اليونسكو تصنف موسيقى الراي الجزائرية ضمن التراث العالمي غير المادي

ثقافة 09:31 02.12.2022
        بعد الخبز الفرنسي "لابغيت"، صنفت منظمة اليونسكو موسيقى الراي، التي ظهرت في الغرب الجزائري بداية القرن العشرين الماضي، ضمن قائمة التراث العالمي غير المادي، تقديرا لهذا الصنف الموسيقى الذي غزا العالم في غضون سنوات قليلة فقط. وغالبا ما تعبر أغاني "الراي" على المعاناة الاجتماعية والاقتصادية للشبان وانعدام الأفق أمامهم. لكن في نفس الوقت تواجه هذه الموسيقي مشكلة عدم احترام حقوق المؤلفين والملحنين فيها.
       أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) إدراجها موسيقى "الراي" الجزائرية ضمن قائمة التراث العالمي غير المادي، وهي المرة الأولى التي يتم فيها تصنيف موسيقى من منطقة شمال أفريقيا ضمن التراث العالمي. وتجتمع لجنة الحفاظ على التراث الثقافي وغير المادي التابعة لليونسكو منذ الاثنين 28 نوفمبر في مدينة الرباط المغربية، لاتخاذ قراراتها والكشف عن اختياراتها الجديدة.
       وظهرت موسيقى "الراي" بداية القرن العشرين في الأحياء الشعبية بمدينة سيدي بلعباس غرب الجزائر، والتي تبعد حوالي 80 كيلومتر عن وهران، عاصمة الغرب الجزائري. ثم سرعان ما انتشرت في عموم الغرب الجزائري لتشمل مدنا أخرى كمستغانم وتلمسان ووهران وعين تموشنت ومدن محاذية للمغرب كمدينة مغنية وتلمسان التي ينحدر منها الفنان بلمو مسعود الذي أدخل للمرة الأولى آلة "السكسوفون" في موسيقى الراي.
        وفي إحدى مقالاته، كتب الصحفي الجزائري السابق في أسبوعية "أخبار الجزائر" محمد بلحي والمختص في موسيقى "الراي"، بأن الأخيرة انحدرت من شعر "الملحون" الذي كان سائدا بين سكان البدو في الغرب الجزائري. كما كانت النساء اللواتي يلقبن بـ "المداحات" (مدح عبر الأغاني التقليدية والشعبية) أيضا تغنين الراي في المناسبات والأعراس بالقرى والأحياء الشعبية في الغرب الجزائري.
       وسلطت الأضواء على موسيقى "الراي" في العشرينيات من القرن الماضي مع ظهور مغنيين جدد، كانوا يمزجون بين الغناء والعزف على آلات موسيقية، على غرار الشيخ حمادة والشيخ الخالدي والشيخة رميتي، التي تعد من بين أبرز مطربات "الراي"، والتي عرفت شهرة كبيرة في الجزائر وخارجها خصوصا بعد صدور ألبومها الأخير "أنا وغزالي نلقط في النوار".
       تتعدد الرسائل التي يحملها "الراي".. فإذا كانت التقاليد تطغى على أغنياته في الأعراس والحفلات، فذلك الذي كان يشدو به رواد المقاهي والحانات الليلية غالبا ما يعبر عن معاناة الناس من الفقر والبطالة وأيضا عن المشاعر العاطفية الممزوجة غالبا بالحزن في سياق العشق والرغبات الجنسية.
       وتعد الشيخة "ريمتي" من اللواتي أعطين صدى كبيرا لهذه الموسيقى عبر أغانيها الجريئة، كتلك التي تذكر علاقات جنسية، مستغلة هذا السجل للتطرق بصفة غير مباشرة إلى أزمة السكن التي يعاني منها الجزائريون، على غرار أغنية (مارسنا الجنس في كوخ قذر). كما تطرقت إلى قضايا أخرى، كتناول الكحول واليأس أمام تراكم المشاكل الإجتماعية والاقتصادية المتعددة.. وهي مواضيع كانت السلطات الجزائرية السياسية والدينية تقوم بإغفالها لتفادي الإحتجاجات الشعبية.
