أجاب مؤسس المؤسسة الأورأسيوية الدولية للصحاقة ورئيسها أومود ميرزويف أسئلة البوابة 1905.az
السؤال: أومود معلم، ماذا يمكنك أن تقول عن تغطية القضايا المتعلقة باحتلال قاراباغ في الوسائل الإعلامية الأذربيجانية؟ في بعض الأحيان يقولون إن اهتمام الجمهور بموضوع يقل مع مرور الزمن. وهناك خلل في تغطية هذه القضية على المستوى المطلوب...
الجواب: هكذا عقليتنا، أحياناً نطمئن كثيراً نتصور أننا على علم بكل ما يحدث. ولكن يتبين في نفس الوقت أن الناس لم يعرفوا كل شيء. كما هناك عامل الزمان من إشعال الأحداث المعروفة إلى اهتدائها. يجب ألا نتأخر في إعلام الناس وعلينا تفعيل الأعمال. كلما زادت معارفنا بسير الأعمالنا في داخلنا وزدنا اطلاعاً على تفاصيلها نتمكن من إعلام الناس والمجتمع الدولي. ولا أقول إن الأعمال في هذا الاتجاه غير مرضئة للغاية. بل على العكس من ذلك، يبذل العديد من ممثلي المجتمع المدني والسفارات والبعثات جهوداً جادة في هذا المجال. ولكن في بعض الأحيان هناك بعض القصور في هذا المجال. وعلينا أن نزيل هذه القصور.
في جميع مناطق أذربيجان أبناء الوطن الذين أستشهدوا في الحرب من أجل قاراباغ. عندما نتحدث عن الشهداء علينا التركيز ليس فقط على أنهم استشهدوا وأنهم من الشهداء، بل على أنه أين وفي أي منطقة وكيف استهشدوا ونبلغ هذه المعلومات إلى النشأة الحديثة. علينا تواصل أعمال التثقيف في هذا المجال. وأعود إلى ما قد قلته: إذا نجحنا في مجال الدعوة نتمكن من إنجاز نفس العمل في الخارج أيضاً.
في الآونة الأخيرة، ناقشنا موضوعاً في مكتبنا. أدان برلمان باراغواى قضية خوجالى وبهذا الصدد وأرسل نائب رئيس البرلمان الارمينى احتجاجاً الى برلمان وحكومة باراغواى. كأن أرمينيا لا تعرف شيئاً عن خوجالي. يمكنك أن تتخيل أنت ترتكب الإبادة الجماعية بهذه الدرجة في مثل هذه المدينة الكبيرة وترقض الاعتراف بها. إذا نظرنا إلى التاريخ، فقد عرضوا مثل هذه الوقائع بشكل معكوس تماماً على العالم ونجحوا في ترجيحها وخداع العالم. وعلينا أن نبذل قصارى جهدنا لنشر حقائقنا الخاصة، وينبغي أن نواصل أنشطتنا في أي لحظة.
السؤال: وعلينا أن نتخذ خطوات استباقية، أليس كذلك؟
الجواب: قد بنى الأرمن هذا النظام منذ عشرين، ثلاثين، خمسين عاما، قبل قرن مضى، قبل بدء الصراع. كانوا يعرفون أن هذا سيحدث عاجلاً أو آجلاً. كانوا يعرفون الخطوات التي يجب اتخاذها في التسعينات وما يجب القيام به في منتصف التسعينات. يعرف الأرمن الخطوات التي ينبغي اتخاذها في بداية القرن الجديد. ولديهم خريطة الطريق. وفي الحقيقة، أود أن أتناول مسألة واحدة اليوم. وهناك عامل أرمني واحد على الأقل في أي من الوسائل الإعلامية العالمية. وقد هو يكون مجرد عاملاً فنياً. ولكن أنه هناك، وقبل كل شيء، تم إدخاله إلى هذا المجال قصداً. وأود أن أقول إن ما يقرب من نصف العاملين في وسائل الإعلام الروسية هم من الأصول الأرمني. سواءاً كان في التلفزيون أو المطبوعات أو شكة الإنترنت، ويتم تمثيل الأرمن على الأقل على مستوى نائب المدير أو على مستوى أحد كبار المسؤولين، إن لم يكن مديراً. ومن ناحية أخرى، فإنه لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية رجالهم وشبكات خاصة لهم. ونحن نعمل مع الأمم المتحدة. وهناك لجان عديدة في الأمم المتحدة: حقوق الإنسان، وحقوق المرأة، والاقتصاد، والبيئة، وما إلى ذلك. وفي كل واحد منهم، يتخذ ممثلو ذلك البلد مواقف مختلفة. هناك أيضاً مسألة هامة جداً. لماذا ليس لدينا ممثلون في هذه الجهات؟
لا يسمحون لنا، أليس كذلك؟ ولا أقول إن هناك حواجز كبيرة تعرقلنا. وعلينا أن نبتعد من تلك الأفكار. أقول ذلك بصدق. ويمكننا أن ندخل إلى أي مكان، وإلى المنظمة الدولية والمنظمة الإعلامية التي نريدها.
