في عام 1999 انتج فيلم مصري للمخرجة الجرئية ايناس الدغيدي وقصة الكاتب الراحل جمال الغيطاني تحت عنوان "كلام الليل" والفيلم مبني على قصة حقيقية لإدارة سيدة شهيرة (كوكيتا - الفنانة/ جالا فهمي) لشبكة دعارة لصالح عدد من المسئولين والنافذين داخل الدولة وكانت تقوم بتصوير هؤلاء المسئولين بالفيديو حتى يظلوا تحت سيطرتها - وعند تعارض المصالح مع هذه الفنانة والتي كانت على علاقة حميمة بأحد الوزراء والذي تم تصويره معها - فيتم التخلص منها لأنها اصبحت خطرا ليست فقط لتسهيل الدعارة وهو عمل مناف للدين والقانون والأخلاق - ولكن لأنها تخطت الخطوط الحمراء مع الكبار وهددت مصالحهم.
وعندما قرأت مقال جريدة ذا سن البريطانية أمس المرفق بهذا النص - فأجدني أشاهد قصة مكررة لنفس الفيلم اعلاه - لمليادردير يهودي داعم للصهيونية "جيفري إيبشتاين" والذي كان مشتهرا بالإتجار بالبشر لأنه كان يشتهي البنات القصر دون السن القانونية، والذي أكتشف لديه خلال تفتيش منزله آلاف من الصور لبنات صغار عاريات أو في مشاهد اباحية أو ملابس فاضحة - الأمر الذي ادى به لحبسه في إحدى اصلاحيات نيويورك مؤخرا - لكن المشكلة ان الصور ضمت سياسيين وافراد عائلات مالكة كانوا يمارسون نفس الأفعال النكراء - فعلى رأس القائمة الأمير اندرو - أخ الأمير تشارلز ولي عهد بريطانيا، وبيل كلينتون الرئيس الأمريكي السابق، والرئيس الأمريكي الحالي ترامب، وإيهود باراك رئيس وزارة اسرائيل السابق وغيرهم من النافذين في اللوبيهات الأمريكية والعالمية وسياسيين ورجال اعمال - والجميع تملكه الخوف من ان يزج باسمه في اتهامات محكمة نيويورك فقرروا التخلص منه.
وهذا ما صرح به محاميه سبنسر كوفين - والذي تلق معلومات من احد حراس السجن مجهولي الهوية بأن إيبشتاين كان محتجز في مكان يعج بكاميرات المراقبة في كل مكان والتي تم تعطيلها لعدة ساعات أثناء وقوع الحادث وكذلك ان رفيقه بمكان الإحتباس لم يكن متواجدا معه اثناء الحادث واتي بعد الواقعة التي صرحوا فيها انه انتحر - مما يضع علامات استفهام كبيرة على لغز انتحار إبشتاين والذي كان بحالة نفسية جيدة - على حسب قول محاميه، وهذا ما ذكر في المقال المرفق باللغة الإنجليزية - فالكل مستفيد من قتل هذا الملياردير - حتى لا تشوه صورهم ويكونوا عرضة للملاحقة القضائية وعلى رأسهم رئيس امريكا الحالي ترامب والذي يعد نفسه للفوز بالجولة الثانية للرئاسة - وآخرين من أصحاب النفوذ والمصالح واللوبيهات.