 قتيل وجريح 500000 مشرد وعدد آخر من المفقودين.

استمرت عملية تهجير الأذربيجانيين إجبارياً في غضون الحكم السوفيتي وأنجزت عملية تطهير الأراضي التي تسمى اليوم بجمهورية أرمينا من سكانها الأصليين وهم الأذربيجانيين بدفعتين والدفعة الأولى في سنوات 1948-1953 والدفعة الثانية في سنتي 1988-1989 وفي سير عملية التهجير الإجباري تم "تطهير"مدينة إيريفان المسماة حالياً ب"ييريفان" من الأذربيجانيين بقرار من القيادة العليا في موسكو وفي نفس الوقت تم تهجير 132 عائلة (549 شخص) في عام 1949 من كاراباخ الجبلية إلى منطقة /خانلار الأذربيجانية. ونتيجة التصفية العرقية خلال عامي 1988-1989 تم طرد أكثر من 250 ألف أذربيجاني و18 ألف كردي وقتل 217 أذربيجاني في ذلك الوقت

مأساة خوجالي:

             أصبح ارتكاب الجرائم ضد المدنيين الأذربيجانيين أحد مزايا السياسة الأرمينية الروسية في المنطقة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي. ومن أبشع أنواع الجرائم التي ارتكبها الغزاة الأرمن جريمة خوجالي التي كان يسكنها 6 آلاف أذربيجاني.  ليلة يوم 26 فبراير عام 1992 احتلت الوحدات الأرمينية بالمشاركة المباشرة للفرقة رقم 366 الروسية السوفيتية المرابطة في/ ستيباناكيرت بلدة/خوجالي الأذربيجانية ودمرتها، وقتل الأرمن بصورة وحشية 613 شخص ويعتبر 150 شخص من المفقودين وأصيب 1000 مواطن بجروح مختلفة وأسر 1257 شخص من الشيوخ والنساء والأطفال الذين تعرضوا لأبشع أنواع التعذيب والإهانة. ويمكن مقارنة هذه المذبحة بالمذابح الرهيبة التي ارتكبها اليهود بحق المدنيين الفلسطينيين مثل مذبحة رفح التي وقعت يوم  12 نوفمبر 1956 بعد احتلال إسرائيل لقطاع غزه .

     تأسيس ولاية كاراباخ الجبلية ذات الحكم الذاتي

في 28 مايو عام 1918 وبعد فترة 120 سنة من سيطرة الاستعمار الروسي أسس الشعب الأذربيجاني أول جمهورية ديموقراطية في تاريخ الشرق وجاء في ميثاق الاستقلال الذي أقره المجلس الوطني أن جمهورية أذربيجان الديموقراطية هي الوارثة الشرعية للأراضي الشمالية لأذربيجان التي احتلتها روسيا القيصرية واغتصبتها بموجب معاهدتي/ كولسيستان عام 1813 وتركمانشاي عام 1828 وأن الشعب الأذربيجاني يتمتع بحق السيادة على جميع الأراضي  الأذربيجانية الواقعة في الأراضي الشرقية والجنوبية للقوقازوأنها دولة مستقلة.

كما أصدرت حكومة جمهورية أذربيجان الديموقراطية خريطة الدولة الجغرافية والسياسية باعتبار ولاية كاراباخ جزءاً لا يتجزأ عن باقي أراضيها. وهذا في حين تقدمت جمهورية الأراراتية الأرمينية بإدعاءاتها غير المثبتة على كاراباخ ورفضت الحكومة الأذربيجانية هذه الإدعاءات وتم تأسيس محافظة كاراباخ التي كانت تضم مناطق شوشا وجوانشير وجبرائيل وزنكازور. ودافعت القوات المسلحة الأذربيجانية عن وحدة أراضي البلد وسلامتها في المعارك العديدة التي دارت خلال الأعوام 1918-1920.

في 27 أبريل عام 1920 أقيم الحكم السوفيتي في أذربيجان وفي 29 نوفمبر 1920 في أرمينا ودارت النقاشات المتشددة بين الجمهوريتين السوفيتيتين حول الحدود القائمة بينهما وبتاريخ 1 ديسمبر 1920 طالبت الحكومة السوفيتية الأذربيجانية من أرمينيا السوفيتية الاستغناء عن ادعاءاتها بخصوص ناخنشوان وكاراباح وأبلغت الحكومة الأذربيجانية أنها تمنح الأرمن المقيمين في الجزء الجبلي لكاراباخ حقوق الإدارة الذاتية.

