الشاعرة السعودية "المحرومة": المرأة في جيزان تختلف عن نساء العالم

تحليلات 14:40 04.02.2018

 الكثير هم من يكتبون الشعر والقصة والرواية، كل منهم يمثل مدرسة في الكتابة لها عشاقها، لكن ما يجعلك تتوقف طويلاً أن تستمع إلى الشعر في مناسبة عامة من شاعرة ترتدي الحجاب الكامل، جاءت من بيئة أكثر ما يتردد عنها أنها شديدة الخصوصية.

حيث العقيدة والتقاليد والعادات القبلية، لذا كانت مفاجأة للكثيرين القرارات التي اتخذتها الحكومة السعودية فيما يخص قيادة المرأة للسيارة ومشاهدة المباريات والسينما والمسرح.

"سبوتنيك" التقت الشاعرة السعودية الملقبة بـ "المحرومة"، وناقشت معها تجربتها الشعرية وحال المرأة السعودية ومستقبلها خلال المرحلة القادمة.

إلى نص الحوار:

سبوتنيك: بداية ما هى قصة  لقب "المحرومة" وهل هو اسمك الحقيقي؟

أنا اسمي "حياة" والحياة عكس الحرمان، والمحرومة هو لقب اتخذته لنفسي منذ عام 1425 هجرية الموافق لعام 2004 ميلادي أي منذ 14 سنة تقريباً، منذ هذا العام بدأت الطباعة والكتابة وأخذت هذا اللقب من وزارة الإعلام.

سبوتنيك: ولماذا اخترتي "المحرومة"، وهل لهذا الاختيار دلالت أو مواقف معينة بالنسبة لك كامرأة سعودية؟

هذا اللقب بعيداً عن كل الحرمان الذي تعنية الكلمة بالنسبة للبعض، إنما كان قدوتي وشاعرى والإنسان الذي أحب أن استمع له كثيراً هو الشاعر المحروم عبد الله الفيصل، فأخذت هذا اللقب منه، فكان هو المحروم وأنا المحرومة، فالحرمان المقصود قد يكون معنويا وليس ماديا.

سبوتنيك: ألم تكن هناك معاناه ولدت الشعور بالحرمان في بيئة محافظة كالسعودية؟

لكل كلمة معاناة ولكل معاناة قصة، وبعيداً عن كل القصص فأنا أحب هذا اللقب جداً وأعتز به، وقد سألت كثيراً عن هذا اللقب ولكنني لم أواجه أي مشاكل بسببه، ومن كثرة الأسئلة كتبت قصيدة حول الاسم وسميتها المحرومة وقلت فيها: "حرماني حرمان الشمس أن تضىء كيف تشاء".   

سبوتنيك: نشأت المحرومة في نجران جنوبي المملكة العربية السعودية.. فهل أثرت تلك البيئة في كتاباتك؟

"جيزان" التي نشأت بها متنوعة وتشمل كل البيئات "البحرية والجبلية والسهول" وهى واسعة جداً والمرأة في جيزان تختلف عن نساء العالم جميعاً، فهى شاعرة وأديبة وغنائية وفي البيت سيدة منزل متكاملة، أعتقد أن المرأة في جيزان هى الأنثى الكاملة، وتختلف عن نساء العالم جميعاً، ميولها متشعبة في كل الجهات وليست في جهة واحدة.

سبوتنيك: ما هى المقومات التي ساعدت المرأة في جيزان على هذا التميز؟

قد يكون للبحر أكبر دور، وقد تكون الأعشاب الموجودة في المنطقة الجبلية لها دور، فتجد المرأة متذوقة جيدة جداً في هذا المجال، ومن لم تقول الشعر في جيزان فهى متذوقة له.