        أما في الستينيات وبعد استقلال الجزائر، خرجت موسيقى "الراي" من بقعتها الأصلية وانتشرت في جميع أنحاء الجزائر، متسلحة بآلات جديدة في فرقها الموسيقية، كآلات السكسوفون والقيثارة الإلكترونية والأكورديون، فضلا عن آلتي الناي و"الدربوكا" التقليديتين. 
         وعرفت موسيقى الراي رواجا كبيرا في الثمانينيات مع ظهور مطربين جدد، على غرار الشاب خالد والشاب مامي والشابة فضيلة والزهوانية والشاب صحراوي وغيرهم. فيما قام النظام الجزائري آنذاك بدعم هذه الموسيقى وتطويرها. ويرى بعض المختصين أن ذلك كان رغبة منه في إسكات صوت الأغنية الأمازيغية التي كانت أكثر التزاما وانتقادا للوضع السياسي ومطالبة بالديمقراطية وبحرية التعبير.
        وبرزت أغاني عديدة على الساحة الفنية الجزائرية أبرزها أغنية "كوتشي" لخالد من تلحين الموسيقار صافي بوتلة وأغنية "ليت مي راي"، أي "اتركني أغني الراي" للشاب مامي وأغنية "نبغيك ياعيني" أو "أحبك يا عيني" للشابة فضيلة.
        أغاني أصبحت تسمع في المقاهي والحفلات وتردد من قبل الكثير من الجزائريين خصوصا الشباب منهم. وارتفعت شعبية موسيقى الراي مع دخول الشاب حسني الساحة الفنية، حيث سجل في غضون سنوات قليلة عشرات الألبومات، ومن بين أغانيه المعروفة "أغنية الفيزا" التي تروي حكاية الشباب الجزائري الذي يحلم جزء منه بمغادرة البلاد إلى أوروبا، أو أغنية "طال غيابك يا غزالي" التي عبر من خلالها عن صعوبة نسج علاقات غرامية بين الشبان والشبات في الجزائر أو أغنية "مازال الأمل..
        كل هذه الأغاني أعطت زخما كبيرا لموسيقى الراي وجعلتها تنتشر في جميع أنحاء الجزائر بما في ذلك منطقة القبائل. كما شكل مهرجان موسيقى الراي الأول الذي نظمته بلدية "بوبيني" بمنطقة سان سان دوني الفرنسية عام 1986 انطلاقة لهذه الموسيقى نحو المشهد العالمي.
        ويعتبر الشاب خالد من بين مغنيي الراي الذين أوصلوا هذه الموسيقى إلى العالمية، بفضل صوته القوي والجميل والآلات الموسيقية العصرية التي أدخلها إلى فرقته الموسيقية. كما غنى خالد أيضا باللغة الفرنسية، ما أعطى للراي انتشارا في الأوساط الفرنسية والأوروبية وأوصله إلى أكبر وأشهر قاعات الحفلات مثل قاعة "أرينا-بيرسي" حيث أحيا سهرة كانت الأولى من نوعها لمطرب عربي، وشارك فيها الثلاثي خالد ورشيد طه والشاب فضيل.