ولكن جاء في رد أرمينيا على المذكرة الأذربيجانية انها توقف ادعاءاتها تجاه منطقة ناختشوان في حين تواصل طلباتها بخصوص كاراباخ. من هذه الفترة التاريخية يبدأ الاعتماد على مصطلح "كاراباخ الجبلية" كتعبير عن الواقعة السياسية بعيداً عن مضمونها الجغرافي وزاد الأرمن ضغوطهم على الحكم السوفيتي الشيوعي بطرح مسألة كاراباخ الجبلية إلى جانب مسألة منطقة زانكازور ومنطقة ناختشوان بطلب ضمهما إلى أرمينيا. طرحت المسألة قيد النقاش السياسي لأول مرة بتاريخ 5 يوليو 1921 في اجتماع مكتب اللجنة المركزية للحزب الشيوعي البلشافي الروسي في مكتب الحزب لمنطقة القوقاز الجنوبية حيث قرر الاجتماع تأسيس ولاية كاراباخ  الجبلية في إطار حدود جمهورية أذربيجان السوفيتية بعاصمتها مدينة شوشا بمنح المنطقة الحكم الذاتي.    

  جدير بالذكر أن الأرمن استفادوا من إقامة الحكم السوفيتي في القوقاز الجنوبية وبدعم مباشر من بعض زعماء روسيا السوفيتيتة والاتحاد السوفيتي فيما بعد وتمكنوا من عرض قضية كاراباخ على أعلى المستويات ومارست الحكومة السوفيتية الضغوط على الزعماء الأذ ربيجانيين المحليين لإجبارهم على تسليم الأراضي الغربية لأذربيجان المجاورة بما فيها كاراباخ إلى أرمينيا. في بداية الأمر أبرزت القيادة الشيوعية الأذربيجانية ولاسيما الزعيم الشيوعي الوطني الدكتورِ/ نريمان نريمانوف مقاومة شديدة وفي نهاية الأمر تم تسليم الأراضي الأذربيجانية المعروفة بتسمية (زانكازور) و(كويتشاي) إلى أرمينيا بإبقاء كاراباخ ضمن أذربيجان ولكن بتشكيل الولاية الأرمينية ذات الحكم الذاتي في الجزء الجبلي من المنطقة.

وهكذا بتاريخ 7 يوليو عام 1923 أصدرت  اللجنة التنفيذية المركزية قراراً عن "تأسيس ولاية كاراباخ الجبلية" بعاصمتها بلدة "خانكندي" التي سميت فيما بعد بـ"ستيباناكيرت". كانت منطقة كاراباخ الجبلية أو بالأحرى الجزء الجبلي من ولاية كاراباخ الأذربيجانية جزءاً لايتجزأ عن أذربيجان وأنها تقع  في إطار حدود أراضيها ولها روابط اقتصادية وحضارية ومعيشية وثيقة مع باقي الأراضي الأذربيجانية والكاراباخية بالذات. لكن بعد إصدار القرار المذكور وتكوين ما تسمى بـ"ولاية كاراباخ الجبلية" بدأت مرحلة انفصال متعمد للمنطقة عن كاراباخ السهلية وأذربيجان عامةً ووفرت لها ظروف اقتصادية وثقافية مميزة حيث تحولت الولاية إلى منطقة متطورة زراعياً وصناعياً في حين تحولت أراضي كاراباخ السهلية التي يسكنها الأذربيجانيون إلى مصدر مواد الخام  لها وكانت هذه الأراضي مزروعة بالقطن في حين أنشئ معمل النسيج الكبير في عاصمة كاراباخ الجبلية، كما تحولت المنطقة إلى مركز للسياحة والاستراحات ذات الأرباح الكبيرة، وتم فتح جامعة المعلمين في/ ستيباناكيرت وهي جامعة وحيدة في كاراباخ بأجمعها.

 أدت هذه السياسة الهادفة إلى تمييز كاراباخ الجبلية وتأمين تفوقها على باقي المناطق الكاراباخية وبهذه الطريقة جعلها منطقة مستقلة عن كاراباخ السهلية ومنفصلة عنها. وقف وراء هذه السياسة المعادية لوحدة الأراضي الأذربيجانية الجالية الأرمينية القوية التي كانت ممثلة في القيادة السوفيتية إلى جانب تأثيرها على قيادات الدول الغربية.  