السؤال : ألا يلعب التضامن المسيحي الاعتيادي دوراً ما؟
الجواب: هذا موجود. ولا يمكن إنكار دور هذا العامل. ولكن مع ذلك، هناك أيضا قيم إنسانية. إننا في مشكلة كبيرة، أراضينا محتلة. في الحقيقة، وهذا هو أكبر حجة، أكبر سلاح، وأكبر حقيقة. ويمكننا الاستفادة منها لنلقي كلمتنا في مكان. نواجه هذه المشكلة منذ ما يقارب ثلاثين عاما. وقعت أحداث أبريل 1916. في أحداث أبريل قمنا بتحرير القمتين: لالا تيب و تاليش. ولعل أفضل سؤال في حوارنا قد يكون حول القمم التي احتلنا في مجال الإعلام والصحافة. وقد لم تقل مسئولية الإعلام عن مسئولية العسكريين في هذه الحرب.
السؤال: ألا تلاحظ أن الجمهور قد تعب من هذا الموضوع؟ لأنه بالفعل مضي عشرون عاما من احتلال أراضينا تزداد إمكانية إيجاد حلول جديدة صعوبة يوما بعد يوم، ولهذا السبب يقل الاهتمام بالموضوع. وعلاوة على ذلك، فإن عدد الأشخاص الذين شهدوا أراضينا المحتلة بالواقعة يتناقص يوما بعد يوم. وهذه العمليات واقعية. آلا تعب الجمهور؟
الجواب: أنا لا أقول هذا. لا أقبل هذه الفكرة بصورة عامة وأسعى لإثبات ذلك بحججي.
تتصورأنه في اليوم الأول من هذه الأحداث كانت هذه الأفكار منتشرة. وكانوا يدعون في أوائل التسعينات أن الناس نسوا كل شيء، لا يريدون العودة وإلخ. وهذا ليس بحقيقة.
وأقول لك شيئاً آخر. ولم يشارك شباب أذربيجان في تلك الأحداث. ولكن هناك ذاكرة جينات. وأثبت نيسان/أبريل أيضاً أن شبابنا هبوا للحرب وفروا نحو الخنادق أكثر حماسةً من الجيل الأكبر سناً. هناك عدد كبير من الشباب ذهبوا إلى مناطق مثل فضولي وأغدام والأماكن الأخرى، متطوعين في الوحدات العسكرية . يدل كل هذا، على إننا لم نتعب ولم ننس شيئاً. ولسنا بمتشائمين. ولكن هناك جانب موضوعي أيضاً. لاترى العين وينسى القلب. مثالاً، نشأت في منطقة قاراباغ. أنا أعرف كل شبر من هذه المنطقة. ولكني، مثالاً، لا أعرف قوبا إلا قرية أو قريتين. عليي أن أزورها لأعرفها.
