محمود سعد دياب
تشارك فرقة فنية متعددة المواهب، من جمهورية أذربيجان، في فعاليات المهرجان الثقافي والفني لمنظمة التعاون الإسلامي، التي تنطلق دورته الأولى من القاهرة في السادسة من مساء يوم 4 فبراير المقبل، حتى 9 من الشهر نفسه، والذي تشارك فيه 18 دولة من مختلف الدول الإسلامية في مقدمتها مصر.
وقد تلقت أذربيجان دعوة من منظمة التعاون الإسلامي للمشاركة في فعاليات المهرجان، بصفتها عضوًا بالمنظمة، وذلك من خلال فرقة مكونة من عشرة أفراد يقدمون فنون الفلكلور الشعبي والثقافي في أذربيجان، من خلال تقديم عروض الفنون الشعبية وفن المقامات، والرقص والعزف على الآلات الموسيقية.
وينعقد المهرجان بدورته الأولى، تحت شعار "أمة واحدة وثقافات متعددة.. فلسطين في القلب"، وتحل عليه دولة تنزانيا كضيف شرف، وتنظمه وزارة الثقافة المصرية بالتعاون مع وزارات الخارجية، الشباب والرياضة، السياحة، الآثار، بالإضافة إلى مجمع اللغة العربية والأزهر الشريف، وذلك بحضور العديد من الوزراء وسفراء الدول أعضاء المنظمة.
وبخلاف الفعاليات التي تحييها الفرقة الأذربيجانية، يتضمن المهرجان، فعاليات عدد من الأنشطة الثقافية والفنية لـ16 دولة أخرى غير مصر البلد المضيف وأذربيجان، هي (فلسطين – باكستان – الجزائر – غينيا – السنغال – موزنبيق – السعودية – الإمارات – اليمن – الكويت – جزر القمر – بوركينا فاسو – بنجلادش – المغرب – إندونيسيا).
وتتنوع العروض ما بين فنية وأمسيات شعرية وندوات ثقافية ومعرض للفنون التشكيلية والمأكولات والملابس والحرف التراثية والتقليدية، أما حفل الافتتاح الذي يخرجه الفنان هشام عطوة فيضم كلمات للدكتورة إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة، والدكتور يوسف بن أحمد العثيمين، أمين عام المنظمة، يليه فيلم تسجيلي عن أنشطة المنظمة والدول الأعضاء، ثم تكريم عدد من الشخصيات البارزة من الدول الأعضاء بمختلف المجالات، بعدها يقدم الاحتفال الفني، وهو عبارة عن لوحات فنية استعراضية تعبر عن التنوع الثقافي لدول المنظمة، وتشارك وزارة الشباب والرياضة بماراثون رياضي ينطلق من الجزيرة وملتقى لشباب الدول الإسلامية، كما تنظم وزارة الآثار رحلات لوفود الدول المشاركة للأماكن السياحية والتاريخية بالقاهرة.
وينطلق موضوع المهرجان الأول لشباب الدول الإسلامية، من واقع أن العالم أصبح يشهد مع مطلع القرن الحالي انتشاراً للأفكار المتطرفة وممارسات العنف والإرهاب، والتي باتت تعصف باستقرار بعض الدول الإسلامية على النحو الذي دفع عددًا كبيرًا منها نحو بلورة سياسات وطنية لمكافحة التطرف والإرهاب، وإنشاء وتفعيل الأطر التنظيمية والمؤسسية لمواجهة الظاهرة، وقيام المنظمات الدينية بدور أكبر في تفكيك الخطاب المتطرف والتوعية بتعاليم الدين الصحيح، وتوازى ذلك مع تشجيع الشباب والفتيات على إطلاق مبادرات وبرامج محلية لنشر الاعتدال وتعميق الأفكار الوسطية.
وفي هذا الإطار، يناقش المهرجان عبر جلستين عامتين، وورش عمل تفاعلية، أسباب انتشار التطرف بين الشباب في المجتمعات الإسلامية وبين الجاليات الإٍسلامية في المجتمعات الغربية، وأبرز خبرات الدول أعضاء منظمة التعاون الإسلامي في مكافحة التطرف والإرهاب، ودور الشباب في إطلاق مبادرات ومشروعات للحد من الظاهرة.
وقد وضعت إدارة المهرجان، عدة أهداف عامة لتلك الجلسات النقاشية وورش العمل، أولها تعريف الشباب بأساليب عمل التنظيمات المتطرفة والإرهابية وكيفية استقطابهم للشباب، وإبراز ملامح الخطاب الإسلامي المعتدل وكيفية تفكيك الخطاب المتطرف، وعرض جهود عدد من دول المنظمة في مكافحة الفكر المتطرف والإرهاب، وبلورة عدد من المبادرات والمقترحات الخاصة بتفعيل دور الشباب في مكافحة التطرف ونشر الاعتدال داخل المجتمعات الإسلامية.