إلى جانب تأمين التوافق الاقتصادي لمنطقة كاراباخ الجبلية عن باقي الأراضي الأذربيجانية مارست القيادة السوفيتية الموالية للأرمن السياسة الهادفة إلى تأمين تفوقها السياسي أيضاً حيث تم اتخاذ القرارات الرامية إلى توسيع صلاحيات الحكم الذاتي للمنطقة.

 وتواصل الأرمن المستفيدين من موالاة القيادة السوفيتية لهم وتاييد الجالية الأرمينية القوية خارج البلد بطرح طلباتهم حيناً بعد الآخر ولكن الموقف الصارم للقيادة الأذربيجانية وعدم رغبة القيادة السوفيتية في تغيير الحدود داخل البلد الواحد حال دون تحقيق نوايا الأرمن إلى حين انهيار دولة الاتحاد السوفيتي واستقلال الجمهوريات السوفيتية السابقة عام 1991.

 

 

المرحلة الجديدة في عملية الاستيلاء على الأراضي الأذربيجانية

بدأت المرحلة الجديدة والحاسمة في النزاع الأرميني والأذربيجاني حول منطقة كاراباخ الجديدة في عام 1988 حين بدأ الزعيم السوفيتي المعروف / ميخاييل غورباتشوف بممارسة سياسة الانفتاح ووضع بهذا بداية انهيار الحكم السوفيتي المتشدد. في عام 1987 صرح أحد المقربين من/ميخاييل غورباتشوف، الأكاديمي الأرميني الأصل/ أغانبيكيان أنه عرض اقتراحاته للزعيم السوفيتي عن حل قضية كاراباخ الجبلية انطلاقاً من مبادئ الديموقراطية و"بيريسترويكا" (حركة إصلاح النظام السوفيتي). وبعد هذه التصريحات بدأت المنظمات الأرمينية الانفصالية بتحركاتها بصورة مفتوحة وأكثر عدوانيةً وفي فبراير عام 1988 بدأت المظاهرات المتواصلة في كل من يريفان وستيباناكيرت بطلب ضم الولاية إلى أرمينيا كما اتخذ مجلس الولاية قرار انضمامها إلى أرمينيا.

 مارس الأرمن السياسة الرامية إلى خداع الرأي العام العالمي في حقيقة قضية كاراباخ وخلق التصورات الخاطئة لدى الأوساط الاجتماعية في العالم بتقديم الأرمن كشعب مظلوم ومضطهد من قبل جيرانهم الأذربيجانيين وهذا مع ممارسة القمع والإرهاب ضد الأذربيجانيين المقيمين في منطقة كاراباخ الجبلية. ومع ذلك مارس الأرمن السياسة الخطرة التي وضعتها الاستخبارات الروسية والأرمينية لتشويه سمعة الأذربيجانيين في العالم وبهذه الطريقة ارتكبت في مدينة/ سومغاييت الأذربيجانية في فبراير 1988 جرائم القتل والنهب والسلب للسكان الأرمن المقيمين هناك. وكما أثبتت التحقيقات فيما بعد أن هذه الجرائم قد أرتكبت من قبل المجموعة التي كان يقودها المجرم الأرميني الأصل/ غريغوريان وهذا في حين قتل مئات من الأذربيجانيين وحرق  مساكنهم وطردوا من أوطانهم. ولكن الجانب الأذربيجاني لم يكن مستعداً لإبلاغ هذه الحقائق عن الجرائم التي ارتكبها الأرمن إلى العالم.

لم تتخذ القيادة السوفيتية الإجراءات الصارمة ضد الحركة الانفصالية في كاراباخ بل عملت كل ما في وسعها لدعم هذه الحركة باتخاذ القرارات المؤيدة لها  واحدة تلو الآخر ومنها قرار عن إقامة الشكل الخاص للإدارة في كاراباخ الجبلية وتشكيل اللجنة التنفيذية لإدارة المنطقة وغيرها. وأدت هذه القرارات كلها إلى تعزيز موقف الجانب الأرميني حيث أقر المجلس السوفيتي الأعلى لجمهورية أرمينيا ضم ولاية كاراباخ الجبلية التابعة لجمهورية أذربيجان إلى أرمينيا.