سبوتنيك: ربما تكون المرأة في جيزان شاعرة وغنائية وأديبة ولكن في إطار المنزل فهل المحرومة هى أول من خرجت بالشعر النسائي بعيداً عن المحلية؟

أنا جئت إلى القاهرة مباشرة من جنوب المملكة لإلقاء الشعر في فعاليات الجناح السعودي بمعرض الكتاب، وقد حملت في جعبتي الكثير والكثير عن "جيزان"، التي أعشقها وأعشق المرأة الجيزانية بشكل عام، لأني أراها امرأة مكافحة تحفر في الصخر كي تصل إلى ما تريد، وقد جمعت في الكتاب معي 5 شاعرات، ولم أكن أنا الوحيدة التي أكتب، ما كان هنالك خمس أديبات في كتاب واحد، وكان المفترض أن هناك أكثر من ثمان ولكن البعض منهن اعتذروا لظروف خارجة عن إرادتها، وأعدكم أن شجر الجنوب سيأتي بشاعرات وأديبات أكثر.

سبوتنيك: وأين تلقي النساء الشعر في جيزان؟

النادي الأدبي في جيزان به أكثر من عشر شاعرات، ويقمن بإلقاء الشعر والمشاركة في المناسبات العامة  داخل جيزان وخارجها، في الشرقية وفي الشمال وفي الرياض وفي كل مناطق المملكة لهن مشاركات.

سبوتنيك: هل كان للقرارات الحكومية الأخيرة المتعلقة بالمرأة السعودية، دور في تشجيعك للسفر خارج المملكة وعرض تجربتك الشعرية؟

بالنسبة لي، فهذه ليست المرة الأولي التي ألقي الشعر بها خارج المملكة، فقد سبق وشاركت منذ 7 سنوات في معرض الكتاب الدولي في بيروت، ولا أقف بجانب من يقول أن المرأة السعودية منتقصة الحقوق أو أنها محبوسة، فمن فترة طويلة وأنا أرى المرأة السعودية تخرج وتذهب وتشارك، فليست هناك أي قيود مفروضة على المرأة السعودية، فهم يرون أن حجابها "قيد" وأنا جئتكم بحجابي، ولكم أن تفسروها كما تشاؤون.

سبوتنيك: إذاً لماذا ثارت الدنيا عندما أعلنت المملكة رسمياً عن بعض القرارات التي تقولين أنكن تقمن بها منذ زمن؟

منذ القريب ونحن نسمعهم يتحدثون عن المرأة في السعودية وكأنها كم مهمل، وليس لديها حقوق، والحقيقة عكس ما يقولون، فالمرأة كانت ومازالت حرة، تذهب وتشارك وتسافر وتشترك في معظم المناسبات والمحافل، وقيادتها للسيارة ما هى إلا زيادة خير نتيجة المجالات الجديدة التي فتحت أمام المرأة، والحكومة في المملكة دعمت المرأة بشكل كبير في الآونه الأخيرة ومن البداية ولكنها صارت مكثفة في الآونة الأخيرة.

الشاعرة السعودية المحرومة ومراسل سبوتنيك
© SPUTNIK. AHMED ABDELWAHAB
الشاعرة السعودية "المحرومة" ومراسل سبوتنيك

سبوتنيك: ما الهدف إذاً من تلك الدعايات حول حقوق المرأة؟

رؤيتهم قاصرة في أن حجاب المرأة هو العائق أمامها ويمنعها من الإبداع، وأنا لا أرى أى رابط بين حجاب المرأة وإبداعها وانطلاقها أمام العالم، وأنا عن نفسي أعتز بحجابي ولم يمنعني من أن أبدع وأشارك وأثبت حضوري في أي محفل أتواجد به.

سبوتنيك: لما لم تحصل المرأة السعودية على حقها الإعلامي لكي يرى العالم نماذج مختلفة للمرأة السعودية؟

المرأة السعودية لم يهضم حقها إعلامياً، لكن نحن مجتمع لنا تقاليد وعادات وموروث ثقافي خاص بالمرأة، له حقوقه وسريته وعالمه الخاص، وهذا لا يعني عجزها عن آداء واجباتها أو المطالبة بحقوقها، والمرأة السعودية مبدعة في كل المجالات.

