بالصور...الدواعش أرادوا الخلود من ربات تاريخيات يحرسهن الجن

ثقافة 19:42 19.08.2017

حرس زوجان من الجن بجسدين من ثور ورأس بشري، يقدر عمرهما أكثر من سبعة آلاف عام، حتى أخر نفس لهما، ما تبقى من قصر للإمبراطورية الآشورية القديمة من بطش وتحرش تنظيم "داعش" الإرهابي بربات للخلود اللواتي أنزلن لعنة على الدواعش، واسقطن خلافتهم في شمال العراق.

صمد الجنيان وهما أخر زوجين من الثيران المجنحة المتبقية من تاريخ نينوى ومركزها الموصل، شمالي بغداد، أمام نهش الدواعش بأجساد أطفال تاريخيين رماها الدواعش بعبث بعدما سرقوا كل الأثار والكنوز التي لا تقدر بثمن من قصر للملك آسرحدون التاريخي تحت مرقد كانت له مكانة سياحية هائلة، قبل أن ينسفه التنظيم، بعد أيام من سطوته على المدينة منتصف 2014.

وفي حوار أجرته مراسلة "سبوتنيك" في العراق، مع مدير مركز كلكامش لحماية الأثار والتراث من مدينة الموصل، الدكتور فيصل جبر، اليوم السبت 19 أغسطس/أب، كشف لنا تفاصيل هامة عن الوضع الراهن في تل التوبة وجامع النبي يونس وقصر آسرحدون الذي سرقه تنظيم "داعش" الإرهابي خلال سيطرته على مركز نينوى طيلة ثلاث سنوات.

المكان والزمان:

بالتحديد.. يقع تل التوبة وجامع النبي يونس على السور الغربي لمدينة نينوى الأثرية، ويرتفع هذا التل ذو الشكل البيضوي، حوالي ٢٠ متر عن مستوى الأرض والذي هو السهل الفيضي لنهر دجلة.

ويقول جبر، أن نينوى بنيت في العصر الآشوري الحديث (1000-612 ق.م) وكانت العاصمة الأشورية الثالثة بعد آشور و النمرود، وسقطت على يد البابليين والميديين عام 612 ق.م.

قصر آسرحدون
© SPUTNIK.
قصر آسرحدون

وأفاد جبر، بأن موقع التل كان يضم مخزنا للسلاح، ثم قصر أدد نيراري وأخير قصر للملك اسرحدون الذي شهد نهاية الإمبراطورية الآشورية وانتهى بحريق كبير مازالت أثاره ماثلة على جدران القصر وخصوصا بعد أن حفر تنظيم "داعش" الإرهابي مئات الأمتار من الأنفاق تحت جامع النبي يونس بحثا عن كنوز الآشوريين.

بعد الإمبراطورية الآشورية وقعت المنطقة تحت الإمبراطورية الساسانية حيث بنى كهنة الزرادشية معبدا للنار على التل.. وعند وصول المسيحية للمنطقة بدايات القرن الثالث الميلادي بنى رهبان النساطرة دير على التل عرف بدير النبي يونان (يونس).

قصر آسرحدون
© SPUTNIK.
قصر آسرحدون

ومع تحول المنطقة إلى الإسلام، هجر الدير بنت جميلة "بنت ناصر الدولة الحمداني" في القرن العاشر الميلادي مسجدا صغيرا عرف بمسجد الرباط..حسبما تابع جبر، مشيرا ً إلى أن المسجد توسع لاحقا على حساب الدير المهجور وتحول إلى جامع ومرقد النبي يونس المعروف حالياً "والذي نسفه تنظيم "داعش" الإرهابي في أواخر يوليو/تموز 2014 أي بعد نحو شهر من استيلائه على الموصل.

وأخذنا جبر إلى عام 1852 

أن أوستن هنري لايارد "وهو رحالة ومستكشف وعالم آشوريات بريطاني، (1817 — 1894)، عثر وشريكه العراقي هرمز رسام " (1826 — 1910) أيضا ً "عالم آشوريات" آشوري موصلي، على بقايا القصر الآشوري تحت الجامع عام 1852 م وبدءا بعض التنقيبات المتواضعة بسبب حساسية الموقع.

