في 13 أكتوبر، كشف الرئيس دونالد ترامب في الكونغرس عن استراتيجية جديدة بشأن إيران. وقال رئيس الولايات المتحدة إن طهران فشلت في الوفاء بالتزاماتها بموجب الاتفاق النووي المبرم في عام 2015، وتواصل دعم الإرهاب في الشرق الأوسط.
واقترح ترامب اعادة رسم السياسة الامريكية التقليدية فى المنطقة مع الاعتماد على التحالفات التقليدية "لتحقيق الاستقرار فى ميزان القوى". وبالاضافة الى ذلك، ستتخذ الحكومة الامريكية اجراءات لخفض التمويل الخارجى للحكومة الايرانية والحرس الثوري الاسلامي.
يرى ترامب المهمة الرئيسية للولايات المتحدة في منع إيران من الحصول على الأسلحة النووية. وفي هذا الصدد، يعتزم التخلي عن الاتفاق النووي كما حذر في 5 أكتوبر/ تشرين الأول. إذا أكد ترامب أن الاتفاق لم يلب مصالح الولايات المتحدة، فأمام الكونجرس 60 يوماً لفرض عقوبات جديدة على إيران لتحل محل تلك التي تم رفعها في عام 2015.
وعدت إيران رداً على الاستراتيجية التي بين ترامب تسريع برنامج تطوير الصواريخ البالستية. وفي طهران أكدوا أن الحكومة الأمريكية الحالية "تقوض بشكل خطير عملية التفاوض في الساحة الدولية" و"لا تريد أن تمتثل لالتزاماتها الدولية".
وفي تموز / يوليه 2015، أبرم الاتفاق النووي مع إيران لتعليق برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات المفروضة. ووقعت ست دول على الاتفاقية وهي الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا والصين وروسيا من الجانب وإيران من الجانب الآخر.
تحدثت يوميات أوراسيا مع الخبيرة في الشئون الإيرانية والباحثة في معهد الدراسات الشرقية الدكتوراه لانا رافاندي- فداعي للحصول على مزيد من المعلومات المفصلة حول استراتيجية ترامب الجديدة بخصوص إيران وتداعياتها.
- ماذا تعني تصريحات ترامب عن الاستراتيجية الجديدة بحصوص إيران؟
- ذكر ترامب كل القيود المعروفة، واصفاً إياها ب"النقاط الحاسمة" المتعلقة بالبرنامج النووى الايرانى. ويقترح جعل البرنامج غير معدد الأجل، أي أن القيود المفروضة على تنمية إيران في المجال النووي يجب أن تستمر إلى أجل غير مسمى.
ثانيا، إذا ادعت المخابرات الأمريكية انتهاك إيران للاتفاق، يقترح ترامب إلغاء العقوبات تلقائياً. ويتذكرالجميع ما حدث في العراق، عندما قدمت وكالات الاستخبارات الأمريكية صورة للشاحنة دون توضيح موقع التصوير، إلا أن هذه الصورة كانت كافية لاتهام العراق في تطوير أسلحة الدمار الشامل. ونحن جميعاً ندرك تماماً ما حدث لهذه الدولة، وما عثروا على أي أسلحة لدمار شامل.
والنقطة الحرجة الثالثة هي حظر استخدام الصواريخ الباليستية.
يمكن التوقع لعدة سيناريوهات. حسب السيناريو الأول، في رأيي أنه أكثر احتمالاً، فإن الكونغرس قد يصدق على الصفقة، دون الاستجابة لمقترحات الرئيس. أسوأ سيناريو هو إذا وافق الكونغرس على مقترحات ترامب. ولكن هذا السيناريو سيكون أسوأ بالنسبة للولايات المتحدة نفسها، لذلك لا أعتقد أنها سوف تفعل ذلك. إذ أن ترامب يحرض حلفاءه ضد نفسه. وقالت المستشارة الألمانية بالفعل إن هذه الإجراءات تدفع ألمانيا إلى الوقف جنب روسيا والصين. تتعارض الإجراءات التي يقترحها ترامب مع مصالح الدول الأخرى، مما يدل على قصر نظر الرئيس الأمريكي أنه يمكن أن يؤدي إلى عزلة دولية لأمريكا نفسها.
- كيف ترى دور روسيا في حل الأزمة بين إيران وواشنطن، بالنظر إلى أن رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني في سانت بطرسبورغ قال إن إيران تعتمد على مساعدة روسيا في هذه المسألة؟
- من غير المحتمل أن تكون روسيا قادرة على التأثير على مجلس النواب المناهض لها. بعد بيان ترامب، يعود القرار إلى الكونغرس! وأشك في أن الكونغرس سيدعم ترامب في هذه المسألة.
