تظاهرتُ بأنني ميتة كي يتوقف أبي عن اغتصابي

تعرضت إيف إنسلر للاعتداء الجنسي والجسدي من قبل والدها

ثقافة 12:40 16.06.2019

اشتهرت الكاتبة المسرحية الأمريكية، إيف إنسلر، في تسعينيات القرن الماضي من خلال مسرحية تحت عنوان: مونولوج المهبل، وكانت عرضا يحتفي بجرأة بأجساد النساء.

وقد استعرضت المسرحية تجارب جنسية لعدد من النساء، سواء كانت بالإكراه أو رضاهن. وقُدمت في أكثر من 140 دولة لتحطم المحظورات وتتجاوز المحرمات، وتبكي الجمهور تارة وتُضحكه تارة أخرى.

وكشفت إنسلر، ناشطة في مجال حقوق المرأة حالياً، لبي بي سي أن مسرحيتها الأخيرة التي تحمل عنوان "اعتذار"صادمة كمسرحيتها الأولى ولكن بشكل مختلف جداً، فهي مستمدة من تجربتها الحقيقة، ومقتبسة من كتيب أشبه برسالة، كتبه والدها لها يعتذر فيها عن الطريقة التي ارتكب بها اعتداءاته الجنسية ضدها منذ طفولتها، وقد تحولت هذه الاعتداءات إلى عنف جسدي بعد أن بلغت العاشرة من عمرها ورفضت طلبات والدها.

ممثلات أثناء عرضهن مونولوج المهبل

مسرحية "مونولوج المهبل" كوميدية وتراجيدية على حدٍ سواء

اعتداء جنسي

تتذكر الكاتبة في الحوار الذي أجرته معها بي بي سي، طفولتها بكل تفاصيلها الدقيقة وتقول: "أتذكر أنني كنت سعيدة عندما كنت في الخامسة من عمري، وكنت أعشق والدي، لكنني شعرتُ لاحقاً أن هناك خللا ما رغم أنني لم أفهم وقتها ما كان يحدث لجسدي".

وتتابع: "كانت هناك أمور تحدث لجسدي، لم تكن باختياري. وأحببتُ والدي أكثر من أي شيء آخر في العالم، لذلك انتابتني مشاعر مختلطة، مشاعر كان هو المسؤول عنها، أحسستُ بالخطأ وكل تلك الأشياء المعقدة المرعبة".

ومع استمرار ذلك لفترة طويلة، شعرت إنسلر بأنها لا ترغب أن يستمر ما يقوم به والدها. كان هيام والدها بها غريباً ومبالغاً، وغلب على كل شيء في العائلة.

وبدأت الأمور تتغير،

عندما قررت رفض طلباته والابتعاد عنه عندما بلغت العاشرة من عمرها، وتظاهرت في إحدى الليالي بالموت، فلم يعتدِ عليها والدها تلك الليلة، لكن الأمور أخذت مجرى آخر، ليتحول اعتداءه إلى نوع آخر.

إيف إنسلر

إيف إنسلر ناشطة في مجال حقوق المرأة

اعتراف الأم

تقول الكاتبة إن والدها لم يكن يحبها فحسب، بل كان مهووساً بها، ولم يكن ذلك خافياً على أحد في العائلة، إلا أنها لم تعلم فيما لو كان إخوتها على دراية بطبيعة العلاقة بينهما أم لا.

أما والدتها، فقد اعترفت بعد سنوات طويلة بعلمها بالاعتداءات الجسدية التي كانت تتعرض لها في طفولتها.

وفيما بعد قالت لها الأم: "كنت أعلم بما يجري، فقد كانت كل العلامات موجودة على جسدك، وكنت تعانين من الالتهابات دائماً وتستيقظين ليلاً بسبب رؤية الكوابيس، بالإضافة لهذا كانت شخصيتك تتغير".

كما اعترفت والدتها لاحقاً، أن عمَّ الطفلة انتبه ونبَّه زوجة أخيه من اهتمام وتصرفات أخيه المبالغة بطريقة غير مألوفة. وتقول إنسلر: " لم أكن على علم بمدى معرفة والدتي في ذلك الوقت بطبيعة العلاقة بيني وبين والدي، وفيما لو كانت قادرة على الاعتراف بشيء من هذا القبيل".