سبوتنيك: هل هناك قهر وتسلط أسري ضد المرأة؟

 لا أرى أن هناك قهر أو تسلط، فعندما أردت السفر، أبي هو من قام بحجز تذاكر السفر لي، ويرافقني أخي، فالأسرة هى الداعمة الأولى بالنسبة لي ولم تكن عائق أمامي، ولا أستطيع أن أنكر أن هناك عوائل ترى أنه، من باب الدين والحياء، اختلاط المرأة بالرجال شىء منهي عنه، وهذا جانب من جوانب الأسر، ومن وجهه نظري هذا حرص زائد من جانب الأسر وليس خوف، هم يريدون المرأة أن تكون كالدرة المصونة.

سبوتنيك: هل الكثير من النساء يتفقن معك في تلك الآراء؟

البيئة التي أعيش فيها مؤيدة لكل كلامي وهذا ما لمسته بنفسي، فالحديث والنقاش مع الغير إذا كان لا يخدش الحياء ولا يأتيها في مكامن دينها، فتأكد أن المرأة السعودية ستكون موجودة في كل مكان، فالمرأة السعودية موجودة اليوم كطبيبة وصيدلانية في المستشفيات العامة والخاصة، وأستطيع القول بأننا متفائلون جداً بأوضاعنا الحالية وبما سيأتي في المستقبل.

سبوتنيك: عودة إلى الشعر.. تأثرت برصانة الشعر العربي هل يمكن أن تتحولي للكتابة باللون العامي؟

هذه ميول شخصية، البعض يعجب بالشعر الفصيح، وآخرون بالشعر العمودي أو النثري، فقد تجد من هى في جيزان وتعجب بالشعر غير المقفى، ومنهن من تلتزم بالقصيدة الجاهلية المقفاه.

سبوتنيك: ما مدى تأثرك بالشعر الجاهلي؟

طبيعي تأثرت، فأنا تخصص لغة عربية ودرست الشعر الجاهلي وصدر الإسلام والأموي والعباسي والأندلسي، وأعشق الشعر الأندلسي، نظراً لما تمتع به من انفتاحات وغزل عفيف، فالشعر الأندلسي هو أول من تغزل في البيئة، وأرى أنه كلما زاد الشاعر في القراءة واطلع كلما أبدع في الكتابة.

سبوتنيك: هل تفكري في التنقل بين الشعر والرواية؟

كتبت خمس قصص وموجوده في كتابي"تحت الرماء حب"، فالرواية أو القصة تكون متنفس للشاعر وليس هروباً من الشعر، فليس كل شاعر كاتب قصة، ولكن بعض الشعراء يكون له لون مختلف في الرواية عن الشعر، فكل لون من ألوان الأدب يخرج لون معين من الأحاسيس.

سبوتنيك: في النهاية ماهى رسالتك للمرأة السعودية؟

المرأة السعودية امرأة كاملة قوية صامدة مجابهة، محاربة تستطيع الوصول لما تريده بأي مكان وبأي طريقة، طالما لا يمس شريعتها أو دينها أو حجابها أو حتى إلتزاماتها الشخصية، أتوقع أن المرأة السعودية خلال السنوات القادمة ستحلق بعيداً وستعلن عن نفسها في كل المحافل.

أجرى الحوار: أحمد عبد الوهاب

 

 

 
 
 
 
 
 

 

