يُعد مجمع قونيانوما بولاية قونية وسط تركيا واحدا من ضمن 3 متاحف بانورامية كبرى موجود في البلاد.
ويقدم المتحف لزواره مشاهد من القرن الثالث عشر للحياة اليومية لمدينة قونية التي كانت مركزا للعديد من الحضارات الهامة على مدى عدة قرون، كما يتيح لهم الاطلاع على تقاليد الطريقة المولوية الصوفية التي تشتهر بها المدينة.
يقع مجمع قونيانوما داخل مركز دراسات "İrfan Medeniyeti" (حضارة العرفان) على بعد خطوات من متحف مولانا وسط قونية، وهو مبني على طراز معماري يتناسب مع الفن الإسلامي التركي التقليدي.
بالإضافة إلى المتحف البانورامي ثلاثي الأبعاد يضم المجمع قسما للوحات زيتية تحكي حياة مولانا جلال الدين الرومي، ومتحفا مفتوحا يعرض مجسمات للتكايا المولوية حول العالم.
افتتح المتحف داخل مجمع قونيانوما عام 2018 من قبل بلدية قونية، واسم قونيانوما يعني " مُظهر قونية".
ويحوي المتحف تماثيل شمعية نُحتت بأدق التفاصيل لأشخاص من تلك الفترة توضح الأعمال التي كانوا يشتغلون بها آنذاك، وكأنها تعرض مشهداً يظهر كيف كان اليوم يمر في تلك المنطقة قبل ثمانية قرون.
ويعرض في المتحف البانورامي صورة متكاملة للحضارة التي شهدتها المنطقة مثل مسجد ومجمع علاء الدين كيقباد ودير أفلاطون، وسوق بدستن، والمساجد والخانات الفخمة.
وفي تصريحات للأناضول، قال رئيس بلدية قونية أوغور إبراهيم ألتاي إنهم قصدوا إنشاء مجمع قونيانوما إلى جوار متحف مولانا لجعل المنطقة نقطة جذب لزوار المدينة.
وأشار ألتاي أن مجمع قونيانوما يحظى فعلا بإعجاب الزوار.
وأضاف أن مدينة قونية خلال القرن الـ13 كانت تضم سكاناً من مختلف الأعراق والأديان، عاشوا في جو من التسامح والأخوة بما يتناسب مع مقولة مولانا جلال الدين الرومي "تعال، لا يهم من تكن تعال".
ولفت أنهم أرادوا أثناء إنشاء المجمع، إظهار هذه الرؤية الموحِدة أيضاً مثلما أرادوا إظهار الطراز المعماري لهذه الحقبة.
وأوضح ألتاي أنهم حاولوا تكوين نافذة ومنظور جديد للمدينة من أجل الزوار.
وأشار إلى أن المجمع به قسم للوحات الزيتية يصور حياة الرومي منذ بدء رحلته من بلخ، وقسم يعرض 20 مجسما للتكايا المولوية المنتشرة حول العالم التي يبلغ عددها 200 منها 84 تكية في تركيا.
وأفاد بأن المجمع مكان يتيح لزائريه رؤية كيف كانت ثقافة المدينة في القرن الثالث عشر.
وتابع: "متحف مولانا من أكثر المتاحف التي يتم زيارتها في تركيا، لذلك أنشأنا مكانا مهما يمكن لزوار المتحف رؤيته عقب زيارتهم، هناك أماكن كثيرة يمكن زيارتها هنا..".
** قونية في القرن الثالث عشر
وأضاف ألتاي أن المتحف يعرض لزواره كيف كان يعيش الناس في القرن الثالث عشر، وما هي الأعمال والحرف التي كانوا يشتغلون بها، وكيف كانوا يواصلون يومهم.
كما يعرض المتحف نماذج من الطراز المعماري الذي كان منتشرا في المدينة بتلك الفترة.
واستطرد: "نعرض هنا حياة مولانا جلال الدين الرومي منذ بدء رحلته من بلخ (في أفغانستان)، وقدومه إلى قرامان (وسط تركيا) وبعدها إلى قونية بدعوة من السلطان علاء الدين، ثم لقاءه شمس التبريزي حتى وفاته".
ولفت ألتاي إلى أن قونيانوما واحد من بين ثلاثة متاحف بانورامية كبرى في تركيا، وأن مدينة قونية تطور من نفسها كل يوم باعتبارها مدينة سياحية تستقبل نحو 3 مليون زائر سنوياً.
وأضاف أنهم يعملون على تكوين وجهات جديدة للسياح المحليين والأجانب الذين يزورون المدينة.