صورة تعبيرية

تقول إنسلر إن والدها جعلها تشعر بالذنب باستمرار

اعتداء جسدي

ورداً على سؤال بي بي سي، فيما لو تلقت أي دعم في تلك المرحلة، تقول: "كانت لدي خالة رائعة، بالإضافة إلى مربيات كنتُ أحظى بمحبتهن ورعايتهن، أعتقد أنهن أنقذن حياتي".

توقف والدها عن الاعتداء الجنسي عليها وبدأ بالإيذاء البدني وضربها بعنف، وعن تلك المرحلة تقول: " كنت كالمنفصلة عن نفسي، لكننا نعرف جميعاً صفات المعتدي جيداً وكمية المشروبات التي يتناولها، وكيف يكون مزاجه وماذا تعني خشونة أو نعومة صوته على حد تعبيرها.

"أتذكر والدي عندما كان يناديني من الطابق العلوي، كنت أستطيع تخمين مدى عنفه من نبرة صوته". وتتابع: "كنت أركض إلى المرآة وأقول لنفسي بصوت عالٍ. لن تكوني هنا. لن تشعري بشيء. لن يستطيع إيذاءك. لقد ذهب بعيدًا. لن تكون هنا. لن تشعري بشيء. لن تشعري بأي شيء يفعله بك".

إيف إنسلر

تقول إنسلر إنها ترعرت في زمن لم يكن فيها الرجال مخطئون أبداً

هل نجحت الخطة؟

كثيراً ما كانت إنسلر تهرب من الواقع وتنفصل عن ذاتها عن طريق اللجوء إلى الكتابة. وتقول: "ابتكار شخصيات خيالية والعيش معها، فصلني عن الألم الذي شعرت به مراراً".

لكن، كيف ترجمتِ إحساسك بانعدام قيمتك في علاقاتك عندما كبرت؟

تردُ بابتسامة ساخرة: "لا أعلم، إنه لأمر محزن للغاية أن أقول بأنني لم أكن أشعر أبداً بأنني جديرة بكل من أحبني".

"كنت دائماً في المرتبة الثانية لدى والدي، كانت هناك أمي، ثم أنا، لم أتخيل قط أن يرغب أي رجل أو امرأة بأن يكون معي وحدي فقط، لأنني كنت دائماً مع الاثنين".

وأضافت: "كنت أتصور بأنني سأكون دائماً الشخص الثاني لدى أي شخص ، سيكونون رجالاً متزوجين، وسأكون العشيقة ".

"أعتقد أننا ننجذب إلى الأشخاص الذين كانوا يقومون بالاعتداءات متوهمين أننا سنغيرهم ونغير ماضينا، ولأن شخصياتهم مألوفة لدينا"، وتتابع: "لم أختر من أحبوني حقاً، لأنني كنت مرتابة من الماضي، فقد أحببت مرة عندما كنت طفلة، لكنني تعرضتُ للخيانة".

صورة تعبيرية

Iتحول والد إيف من الاعتداء الجنسي عليها إلى الإيذاء البدني لها

هل كنت تودين سماع كلمة آسف من والدك عندما كنت طفلة؟

كنتُ أكتبُ إلى والدي رسائل اعتذار باستمرار، لأنه كان يجعلني أشعر بالذنب بشكل دائم، كان اسمي الثاني هو "أنا آسفة".

ولكن كان لدي اعتقاد آخر، وهو أنني كلما أكثرت من الاعتذار، فسوف يقوم بفعل الشيء ذاته.

ماذا كان سيحقق اعتذارك ؟

أشياء كثيرة، كان ذلك سيحررني من الشعور بأنني الطرف السيء في علاقتنا.

لماذا برأيك لم يعتذر منك؟

لأن والدي تربى في وقت لم يكن فيه الرجال يعتقدون أنهم مخطئون إطلاقاً. كان والدي الرئيس التنفيذي للشركة، الرئيس التنفيذي لعائلتي. لقد كان على حق دائماً. كانت فكرة عدم موافقتي لرأيه، جريمة يعاقب عليها القانون.

