تحتفل الأمم المتحدة اليوم 4 أبريل، باليوم العالمي للتثقيف في مسائل مخاطر الألغام والمساعدة في الإجراءات المتعلقة بإزالة الألغام. موضوع اليوم في عام 2018: ضمان الحماية والسلام والتنمية.

التقت يوميات أوراسيا مدير ANAMA غضنفر أحمدوف، لمناقشة كيفية تنظيم مكافحة مخاطر الألغام في أذربيجان، ولماذا لم  تسع البلدان كلها للانضمام إلى الاتفاقية الدولية للتخلص التدريجي من استخدام الألغام الأرضية.

شهادة يوميات أورأسيا:

تم تأسيس الوكالة الوطنية الأذربيجانية لمكافحة الألغام (ANAMA) في عام 1998 من قبل الزعيم الوطني حيدر علييف وأنه كان خطوة أولى في حل مشكلة الألغام والذخائر غير المنفجرة في أذربيجان.

اعتباراً من عامي 2001 و2002، أجرت الوكالة دراسات واسعة نطاق حول مخاطر الألغام وتحديد المجالات ذات الأولوية.

يعد التعاون النشط بين ANAMA والمنظمات غير الحكومية نموذجاً للتفاعل بين الدولة والمجتمعات المدنية.

ويشارك حالياً في عمليات الإزالة 490 خبير و136 شخص من أفراد الدعم.  خلال مدة عشرين عاماً من العمل، قامت الوكالة بتطهير مساحة 514 36 هكتاراً ، وإزالة 609 799 لغم وقذيفة وقنبلة يدوية وغيرها من الذخائر المتفجرة.

واليوم، تتحقق عمليات إزالة الألغام في أراضي أذربيجان كلياً من قبل فرقة ANAMA المحلية. وفي الوقت نفسه ، تجري الوكالة تدريبات وندوات للمجموعات من جورجيا وتركيا وطاجيكستان وأفغانستان.

تتعاون الوكالة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والمنظمات الدولية الأخرى منذ بداية أنشطتها.  وأحد مجالات أنشطتها الرئيسية لوكالة ANAMA هو التثقيف في مخاطر الألغام.

باحتفالها بهذا اليوم تولى الأمم المتحدة اهتماماً خاصاً لمعلومية بالمسائل المتعلقة بالألغام. ما هي أهمية المعارف النظرية في هذا المجال؟   

- لإزالة الألغام وضمان سلامة السكان  يطلب اتباع التعامل الشامل الذي يتضمن، كذلك، دراية الجمهور في مخاطر الألغام.

عندما تم إنشاء وكالة ANAMA قبل 20 عاماً، ووقع هذا الحادث بالتوازي مع التوقيع على الاتفاقية الدولية لحظر الألغام المضادة للمشاة،  لم يكن لدى سكان أذربيجان والجهات الحكومية معارف كافية في مجال إزالة الألغام المضادة للمشاة. في بداية أنشطة الوكالة، منذ عام 2000 حددنا وقوع ما يصل إلى 15 حدثاً كل شهر بين السكان المحليين. لم يعرفوا ما هي القذيفة غير المنفجرة!

واليوم ، تغير الوضع بشكل جذري. تصدر الوكالة مع وزارة التعليم كتب مدرسية خاصة لتحسين المعرفة في مجال الألغام لتلاميذة الصفوف المتوسطة في المناطق الحدودية الواقعة على خط التماس من الجبهة. تساعد هذه المعارف للسكان على عدم المعاناة في حالة العثور على لغم.  لم نسجل أي حالة من هذا القبيل حتى مارس 2018.

وخلال 20 عاماً من العمل، تمكنت الوكالة من تقليل عدد الحوادث من 150 إلى الحد الأدنى.

   كما فهمنا أن معلومية الناس هو حلقة مهمة في عملية إزالة الألغام. ومع ذلك، لا تقل عن ذلك أهمية إزالة المقذوفات من الناحية العملية من قبل المهندسين العسكريين. أخبرنا كيف يتم تنظيم هذا العمل؟

 فيما يخص لأذربيجان، تقوم وكالتنا بإزالة الألغام بالتعاون الوثيق مع الجهات المعنية  للدولة: مركز إدارة الطوارئ التابع لوزارة الطوارئ وخدمة رد الفعل السريع التابعة لوزارة الداخلية - رقم 102.

أولاً، نتلقى معلومات حول العثور على كائنات خطيرة أو مشبوهة فيها. يسافر فريق الرد السريع على الفور إلى مكان الحادث مع الشرطة والسلطات التنفيذية المحلية. ثم يتخذ المهندسون العسكريون جميع التدابير اللازمة لضمان سلامة السكان المحليين.

