جمهورية الكاميرون وعاصمتها مدينة "ياوندي" تقع في منطقة وسط الغرب الأفريقي، وتقع سواحل الكاميرون على خليج البوني، وهي جزء من خليج غينيا والمحيط الأطلسي، وغالبا ما يشار إلى هذا البلد باسم "أفريقيا المصغرة" للتنوع الجيولوجي والثقافي.
وتعتبر موطن لأكثر من 200 مجموعة لغوية مختلفة، وتعرف جيدا بالأنماط الأصلية المتمثلة في الموسيقى، لا سيما ماكوسا وبيكتسي، ونجاح منتخبها الوطني لكرة القدم، وتعد الفرنسية والإنجليزية هما اللغتان الرسميتان.
"سبوتنيك" التقت السفير الكاميروني في القاهرة محمدو لبرنغ "عميد السفراء الأفارقة"، وتناول اللقاء العديد من قضايا القارة السياسية والأمنية والاقتصادية، ودور بلاده في حل الخلافات الأفريقية — الأفريقية، والعلاقات الأفريقية العربية والدولية، وظاهرة الإرهاب وكيف استطاعت الكاميرون تحقيق السلام الاجتماعي.
إلى نص الحوار:
سبوتنيك: بداية… رغم تعدد الثقافات والديانات، استطاعت الكاميرون تحقيق المعادلة الصعبة في السلام المجتمعي… كيف استطعتم الوصول لتلك المرحلة؟
الأصل في الشعب الكاميروني، أن لديه معتقدات وديانات تقليدية طبيعية معروفة تمارسها مختلف أطياف الشعب، ثم ورث بعد ذلك الديانات السماوية كالإسلام والمسيحية، لذا فالشعب الكاميروني متدين بطبعه ويمتلك خلفية تاريخية للمعتقدات، ومن أجل ذلك لم تكن لديه مشكلة في التعامل مع أي شخص لا يعتقد دياناتهم أو يختلف في الديانة، فالخلاف العقائدي غير موجود من الأساس، لذا لم نجد أي عرض سلبي للتعايش بين الديانات المختلفة في البلاد سواء السماوية أم الأرضية.
سبوتنيك: تلك كانت المعتقدات التاريخية… فما الدور الذي قامت به الدولة الحديثة؟
الدولة وفرت المناخ الملائم لكل ديانة بحيث يستطيع أتباعها ممارسة طقوسهم وفق لما تنظمه ديانتهم أو معتقدهم بحيث لا يخل ذلك بالنظام العام والأمن والممتلكات العامة، لذا فلا تجد تعالي من ديانة على الديانة الأخري والجميع يمارس طقوسه بكل أريحية وفقا للدستور والقوانين التي تنظم شؤون البلاد وبين مختلف الطوائف والأديان.
سبوتنيك: قلتم في تصريحات سابقة إن أفريقيا تحولت من قارة الحروب والأمراض إلى أرض الفرص والتقدم… ما دلالة ذلك؟
هذا الكلام واضح على الأرض الآن من تدفق الاستثمارات على القارة ومحاولة رؤوس الأموال العالمية الحصول على فرص استثمارية بها، بعد أن كان ينظر إليها على أنها قارة الصراعات والنزاعات والأمراض، ولولا أن السلم والاستقرار هو السمة الغالبة في القارة الأفريقية اليوم لما تطلعت إليها رؤوس الأموال لجني الأرباح من المشروعات الواعدة في تلك القارة البكر المليئة بالخيرات ومصادر الثروة الطبيعية الغير متواجدة في أي من قارات العالم.
