أفاد مراسل الجزيرة في كابل -نقلا عن مسؤول كبير في الداخلية الأفغانية- بمقتل 12 من عمال نزع الألغام، في أحدث هجوم يهز هذا البلد الذي تمزقه أعمال العنف.
كما أصيب 18 في هجوم لمسلحين مجهولين في ولاية بَغلان شمال البلاد.
وكانت الداخلية ومسؤول محلي أعلنا أن حركة طالبان قتلت 10 عمال لإزالة الألغام في ولاية بغلان (شمال).
وقال المتحدث باسم الوزارة طارق عريان للصحافيين إن مقاتلي طالبان "دخلوا إلى مجمع لوكالة لنزع الألغام (…) وبدؤوا إطلاق النار على الجميع".
ومن جانبها، نفت حركة طالبان علاقة مسلحيها بهذا الهجوم.
وقال مراسل الجزيرة في كابل ناصر شديد، إن مثل هذا الهجوم على فرق نزع الألغام معتاد في هذا البلد، وتعرضت هذه الفرق لأكثر من هجوم الفترات الماضية.
وفي تطور آخر، أكدت وزارة الدفاع سقوط مروحية تابعة للقوات الحكومية بولاية وردك (جنوب كابل) وقتل وجرح عدد من العناصر جراء ذلك.
الانسحاب الأميركي
من جهة أخرى، أعلنت الولايات المتحدة أنها أكملت أكثر من 50% من عملية سحب قواتها من أفغانستان.
وقالت القيادة الأميركية الوسطى -في تحديث لها حول الانسحاب- إنه تم سحب حمولة 500 طائرة شحن عسكرية من طراز "سي-17" و13 ألفا من المعدات العسكرية.
كما سلمت القوات الأميركية 6 منشآت عسكرية لوزارة الدفاع الأفغانية.
وأشارت القيادة الأميركية إلى أنها تتوقع تسليم المزيد من القواعد والمعدات للجانب الأفغاني دعما لقوات الأمن الحكومية.
اتفاق الدوحة أساس حل الصراع
قال المبعوث الأميركي الخاص لأفغانستان، زلماي خليل زاد، إن أطراف القضية الأفغانية على قناعة تامة بأن اتفاق الدوحة أساس حل الصراع الأفغاني.
كما أكد، خلال لقائه مع قناة محلية أفغانية، رفض واشنطن الاستيلاء على السلطة في أفغانستان بالقوة.
من جانبه، قال مفوض الأمن والسياسات الخارجية للاتحاد الأوروبي جوسيب بوريل إن العقوبات على طالبان لن ترفع ما لم تلتزم الحركة بوقف دائم لإطلاق النار، وتنخرط بصورة جدية في العملية السياسية.
وتأتي هذه المواقف في وقت تسيطر حركة طالبان على مواقع جديدة غرب وشمال البلاد.
إسلام آباد ترفض استخدام واشنطن قواعدها
وفي سياق ذي صلة، أكد وزير الخارجية الباكستاني، شاه محمود قريشي، رفض بلاده إعطاء أي قاعدة عسكرية على أراضيها للولايات المتحدة لمراقبة أفغانستان بعد انسحاب القوات الأجنبية من كابل، بحسب إعلام محلي.
وقال قريشي -في حديثه إلى قناة جيو نيوز المحلية- إن حكومة إسلام آباد، بقيادة رئيس الوزراء عمران خان، ليس لديها نية لإعطاء قواعدها العسكرية لواشنطن.
وأضاف "البحث عن القواعد يمكن أن يكون رغبتهم (..) بينما نحن علينا أن نرى مصلحتنا".
وجاءت هذه التصريحات ردا على تقرير حديث لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية -نقلا عن مسؤولين أميركيين- قولهم إن باكستان تريد السماح للولايات المتحدة بالوصول إلى قاعدة عسكرية بالبلاد طالما أنها تستطيع التحكم في كيفية استخدامها.
وأضاف التقرير أن الرأي العام في البلاد (باكستان) ضد أي وجود متجدد للولايات المتحدة.
وحدد الرئيس الأميركي جو بايدن 11 سبتمبر/أيلول المقبل موعدا نهائيا لسحب جميع القوات من أفغانستان، إذ تصر طالبان على انسحاب القوات الأجنبية لإنهاء حرب استمرت 20 عاما، كلفت واشنطن حوالي 2.2 تريليون دولار، وأسفرت عن مقتل 2400 عسكري، وفقا لمشروع تكاليف الحرب بجامعة براون الأميركية.
وتعاني أفغانستان حربا منذ عام 2001، حين أطاح تحالف عسكري دولي، تقوده واشنطن، بحكم طالبان لارتباطها آنذاك بتنظيم القاعدة الذي تبنى هجمات 11 سبتمبر/أيلول من العام نفسه في الولايات المتحدة.