- كيف تنوي وكالة ANAMA  للاحتفال باليوم الدولي لإزالة الألغام؟

 تحتفل وكالة ANAMA  هذا العام بالذكرى العشرين لتأسيسها. لذلك قررنا دمج الحدثين في حدث واحد  وسيقام بإحيائه في 18 يوليو، وهو اليوم الذي تم فيه تأسيس الوكالة. لم أكشف بعد عن التفاصيل، ولكن سأقول إن الضيوف رفيعي المستوى من جميع أنحاء العالم سيشاركون في الحفلات.

      كيف تقيم التضامن الدولي في مكافحة الألغام ومساهمة أذربيجان في هذه العملية؟

يجتمع كل المدراء لوكالات إزالة الألغام وكبار المستشارين الفنيين للأمم المتحدة كل عام في  مقرنا الدولي  الواقع  مقابل مكتب الأمم المتحدة في جنيف، حيث نصب التمثال الشهير "كرسي المكسور". تم نصب هذا التمثال على شرف الاتفاقية الدولية لحظر الألغام المضادة للمشاة والقنابل العنقودية. أي أن الكرسي ذو الساق المكسورة يرمز بوضوح ما يحدث لجسم الإنسان عندما يصاب باللغم مضاد للمشاة. بالإضافة إلى ذلك، يذكر التمثال للعديد من السياسيين الذين يزورون جنيف حول مهامهم السلمية تجاه الناس.

ونعتقد أيضا أنه يجب تسوية قضية حظر الألغام والقنابل العنقودية في العالم نهائياً. تطرح لأذربيجان باستمرار مسألة توقيع هذه الاتفاقية الدولية. ولكن، للأسف، لا يمكن للبلد القيام بذلك لعدة أسباب.

الأول، هي الحرب التي اضطرنا إلى الدخول فيها بسبب احتلال أراضينا. والسؤال الآخر، نتصور أن أذربيجان وقعت على الاتفاقية، فأين ضمان أن يوقع جيراننا عليها أيضاً؟

والثالث، إذا وقع طرفا النزاع على الاتفاقية، فأين ضمان أن العدو سيمتثل لشروطها؟ حتى الآن، هناك أربعة قرارات لمجلس الأمن الدولي حول الانسحاب الفوري عن الأراضي الأذربيجانية المحتلة والتي لا تزال لم تنفذ. كيف يمكن نثق بعد ذلك؟

هناك المسائل الأخرى أيضاً، بما في ذلك البلدان المتقدمة التي لم توقع على هذه الاتفاقية. على سبيل المثال، الولايات المتحدة الأمريكية.

على الرغم من عدم التوقيع على الاتفاقية، تلتزم أذربيجان بمعظم بنودها. وهذا يشمل تثقيف السكان بقضايا الألغام ، وإزالتها، وضمان سلامة السكان المحليين.

     ومع ذلك، فإن هذا لا يمنع للوكالة من التعاون بنشاط مع الجهات الدولية والوكالات المماثلة في البلدان الأخرى. من هم شركاؤكم الرئيسيون؟

- هذا صحيح. نتعاون بشكل وثيق مع المنظمات الدولية: المركز الدولي لإزالة الألغام للأغراض الإنسانية في جنيف، ومنظمة حلف شمال الأطلسي، ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا. لدينا علاقات الشراكة مع الولايات المتحدة واليابان وأفغانستان وتركيا وأوكرانيا وجورجيا ومولدوفا وعدد من الدول الأوروبية. و نشارك الخبرات، ونقوم بتنفيذ مشاريع مشتركة.

أيضا، نتعاون بشكل وثيق مع وزارات الطوارئ في بيلاروسيا وأوزبكستان وكازاخستان وإيران.

تقوم  وكالة ANAMA بتدريبات متنوعة للشركاء على أساس قاعدتها الخاصة. كما تعقد المؤتمرات بمشاركة الدول العربية، والدول السوفييتية السابقة، والدول الناطقة باللغة الإنجليزية.

    هل توافق على أن استثمار الأموال والجهود في حل النزاعات والوقاية منها سيحل مشكلة الألغام في العالم، حيث أن الحروب هي سببها الرئيسي؟

- كان للزعيم حيدر علييف عبارة  مدهشة مفادها أن حل المشكلة أسهل وأسرع  وأرخص بكثير من ظهور عواقبها لا رجعة منها.

من الناحية النظرية، نعم، بالتأكيد. وللأسف، من الناحية العملية لا تلتزم جميع الأطراف بهذا الرأي. وتلعب  الطموحات والمصالح الشخصية دورها في هذا. تؤدي كل هذت العوامل إلى عواقب وخيمة. وفيما يخص لأذربيجان، فإلى جانب الألغام ، هناك في البلاد أكثر من مليون لاجئ ومشرد. نفس الشيء يحدث الآن في سوريا وأفغانستان وغيرهما من الدول.

بالطبع ، من الأفضل أن نرى أن المال لا ينفق على التسلح، وليس هناك حاجة للقضاء على العواقب. ولكن، لسوء الحظ، نحن مقتنعون بأن خدمتنا لا تزال موضوعية ومطلوبة.

