أوضح تقرير أممي أن المحيطات التي تئن تحت وطأة التغير المناخي والنشاط البشري تتهيأ لإطلاق العنان”للانتقام” من البشر.
و سيتم تبني هذا التقرير خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع القادم، بعد تداوله ودراسته من قبل مجموعة الخبراء الدولية التابعة للأمم المتحدة بشأن البيئة. وجاء في مقدمة التقرير: “يرتبط كل سكان الأرض بشكل مباشر أو غير مباشر بالمحيطات والغلاف الجليدي والتي تغطي بمجملها 80% من مساحة الأرض”. ويقول إن على سكان الأرض اجراء مراجعة عميقة لطريقة الإنتاج والاستهلاك إذا أرادوا تفادي أسوأ الكوارث.
وكان العلماء قد حذروا من مغبة حدوث كوارث طبيعية شديدة فيما لو استمر النشاط البشري على وتيرته الحالية في ثلاثة تقارير سابقة حول الاحتباس الحراري والتنوع الحيوي وإدارة الموارد.
ويؤكد التقرير ان المحيطات والبحار والغلاف الجليدي عانت منذ منتصف القرن التاسع عشر، إذ امتصت جميعها 90% من الحرارة الزائدة والغازات المسببة للاحتباس الحراري التي ينتجها البشر.
وأشار القائمون على اعداد التقرير إلى أن المحيطات ساعدت حتى الآن على الحد من ارتفاع حرارة الأرض، فمن دونها لكان وصل الارتفاع إلى 10 درجات مئوية.
وقد أدى ابتلاع المحيطات لنسب عالية من الغازات المسببة للاحتباس الحراري إلى تحمض مياه البحار، وهو أمر ضار، برأي العلماء، على السلسلة الغذائية.
وترى مجموعة الخبراء أن ذوبان الجليد سيؤدي إلى ارتفاع منسوب مياه المحيطات، ما سيؤدي إلى موجات عاتية وفيضانات تساهم بدورها في اغراق العديد من مناطق اليابسة خاصة الجزر.
ويرسم التقرير صورة قاتمة للمستقبل، مشيراً إلى أن الجهود البشرية، حتى ولو نجحت في الحد من ارتفاع درجة الحرارة إلى 2 درجة مئوية مقارنة بالمرحلة ما قبل الثورة الصناعية، فإن الأمر قد لا يجنبها ارتفاع منسوب البحار وغرق مناطق سكانية، ما سيؤدي إلى تشريد 280 مليون انسان.
وكانت دول العالم قد التزمت عام 2015 في مؤتمر باريس بالحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض ما بين 1,5 و2 درجة مئوية مقارنة بالمرحلة ما قبل الصناعية.
إلا أن العديد من العلماء يقولون أن ارتفاع درجة حرارة اليابسة قد يصل إلى 3 درجة مئوية حتى لو نفذت الولايات المتحدة الأمريكية التزاماتها بالكامل، الأمر الذي تدور حوله الشكوك حالياً.