قصر آسرحدون
© SPUTNIK.
قصر آسرحدون

وأكمل جبر، كما جرت المزيد من التنقيبات في الموقع نفسه، من قبل هيئة الأثار العراقية في خمسينات القرن الماضي، أثناء شق وتعبيد طريق الموصل — أربيل "التي تعد بمثابة عاصمة لإقليم كردستان العراق"، المار بجوار التل الأثري.

وأثناء توسيع وصيانة الجامع منتصف الثمانينات عثر على جدار من المنحوتات مثلث السور الخارجي للقصر والتي كانت عبارة عن ثورين مجنحين من حجر الجير منحوتة من عدد من الصخور وليس كقطعة واحدة كما هو معروف من الثيران المنحوتة من حجر الجبس.

قصر آسرحدون
© SPUTNIK.
قصر آسرحدون

وكشف جبر، عن إغلاق مدخل القصر وإعادة ردم الثيران المجنحة في أماكنها لان الأولوية كانت لتوسيع الجامع الذي اكتسب شعبية متزايدة بتوافد الكثير من الحجاج الأتراك عليه في طريقهم للحج.. حيث يعتقد هؤلاء الحجيج،  أن من متطلبات الحج زيارة جامع النبي يونس، حيث تمت زيادة مساحة الجامع من 1600 متر مربع إلى (حوالي 40 x 40 متر) إلى 6400 متر (80 x 80 متر).

قصر آسرحدون
© SPUTNIK.
قصر آسرحدون

اللقى والأثار

ولخص لنا جبر، ما تركه تنظيم "داعش" من اللقى الآثرية بعدما سرق النفيسة منها وهربها خارج العراق، داخل حوالي 900 متر من الأنفاق التي حفرها تحت مرقد النبي يونس والقصر، تتمثل بـ:

ثوران مجنحان، منحوتان من حجر الجبس، وبعض الجرار وأنابيب فخارية تمثل جزء من نظام إسالة الماء الصالح للشرب ومجاري الصرف الصحي.

قصر آسرحدون
© SPUTNIK.
قصر آسرحدون

كما ترك الدواعش، جرار كبيرة تضم الكثير من العظام البشرية لأطفال — حيث كان الصغار يدفنون بجرار في ارض وجدران المباني.

ولوحين بارزين لربات الخلود، احدهما يضم 4 آلهة ولكنه مقلوب والأخر يضم 3 آلهة بوضع صحيح، منحوت من حجر الجير ولكن جزء كبير منه بدأ بالتفتت والتحول إلى ما يشبه "الطباشير" بفعل حرارة الحريق الذي يحول الجير إلى نورة أو الكلس الحي.

وبسبب تقاعس وغياب مفتشية أثار نينوى ممثلة بمديرها، فالح الشمري، هذه اللقى مازالت مرمية في أرضية الانفاق والتي تتعرض بشكل مستمر لانهيارات من الجدران والسقف.

قصر آسرحدون
© SPUTNIK.
قصر آسرحدون

ونوه جبر إلى أن هيئة الأثار العامة، أوعزت إلى المفتش للقيام بنقل هذه اللقى في شهر شباط الماضي، ولكن مكتب المفتشية الموجود في الموقع البديل بناحية ربيعة لم يتمكن من نقلها بسبب صعوبة الوصول إلى الموصل من الناحية حيث يسكن ويعمل مفتش أثار نينوى.

قصر آسرحدون
© SPUTNIK.
قصر آسرحدون

أمير داعشي سرق مئات الأثار

ولفت جبر، قائلا ً في شهر ديسمبر/ كانون الأول 2016، وجدنا حوالي 300 قطعة أثرية في بيت أمير داعشي في برطلة "وهي بلدة كان يسكنها غالبية من أبناء المكون السرياني، وتقع شرق مدينة الموصل، ضمن حدود محافظة نينوى، شمالي العاصمة العراقية بغداد".

وأضاف، في ذلك الوقت لم نعرف مصدر هذه اللقى الأثرية، ولكن بعد تحرير الجامع ودخولي إلى الإنفاق ومعاينة بعض القطع المتروكة هناك — أنا اعتقد أن هذه القطع استخرجت من قصر آسرحدون.