كيف كان شعورك عندما مات؟

كان الأمر غريباً للغاية، يبدو أن والدي كان يعاني من مرض السرطان لفترة طويلة قبل وفاته، ولم يتصل بي ، ولم تخبرني والدتي بأنه كان يحتضر. لم تكن لديه القدرة أو الرغبة بوداع أي شخص إطلاقاً.

أتذكر أنني ذهبتُ إلى خزانة ملابسه وجلستُ أمامها، أتذكر السترة الصفراء التي كان يرتديها وأشمها، كنت كمن يقول، حسناً، هذه خاتمتنا. كنُتُ كالمخدرة تماما، لم أشعر بشيء معين.

صورة تعبيرية

رتقول إيف أن اعتداءات والدها جعلها تشعر بأنها بلا قيمة

هل كنت غاضبة منه؟

أعتقد أن الأمر استغرق سنوات حتى أدركتُ حجم ما فعله والدي بي. ربما يكون هذا صحيحاً بالنسبة لأي ناجٍ.

أتذكر عندما كنت في العشرينات من عمري، وبينما كنت مع أصدقاء الدراسة في الحانة، أخبرتهم طرفة مضحكة عن والدي. "كان والدي يضربني بشدة، وصرخ في وجه والدتي لتذهب وتحضر سكيناً من المطبخ لطعني ، لكنها ولحسن حظي غادرت الغرفة ولم ترجع".

عندها توقف أصدقائي عن الضحك، وسألوا باستغراب: "ماذا قلت؟".

وكانت هي المرة الأولى التي أتلقى فيها ردود فعل من العالم حول جنون وقساوة ما عايشته، شعرت بالرعب فعلاً".

هل كانت محاولتك تأليف كتاب "اعتذار" شكلاً من العلاج ؟

ما حدث خلال هذا الكتابة هو أنني تمكنت من إعادة صياغة القصة، لقد انتقل أبي من هذا الوحش المتجانس إلى أحد المدافعين، تحول من ذلك النوع من المخلوقات المخيفة إلى كائن ضعيف مكسور وهش. حررتُ نفسي بهذا المعنى بشكل لا يصدق. أستطيع القول إنني ربما أعرف أبي أكثر من معرفته لنفسه.

ما سبب سلوكه حسب ما توصلت إليه؟

نشأ أبي في بيئة تتعامل معه على أنه الفتى الذهبي، صاحب الحق الإلهي مثل الملوك.

لقد كان معبوداً، لكن ذلك لم يكن حباً، وهذه المثالية لا تسمح للإنسان بأن تظهر عليه سمات الضعف والانكسار.

أتخيل أن أبي سيُظهر تلك الصفات حتى وهو في قبره، تحت الأرض لأنه لا يريد أن يخيب أمل الناس الذين عبدوه.

أعتقد أننا نفعل هذا للصبيان. نحن لا نسمح لهم بأن يكونوا بشراً، وهذا يؤدي إلى افتقارهم إلى شعورهم بالتعاطف مع الآخرين.

هل كان هناك دافع محدد لكتابة هذا الكتاب في هذا الوقت؟

لقد شاركتُ في حركة محاربة العنف ضد النساء والفتيات منذ 21 عاماً، وسمعت أسوأ القصص في العالم.

وتبادر إلى ذهني سؤال بعد كل ما قيل في حملة "مي تو" التي أفصحت فيها النساء عن كل التفاصيل، ولكن أين الرجال من كل هذا؟

لماذا لم أسمع رجلاً يعتذر علناً وبشكل واضح وشامل على الإطلاق؟

إذا لم يتقدم الرجال الآن ويعتذروا وأعني بذلك تقديم شرح مفصل وشامل بالأفعال السيئة التي قاموا بها، فكيف سينتهي هذا؟

لا تشعر إنسلر بأي حقد تجاه والديها، بعد أن اعترفت والدتها بعلمها بما حدث لها واعتذارها منها مراراً.