     تصادف هذه الأيام للذكرى الثانية لمعارك أبريل في قاره باغ. بما الذي اصطضمت وكالة ANAMA وكيف تمت إزالة نتائج التصعيد؟

- بعد معارك أبريل، شكلنا الفريق للرد السريع، والقادر على عمل في أي وقت في اليوم والسنة، وأنجز عملاً هائلاً.

كما أننا ممتنون جداً لحكومة بريطانيا العظمى للمساعدة المالية التي تغطي جزئياً تكاليف إزالة الألغام في الأراضي بعد هذه الأحداث. تعاونا في الصيغة الثلاثية - المملكة المتحدة والأمم المتحدة ووكالة ANAMA.

في نفس الوقت تقريبا، في شهر مايو، عرفنا أن العدو استغل القذائف المحظورة بموجب اتفاقية عام 1979 والتي تم التصديق عليها في عام 1981 في الاتحاد السوفياتي حول حظر استخدام القذائف المليئة بالفوسفور الأبيض.

وبعد هذا، في عام 2017، تلقينا أمر الرئيس إلهام علييف حول المرحلة الأولى من عودة اللاجئين والنازحين إلى قرية جوجوق مرجانلي في إقليم جابرايل في الجنوب الغربي من أذربيجان والمحررة جراء معارك أبريل. لقد استقطبنا كل القوى! ونتيجة لذلك، تم تطهير أراض مساحتها 300 هكتار في غضون 126 يومًا من الألغام والذخائر غير المنفجرة. عثر المهندسون العسكريون على 253 لغم ذجيرة غير منفجرة في القرية. وهكذا، وفرت الظروف لعودة المهاجرين المشردين إلى أراضيهم الأصلية. وكما هو معروف، بعد بناء أكثر من مائة منزل، والمؤسسات الطبية والمدارس، عادت الحياة في القرية إلى مجراها مرة أخرى.

     هل لدى الوكالة ما يكفي من الموارد لمسح الأراضي المتبقية من قاره باغ، إذا تم إتحريرها؟

نتمنى تحرير بقية المناطق أيضا.  لدى وكالة ANAMA خبرة العمل الكافية، وفريق من الخبراء وقاعدة مادية وتقنية كافية لمباشرة عملية الإزالة.

لدينا ست آليات مدرعة ميكانيكية لإزالة الألغام، و40 كلباً مدرباً للعمل. جنباً إلى جنب مع السلطات المعنية، نحن مستعدون لمسح المنطقة وضمان سلامة السكان المدنيين، وثم تسليم  مجال العمل إلى لجنة الدولة لشؤون اللاجئين والمشردين الداخليين ووكالة التعمير والتنمية في الأرض بعد الحرب لتمكين جميع اللاجئين والنازحين من العودة إلى أراضي أجدادهم.

    في 29 آذار / مارس ، انفجر موظفا  المنظمة HaloTrust الدولية في قاره باغ المحتلة على لغم.  قتل ثلاثة منهم. علاوة على ذلك، على مدار العام الماضي ، وقعت أكثر من عشر حالات لوفاة العسكريين نتيجة انفجار الألغام. كيف يمكنك التعليق على هذه الأحداث؟

- منظمة HaloTrust هي منظمة غير حكومية ومثلهاالمنظمات الدولية الأخرى التي تعمل دون إذن في الأراضي التي تحتلها أرمينيا، تنتهك القانون.وتتغطي بمهمة نبيلة لإزالة الألغام.   هناك انتهاك واضح لجميع معايير القانون الدولي. وفي الواقع تندلع الصراعات في العالم  بسبب عدم احترام القانون الدولي.

ما حدث يوم 29 مارس يدل مرة أخرى على الفعاليات غير المنسقة.

والأكثر من هذا، وعدت منظمة HaloTrust مؤخراً بتطهير منطقة قاراه باغ بأكملها في غضون عامين. إنه مستحيل! يتم انتهاك نظام وقف إطلاق النار يومياً من قبل أرمينيا. يضطر الجانب الأذربيجاني إلى الرد بالمثل على العدو. مثل هذه التصريحات غير مهنية للغاية. والسؤال الثاني ، كيف يمكن أن تنجز عملية تطهير الأراضي الأذربيجانية من الألغام دون إذن أذربيجان وإشرافها عليها؟! هذا هو لغز كبير!

درجت هذه القضية على الدوام على جدول الأعمال. لقد تم طرحها في البنتاغون ومكتب الأمم المتحدة في جنيف.

________________________________________________________

أود أن أشير إلى أن هذا الحوار لم يشمل جميع القضايا التي نوقشت خلال المقابلة. هناك الكثير من القضايا المثيرة للاهتمام التي يمكنكم الاطلاع عليها في النشرات القادمة.

ناتاليا غولييفا، يوميات أورأسيا

الترجمة من الروسية: د. ذاكر قاسموف