يمكن لروسيا أن تساعد إيران، إذا لزم الأمر. يتوقع الكثيرون الآن اتحاذ خطوات خاطئة من قبل إيران، يمكن لروسيا أن تؤثر على أن الجمهورية الإسلامية لا تخضع لاستفزازات الولايات المتحدة.
كما يمكن لروسيا أن تؤثر على الدول الأخرى من مجموعة المفاوضين الدوليين الستة. إن خطة العمل المشتركة الشاملة هي معاهدة متعددة الأطراف والانسحاب أحادي الجانب منها في غياب حق الولايات المتحدة الحصري في إملاء السياسة الخارجية للدول الأخرى، يقلل وزنها السياسي في الساحة الدولية إلى حد كبير وإمكانية لعبها دوراً ما في حل الصراعات الإقليمية والدولية.
وفي أسوأ الحالة الممكنة، يمكن أن تتجاهل موسكو القرارات الأمريكية وتحافظ على علاقاتها الاقتصادية مع إيران. لكنه سيعتمد على مدى قدرة الولايات المتحدة على ممارسة الضغوط على الاقتصاد الروسي لتغيير موقفها من إيران، كما أن الكثير سيعتمد على مواقف الدول الأوروبية.
- بينت روسيا إنها ستلتزم بالاتفاق إلى النهاية، كذلك الدول الأخرى مثل فرنسا وبريطانيا العظمى أيضاً... هل سيؤثر ذلك على حقيقة أن إيران ستحترم مواقف الدول الأخرى التي وقعت على هذا الاتفاق ولن تسيرفي ركاب الموقف الأمريكي؟
وإذا اشتدت الشروط على إيران وعلى الرغم من أن إيران تحترم الاتفاق لكنه لا يمكن أن يكون موضوع احترام إيران للدول الأخرى. دعونا نرى ما سيقرره الكونغرس الأمريكي. ومن غير المؤكد أن الكونغرس سيدعم ترامب وسيفي بطلباته "بالنقاط الحرجة" و "إدخال العقوبات تلقائيا مرة أخرى".
كل شيء مرتبط بالظروف الجديدة.
واذا تم الوفاء بشروط الصفقة المتعلقة برفع العقوبات المفروضة على ايران وإن ايران ستتمكن من الوصول الى السوق الاوروبية فانه لن يكون لديه ما يدعو للقلق بشأن الموقف الامريكى.
- هل سيؤثر خروج الولايات المتحدة من الاتفاق الذي وافقت نفسها عليه، كما اعتمدها مجلس الأمن الدولي، على صورة هذا البلد فيما يتعلق بحل المشاكل الدولية الأخرى؟
- وبطبيعة الحال، فإن هذا سيجعل الولايات المتحدة شريكاً أقل ثقة به. يجب أن تكون ساخرة جدا لترى الفوائد في هذا. كل هذا أسوأ، لأن الولايات المتحدة، على الرغم من كل أوجه القصور، لا تزال تعتبر نوعاً من محور السياسة الدولية. على سبيل المثال، البريطانيون الذين يعتمدون الآن أكثر على الولايات المتحدة مما على الاتحاد الأوروبي قلقون بصراحة إزاء هذه التطورات. ولكن ترامب يثبت نفسه كمدمر للأنظمة والتقاليد، بما في ذلك القاعدة غير المعلنة حول احترام المعاهدات الدولية للرؤساء السابقين.
- ما هي احتمالات وقوع المواجهة المسلحة المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران، بالنظر إلى رغبة واشنطن في فرض العقوبات على الحرس الثوري الإيراني والتلميحات الأمريكية المستمرة على استعدادها القتالي؟
- يحاول ترامب خلق التوتر، كزراع الضغط على ايران فى المفاوضات فى المستقبل. هذا تكتيكه المفضل. ولكن اللعبة خطيرة جدا للجميع. لا ننسى أنه وفقا لمصادر مختلفة من الصحافة الأميركية، أن محيط ترامب وزير الخارجية تيلرسون ورئيس الإدارة للبيت الأبيض الجنرال كيلي يثنيان باستمرار عن خطواته أكثر راديكالية. ولكن على الأقل لهذا السبب الشكر لهما!
وعلى أي حال، فإن التصعيد الذي قد سيؤدي إلى مواجهة مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران في المستقبل القريب مستبعد. ومن الواضح أن استخدام القوة من قبل الولايات المتحدة سيؤدي إلى أزمة السلطة في الولايات المتحدة نفسها
- كيف سيؤثر على بلدان جنوب القوقاز؟ خاصة على الاقتصاد الأرمني؟
- إيران ودول جنوب القوقاز لديها فرص مختلفة لتوطيد العلاقات. والتغيرات في السياسة الدولية لن تكفي لتغييرها.