قال الكاتب والباحث التركي مصطفى تاتجي، الجمعة، إن أفكار المتصوف التركي يونس امره كانت لها أبعاد عالمية تتجاوز حدود الجغرافيا والزمان؛ حيث إن مبادئه ما زالت تمثل مرجعية للعديد من المدارس الفكرية في العصر الحالي.
جاء ذلك خلال محاضرة نظمها المركز الثقافي التركي "يونس إمره" في تونس العاصمة حول تاريخ يونس إمره والصوفية في تركيا.
ويونس امره (1241-1320) هو قاض وشاعر ومتصوف تركي ترك أثرا كبيرا في تاريخ الأدب التركي.
وتابع مصطفى تاتجي أن أفكار يونس إمره ما زالت مفهومة رغم مرور الأزمنة باعتبارها كُتبت بطريقة سهلة وبأسلوب سلس.
وأشار إلى أن يونس إمره كتب اشعاره ودوّن أفكاره الصوفية باللغة التركية رغم هيمنة اللغة العربية والفارسية في عصره.
من جهتها، قالت ليلى ايبيكشي، وهي كاتبة وباحثة تركية خلال المحاضرة ذاتها، إن أفكار يونس إمره الصوفية تقارب بشكل كبير أفكار بلحسن الشاذلي المتصوّف التونسي الذي ولد سنة 1197 وتوفي سنة 1258.
وأكدت أنها خلال زيارتها الحالية لتونس حاولت أن تبحث في تاريخ الصوفية في تونس.
واعتبرت أن هذا التقارب هو دليل على أن الصوفية تقوم على نفس المعنى الذي يوحّد جميع المتصوفين في العالم أجمع.
وتابعت أن الطرق الصوفية تقوم على مبدأ المحبة رغم اختلاف اللغات.
وأشارت الى أن تصوّف يونس إمره يقوم على مبدأ توحيد الخالق، موضحة أن الأخير قام بتبسيط معنى الصوفية بحيث يسهل تبليغها لجميع الأتراك وللعالم أجمع.
ودعت الانسانية إلى ضرورة التحلي بمبادئ الصوفية التي تنشد الارتقاء بمصاف الروح إلى أعلى درجات التسامي لتنقية الكون من شوائب الحروب والدمار.