ماذا فعلنا في هذا الصدد في الآونة الأخيرة؟ أحضرنا الصحفيين الأذربيجانيين والمثقفين العاملين في مختلف المجالات إلى الأراضي المحررة. لقد وقعنا مذكرة مع جامعة ADA. أخذنا الطلبة والمعلمين من ADA إلى الخنادق والخطوط الأمامية مباشرة. ولهذه الزيارات تأثير كبير. تتغير وجهة النظر للناس بعد الزيارة سواء كانوا أذربيجانييت أو أجانب، يتغيير الإنسان تماما. لأنه يرى بعينيه، يمس بيده، ويعيش هذه المشكلة. لديه نفس المشاعر التي لدى أولئك الذين يعيشون في المنطقة. وفي هذا الصدد، أعتقد أن طلبتنا وتلامذنا يجب أن يروا وقائع المناطق القريبة من خط الجبهة. يجب أن يتواصلوا مع الناس. وأعتقد أنه على كل جامعاتنا ومدارسنا أن تشارك في هذه الأنشطة.
على سبيل المثال، بعد تحرير قرية جوجوق مرجانلي زارها العديد من تلاميذ المدارس. لا شك في أنه خطوة جيدة، ينبغي أن يكون موضع تقدير، بالتأكيد.
السؤال: قد توصلت من إجاباتكم إلى نتيجة أن الجمهور لم يتعب من هذه القضية. ولكن كيف جيش الصحفيين؟ هل تعبت من ذلك؟
الجواب: هناك بعض المشاكل في صحافتنا. لأنه في صحافتنا بعض الممثلين لوسائل الإعلام الذين لا يفهمون تماماً هذه القضية أي الصراع في قاراباغ. أحياناً نرى أن الصحفيين الذين لا يفهمون القضية تماماً والذين لا يتبعون عملية حل النزاع يتدخلون في الموضوع ويلمسون بهذا الموضوع. والنتيجة غير مرضئة. يناقش الموضوع ويستحق العتاب. ويبدو لي أن كل جهة إعلامية تمارس سياستها الخاصة لها باتفاق مع سياسة الدولة العامة وبالتنسيق معها.
في الحقيقة عند النظرة العامة نرى أن هناك بعض الأنشطة في هذا الاتجاه. ولدى صندوق دعم الدولة لوسائل الإعلام مشاريع معينة. هناك خط منفصل بخصوص قاراباغ، حيث تعمل بعض المشاريع في هذا الاتجاه وتصدر المقالات في هذا الصدد. ولكن يبدو لي أنه لا تكفي المقالات الافتتاحية أو مقالات بعض الكتاب. عموما هناك حاجة للمهنيين في هذا المجال. يجب أن يكون لكل هيئة التحرير موظف متدرب وماهر واحد على الأقل والصحفي ال1ي يعرف أكثر من لغة واحدة.
أحيانا ننتظر كل شيء من الآخرين. وينبغي لنا أيضا أن نبدأ ذلك من أنفسنا. يجب على هيآت التحرير نفسها تجتمع وتطرح الموضوع وتناقشه. وبكلمة واحدة هناك حاجة إلى مبادرات في هذا المجال.
السؤال: أمود المعلم، والجمهور الأذربيجاني مقتنع بأن قاراباغ هي أرضنا القديمة ولا أي حاجة لتوجيهات له في هذا الصدد. ولكن لا يزال هناك الكثير من الناس في العالم والذين لا يعرفون من هو الحق معه ومن هو الحق عليه في هذه المسألة. صحيح أن الكثيرين لا يريدون حتى أن يعرفوا الحقيقة. لأنه هناك الكثير من الصراعات في العالم. هل لدينا إنجازات في إشراك الصحفيين والمراسلين وكتاب الأعمدة في وسائل الإعلام الأجنبية في قضيتنا؟ هل فعلنا أي شيء في هذا المجال؟
الجواب: بشكل عام، ماذا رأينا عند بداية هذا الصراع؟ رأينا أن الأرمن احتلوا خنادق الإعلام أيضاً. كما لو كانوا قد استعدوا له مسبقاً. إن وسائل الإعلام الأرمينية وآلة الدعاية الأرمينية وشبكة الموالين للأرمن قد اطلقت النار على حنادقنا واحتلتها بالفعل. وقد قاموا بالفعل بإنشاء دعايتهم وحتى كانوا يدينون أي شخص لو تحدث عن قاراباغ، ولم يسمحوا له بالتحدث. قالوا: "ماذا تريد من هذا الاكتئاب؟ ماذا تريد من هذا الشعب المظلوم الذي وقع ضحية الإبادة الجماعية؟ لماذا لا تدع له أن يعيش ويقدر مصيرهه؟ "... كل هذا عشنا.
