أخرج مؤخراً الفيلم الوثائقي الجديد بعنوان "التاريخ الأرمني من تأليف بلغارية" في إطار الأبحاث التي أجراها مركز تاريخ القوقاز حول كشف القناع عن تزوير التاريخ الأرمني والاستيلاء على التراث الثقافي والتاريخي لأذربيجان. وأنجز المشروع بمنحة مجلس دعم الدولة للمنظمات غير الحكومية لدى رئيس جمهورية أذربيجان.
أثار الفيلم اهتماماً كبيراً لدى الجمهور واجتاز صداه حدود أذربيجان. على وجه الخصوص، أصدرت مجموعة من الأرمن في قاره باغ برئاسة أرتور أغاجانوف، نيابة عن "حركة إعادة الكنيسة الألبانية ذاتية الاستقلال وتراث المسيحيين الأتراك" التي يترأسه، بياناً يدعم البحث في كشف الاحتيال الأرمني.
وجاء في البيان: "طرح فيلم "التاريخ الأرمني من تأليف بلغارية" جانباً غير معروف من استيلاء الأيديولوجيين الأرمن على التراث الأذربيجاني. على مثال المصير المرير لقرية جرزان (كرزان) في منطقة توفوز الأذربيجانية، يمكن للمرء أن يرى كيف تم تدمير التاريخ وتغييره. يُظهر الفيلم كيف تم مسح النقوش والأنماط على المقابر القديمة في العهد السوفيتي، ووضع نقوشت جديدة بالأرمينية في بدلها. وهكذا، سعى الإيديولوجيون الأرمن إلى إثبات مطالبهم بأراضي أذربيجان المتاخمة لأرمينيا.
من جانبنا، نود أن نذكّر أن المبعوثين من أرمينيا لم يأتوا إلى قرية جرزان فقط، وبل غيرها من القرى في غرب أذربيجان. ونعلم ونتذكر أنه خلال الحقبة السوفيتية، كان المبعوثون الأرمن الذين لهم "مهمة" مماثلة يأتون باستمرار إلى قاره باغ ، حيث دمروا الآثار القديمة ووضعوا نقوشاً جديدة بالأرمينية على المعابد والمقابر وغيرها من المعالم التاريخية. كما مارسوا أعمال أيديولوجية مع سكان قاره باغ المحليين، وأقنعوهم بأنهم كانوا جزءًا من شعب "هاي" الأرميني القديم وتاريخه. سجل علماء أذربيجان آنذاك هذه الحقائق وأعربوا عن استيائهم من أنشطة المبعوثين الأرمن المماثلة في شاماخي وشاكي وقبله وأوغوز وكانجا قاره باغ الجبلية والمناطق الأذربيجانية الأخرى من خلال الحقبة السوفيتية وشارك المبعوثون الأرمن في مثل هذه أعمال التزوير وتدمير التراث. نود أن نلاحظ بشكل خاص أن الجانب الأرمني ما زال يواصل مثل هذه الأعمال على أراضي أرمينيا وقاره باغ المحتلة.
ننصح الباحثين الأذربيجانيين والأجانب بدراسة هذه الآثار المزيفة في جميع أنحاء أراضي أذربيجان.
يدل دفن المسلمين والمسيحيين في حينه في نفس المقبرة في قرية جرزان وغيرها من المناطق تشير على أنه لدينا نفس الجذور وإننا من العرق الواحد وفي الوقت نفسه لم يفرقنا الدين. كان لدينا نفس الأسماء والتراث الثقافي والطقوس معاً. كنا جزءاً من العالم والثقافة والتاريخ التركية. من الضروري مواصلة هذه الدراسات التي تكشف عن الدعاية الأرمنية.
من جانبنا، نحن مستعدون لدعم أنشطتكم بالكامل في هذا الاتجاه. سنقوم بعرض الفيلم بين الأرمن في قاره باغ وجمع المعلومات منهم بخصوص هذه التزوير. نحن الأتراك المسيحيون في قاره باغ ولدينا الحق في معرفة جذورنا وفضح أولئك الذين يغتصبون بتراثنا المشترك. ولغة الأرمن- الهاي التي قرضت علينا غريبة علينا، ولم يقبلها آباؤنا ولم يتحدثوا بها عملياً، ولم يدرسوها في المدارس وكان تجنبون التواصل مع الذين اقتربوا أكثر رمن الأرمن- الهياي.
