دخلت الدولة العثمانية التي حكمت لأكثر من 600 عام دون انقطاع، منعطفا جديدا بعد تأسيس جمعية الاتحاد والترقي على يد مجموعة من الضباط والمعارضين لحكم السلطان عبد الحميد حتى استطاعوا عزله عام 1909. كما كانت خسارة الحرب العالمية الأولى واحتلال إسطنبول من قبل قوات الحلفاء سببا أساسيا في تحرك ضباط الاتحاد والترقي لإعلان حرب الاستقلال التي سطع فيها نجم مصطفى كمال أتاتورك، مؤسس الجمهورية التركية.
اتخذت حكومة أتاتورك من أنقرة عاصمة لها مدعومة بقرارات من الجمعية الوطنية الكبرى (البرلمان) وبدأت حربا سياسية وعسكرية ضد القوات والأجهزة التابعة للسلطان العثماني.
في أواخر عام 1922 وجه الحلفاء دعوة إلى كل من حكومتي القسطنطينية وأنقرة لحضور مؤتمر لوزان. كان مصطفى كمال مصمماً على أن حكومة أنقرة هي الممثل الوحيد في المؤتمر. فأعلنت الجمعية الوطنية الكبرى في 1 تشرين الثاني/نوفمبر 1922 أن حكومة الأستانة لم تعد هي الممثل القانوني، وأن إسطنبول ليست عاصمة للأمة بعد أن احتلها الحلفاء. وأعلنت أيضا أنه سيتم إلغاء السلطنة. أدى هذا الإعلان إلى انهيار السلطنة العثمانية وخروج السلطان محمد السادس "وحيد الدين" يوم 17 نوفمبر من قصر دولما بهجة. اضطر "محمد رفعت أفندي" المسؤول عن الشؤون الدينية آنذاك إلى إصدار فتوى في 18 نوفمبر تنص على ضرورة اختيار خليفة جديد للمسلمين خلفاً لمحمد وحيد الدين، فاجتمع المجلس وانتخبوا عبدالمجيد الثاني خليفة للمسلمين، كما جردته حكومة أنقرة من جميع المناصب والألقاب أهمها "خادم الحرمين الشريفين". ثم تأسست الجمهورية التركية بعد عام تقريبا أي بتاريخ 23 نوفمبر 1923 على يد مصطفى كمال أتاتورك.
لم يمكث الخليفة الجديد "عبدالمجيد الثاني" في منصبه سوى سنة وبضعة أشهر أعقبها إلغاء الخلافة تماماً في 3 مارس/آذار عام 1924 بالإضافة إلى إلغاء منصب شيخ الإسلام الذي كان آخر من شغله العلامة مصطفى صبري. وكان ذلك هو آخر يوم كان للمسلمين فيه خليفة حتى إن كان منصباً شرفياً.
أعد نائب أورفة صافت أفندي اقتراحا بإلغاء الخلافة وعرضه على الجمعية الوطنية الكبرى التي وافقت عليه بأغلبية 157 من أصل 158 عضوا حضروا الجلسة. وصوت زكي بك نائب مدينة "غوموش هانة" بالرفض الوحيد.
وفي الجلسة نفسها تم إقرار قانون إلغاء وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، وقانون توحيد التعليم، وتقرر إنشاء مديرية الشؤون الدينية. بينما تم منح أفراد الأسرة العثمانية عشرة أيام للسفر إلى الخارج، وُضع عبد المجيد أفندي في القطار من إسطنبول مع عائلته المكونة من أحد عشر شخصًا في
نفس الليلة؛ ورافقه والي إسطنبول ورئيس الشرطة حتى الحدود باتجاه أوروبا.
المصدر: الجزيرة - تركيا