وأثارت هذه القرارات ولاسيما الموقف المعادي للقيادة السوفيتية غضب واحتجاج الشعب الأذربيجاني الذي أعرب عن عزمه للدفاع عن أراضيه خلال المظاهرات للملايين من المواطنين خلال فنرة 1988-1990 ووصل الغضب الشعبي إلى حده الأقصى في شهر يناير 1990. وفي ذلك الوقت ارتكب النظام السوفيتي أحد أبشع جرائمه ضد الشعب الأذربيجاني المطالب بحقه العادل. ليلة 19 إلى 20 يناير عام 1990 دخلت الوحدات العسكرية السوفيتية قوامها 35 ألف عسكري ومن بينهم العسكريون الأرمن مدينة باكو وقمعت التظاهرات السلمية بأحدث أنواع الأسلحة والمدرعات ونتيجة هذه الجريمة البشيعة قتل 123 مواطن وجرح أكثر من 600 شخص وأعتقل عدد كبير من الناشطين في الحركة الوطنية. ولم تقلل هذه الجريمة من عزم الشعب الأذربيجاني في طلب الحرية وحماية وحدة أراضيه  حيث أقر المجلس السوفيتي الأعلى (البرلمان) للجمهورية عن سيادة الدولة على جميع  أراضيها بتاريخ 30 أغسطس 1991  وبقراره الآخر ألغي المجلس السوفيتي الأعلى ولاية كاراباخ الجبلية وذلك إثر إعلان الانفصاليين في كاراباخ عن تأسيس ما يسمى بجمهورية كاراباخ الجبلية في 26 نوفمبر عام 1991 و أخيراً في 18 اكتوبر 1991ً تم إعلان استقلال أذربيجان عن الاتحاد السوفيتي.

في أواخر عام 1991 وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي تكونت الظروف الجيوسياسية الجديدة في الساحة السوفيتية السابقة وشنت أرمينييا المدعومة من روسيا حرباً سافرةًً على أذربيجان وخرقت الوحدات الأرمينية الحدود الأذربيجانية وانضمت إلى قوات الانفصاليين في كاراباخ، تمكنت من احتلال المساحات الشاسعة من الأراضي الأذربيجانية بما فيها التي تقع خارج حدود منطقة كاراباخ الجبلية نفسها. وفي حقيقة الأمر بدأت هذه الحرب على أذربيجان منذ 1988 بشن الهجمات على المناطق الأذربيجانية الواقعة في كاراباخ الجبلية وتم احتلال القرى الأذربيجانية وطرد سكانها واحدة تلو الأخرى ووصلت الجرائم الأرمينية إلى حدها الأقصى في منطقة/خوجالي الآهلة بالسكان الأذربيجانيين.

أدت مأسة خوجالي إلى زيادة الأزمة السياسية الداخلية في البلد توتراً وإلى استقالة الرئيس/أياز مطلبوف عن منصبه  وبعد احتلال مدينة  شوشا ومنطقة لاتشين الأذربيجانيتين وصلت الجبهة الشعبية إلى السلطة في البلد وانتخب زعيمها/ أبول الفضل إلتشيبيك في 2 يونيو 1992 رئيساً جديداً للجمهورية. استمرت الحرب في فترة سيطرة حكومة الجبهة الشعبية واحتلت القوات الأرمينية منطقة  كلباجار الاستراتيجية ومن ناحية أخرى اشتدت النزاعات السياسية بين القوى الداخلية المختلفة وسرعان ما تحولت إلى النزاع العسكري وترك الرئيس/ أبول الفضل إلتشيبيك منصبه واستقالت حكومة الجبهة الشعبية لجعل الظروف الملائمة لوصول السياسي المحنك/ حيدار علييف في يونيو 1993 إلى السلطة في البلد. واستفادت أرمينيا من الفراغ السياسي والأمني في البلد وواصلت احتلال المناطق الأذربيجانية الواقعة خارج كاراباخ الجبلية ومن شهر يوليو إلى أكتوبر عام 1993 تمكنت القوات الأرمينية من احتلال مناطق/ أغدام و/فضولي و/جبرائيل و\قبادلي و/زنكيلان.

