سيمور ممادوف
المقابلة الحصرية ليوميات أوراسيا مع المدير السابق للاستخبارات الخارجية الإسرائيلية "موساد" اللواء داني ياتوم.
- السيد ياتوم، ألفت مؤخراً كتاب "متاه القوة". أخبرنا، من فضلك، ما هو موضوع كتابك؟
- لقد ألفت كتابا بعنوان "متاه القوة"، المكرس أساساً لعملية السلام بين إسرائيل وسوريا والأردن والفلسطينيين في عهد رئيس الوزراء رابين وبيريز وباراك ونتنياهو. حضرت تقريباً كل اللقاءات والمفاوضات مع جيراننا، وقررت أن أؤلف كتاباً ليعرف المجتمع الإسرائيلي والعالم ما يجري وراء الأبواب المغلقة وراء كواليس المفاوضات، ليتمكنوا من تحليل عملية اتخاذ القرار من قبل القادة المتورطين في النزاع وليتصوروا تلك اللحظات التي كنا فيها قريبين جداً من السلام مع السوريين والفلسطينيين. مع اغتيال رئيس الوزراء إسحاق رابين من قبل متطرف يهودي توقفت عملية السلام تماماً. كان الربيع العربي الذي بدأ عام 2010 وحرب العراق والقضاء على الجيش العراقي وانسحاب القوات الأمريكية من الشرق الأوسط سبباً رئيسياً للفوضى في العديد من الدول العربية، بما في ذلك الحرب الأهلية في سوريا، وصعود تنظيم القاعدة وداعش وتوسع النفوذ الإيراني على الفصائل الشيعية في الشرق الأوسط. وقد ترجم الكتاب إلى اللغة الإنجليزية والروسية والصينية، ليتمكن أكثر الناس من قراءتها.
- كان الكثيرون يتوقعون أن وصول دونالد ترامب إلى السلطة في الولايات المتحدة سيشجع الأمريكيين إلى اتخاذ إجراءات أكثر نشاطاً في المنطقة، "يعيد" أمريكا إلى الشرق الأوسط. على سبيل المثال، في سوريا، الولايات المتحدة غير نشطة عملياً وتسيطر عليها روسيا. لماذا ليست الولايات المتحدة نشطة في سوريا؟
- انسحاب القوات الامريكية من العراق وأفغانستان فى اطار سياسة الرئيس أوباما خلق فراغاً ملأه الايرانيون والمنظمتان الارهابيتان الرئيسيتان وهما القاعدة و داعش. كما قرر الرئيس أوباما عدم التدخل في الحرب السورية، الأمر الذي دفع روسيا وإيران وحزب الله للمشاركة بنشاط والكفاح من أجل الحفاظ على نظام الرئيس الأسد.
وقد أعلن الرئيس ترامب في حملته الانتخابية سياسة "أمريكا أولا"، التي جعلت الكثيرين يعتقدون أن الولايات المتحدة تعتزل عن العالم، وستنشغل فقط بمشاكلها الداخلية. ولكن التطورات في العالم جعلت الرئيس الأمريكي يفهم أن بلاده يجب أن تشارك في حل الأزمات الأساسية في العالم.
اليوم، نرى أن الولايات المتحدة قد عادت إلى الشرق الأوسط، وتشارك في الحرب ضد داعش وتساعد القوات، مثل البيشمركة الكردية، في عملياتها ضد داعش.
الهدف الرئيسي للرئيس ترامب هو القضاء على داعش، ولا مساعدة للأسد. وترى الولايات المتحدة أن الأسد جزء من المشكلة وليس حلا.
وبالإضافة إلى ذلك، يجب أن نتذكر أن الصراع مع كوريا الشمالية له أولوية عالية جدا، وينطبق الشيء نفسه على الاتفاق النووي مع إيران والذي لا يزال الرئيس ترامب ينتقده.
تقييمي هو أن الولايات المتحدة تعتزم العودة إلى الشرق الأوسط بقوة أكبر بكثير
- تضرب روسيا مواقع الدولة الإسلامية، والولايات المتحدة تقصف الجيش السوى. كيف يمكنك أن تفسر هذا؟
- تهاجم الولايات المتحدة بشكل أساسي أهداف داعش وتساعد العراقيين والأكراد في الحرب ضد الإرهاب، ليست مهاجمة قوات الأسد ضمن أولويات الولايات المتحدة.
- ما هو سيناريو تطور الأحداث الذي تتوقعه بالنسبة لسوريا؟
من الصعب جداً تقييم ما سيحدث في سوريا. يبدو أن الأسد سيحتفظ بالسلطة، لكنني لن أقول إن سوريا ستبقى كما هي في مطلع عام 2011. استمرت الحرب الأهلية لمدة 7 سنوات، وهي حرب دموية جدا أودت بأرواح 600 ألف شخص وحول الملايين من السوريين إلى لاجئين. وأعتقد أن هناك سيناريوهين رئيسيين لمستقبل سوريا: الأول، الفيديرالية المعتمدة على أساس المناطق العرقية. والثاني، ستبقى سوريا غير مقسمة بدعم قوي من إيران أو روسيا. وأعتبر هذا السيناريو قليل الاحتمال.
- أين تعتقد، سيظهر داعش بعد هزيمته في سوريا والعراق؟
- خسر داعش أراضيه في سوريا والعراق، يضع سقوط الرقة حداً لسيطرة الإقليمية للدولة الإسلامية في الشرق الأوسط، ولكن داعش لن يختفي. وانه قد يقوم بهجمات إرهابية في الشرق الأوسط وفي الدول الغربية، وخاصة في أوروبا سيحاول ترويع السكان في جميع أنحاء العالم. وفي الوقت نفسه تعزز داعش مواقعه في شرق ليبيا على بعد 400 كيلومتر من سواحل أوروبا، وسيرسل الإرهابيين والأسلحة إلى أوروبا لتنفيذ هجمات إرهابية كبيرة في القارة.