الشيخ علي جمعة يحذر العالم من خطر يأجوج ومأجوج القادم من أرمينيا

أحدث الأخبار

هل يتم التوقيع على اتفاقية سلام بين أذربيجان وأرمينيا؟
17:33 28.03.2024
إلمان مصطفى زاده: لا يمكن المساس بكرامة الأذربيجانيين
16:12 28.03.2024
علي ناغيف: فرنسا تحرض أرمينيا على حرب جديدة
16:02 28.03.2024
وساطة أفريقية لحل الصراع المسلح في الكونغو الديمقراطية
13:45 28.03.2024
المعارض ديوماي يفوز بانتخابات الرئاسة السنغالية
13:30 28.03.2024
قائد كتائب القسام يحث العرب والمسلمين على الزحف نحو فلسطين
13:15 28.03.2024
هل تبدأ الحرب العالمية الثالثة ؟
12:53 28.03.2024
حالة من الفوضي تعم مطار باريس
12:28 28.03.2024
مستقبلات إسرائيل على ضوء الحرب الراهنة
12:15 28.03.2024
وكالة الإغاثة التركية تقدم سفينتين لنقل المساعدات مباشرة إلى غزة
12:00 28.03.2024
ذكري تأسيس الأجهزة الأمنية في أذربيجان
11:53 28.03.2024
واشنطن لا تدعم مشروع خط أنابيب الغاز بين باكستان وإيران
11:45 28.03.2024
مؤسسة دولية تتوقع انخفاض الجنيه المصري أمام الدولار بنهاية 2024
11:30 28.03.2024
مصر: مفاوضات سد النهضة استنزاف للوقت.. وإثيوبيا ستدفع الثمن
11:15 28.03.2024
محطة الضبعة النووية ستوفر لمصر 7.7 مليار متر مكعب غاز سنوياً
11:00 28.03.2024
رئيس الصين ينتقد الحواجز التكنولوجية خلال زيارة رئيس وزراء هولندا لبكين
10:45 28.03.2024
نشر معلومات جديدة عن الهجوم الإرهابي في روسيا
10:34 28.03.2024
رياح الجنوب تحمل الرمال الساخنة إلى جنوب شرق أوروبا
10:30 28.03.2024
آيرلندا تعتزم التدخل في قضية الإبادة المرفوعة ضد إسرائيل
10:15 28.03.2024
الفلبين تؤكد الإفراج عن طاقم ناقلة نفط محتجزة في إيران
10:00 28.03.2024
العراق يبرم اتفاقا لتوريد الغاز مع إيران لمدة 5 سنوات
09:45 28.03.2024
إسرائيل استهدفت 212 في غزة مدرسة بشكل مباشر
09:30 28.03.2024
أردوغان نبذل قصارى جهدنا لينعم إخواننا في غزة بالسلام
09:15 28.03.2024
ارتفاع حصيلة العدوان على غزة إلى 32 ألفا و490 شهيدا وأكثر من 74 ألف إصابة
09:00 28.03.2024
بيتر ثيس: أذربيجان أصبحت شريكًا مهمًا للناتو بعد الحرب الأوكرانية
18:30 27.03.2024
توفيق عباسوف: أرمينيا تسعي إلي دعم التوجهات المناهضة لأذربيجان في جورجيا
17:38 27.03.2024
الولايات المتحدة تفرض عقوبات علي الصين
16:09 27.03.2024
تواصل ردود الفعل على اتفاق جوجل وإسرائيل
16:03 27.03.2024
هجوم سيبراني صيني يضرب المملكة المتحدة ونيوزيلندا
15:06 27.03.2024
أوكرانيا وبولندا تكملان عقد المتأهلين إلى نهائيات يورو 2024
14:59 27.03.2024
من التالي بعد هجوم موسكو؟
14:07 27.03.2024
تحذير من رئيس صربيا بشأن خطر محتمل قد يعم البلاد
13:30 27.03.2024
ذكري وفاة أول رئيس جمهورية لأذربيجان
ذكري وفاة أول رئيس جمهورية لأذربيجان
13:23 27.03.2024
خبراء ينجحون في إذابة الثلج من على عدسة تليسكوب إقليدس
10:30 27.03.2024
الهجرة تتسبب بهلاك أو اختفاء أكثر من 63 ألف شخص في العقد الماضي
10:15 27.03.2024
هنية يلتقي عبد اللهيان في طهران... ويؤكد إسرائيل فشلت بتحقيق أهدافها
10:00 27.03.2024
الكاكاو يكسر حاجز الـ10 آلاف دولار للطن عالميا
09:45 27.03.2024
السعودية تستهدف دخول قائمة أكبر 10 دول في مجال السياحة
09:30 27.03.2024
الأزمة الطبية في مستشفيات قطاع غزة وصلت لمستوى لا يمكن تصوره
09:15 27.03.2024
18 قتيلا في إنزال جوي خاطئ للمساعدات على غزة
09:00 27.03.2024
جميع الأخبار