رغم هذه الهزائم المتتالية تمكنت القوات المسلحة الأذربيجانية من إعادة تنظيم وحداتها ووقف تقدم القوات الأرمينية في منطقة/بيلاقان وشن الهجوم المعاكس وتحريرمنطقة /هوراديز الإستراتيجية يوم 5 يناير 1994 و22 قرية في منطقة/فضولي وعدد آخر من القرى في منطقة/جبرائيل وفي منطقة /كالباجار. وأثارت هذه النجاحات للجيش الأذربيجاني خوف أرمينيا وحماتها وجعلت الظروف الملائمة لتدخل القوى الرجعية في المنطقة وزيادة الحرب شدةً واختارت الحكومة الأذربيجانية الخيار السلمي لحل قضية كاراباخ ووافقت على إبرام معاهدة السلام وفي 8 مايو 1994 وقعت على المعاهدة في مدينة/بيشكيك – عاصمة جمهورية /غيرغيزيا. وبتاريخ 12 مايو توصل الطرفان إلى اتفاقية وقف إطلاق النار في الجبهة.

     نتائج العدوان الأرميني المستمر من عام 1988:

1. المهاجرون والمشردون: المهاجرون من أرمينيا – 250 ألف شخص والمشردون من أوطانهم في الأراضي الأذربيجانية المحتلة – 760 ألف شخص.

الإجمالي – 1010000 مهاجر ومشرد.

2.  الأراضي الأذربيجانية المحتلة:

منطقة كاراباخ الجبلية: مساحتها 4388 كلم مربع وعدد سكانها 189085 نفر حسب إحصائيات عام 1989 ومنهم: الأرمن – 145450 أي  76.9%  والأذربيجانيون – 40688  أي 21.5 %  وغيرهم 2947 أي 1.6%.

3. منطقة شوشا: مساحتها- 289 كلم مربع وسكانها- 20579 ومنهم الأذربيجانيون- 19039 أي 92.5% والأرمن- 1377 أي 6.7%. تم احتلالها بتاريخ 8 مايو 1992.

4.  المناطق المحتلة الواقعة خارج حدود منطقة كاراباخ الجبلية:

احتلت القوات الأرمينية  منطقة لاتشين  في 18 مايو 1992 ومنطقة كالباجار في 2 أبريل 1993 ومنطقة  أغدام في 23 يوليو 1993 ومنطقة فضولي في 23 أغسطس 1993 ومنطقة جبرائيل في 26 أغسطس 1993 ومنطقة قبادلي في31 أغسطس 1993 ومنطقة زانكيلان في 28 أكتوبر 1993

5.  ضحايا العدوان:    عدد القتلى 20 ألف والمعوقون 50 ألف.

6.  تم تدمير ما يلي:

890 منطقة سكنية و150 الف منزل و7000 مبنىً عام  و693 مدرسة و855 روضة للأطفال  و695 مركز طبي و927 مكتبة و44 كنيسة و9 مساجد و464  أثر تاريخي ومتحف و40 ألف  من معروضات المتاحف و6000 مؤسسة صناعية وزراعية  و800 كلم من طريق للسيارات و160 جسر و 2300  كلم من شبكة للمياه و2000 كلم من أنابيب الغاز  و15000 كلم من الخطوط الكهربائية  و280 هكتار من الغابات.

ويزيد القدر الإجمالي لهذه الأضرار الملحقة إلى أذربيجان عن 60 مليار دولار أمريكي.

عملية حل النزاع:

28 فبراير عام 1992 - اجتماع لجنة المسئولين الرسميين للدول الأعضاء في منظمة الأمن والتعاون في اوروبا. دعا الاجتماع طرفي النزاع إلى إقرار وقف إطلاق النار في المنطقة واحترام حدود البلد الداخلية والخارجية التي لا يمكن تغييرها إلا بالموافقة العامة والاستغناء عن الادعاءات تجاه أراضي الدول الأخرى وعن الدعاية المعادية للطرف الآخر.

