لماذا لم يتدخل الجيش الفرنسي لتحرير رهينة مخطوفة في مالي منذ 2016؟

ابن الرهينة سوفي بيترونين أمام بورتريه والدته

منوعات 05:00 20.05.2019

بعد عملية تحرير الرهينتين الفرنسيتين في بوركينا فاسو، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على أن فرنسا "لم تنس" صوفي بيترونين آخر الرهائن الفرنسيين والتي اختطفت في مالي في ديسمبر/كانون الأول 2016. عن الأسباب التي حالت دون تحريرها وتساؤلات حول مصيرها يجيب وسيم نصر، صحافي فرانس24 مختص في الحركات الجهادية.

"فرنسا لم تنس صوفي بيترونين"، المُختطفة منذ كانون الأول/ديسمبر عام 2016، هذا ما أكده الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في 14 مايو/أيار خلال مراسم التأبين الوطنية للعسكريين من القوات الخاصة اللذين قتلا خلال عملية تحرير رهينتين فرنسيتين شمال بوركينا فاسو. وقال ماكرون إن "فرنسا أمة لا تتخلى أبدا عن أبنائها مهما كانت الظروف وإن كانوا في أقاصي الأرض".

وإن كانت هذه الكلمات قد تعطي بعض الأمل لابن الرهينة الفرنسية بيترونين، الذي يسعى لتحريرها منذ فترة، إلا أن وضعها يختلف كثيرا عن وضع الرهينتين اللتين حررتا بالقوة مؤخرا.

فالمرأة السبعينية التي اختطفت في مدينة غاو شمال مالي في 24 كانون الأول/ديسمبر 2016، هي اليوم مُحتجزة من قبل جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" التابعة لتنظيم "القاعدة في المغرب الإسلامي". الجماعة تحتجز كذلك أربع رهائن غربيين آخريين هم أسترالي وروماني وكولومبية وسويسرية. كما أن الجماعة المتطرفة التي لم تعد تتحدث "علانية" عن الرهائن منذ شهر ديسمبر/كانون الأول 2018، يرجح أنها تحتجز رهينتين غربيتين أخريين لم يعلن عنهما رسميا.

ويجب التذكير أن المكان الذي اختُطفت فيه بيترونين، مدينة غاو، يُعتبر من أحد معاقل الجهاديين التاريخية في منطقة شمال مالي خصوصا والساحل عموما. وبذلك تمكن الخاطفون من وضعها بسرعة في منظومتهم المُخصصة لهذا الغرض (أماكن احتجاز، وسائل نقل، خطوط تغذية..). الأمر الذي لم يكن نفسه مع الذين اختطفوا الرهينتين في بنين اللتين تم تحريرهما في شمال بوركينا فاسو خلال نقلهما نحو الحدود المالية بغرض إدخالهما في المنظومة المذكورة. وهذا على الأرجح ما استعجل التحرك العسكري الفرنسي تفاديا لذلك.

وحسب قائد القوات المسلحة الفرنسية، الجنرال فرانسوا لكوانتر، فإن "الرهينتين اللتين تم اختطافهما شمال بنين كانتا في طريقهما نحو مالي ليتم استلامهما من قبل كتيبة ماسينا" وهي المكوّن الفلاني داخل جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" وبقيادة إياد أغ غالي وهو من الطوارق.

أما لبينيديكت شيرون المؤرخة المختصة بقضايا الدفاع فإن "سابقة بيترونين تفسر التحرك السريع للقوات الخاصة الفرنسية التي دفعت ثمن ذلك بفقدان عسكريين خلال العملية. لأنه في حال دخول الرهينتين الفرنسيتين في سياق مدة احتجاز طويلة فلكان ذلك معقدا للأمور لهما كما للسلطات الفرنسية في خضم الحرب الدائرة على مستوى الساحل ككل".