 

علييف يتحدث عن حرب غزة

أحدث الأخبار

وصول سفينة عسكرية تركية إلى ميناء مقديشو
14:00 25.04.2024
مركز تركي- عراقي ضد العمال الكردستاني
13:45 25.04.2024
استمرار الاكاذيب الأرمينية ضد أذربيجان في محكمة العدل الدولية
13:25 25.04.2024
علييف وجباروف يزوران مدينة أغدام
13:00 25.04.2024
غضب وعمليات توقيف في جامعات أمريكية باحتجاجات مؤيّدة للفلسطينيين
12:45 25.04.2024
علييف وجباروف يطلعان علي الخطة الرئيسية لمدينة فضولي المحررة من الإحتلال الأرميني
12:20 25.04.2024
جنوب إفريقيا تدعو لتحقيق عاجل بالمقابر الجماعية في غزة
12:15 25.04.2024
تفاقم انعدام الأمن الغذائي في العالم في 2023 بسبب النزاعات
12:00 25.04.2024
رئيس قيرغيزستان يصل فضولي
11:46 25.04.2024
زيارة رئيس قيرغيزستان إلي أذربيجان
11:18 25.04.2024
حول زيارة رئيس طاجيكستان إلى إيطاليا والفاتيكان
11:00 25.04.2024
أردوغان لا ينبغي السماح لإسرائيل بإخفاء المجازر في غزة
10:45 25.04.2024
أمير الكويت يتلقى رسالة من رئيس وزراء باكستان حول العلاقات الثنائية
10:30 25.04.2024
السيسي يحذر من التداعيات الكارثية لأي عملية عسكرية في رفح
10:16 25.04.2024
الأردن يحدد 10 سبتمبر موعداً لإجراء انتخابات مجلس النواب
10:00 25.04.2024
الاتحاد الأوروبي يطالب بتحقيق مستقل في التقارير عن مقابر جماعية بمستشفيين بغزة
09:45 25.04.2024
أردوغان يعلن وقف العلاقات التجارية المكثفة مع إسرائيل
09:30 25.04.2024
ارتفاع حصيلة شهداء العدوان الإسرائيلي إلى 34 ألفا و262
09:15 25.04.2024
الصحفيين الأوزباك يزورون مؤسسة أوراسيا الدولية للصحافة
09:00 25.04.2024
الملك سلمان يدخل المستشفى لإجراء "فحوصات روتينية"
17:00 24.04.2024
بلينكن يزور الصين للمرة الثانية في أقل من عام
16:30 24.04.2024
علييف يتحدث عن حرب غزة
16:00 24.04.2024
قري قازاخ الأذربيجانية الأربع في الإعلام العالمي
15:00 24.04.2024
مصر ترحب بالقرار الأذربيجاني الأرميني
13:45 24.04.2024
الرئيس الألماني يختتم زيارته لتركيا بلقاء أردوغان
13:30 24.04.2024
تزايد الدين العام يهدد التصنيف الائتماني لفرنسا
13:00 24.04.2024
جامايكا تعترف رسميا بدولة فلسطين
12:30 24.04.2024
ذعر أممي من المقابر الجماعية في غزة... ومطالبات بتحقيق
12:00 24.04.2024
في زيارة علنية نادرة... مسؤولون من كوريا الشمالية يصلون إلى إيران
11:00 24.04.2024
موسكو: تدريبات الناتو في فنلندا "عمل استفزازي"
10:30 24.04.2024
ميرزايف يتحدث عن حرق العلم الأذربيجاني والتركي في أرمينيا
10:00 24.04.2024
7 قتلى و15 جريحاً في حادث سير بالجزائر
09:30 24.04.2024
الصليب الأحمر: إجلاء مليون مدني من رفح "غير ممكن"
09:00 24.04.2024
تفعيل نظام مير الروسي في مصر.. انعكاسات مهمة على السياحة والتبادل التجاري
18:00 23.04.2024
مشروع مسام ينتزع 857 لغماً في اليمن خلال أسبوع
17:30 23.04.2024
علي موسي إبراهيموف: الحرب العالمية الثالثة بدأت بالفعل
17:07 23.04.2024
شنجن للخليجيين لمدة 5 سنوات من أول طلب
17:00 23.04.2024
مسجد باريس يعرب عن قلقه بشأن تصريحات رئيس الوزراء الفرنسي حول التسلل الإسلامي
16:00 23.04.2024
مصر تؤكد السيطرة على حدودها مع غزة
15:30 23.04.2024
وصول المعتمرين الإيرانيين المدينة المنورة بعد توقف 9 سنوات
15:00 23.04.2024
جميع الأخبار