 
تواصل جلسات الاستماع بشأن الدعوي  التي رفعتها أرمينيا ضد أذربيجان" في محكمة العدل الدولية - مباشر

أحدث الأخبار

تفعيل نظام مير الروسي في مصر.. انعكاسات مهمة على السياحة والتبادل التجاري
18:00 23.04.2024
مشروع مسام ينتزع 857 لغماً في اليمن خلال أسبوع
17:30 23.04.2024
علي موسي إبراهيموف : الحرب العالمية الثالثة بدأت بالفعل
17:07 23.04.2024
شنجن للخليجيين لمدة 5 سنوات من أول طلب
17:00 23.04.2024
مسجد باريس يعرب عن قلقه بشأن تصريحات رئيس الوزراء الفرنسي حول التسلل الإسلامي
16:00 23.04.2024
مصر تؤكد السيطرة على حدودها مع غزة
15:30 23.04.2024
وصول المعتمرين الإيرانيين المدينة المنورة بعد توقف 9 سنوات
15:00 23.04.2024
ميرزاييف: "السياسات الأرمينية العدائية قادتها إلى الهاوية"
14:00 23.04.2024
تورال إسماعيلوف : إيران تري أن أذربيجان تمثل تهديدًا لها
13:00 23.04.2024
تواصل جلسات الاستماع بشأن الدعوي التي رفعتها أرمينيا ضد أذربيجان" في محكمة العدل الدولية - مباشر
12:15 23.04.2024
وفد من البنتاجون يزور النيجر لمناقشة انسحاب القوات الأمريكية
12:00 23.04.2024
بدأ عملية تحديد إحداثيات الحدود الأذربيجانية الأرمينية
11:50 23.04.2024
سلطان عُمان يزور الإمارات ويبحث مع محمد بن زايد التعاون والعمل المشترك
11:45 23.04.2024
زيارة أردوغان للعراق. دلالات على مرحلة جديدة من التعاون
11:30 23.04.2024
إيران وباكستان تبحثان إصلاح العلاقات بعد توترات حدودية
11:16 23.04.2024
أمير قطر يبدأ اليوم زيارة لبنجلاديش لتعزيز التعاون الاقتصادي
11:00 23.04.2024
القمة الثلاثية في تونس تناقش تحديات أمنية واقتصادية مشتركة
10:46 23.04.2024
الشيخ مشعل الأحمد يبدأ زيارة دولة للأردن
10:30 23.04.2024
الرئيس الألماني يزور تركيا حاملاً 60 كيلوجراماً من الشاورما
10:16 23.04.2024
الإنفاق الدفاعي العالمي بلغ 2443 مليار دولار عام 2023 وسط 55 نزاعاً
10:00 23.04.2024
إطلاق صواريخ من العراق باتجاه قاعدة للتحالف الدولي بسوريا
09:45 23.04.2024
استقالة رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية
09:17 23.04.2024
بغداد وأنقرة تتجهان لطيّ صفحة الخلافات السياسية
09:00 23.04.2024
سيول تحتج على إرسال الزعماء اليابانيين قرابين لضريح ياسوكوني
18:00 22.04.2024
مشاهد قاسية لجثامين انتُشلت من مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي
17:30 22.04.2024
هل حان وقت احلال السلام في القوقاز؟
17:00 22.04.2024
مشتريات الصين من الذهب تعزز ارتفاع أسعاره وتحطيمه أرقاماً قياسية
16:30 22.04.2024
منتدى خليجي- أوروبي يبحث الأمن والتعاون الإقليمي
16:00 22.04.2024
باسل الحاج جاسم : ترسيم الحدود بين اذربيجان وأرمينيا خطوة لتجاوز عقبات السلام الدائم في القوقاز
15:09 22.04.2024
هنية إدارة غزة يجب أن تتم بإرادة فلسطينية
15:00 22.04.2024
فكرت صادقوف: " جنوب القوقاز اقترب من السلام الدائم
13:51 22.04.2024
شابنام حسنوفا : زيارة الرئيس إلهام علييف إلي روسيا ليست صدفة
13:00 22.04.2024
تحديد 29 يونيو موعدا لإجراء الانتخابات الرئاسية في موريتانيا
12:00 22.04.2024
انتخابات تشريعية في المالديف على خلفية منافسة بين الهند والصين
11:00 22.04.2024
أمير الكويت يعين الشيخ أحمد العبد الله نائباً للأمير
10:30 22.04.2024
أمير قطر يصل إلى الفلبين في مستهل جولة آسيوية تشمل بنجلاديش ونيبال
10:15 22.04.2024
الغارات الإسرائيلية تقتل 48 شخصاً في غزة خلال 24 ساعة
10:00 22.04.2024
العراق يتباحث مع أردوغان بشأن حصة عادلة من المياه لنهري دجلة والفرات
09:45 22.04.2024
الرئيس الإيراني يزور باكستان
09:30 22.04.2024
الأردن: نتنياهو يريد جر الولايات المتحدة لمواجهة مع إيران
09:15 22.04.2024
جميع الأخبار