صراع أخر ثورين مجنحين

وصف جبر الوضع الحالي لقصر آسرحدون والأثار التي داخله، تحت مرقد النبي يونس وتل التوبة، بالكارثي، حيث تعرض الموقع والذي هو بحراسة اللواء 73 من الفرقة 16 إلى موجتي فيضان غمرت الأنفاق العشوائية والمحفورة بتربة هشة مما أدى إلى تأكل جدران الأنفاق وخصوصا النفق الجنوبي الذي يؤدي إلى أخر ثورين مجنحين من الجبس في كل نينوى بعد أن دمر "داعش" باقي الثيران "التي يقدر عمر الواحد منها سبعة آلاف سنة"، وسيدمر الإهمال ما بقي منها.

وفي هذا الفيضان حدث بدأ ضخ مياه الإسالة في شبكة المدينة مما أدى إلى تدفق كميات هائلة من المياه وعلى مدى أسبوعين داخل هذه الأنفاق.. وبعد تنبيه سرية الحراسة من قبل مركزنا (مركز كلكامش لحماية الأثار والتراث) قام الجنود بغلق أنبوب الماء بقطعة خشبية تأكلت بعد أسبوع لتتدفق المياه مرة أخرى إلى الأنفاق لتقضي على أخر أمل ببناء الجامع على أسسه القديمة قبل تفجيره من قبل "داعش" الإرهابي..مثلما أخبرنا جبر في الجزء الأول من حوارنا معه.

ووثقت مراسلتنا، صور ربات الخلود، واللقى والجرار بينها المكسرة على يد تنظيم "داعش" وتركوا عظام الأطفال التي كانت داخلها، مرمية ومتناثرة، في أرجاء المكان المهدد بالاندثار وغرق أخر ثورين وموتهما غرقا ً بكل غدر بشكل أدهى عن قتلهما في قدم التاريخ.

وقرأنا في منشور للصفحة الرسمية للمتحف العراقي عبر موقع التواصل الاجتماعي، ذكر فيه الآتي:

"كان الاعتقاد السائد في العهد الآشوري بأن للثور المجنح قوى كبيرة تساعده في طرد الأرواح الشريرة لهذا السبب كان يوضع على مداخل البوابات لكي يحمي المدينة من تلك الأشياء، وأيضا ً يعتقد بأنه في حالة قطع الرأس فإن تلك القوة ستنتهي لهذت السبب معظم الثيران المجنحة وجدوها مقطوعة الرأس لحظة اكتشافها".

لا ننسى الإشارة إلى اللعنة الآشورية التي وجدت منقوشة على أحد جدران غرف كنز النمرود في ثمانينات القرن الماضي، بمحافظة نينوى، ونصها هو "الويل لمن يلمس أجسادنا.. الويل لمن يسرق حُلانا.. يموت مريضاً ولا يذهب إلى الجنة" — تجاهل تنظيم "داعش" وجودها عند تدميره لمدينة "النمرود"، عاصمة الإمبراطورية الآشورية الأخيرة (بداية الألف الأولى قبل الميلاد)..في بدايات عام 2015.

وألحقت القوات العراقية، بتنظيم "داعش" الإرهابي، هزيمة تاريخية بتحرير الموصل بالكامل في العاشر من يوليو/تموز الماضي، بعد قتال بدء منذ 17 أكتوبر/تشرين الأول 2016.

 

 