24 مارس عام 1992 – الاجتماع الإضافي الأول لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا في /هيلسينكي الذي اتخذ القرار عن عقد المؤتمر حول كاراباخ الجبلية تحت إشراف المنظمة. كما تقرر الاجتماع تشكيل ما يسمى بمجموعة/منسك لمساهمة في حل النزاع في كاراباخ الجبلية على أساس مبدئ منظمة الأمن والتعاون في أوروبا. وتضم المجموعة في عضويتها كلاً من أذربيجان وأرمينيا وروسيا الاتحادية والولايات المتحدة وفرنسا وبلندا وألمانيا وتركيا وسويد. من شهر ديسمبر 1996 تقؤؤ تعيين ثلاثة وسطاء من هذه المجموعة وهم مندوبون لكل من روسيا الاتحادية والولايات المتحدة وفرنسا.  وقام الوسطاء بزيارات عديدة إلى المنطقة وعقدوا قرابة 100 ونيف اجتماعاً مع رئيسي أذربيجان وأرمينيا دون نتيجة.

 6 أبريل عام 1993 – بيان رئيس مجلس الأمن للأمم المتحدة الذي يدين فيه احتلال كالباجار. 25-29 أبريل عام 1993- قرار منظمة المؤتمر الإسلامي المدين لاحتلال الأراضي الأذربيجانية. 30 أبريل عام 1993– قرار مجلس الأمن تحت رقم 822 الطالب الانسحاب  الفوري للقوات الأرمينية من منطقة كلباجار وغيرها من الأراضي الاذربيجانية  المحتلة. 11يونيو عام 1993– بيان مجلس الرابطة الأطلاسية الشمالية (CCAC) عن تأييده لقرار مجلس الأمن. 29 يوليو عام 1993 – قرار مجلس الأمن رقم 853 الطالب انسحاب القوات المحتلة من منطقة أغدام. 18 أغسطس عام 1993– بيان رئيس مجلس الأمن عن ضرورة تنفيذ قرار رقم 853. 14 أكتوبر عام 1993- قرار مجلس الأمن رقم 884 الطالب لتنفيذ خطة الإجراءات السريعة والمشتركة الواردة في جدول الأعمال لمجموعة مينسك لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا. 11 نوفمبر عام 1993 – قرار مجلس الأمن المدين لاحتلال منطقتي زانكيلان وهوراديز والداعي للانسحاب السريع من جميع الأراضي المحتلة.

10-11 يناير عام 1994  – أدانت قمة الدول الأعضاء في حلف الناتو احتلال الأراضي الأذربيجانية بالقوة وتطلب الانسحاب من الأراضي المحتلة. 15 أبريل عام 1994 – قرار رابطة الدول المستقلة عن ضرورة احترام وحدة اراضي الدول الأعضاء فيها. 12 مايو عام 1994– سريان مفعول اتفاقية وقف إطلاق النار. 5-6 ديسمبر عام 1994- قمة بودابيست لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا واتخاذ القرار عن "تنشيط عمل المنظمة في حل قضية كاراباخ الجبلية" وتم تكوين مجموعة مينسك لمواصلة المفاوضات بين طرفي النزاع بغية اتمام الاستعدادات لعقد المؤتمر في مدينة مينسك عن وقف النزاع المسلح.

عام 1995- مواصلة المفاوضات بين الطرفين لإعداد مشروع اتفاقية السلام

2-3 ديسمبر عام 1996-   اجتماع قمة للدول الأعضاء في منظمة الأمن والتعاون في اوروبا في مدينة/ ليشابونا وإصدار البيان المؤيد لوحدة الأراضي الأذربيجانية ومنح أعلى مستوى للحكم الذاتي لمنطقة كاراباخ الجبلية.

22 أبريل عام 1997 - قرار الجمعية البرلمانية للمجلس الأوروبي رقم 1119الذي ينص على حل النزاعات في منطقة القوقاز الجنوبية بموجب أحكام البيان النهائي الصادر من اجتماع هيلسينكي عام 1975 وميثاق براغ عام 1990. 1 يونيو عام 1997- عرض الخطة الشاملة لحل النزاع و19 سبتمبر عام 1997-خطة الحل المرحلي من قبل الوسطاء لمجموعة /مينسك.

9  نوفمبر عام 1998-  عرض الوسطاء لمجموعة/منسك خطة إقامة الدولة المشتركة ورفضت أذربيجان الموافقة عليها.

الأعوام 1999-2002 - عقد 20 اجتماع بين رئيسي أذربيجان وأرمينيا دون أي نتيجة.