في عام 1997، في سانت بطرسبرغ عقدنا الاجتماع المخصص للقضايا القومية واللاجئين. في ذلك الوقت كان من الخطير أن نتحدث عن قضية قاراباغ في شوارع سان بطرسبرج. وكان موقف الناس مختلفاً. ولكني أعتقد الآن أن الوضع تغير كثيراً نتيجة العمل الذي نقوم به وجهود العاملين في مجال السياسة الخارجية للبلد وعمل مؤسساتنا الإعلامية. لقد توصلت إلى استنتاج مفاده أننا لم يسمعونا في وقت سارق، والآن أعتقد أن ما لا يقل عن نصف الجمهور يسمعنا. وكما سبق أن ذكرنا، يمكننا إضدار أي نوع من المقالات في أي جهة إعلامية، ونعمل في هذا الاتجاه أيضا. فعلى سبيل المثال، رتبت مؤسستنا في عام 2016 زيارات عديدة للصحفيين إلى المنطقة في هذا الصدد. وكانت هناك زيارات للصحفيين في شكل مجموعات أوفرادية. وتحولت جميعها إلى مقالات عظيمة عن البلد، عن أذربيجان. وأخيراً، دعينا المسئولين من وسائل الإعلام المصرية الستة الرئيسية ولاسيما شبكة الأهرام الإعلامية والتي تصدر بمليون ومائتين وخمسين ألف نسخة. ونتيجة لذلك، نشرت وسائل الإعلام المصرية مقالات عظيمة عن أعمالنا الصادقة. وقد أجرينا هذا الحدث بالتعاون مع جمعية الصحفيين للتضامن الإسلامي. كما رتبنا زيارة ممثلي وسائل الإعلام الأوزبكية إلى أذربيجان. رتبنا أيضاً زيارات الصحفيين من روسيا وأوروبا وأمريكا ودول البلطيق. كان لهذه الزيارات تأثير كبير. وأعتقد أننا بحاجة إلى زيادة فرصنا في هذا المجال أكثر من ذلك. هذا هو ما نقوم به، والخطوات التي نتخذها.
السؤال: أمود المعلم، بدأ عام 2018 بالفعل. ما هو الأعمال التي تنوي المؤسسة الأورأسيوية الدولية للصحافة التي تترأسها تقوم بها في هذه السنة؟
الجواب: بدعم من المؤسسة الأورأسية الدولية للصحافة ، تعمل لدينا البوابة الإعلامية التي تسمى ب"يوميات أوراسيا" بخمس لغات. وسنواصل عملنا في هذا المجال في هذا العام أيضاً. وستقوم المؤسسة الأورأسية الدولية للصحافة بتطوير التعاون مع وكالات الأمم المتحدة وننوي القيام بأنشطة متوازية في مكتبي الأمم المتحدة في جنيف ونيويورك. وسنشارك في المنتدى الدولي الثامن للمياه في البرازيل في آذار/ مارس القادم، ونستعد له. وبوجه عام، نخطط ترتيب زيارات عدد من الجهات الإعلام من بلدان أوروبا والدول الشرقية. ونواصل عملنا مع هؤلاء الناس.
قاراباغ هي قضية وطنية، وأنها من القضايا التي تهم كل منا وأنها مسألة الكرامة. ويبدو لي أن الجميع يجب أن يدركوا مسؤوليته في هذه القضية، ويمكن للجميع فعل شيء ما دون استثناء. وإنني على اليقين بأن يوم تحرير قاراباغ هو يوم تحقيق وحدة أذربيجان برمتها للعمل على حل هذه القضية. وهذا هو تقديري للموضوع.
أجرى الحوار الصحفي فؤاد باباييف، 1905.az,
الترجمة من الأذرية: د. ذاكر قاسموف
