قام الرئيس الروسى فلاديمير بوتين يوم 29 مايو بزيارة إلى باريس حيث اجتمع مع الرئيس الفرنسى المنتخب حديثا ايمانويل ماكرون. وخلال الاجتماع الذى عقد فى قصر فرساي، بحث ماكرون وبوتين قضايا هامة مثل التعاون بين بلدين وسوريا واوكرانيا. وأكد الرئيسان أنهما مستعدان للعمل معاً لمنع الصراع فى سوريا واوكرانيا. واتهم ماكرون أيضاً وسائل الاعلام التى ترعاها الكرملين بنشر أخبار وهمية ضد ترشيحه خلال الانتخابات الرئاسية. وبهذه المناسبة، أجرت بوابة يوميات أوراسيا مقابلة مع رحيم رحيموف، المحلل السياسي الخبير في الدراسات الروسية والسوفياتية حول نتائج اجتماع ماكرون - بوتين.
يوميات اوراسيا: اجتمع الرئيس الفرنسي المنتخب حديثا السيد ايمانويل ماكرون والرئيس الروسي السيد فلاديمير بوتين في قصر فرساي. وقد نوقشت بعض القضايا الهامة بين الزعيمين ذات الصلة بالعلاقات بين البلدين، والقضاء على التنظيم الإرهابي في سوريا، والمحادثات الجديدة حول أوكرانيا. وفي رأيك هل كان ماكرون ينوي الالتقاء مع بوتين من أجل منع الحرب تسوية النزاعين في سوريا وأوكرانيا؟
رحيم رحيموف: قبل كل شيء، كان من المقرر أصلا أن يعقد هذا الاجتماع بين سلف ماكرون فرانسوا هولاند والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أكتوبر 2016. ألغى بوتين زيارتخ اهتراضاً على موقف هولاند الذي اتهم روسيا بجرائم الحرب في سوريا وبما فيها قصف حلب. وهذا يعني كان من المقرر إجراء زيارة بوتين إلى فرانسا في وقت سابق بكثير. هناك اختلافات جوهرية بين المواقفين الفرنسي والروسي بشأن الصراعات في سوريا وأوكرانيا. وهذا الاجتماع وحده ليس في وضع يمكنه من التغلب على تلك الاختلافات. وفي الواقع، أبرز الاجتماع هذه الاختلافات مرة أخرى. ووصف ماكرون المحادثات مع بوتين بالتبادل الصريح للآراء. وبعبارة أخرى، اتفقوا على وجود الاحتلافات في تعاملهما للنزاعين السوري والأوكراني.
يوميات اوراسيا: تزامنت زيارة بوتين إلى فرنسا مع الذكرى السنوية ال 300 لزيارة القيصر بيتر الأكبر إلى فرساي. كيف تعتقد، ما هو أهمية زيارة بوتين الأخيرة إلى فرنسا للدبلوماسية الروسية؟
رحيم رحيموف: قد يكون اجتماع القمة بين الرئيسين الروسي والفرنسي الذي كان مقرراً عقده في تشرين أكتوبر 2016. وهكذا، فإن مصادفة الاجتماع مع الذكرى السنوية 300 لزيارة القيصر بيتر الأكبر في فرساي هو مجرد حادث عرضي. والهدف الرئيسي الذي سعى بوتين من خلال هذا الاجتماع هو ثني الرئيس الفرنسي عن الحفاظ على العقوبات الدولية ضد روسيا والضغط لرفعها. ويبدو أن هذا الهدف لم يتحقق. بدلاً من ذلك، اغتنم ماكرون فرصة لجعل رسائل تحدي ضد الدعاية الروسية والدفاع عن القيم الديمقراطية الليبرالية بما في ذلك حقوق المثليين في الشيشان الروسية. وهذا يدل على أن ماكرون بالتعون مع المستشارة الألمانية أنجبله ميركل عازمان على توفير زعامتهما للعالم الغربي في غياب القيادة الأمريكية القوية تحت رئاسة دونالد ترامب. وهذا يعني أيضا أن العقوبات المفروضة على روسيا ستستمر لفترة أطول. لذلك، دبلوماسية موسكو وجدت نفسها في موقف حرج. أحد أسباب ذلك هو أن الدبلوماسية الروسية اتبعت، ولم تقد الأعمال العسكرية في الصراعين السوري والأوكراني.
يوميات أوراسيا: انتقد الرئيس ماكرون اثنين من وسائل الإعلام الروسية، بسبب نشر أخبار وهمية ضد حملته خلال الانتخابات الرئاسية. ما هو رأيك في دور وسائل الإعلام الروسية في العمليات السياسية في أوروبا؟
رحيم رحيموف: سعت وسائل الإعلام الروسية إلى التأثير على العمليات السياسية في أوروبا. ومع ذلك، فإن دور وسائل الإعلام الروسية في أوروبا غالباً ما يكون مبالغاً فيه. ومن المثير للاهتمام أن الكرملين يستفيد من هذه المبالغة لأنه يخلق صورة قوية لموسكو محلياً ودولياً وخاصة في البلدان من الساحة السوفييتية السابقة. هذه الصورة القوية مفيدة لجهود موسكو لتفادي الدول من الساحة السوفييتية من البحث عن روابط أوثق مع الاتحاد الأوروبي. وكانت الادعاءات حول الدور الروسي في الحملة الرئاسية الأمريكية تشجيعاً لوسائل الإعلام الروسية. وعلى الرغم من ذلك، فإن هزيمة ماكرون لمارين لوبان المفضية إلى الكرملين قللت من دور وسائل الإعلام الروسية.