هل غيرت فرنسا سياستها اتجاه قضية الرهائن؟

بغض النظر عن كل ما سبق، من الواضح أن هنالك تغير في السياسة الفرنسية تجاه التعاطي مع الرهائن. ففيما كانت الدولة الفرنسية تفاوض وتدفع فدية أحيانا، كما كان عليه حال رهائن أرليت في النيجر عام 2013 مثلا، وإن كان بطريقة غير مباشرة، فهي باتت اليوم ترفض ذلك، أقله حتى الساعة. وذلك خصوصا بسبب الضغوطات الأمريكية والبريطانية في هذا الاتجاه، فسلطات البلدين ترفضان ذلك قطعا معتبرتين أن ذلك "يغذي التنظيمات الإرهابية ويرفع من قيمة الرهائن المادية ما يزيد من خطر اختطاف المواطنين الأجانب المتواجدين في مناطق مضطربة".

إلا أن وضع بيترونين الصحي في تدهور مستمر وهذا ما ظهر جليا في آخر إصدار فيديو في شهر يونيو/حزيران 2018، حيث اتهمت جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" فرنسا "بعرقلة الوصول إلى حل يضع مخرجا للقضية".

من ناحيته توجه ابن الرهينة الفرنسية، سيباستيان، عدة مرات للسلطات الفرنسية متهما إياها "بالتخلي عن والدته ورفضها مفاوضة الخاطفين" مناشدا الرئيس الفرنسي بالتحرك.

فيما أكدت مصادر من داخل تنظيم "القاعدة في المغرب الإسلامي" أن التنظيم "لم يكن لديه مانع في أن يسمح لابن الرهينة بزيارتها كونها تعاني من مرض عضال، كما أنه سعى لذلك لكنه وفي اللحظات الأخيرة وبعد قدوم الابن لمالي تم إجهاض المحاولة". وحسب التنظيم فإن ذلك يعود إلى أن "الابن كان مراقبا من قبل الجيش الفرنسي الذي كان يريد تحرير الرهينة بالقوة". وإن صح ذلك، نرى أنه حتى في حالة بيترونين لم يتخل الجيش الفرنسي عن محاولة تحريرها بالقوة.

لكنه في نفس الوقت لا يجب التغاضي عن أن العمليات العسكرية لتحرير الرهائن فيها مجازفات كبيرة، بالنسبة للعسكريين وهذا طبيعي، لكن أيضا بالنسبة للرهائن أنفسهم. فعلى سبيل المثال لا الحصر، وفي ما يخص فرنسا، نذكر عملية تحرير الرهائن على متن قارب قبالة شواطئ الصومال حيث قتل أحد الرهائن خلال تبادل إطلاق النار مع القراصنة عام 2009، أو محاولة تحرير عنصر من المخابرات الفرنسية من يد حركة الشباب في الصومال والتي أدت لمقتل الرهينة وأحد العسكريين الفرنسيين عام 2013، أو في نفس العام محاولة تحرير ميشال جيرمانو والتي أدت لقتله من قبل خاطفيه في مالي.

 

  •  
 

 

