أنحت الحكومة التركية باللوم على مسلحين أكراد في انفجار أدى إلى مقتل ستة أشخاص في شارع التسوق الرئيسي في إسطنبول وقالت إن الشرطة اعتقلت 22 مشتبها بهم من بينهم الشخص الذي زرع القنبلة. في المقابل، نفت قوات سوريا الديموقراطية، المدعومة أميركياً وتُعد وحدات حماية الشعب الكردية أبرز فصائلها، أي علاقة لها بالتفجير الذي أسفر وفق ما أعلن قائدها العام مظلوم عبدي.
وقال وزير الداخلية سليمان صويلو إن الأمر بالهجوم على شارع الاستقلال في إسطنبول صدر في مدينة كوباني بشمال سوريا حيث قامت القوات التركية بعمليات ضد وحدات حماية الشعب الكردية السورية في السنوات الأخيرة. وأضاف صويلو أن منفذ التفجير مر عبر عفرين، وهي منطقة أخرى بشمال سوريا.
وأسفر الهجوم عن مقتل ستة أتراك، كل اثنين منهم ينتميان لعائلة واحدة. ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن الحادث.
وأظهرت تقارير إخبارية تلفزيونية صورا لإمرأة فيما يبدو، يترك صندوقا أسفل حوض زهور مرتفع بشارع الاستقلال التاريخي، الذي يحظى بشعبية بين المتسوقين والسياح ويمتد به خط للترام.
وغادر خمسون شخصا المستشفى بعد هجوم الأحد الذي أثار مخاوف من أن تُستهدف تركيا بمزيد من التفجيرات والهجمات المماثلة لسلسلة الهجمات التي تعرضت لها بين منتصف 2015 و2017.
واستهدف مسلحون أكراد وإسلاميون ويساريون إسطنبول بهجمات في السابق. وأعلنت جماعة مرتبطة بحزب العمال الكردستاني مسؤوليتها عن تفجير مزدوج خارج ملعب لكرة القدم بإسطنبول في ديسمبر كانون الأول 2016 أسفر عن مقتل 38 شخصا وإصابة 155 آخرين.
وقال مكتب محافظ إسطنبول إن من بين خمسة مصابين يجري علاجهم في الرعاية المركزة إثر هجوم الأحد هناك اثنان في حالة حرجة. وهؤلاء الجرحى من بين 31 مصابا مازالوا في المستشفى.
وهرب المئات من شارع الاستقلال التاريخي بعد الانفجار الأحد بينما هرعت سيارات الإسعاف والشرطة إلى موقع الحادث. وكانت المنطقة، الواقعة في حي بك أوغلي بأكبر مدن تركيا، مزدحمة كالمعتاد في عطلة نهاية الأسبوع. وأظهرت لقطات مصورة حصلت عليها رويترز لحظة وقوع مع تطاير الحطام في الهواء وارتماء العديد من الأشخاص على الأرض بينما ترنح آخرون سيرا مبتعدين عن المكان.
وتقول أنقرة إن وحدات حماية الشعب الكردية، التي تؤيدها واشنطن في الصراع بسوريا، هي جناح لحزب العمال التركي.
ونفذت تركيا ثلاثة اجتياحات استهدفت وحدات حماية الشعب في شمال سوريا، من بينها في 2019، حيث استولت على مئات الكيلومترات من الأرض. وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان هذا العام إن تركيا ستستهدفها مجددا.
ويقود حزب العمال الكردستاني تمردا على الدولة التركية منذ 1984 وسقط أكثر من 40 ألف شخص ضحايا للاشتباكات. وتعتبر كل من تركيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية.
وعبرت دول عن إدانتها للهجوم وقدمت تعازيها في الضحايا، من بينها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ومصر وأوكرانيا واليونان.
وربطت تركيا الدعم الذي تتلقاه وحدات حماية الشعب الكردية من واشنطن وجهات أخرى بالهجوم. وقال فخر الدين ألطون رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية إن تلك الهجمات نتيجة مباشرة وغير مباشرة للدعم الذي تقدمه بعض الدول للمنظمات الإرهابية. وشبه صويلو التعازي الأمريكية بالقاتل الذي يكون بين أوائل الواصلين إلى مسرح الجريمة.