سبوتنيك: علاقاتكم جيدة مع معظم الدول في القارة… فهل تلعبون دورا في حل الصراعات بين الدول الأفريقية؟
الكاميرون لا تتدخل في النزاعات أو الصراعات الداخلية لأي من دول العالم أو دول المنطقة، كما أنها لا تريد من أحد أن يتدخل في شؤونها، لذا فإننا نحاول أن نكون وسيط سلام ونكون أصدقاء للجميع من أجل أن نصبح وسيط مقبول لدى جميع الأطراف، فسياسة الكاميرون من البداية لا تريد الدخول في المشاكل الداخلية للدول الأخرى، نريد أن يكون التهاون وعلاقات الصداقة والأخوة هى السائدة.
سبوتنيك: هل هذا يعني أنكم تقفون على الحياد من كل القضايا والمشاكل في القارة؟
الكاميرون ليست محايدة بالمعنى الحرفي للكلمة، فالكاميرون إيجابية وليست سلبية، لأن كلمة المحايد ربما تحمل مفاهيم سلبية وهذه ليست سياستنا، فنحن نحاول تقريب المفاهيم، ولكي تحقق ذلك يجب أن تتعاطف مع معظم الأطراف من أجل حل الأزمات، فالكاميرون تستمع لكل الأطراف للوقوف على أصل المشكلة، لأن حل المشكلات يعتمد في المقام الأول على فهم كل ملابساتها من أجل وضع سيناريوهات الحل التي تعتمد على إقناع الأطراف بالجلوس للتفاوض.
سبوتنيك: بصفتكم عميد للسفراء الأفارقة في مصر… هل هناك تنسيق بينكم لإيجاد حلول أو تقريب وجهات النظر من أجل الوصول إلى حلول لتلك المشاكل؟
نعم هناك تنسيق بين مجموعة السفراء الأفارقة، والهدف الأساسي من تكون تلك المجوعة هو التعارف والتنسيق، فالتقارب والتعارف هو السنة الكونية، لذا فإننا خلال اللقاءات نتناول المبادرات والحلول ونقوم بدراستها في إطار ودي وليس بشكل رسمي.
سبوتنيك: هل تجمع السفراء بهذا الشكل يتم بشكل تنظيمي أم أنها لقاءات ودية تتم حسب الظروف التي تطرأ؟
لسنا جمعية أو اتحاد، وإنما تتم اللقاءات بتنظيم داخلي بيننا، وكل سفير أفريقي هنا معني باستضافة اجتماع من الاجتماعات الشهرية التي نعقدها ويتكفل بكل ما يلزم لعقد هذا الاجتماع وبشكل ودي، ويعقد الاجتماع الشهري في مقر مفوضية الاتحاد الأفريقي لدى جامعة الدول العربية، وهذا هو المكان الدائم للاجتماعات ولكن يمكن لأي سفارة أن تستضيف الاجتماع في مقرها إذا أرادت ذلك، وفي الاجتماع كل سفير يطرح ما لديه من مشاكل تخص بلده، وفي نهاية الاجتماع يصدر عنه تقرير يوضح ما دار فيه والقضايا التي تم تناولها والتوصيات.
سبوتنيك: ما هى رؤيتكم للخروج من أزمة سد النهضة الأثيوبي والذي أثار الكثير من الخلافات بين القاهرة وأديس أبابا؟
هذا الكلام واضح على الأرض الآن من تدفق الاستثمارات على القارة ومحاولة رؤوس الأموال العالمية الحصول على فرص استثمارية بها، بعد أن كان ينظر إليها على أنها قارة الصراعات والنزاعات والأمراض، ولولا أن السلم والاستقرار هو السمة الغالبة في القارة الأفريقية اليوم لما تطلعت إليها رؤوس الأموال لجني الأرباح من المشروعات الواعدة في تلك القارة البكر المليئة بالخيرات ومصادر الثروة الطبيعية الغير متواجدة في أي من قارات العالم.