12 يوليو عام 2002- أعرب الاتحاد الأوروبي عن تأييده لوحدة الأراضي الأذربيجانية وفي 2 أغسطس عام 2002 - أدان الاتحاد الأوروبي ‘جراء ما يسمى يالانتخابات الرئاسية في كاراباخ الجبلية.

       الأعوام  2003-2007 -  بتاريخ 11 ديسمبر عام 2003 عقد  الاجتماع الأول بين الرئيسين الأذربيجاني إلهام علييف والأرميني روبيرت كوتشاريان وتواصلت هذه الاجتماعات خلال الفترة الماضية حيث عقد آخر اجتماع للرئيسين في 9 يونيو عام 2007  في مدينة سانت بيتيرسبورغ الروسية ودون التوصل إلى أي نتيجة ملموسة. وخلال هذه الفترة أيضاً عقدت الاجتماعات العديدة لوزراء خارجية البلدين إلى جانب زيارات رؤساء نجموعة مينسك والمسئولين من المجلس الأوروبي ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.

تكاثفت الجهود الرامية إلى إحراز التقدم في المفاوضات بعد تقديم الوسطاء المقترحات الجديدة إلى طرفي النزاع في نوفمبر 2007 والتي أقرت في اجتماعهم في /مدريد ولذلك تعرف هذه المقترحات باسم "مبادئ مدريد" ووضعت هذه المبادئ على أساس عملية إقرار السلام في المنطقة. وبحسب البيان الصادر عن وزارة خارجية الولايات المتحدة تشمل المقترحات المبادئ التالية:

1.   إعادة المناطق الواقعة حول إقليم كاراباغ الجبلية إلى أذربيجان؛

2.   منح الوضع القانوني الانتقالي إلى إقليم كاراباخ الجبلية وضمان أمنه وحقوق الإدارة الذاتية له؛

3.   جعل الممر الذي يربط بين كاراباخ الجبلية وأرمينيا؛

4.   منح حق تقرير المصير لتحديد الوضع القانوني النهائي للإقليم؛

5.   حق إعادة جميع اللاجئين والمشردين إلى أوطانهم ما قبل الحرب؛

6.   منح ضمان الأمن الدولي بهدف القيام بعملية حفظ السلام.

 وفيما بعد عقد الرئيسان الأذربيجاني والأرميني 18 اجتماعاً للقمة خلال أعوام 2008-2015. ولم تسف هذه الاجتماعات للقمة عن أي تقدم ملحوظ.

  لم يلتق الرئيسان بعد في هذه السنة.

من أخطر التطورات على خط التماس للقوات كانت المواجهات المسلحة بين الطرفين يوم 1 أبريل 2016 حيث أجبر القصف المستمر للقوات الأرمينية والتي استهدفت مواقع القوات الأذربيجانية  كذلك المناطق السكنية المأهولة بصورة كثيفة، القيادة الأذربيجانية  على اتخاذ الإجراءات المضادة وتمكنت من التقدم بعدة كلمترات في عمق دفاعات العدو. وبتاريخ 5 أبريل اتفق الطرفان على وقف إطلاق النار بوساطة روسيا. و أثبت القوات الأذربيجانية بهذه العمليات قدرتها القتالية لتحرير أراضيها المحتلة وهي القدرة التي اعترف بها الرئيس الأرميني أثناء زيارته إلى ألمانيا.

 وفي الختام نريد أن نلفت النظر إلى أنه بعد إعادة جزيرة قريم إلى روسيا شنت الدول الغربية والولايات المتحدة ولا تزال تشن الحملة المعادية لروسيا وتفرض العقوبات عليها في حين لم تعبر هذه الدول وبما فيها الشركاء منهم في مجموعة منسك ولا كلمة لصالح وحدة اراضي أذربيجان ويمكن اعتبار هذا الموقف تعبيراً بارزاً للازدواجية في السياسة الغربية.

