يعتقد أن ذلك المعرض كان الحافز خلف تطوير لوي كارتييه لمجموعته الخاصة. كان يتمتع بذائقة خاصة تميل إلى المخطوطات القديمة واللوحات والقطع المطعمة من إيران والهند من القرنين السادس عشر والسابع عشر. منذ ذلك الحين، تحولت العمارة والمخطوطات والمنسوجات الإسلامية إلى مصدر إلهام ملحوظ لمصمّمي كارتييه. هكذا، أصبحت الثلمات المسننة، وأشكال الطوب المرصوص، والهالات على شكل لوز، والتيجان، واللفائف، جزءاً من زخارف كارتييه المميزة.
مع العشرية الأولى للقرن العشرين، كانت المواد والألوان الخاصة بالعالم الإيراني مؤثرة بشكل خاص، مع ظهور أحجار الأزرق اللازورد أو الياقوت الأزرق والأخضر من اليشم أو الزمرد في نمط الطاووس الشهير. في أعمال أخرى، نلاحظ الجمع بين الفيروز الإيراني واللازورد الأفغاني المرقط باللون الأزرق الداكن، من أجل إعادة إنتاج تدرجات الألوان التي نراها في أعمال الخزف والزجاج والبلاط في آسيا الوسطى.
ومن الألوان المفضلة أيضاً، اللونان المرجاني والأسود، في واحدة من القطع المفضلة عند شلونينغ، وهي عبارة عن عصبة رأس من عام 1922 مصنوعة من المرجان والعقيق والماس. تقول: إنها واحدة من تلك القطع التي تحتوي على كل شيء. نرى المصممين يلعبون بهذه الأشكال العمودية وأقواس حدوة الحصان، لكنها مقطرة في صورة مصغرة وملفوفة كأنك ترتدين تصميماً معمارياً صغيراً.
على الرغم من أن دار كارتييه، استخدمت الزخارف الإسلامية بشكل فريد ومبتكر، لخلق جمالية حديثة مذهلة، إلا أن المجالات الفنية كافة لم تكن محصنة من تأثيرات التصميم الإسلامي.
تماماً مثل لوي كارتييه، كذلك زار هانري ماتيس معرض ميونخ عام 1910. بعد ذلك، توجه إلى جنوب إسبانيا، حيث زار قصر وقلعة الحمراء في غرناطة الشهيرة بزخرفتها الرائعة.
يلحظ دو غيز أنه بعد زيارة ماتيس إلى إسبانيا، باتت ألوانه أكثر كثافة، وخطوطه أكثر اتساعاً، وعند إبداعه قصاصات الورق الرائدة، "أصبحت أوجه التشابه مع زخارف البلاط المكسوة بالفسيفساء التي رآها في قصر الحمراء واضحة".
بدوره كان إيشر مفتوناً بقصر الحمراء، بتناسقه وإبداعه الهندسي، ما ألهم أعماله البصرية المذهلة. في مجال الفنون البصرية، أحدثت الأزياء ذات التصاميم الشرقية في عروض الباليه الروسي لليون باكست، ضجة، ما ترك تأثيراً على مصمم الأزياء بول بواريه الذي حول شغفه إلى نمط حياة افتراضي يجمع بين الموضة والأثاث والأقمشة.
كذلك الأمر بالنسبة لكارلو بوغاتي، أحد المجددين في تصميم المفروشات في القرنين التاسع عشر والعشرين، الذي استخدم تأثيرات التصميم الإسلامي مثل المقرنص وأشكال حدوة الحصان في تصاميمه. بطبيعة الحال، فإن التأثيرات الأسلوبية تتضاءل وتخبو، وبحلول منتصف القرن العشرين لم يعد التصميم الإسلامي محبوباً في الغرب.
ومع ذلك، تطرقت بعض المعارض الحديثة لتأثير الفن الإسلامي والمهتمين بالإسلام على الغرب، ومنها معرض "أوروبا الحديثة والفن الإسلامي" في متحف ليون للفنون الجميلة في عام 2011، ومعرض "مستوحى من الشرق: كيف أثر العالم الإسلامي في الفن الغربي" في المتحف البريطاني عام 2019، وكان من المقرر أن ينتقل إلى "المعرض الإسلامي للفن" في ماليزيا، لكن الوباء عطل الخطة.
مع هذا الوعي والاهتمام المتزايد، تتساءل شلونينغ عما إذا كان معرض كارتييه يمكن أن يكون بمثابة حافز لجيل جديد من الفنانين والمصممين. نحن نعرض الأشياء التي قدمت في معرض عام 1903، ونعرض أيضاً مسارها في إلهام فرد. في الوقت نفسه، نقدم المجموعة إلى جمهور جديد ونشعر بفضول تجاه ما يمكن أن ينتج من عرض هذه القطع مرة أخرى.