مصور حيدر علييف : حيدر علييف كان سببًا في احترافي التصوير

أحدث الأخبار

المحكمة العليا الإسرائيلية ترفض تأجيل التحقيق بشأن 7 أكتوبر
13:00 14.05.2024
القوات الأمريكية تعترض مسيرتين وصاروخاً في البحر الأحمر
12:46 14.05.2024
هولندا.. احتجاجات طلابية تطالب الجامعات بوقف التعاون مع إسرائيل
12:30 14.05.2024
ميركل تعتزم نشر ذكرياتها السياسية في نوفمبر
12:15 14.05.2024
إستونيا تدعم استخدام الأصول الروسية لمساعدة أوكرانيا
12:00 14.05.2024
بيراموف يستقبل مع رئيس منظمة الأمن والتعاون في أوروبا
11:54 14.05.2024
تشاد تطلب دعم موريتانيا لرئاسة الوكالة الأفريقية لأمن الملاحة الجوية
11:45 14.05.2024
الدبيبة وتكالة يؤكدان ضرورة تنفيذ انتخابات متزامنة بليبيا
11:30 14.05.2024
علييف يستقبل رئيس منظمة الأمن والتعاون في أوروبا
11:25 14.05.2024
زعيم كوريا الشمالية يدعو إلى زيادة القدرات الدفاعية لبلاده
11:15 14.05.2024
بلينكن يزور أوكرانيا
11:04 14.05.2024
حسن نصر الله لا حل أمام إسرائيل لوقف جبهة لبنان إلا بإنهاء حرب غزة
11:00 14.05.2024
الصين تدعو إلى دعم حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة
10:45 14.05.2024
مجلس الشورى القطري يشارك في منتدى سيدات آسيا بأوزبكستان
10:30 14.05.2024
برلمان جورجيا يدعم قانونا روسيا مثيرا للجدل رغم المظاهرات الاحتجاجية
10:15 14.05.2024
روحاني يحذّر من تقويض الجمهورية في إيران
10:00 14.05.2024
تركيا واليونان تتفقان على الحوار الإيجابي حول الخلافات العالقة
09:45 14.05.2024
أردوغان تركيا تعالج أكثر من ألف عضو من حركة حماس
09:30 14.05.2024
الصحة السعودية تدعو الحجاج لأخذ اللقاحات الوقائية من الأمراض المعدية
09:15 14.05.2024
استقبال حافل للسلطان هيثم لدى وصوله الكويت
09:00 14.05.2024
هل يفي باشنيان بوعده باحلال السلام مع أذربيجان بحلول نوفمبر المقبل؟
17:34 13.05.2024
غالانت يُطلع بلينكن على مستجدات عملية رفح
17:00 13.05.2024
نتانياهو: إسرائيل في صراع وجودي ضد "وحوش حماس"
16:00 13.05.2024
ميرزايف يحصل علي شهادة فخرية من حزب أذربيجان الجديدة
15:30 13.05.2024
لم يعد أمام باشينيان حلول سوي إبرام اتفاق سلام مع أذربيجان واستعادة العلاقات مع تركيا
14:52 13.05.2024
سفير أمريكا لدى إسرائيل ينفي حدوث تغير في العلاقات بين واشنطن وتل أبيب
14:00 13.05.2024
برلماني أوكراني : روسيا تعيش أوضاع "مضطربة"
13:30 13.05.2024
ماذا نعرف عن أندري بيلوسوف؟
13:15 13.05.2024
مستشار خامنئي: طهران منفتحة على إجراء محادثات مع واشنطن
13:00 13.05.2024
شابس: شويغو مسؤول عن 355 ألف ضحية في صفوف الجيش الروسي
شابس: شويغو مسؤول عن 355 ألف ضحية في صفوف الجيش الروسي
12:45 13.05.2024
رجل يطلق النار من برج سكني في هامبورغ
12:30 13.05.2024
ليتوانيا: إقالة شويغو "رسالة" للشعب الروسي
12:15 13.05.2024
9 قتلى جرّاء هجوم صاروخي أوكراني على بيلغورود
12:00 13.05.2024
أردوغان تركيا الأكثر تقديما للمساعدات إلى غزة
11:45 13.05.2024
مقدونيا الشمالية.. الرئيسة تمتنع عن لفظ اسم بلدها خلال أداء اليمين الدستورية
11:30 13.05.2024
طهران تترقب وصول فريق من الذرية الدولية لبحث التعاون بينهما
11:15 13.05.2024
قس أرمني: أريد العودة إلى قاراباغ
11:12 13.05.2024
بريطانيا: جاهزون للحرب
بريطانيا: جاهزون للحرب
11:05 13.05.2024
سلطان عُمان يبدأ الاثنين «زيارة دولة» إلى الكويت
11:00 13.05.2024
رئيس وزراء جورجيا يتعهد بتمرير قانون العميل الأجنبي خلال أيام
10:45 13.05.2024
جميع الأخبار