مسجد ابن رشد إسلامًا تقدميًا معاصرًا يتوافق مع الديمقراطية وحقوق الإنسان. نحن نعيش إسلامًا يتساوى فيه الرجال والنساء". كما تقول إن جميع طوائف الإسلام مرحب بها: "معنا، نرحب بجميع طوائف الإسلام، يشعر السنة والشيعة والصوفية والعلويون بإحساس بالانتماء إلى مجتمعنا".
سيران أتيش، محامية ومؤلفة وناشطة في مجال حقوق المرأة شاركت في تأسيس مسجد ابن رشد جوته ودفعت ثمناً باهظاً لموقفها المنفتح فهي تتلقى تهديدات بالقتل وتخضع لحماية الشرطة على مدار الساعة.
4. تتعرض جمعيات المساجد للانتقاد
في ألمانيا، تدير جمعيات خاصة المساجد. وربما تكون الجمعية الإسلامية الأكثر شهرة والأكبر في ألمانيا من حيث عدد جمعيات المساجد التي تنضوي تحت لوائها هي "الاتحاد الإسلامي التركي لمعهد الدين" ، DITIB. وتتعرض الجمعية لانتقادات لأنها تابعة للسلطة الدينية التركية "ديانت"، وهي هيئة رئاسة الدولة للشؤون الدينية. وعادة ما يتم تدريب أئمتهم في تركيا، ويحصلون على رواتب من الدولة التركية والوعظ في المساجد الألمانية لعدة سنوات. ويحذر بعض المنتقدين منذ سنوات من تأثير الدولة التركية على المسلمين في ألمانيا. وقد تجلى ذلك حقيقة على أرض الواقع، إذ إن الرئيس التركي لديه العديد من المؤيدين في ألمانيا. وظهر ذلك أيضا في الانتخابات الرئاسية التركية في عام 2018، كما أن زايارات أردوغان إلى ألمانيا تشهد ترحيبا حارا وهتافا محموما من قبل مؤيديه.
5. المساجد في ألمانيا غير مرئية غالبا
في حين أن المباني الدينية المسيحية في ألمانيا مرئية وظاهرة للعيان وهي تميز مشهد المدينة لكون الغالبية العظمى من القرى بنيت حول كنيسة، إلا أن المساجد هي بالكاد ملحوظة. معظم المساجد لا يمكن التعرف عليها بسهولة من الخارج. في كثير من الأحوال تشير علامة فقط إلى وجود مسجد خلف مدخل منزل غير واضح في منطقة سكنية أو خارج مراكز المدينة في منطقة صناعية. المصطلح الذي تمت صياغته باللغة الألمانية لمثل هذه المساجد المخفية هو "Hinterhofmoschee" أو "مسجد الفناء الخلفي". في حين أنه مناسب وصفيًا، إلا أنه يمكن أن يكون له دلالة تشويه للسمعة.
ويستثنى من ذلك مسجد ديتيب المركزي في حي إيرنفيلد بكولونيا ، الذي صممه المهندس المعماري الألماني الشهير باول بوم وافتتح في صيف عام 2017. يتسم هذا المسجد بالحداثة والمهابة والفخامة، وهو مصنوع بشكل رئيسي من الزجاج والخرسانة المكشوفة، وله مئذنتان ترتفعان وسط المنازل المحيطة ويبلغ ارتفاع كل واحدة منها 55 مترا. وفي الأصل، كان من المفترض أن يكون هذا الجامع أكبر مسجد في ألمانيا، ولكن بعد انتقادات لخطط البناء، تم تغيير التصميم. واليوم يوفر المسجد مساحة لعدد 1200 مصلٍ تماما مثل مسجد ديتيب في حي ماركسلوه في مدينة دويسبورج.
6. عادة ما تتخلى المساجد عن رفع الآذان عبر المئذنة
في البلدان الإسلامية، قبل انتشار مكبرات الصوت، كان عادة ما يصعد المؤذن إلى أعلى المئذنة ويرفع الآذان لدعوة الناس إلى الصلاة، وهو ما يحدث خمس مرات في اليوم، بيد أنه في ألمانيا نادراً ما يسمع فيها صوت المؤذن. معظم المساجد في ألمانيا لا تحتوي على مئذنة. بالإضافة إلى ذلك، هذه الممارسة غير مقبولة على نطاق واسع في المجتمع الألماني. معارضو رفع الآذان عبر المئذنة يعتبرون ذلك مصدر إزعاج وينتقدون المذهب الديني الذي يعبر عنه. ويجادلون بأنه على عكس أجراس الكنيسة، فإن للدعوة معنى لاهوتي. لذلك حاليا يتم سماع دعوة المؤذن بانتظام يوم الجمعة عبر حوالي مئذنة 30 مسجدًا فقط في ألمانيا.