بفضل الأفلام مثل "التاريخ الأرمني من تأليف بلغارية"، بدأ العديد من الأرمن في قاره باغ الآن في التفكير ومعرفة جذورهم. إنهم يودون الآن استعادة أجزاء تراثهم المفقودة والأسماء التركية والإسلامية لأسلافهم، وكذلك جمع القصص القديمة عن الصفحات القديمة من التاريخ الضائع. عاجلاً أم آجلاً، سيتمكن جميع الأرمن في قاره باغ من معرفة من هو أقاربهم منهم ومن هو أعداؤهم. وطننا المشترك هو أذربيجان، ونحن جزء لا يتجزأ من الشعب الأذربيجاني. ولا نشك في أن نزاع قاره باغ سيجد حله ضمن السلامة الإقليمية لأذربيجان وسنعود إلى أوطاننا.
أرتور أغاجانوف وفاليري يريتسيان وغريغوري أراكليان وليفا ياخشيبيكوف وكارينا يريتسيان ومجموعة من نشطاء "حركة إعادة الكنيسة الألبانية ذاتية الاستقلال وتراث المسيحيين الأتراك".
من الجدير بالذكر أنه في فيلم "التاريخ الأرمني من تأليف بلغارية" يُظهر تكنولوجيا كيفية عمل الإيديولوجيين الأرمن في العهد السوفياتي في غرب الأذربيجاني في المناطق المتاخمة لأرمينيا. على وجه الخصوص، على أساس نموذج قرية جرزان (كرزان) في منطقة توفوز بأذربيجان، تم توضيح الكثير حول هذه المسألة. بفضل مقابلة مع الرجال كبار السن والمؤرخين المحليين تبين أنه في عام 1940. زارالمبعوثون من أرمينيا منطقة توفوز وقرية جرزان بالفعل. تم تقديمهم كعلماء يقومون بجمع المعلومات ونسخ النقوش الكتابية على مقبرة قرية جرزان. ثم في عام 1980 زاد المبعوثون الأرمن نشاطهم مرة أخرى وشاركوا بالفعل في تدمير النقوش الكتابية القديمة واستبدالها بنقوش أرمنية جديدة.
اهتم بهذه الواقعة العلماء الأجانب وممثلو اليونسكو من أعضاء مجموعة العمل الدولية "البحث عن الشمس" وزاروا قرية جرزان. أبلغهم السكان والمؤرخون المحليون وشهود الأحداث عما وقع في ذلك الوقت كيف قام المبعوثون الأرمن بمسح التراث الأذربيجاني للعصور الوسطى.
في الواقع، كانت سلطات جمهورية أرمينيا الاشتراكية السوفياتية تستعد بهدوء لضم الأراضي الحدودية الأذربيجانية. يحتاج هذا الموضوع الذي درس قليلاً إلى الأبحاث أكثر تفصيلة. يتلقى علماؤنا دعماً مهماً في هذا النشاط من رئيس القسم في إدارة رئيس الجمهورية والمحلل السياسي فؤاد أخوندوف وهو مؤلف العديد من الدراسات حول الكشف عن الاحتيال الأرمني.
في حينه، في ربيع عام 2018، تم إحداث مجموعة العمل تحت عنوان "البحث عن الشمس" والمكونة من العلماء من مختلف البلدان على أساس أكاديمة العلوم الوطنية لأذربيجان وذلك بمبادرة من مركز تاريخ القوقاز وبدعم كرسي اليونسكو في مجال دراسة التقاليد الروحية والمزايا الحضارية والحوار الدولي على أساس نهج مقارنة التاريخ.
يعالج أعضاء فريق العمل المواد التي جمعوها خلال زياراتهم لمناطق أذربيجان. تجرى في باكو الأنشطة التي يعبر العلماء من خلالها عن أفكارهم للصحفيين وينجزون المشاريع المشتركة مع مركز تاريخ القوقاز والمكتبة العلمية المركزية لأكاديمة العلوم الوطنية لأذربيجان وممثلي اليونسكو.
تسببت آثار الجرائم وأعمال التخريب التي ارتكبها المزيفون الأرمن صدمة لدى الباحثين الأجانب وتركت الاستياء فيهم. في رأيهم، أنهم بفضل ما شاهدوه فهموا الأسباب الكامنة وراء النزاع الأرمني الأذربيجاني. دهش العلماء من نطاق تزوير وتدمير التراث الأذربيجاني للقرون الوسطى من قبل المخربين الأرمن ويعتزمون إثارة هذا الموضوع على مستوى اليونسكو وغيرها من المنظمات وفي الفعاليات الدولية.
الترجمة من الروسية: د. ذاكر قاسموف
Zakir Qasımov