الشيخ علي جمعة يحذر العالم من خطر يأجوج ومأجوج القادم من أرمينيا

أحدث الأخبار

رسالة للناتو أم بداية معركة جديدة.. ماذا يعني إعلان روسيا الحرب بأوكرانيا بدلاً من العملية الخاصة؟
17:15 29.03.2024
مهمة الإتحاد الاوروبي في جنوب القوقاز من وجهة نظر أرمينية
16:42 29.03.2024
كيف ستؤثر زيارة وفد الإتحاد الأوروبي علي عملية السلام بين أذربيجان وأرمينيا؟
15:58 29.03.2024
ميرزايف: زيارة وفد الإتحاد الأوروبي للمنطقة يهدف إلي الهيمنة عليها
15:00 29.03.2024
الولايات المتحدة الأمريكية تنشئ تحالفًا جديدًا... - تحليلات
14:00 29.03.2024
لماذا تقوم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بتسليح أرمينيا؟
13:00 29.03.2024
هولوكوست بدون يهود
12:00 29.03.2024
من شولا كوهين إلى إم كامل، كيف تجمع إسرائيل معلوماتها من لبنان؟
11:45 29.03.2024
أناتولي أنتونوف : العلاقات مع الولايات المتحدة لن تتحسن
11:40 29.03.2024
مصر تسجل أقل معدل نمو زيادة سكانية خلال نصف قرن
11:30 29.03.2024
ما لم يقال عن زيارة وفد الاتحاد الأوروبي إلى جنوب القوقاز
11:25 29.03.2024
حكمت حاجييف: أذربيجان هي حلقة الوصل بين آسيا الوسطى وأوروبا
11:20 29.03.2024
محكمة العدل الدولية تمهل إسرائيل شهرا لإرسال تقريرها حول مجازر غزة
11:15 29.03.2024
روسيا تمنع التجديد لمراقبي العقوبات على كوريا الشمالية
11:00 29.03.2024
أرمينيا توقف بث برنامج سولوفيوف
10:57 29.03.2024
انتخاب السعودية لرئاسة لجنة وضع المرأة في الأمم المتحدة
10:45 29.03.2024
أرمينيا : سيتم إعادة هذه القري إلي أذربيجان
10:44 29.03.2024
العدل الدولية تأمر إسرائيل بإجراءات لإيصال المساعدات إلى غزة
10:30 29.03.2024
السجن 25 عاماً لملك العملات المشفرة بتهمة سرقة 8 مليارات دولار
10:15 29.03.2024
الأمين العام لأوبك حاجة العالم للنفط ستستمر لسنوات وعقود
10:00 29.03.2024
إعصار في مدغشقر يودي بـ11 شخصاً
09:45 29.03.2024
إسرائيل تتخذ خطوات فعلية لشن عملية عسكرية برية في رفح رغم التحذيرات الدولية
09:30 29.03.2024
إثيوبيا تتوقع الانتهاء من مشروع سد النهضة العام المقبل
09:15 29.03.2024
إبراهيم تراوري يمدد حربه على الإرهاب في بوركينا فاسو
09:00 29.03.2024
تدشين اتحاد عمال مستقل في مؤسسة أوراسيا الدولية للصحافة
18:30 28.03.2024
هل يتم التوقيع على اتفاقية سلام بين أذربيجان وأرمينيا؟
17:33 28.03.2024
إلمان مصطفى زاده: لا يمكن المساس بكرامة الأذربيجانيين
16:12 28.03.2024
علي ناغيف: فرنسا تحرض أرمينيا على حرب جديدة
16:02 28.03.2024
وساطة أفريقية لحل الصراع المسلح في الكونغو الديمقراطية
13:45 28.03.2024
المعارض ديوماي يفوز بانتخابات الرئاسة السنغالية
13:30 28.03.2024
قائد كتائب القسام يحث العرب والمسلمين على الزحف نحو فلسطين
13:15 28.03.2024
هل تبدأ الحرب العالمية الثالثة ؟
12:53 28.03.2024
حالة من الفوضي تعم مطار باريس
12:28 28.03.2024
مستقبلات إسرائيل على ضوء الحرب الراهنة
12:15 28.03.2024
وكالة الإغاثة التركية تقدم سفينتين لنقل المساعدات مباشرة إلى غزة
12:00 28.03.2024
ذكري تأسيس الأجهزة الأمنية في أذربيجان
11:53 28.03.2024
واشنطن لا تدعم مشروع خط أنابيب الغاز بين باكستان وإيران
11:45 28.03.2024
مؤسسة دولية تتوقع انخفاض الجنيه المصري أمام الدولار بنهاية 2024
11:30 28.03.2024
مصر: مفاوضات سد النهضة استنزاف للوقت.. وإثيوبيا ستدفع الثمن
11:15 28.03.2024
محطة الضبعة النووية ستوفر لمصر 7.7 مليار متر مكعب غاز سنوياً
11:00 28.03.2024
جميع الأخبار