سبوتنيك: علاقاتكم جيدة مع معظم الدول في القارة… فهل تلعبون دورا في حل الصراعات بين الدول الأفريقية؟
الكاميرون لا تتدخل في النزاعات أو الصراعات الداخلية لأي من دول العالم أو دول المنطقة، كما أنها لا تريد من أحد أن يتدخل في شؤونها، لذا فإننا نحاول أن نكون وسيط سلام ونكون أصدقاء للجميع من أجل أن نصبح وسيط مقبول لدى جميع الأطراف، فسياسة الكاميرون من البداية لا تريد الدخول في المشاكل الداخلية للدول الأخرى، نريد أن يكون التهاون وعلاقات الصداقة والأخوة هى السائدة.
سبوتنيك: هل هذا يعني أنكم تقفون على الحياد من كل القضايا والمشاكل في القارة؟
الكاميرون ليست محايدة بالمعنى الحرفي للكلمة، فالكاميرون إيجابية وليست سلبية، لأن كلمة المحايد ربما تحمل مفاهيم سلبية وهذه ليست سياستنا، فنحن نحاول تقريب المفاهيم، ولكي تحقق ذلك يجب أن تتعاطف مع معظم الأطراف من أجل حل الأزمات، فالكاميرون تستمع لكل الأطراف للوقوف على أصل المشكلة، لأن حل المشكلات يعتمد في المقام الأول على فهم كل ملابساتها من أجل وضع سيناريوهات الحل التي تعتمد على إقناع الأطراف بالجلوس للتفاوض.
سبوتنيك: بصفتكم عميد للسفراء الأفارقة في مصر… هل هناك تنسيق بينكم لإيجاد حلول أو تقريب وجهات النظر من أجل الوصول إلى حلول لتلك المشاكل؟
نعم هناك تنسيق بين مجموعة السفراء الأفارقة، والهدف الأساسي من تكون تلك المجوعة هو التعارف والتنسيق، فالتقارب والتعارف هو السنة الكونية، لذا فإننا خلال اللقاءات نتناول المبادرات والحلول ونقوم بدراستها في إطار ودي وليس بشكل رسمي.
سبوتنيك: ظاهرة الإرهاب تعاني منها معظم دول العالم… برأيكم هل أفريقيا مستقبلة أم مصدرة للإرهاب وتأثير ذلك على التنمية الاقتصادية والاستثمار؟
ظاهرة الإرهاب ليست وليدة تلك المرحلة، بل هو ظاهرة قديمة قدم العالم ولكن من الممكن أن تكون التسمية قد اختلفت، فهناك حركات "مقاومة" في بعض البلدان يتم إلصاق تهم الإرهاب بهم من جانب المحاربين، ولا يمكن أن نقول أن أفريقيا مصدرة للإرهاب، فهناك أكثر من دليل ومثال للإرهاب في أوروبا وبقية دول العالم في الوقت الذي لم تعرف أفريقيا ما هو "الإرهاب" من الأساس.
سبوتنيك: ما هى رؤيتكم للخروج من أزمة سد النهضة الأثيوبي والذي أثار الكثير من الخلافات بين القاهرة وأديس أبابا؟
مسألة سد النهضة ليس لها مخرج سوى الحل، وسوف يتم التوصل لحلول بين الجانبين، وأنا لا أعتبر سد النهضة مشكلة وإنما هى فرصة للتعاون والتقارب، وهناك جهود كبيرة تبذل من الجانبين المصري والأثيوبي لاحتواء تلك المشاكل وسواء طال الزمن أم قصر فسوف يتم تسوية تلك الخلافات.
سبوتنيك: بشكل عام كيف ترون العلاقات الأفريقية الروسية، وبشكل خاص العلاقات الكاميرونية مع موسكو؟
بشكل عام أرى أن العلاقات الأفريقية الروسية جيدة كما هى مع معظم دول العالم طالما لم تتدخل أي دولة في الشؤون الداخلية لدول القارة، وعلاقات الكاميرون منذ استقلالها مع روسيا جيدة وهناك تعاون بين الجانبين.
أجرى الحوار: أحمد عبد الوهاب