 

الدكتور في الفلسفة /ذاكر قاسموف                                       Ph.d  Zakir Gasimov                

ما مدي عدالة محكمة العدل الدولية ؟ - أومود ميرزايف يجيب

أحدث الأخبار

أسرار استهداف إيران لأذربيجان
17:16 19.04.2024
في يومها الأخير جلسات الاستماع في الدعوي الارمينية ضد أذربيجان
16:00 19.04.2024
كواليس انسحاب قوات حفظ السلام الروسية من قراباغ
15:00 19.04.2024
زرادشت علي زاده : الولايات المتحدة لا تريد أن يتم فتح طريق زانجيزور في ظل هذه الظروف
14:00 19.04.2024
ما تأثير انسحاب قوات حفظ السلام من قراباغ؟
13:00 19.04.2024
اشتباكات بين الدفاع الجوي الإيراني وطائرات إسرائيلية بطهران
12:00 19.04.2024
جوتيريش العمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح ستفاقم الأوضاع الإنسانية
11:45 19.04.2024
صندوق النقد الدولي يتوقع أن يبقى النمو في الشرق الأوسط مكبوحاً
11:30 19.04.2024
صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة وورلد برس فوتو لعام 2024
11:15 19.04.2024
فيضانات نيجيريا تزيد من نقص محصول الكاكاو
11:00 19.04.2024
قطر تعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار في غزة
10:45 19.04.2024
بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين بسبب نشاطات تخريبية
10:30 19.04.2024
اليونيسف طفل يصاب أو يموت كل 10 دقائق في غزة
10:15 19.04.2024
الهند تشهد أكبر انتخابات في تاريخها بمشاركة مليار ناخب
10:00 19.04.2024
المياه تغمر نحو 18 ألف منزل في روسيا بسبب الفيضانات العارمة
09:45 19.04.2024
الحرس الثوري الإيراني يعلن تحديد مواقع المنشآت النووية الإسرائيلية ويحذر تل أبيب
09:30 19.04.2024
أجندة واسعة لزيارة إردوغان للعراق
09:15 19.04.2024
السفير الأمريكي في أذربيجان يزور أغدام
09:00 19.04.2024
بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين بسبب نشاطات تخريبية
01:00 19.04.2024
ميرزايف : هذه المحاكمة تأخرت 30 عاما
17:00 18.04.2024
علي الحوفي: من الأفضل للجميع أن يعم السلام والاستقرار في المنطقة
16:00 18.04.2024
فؤاد عباسوف: من يريد السلام مع جاره لا يحاكمه!
15:00 18.04.2024
سياسي أوكراني : انسحاب الجيش الروسي من قراباغ انتصار سياسي لأذربيجان
14:00 18.04.2024
موسكو تدعم رئاسة كازاخستان لمنظمة شنغهاى للتعاون
13:00 18.04.2024
هل كان وجود قوات حفظ السلام الروسية في قراباغ يمثل تهديدا لأذربيجان؟
12:00 18.04.2024
ميرزاييف: كنت أنتظر انسحاب قوات حفظ السلام الروسية لقراباغ بفارغ الصبر
11:30 18.04.2024
البنك الدولي يعتزم توصيل خدمة الكهرباء لـ 300 مليون أفريقي
11:15 18.04.2024
الانتقام الإيرانى كثيف وناعم ومثير
11:00 18.04.2024
اليونيسف استشهاد ما يقرب من 14 ألف طفل في غزة منذ بدء الحرب
10:45 18.04.2024
تركيا تتهم نتانياهو بـدفع المنطقة إلى الحرب للبقاء في السلطة
10:30 18.04.2024
ترقب في مجلس الأمن للتصويت على عضوية فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة
10:15 18.04.2024
ما مدي عدالة محكمة العدل الدولية ؟ - أومود ميرزايف يجيب
10:00 18.04.2024
الاتحاد الأوروبي يتجه لتصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية
09:45 18.04.2024
ملكا الأردن والبحرين يرفضان كل ما يؤدي إلى الهجمات البرية على رفح
09:30 18.04.2024
الجزائر تقدم مساهمة مالية استثنائية لوكالة الأونروا
09:17 18.04.2024
الكرملين يؤكد الانسحاب من منطقة قراباغ
09:04 18.04.2024
إيقاد شعلة أولمبياد باريس في أولمبيا القديمة
19:00 17.04.2024
أفضل 30 وجهة سفر عالمية لعام 2024
18:00 17.04.2024
سياسي أرميني يوجه نقدًا لاذعًا إلي محكمة العدل الدولية
17:00 17.04.2024
سيلين سينوكاك : فرنسا تشن حملة دبلوماسية لزعزعة الاستقرار في المنطقة
16:00 17.04.2024
جميع الأخبار