يشهد العام الجاري تطورا ملحوظا في العلاقات الروسية الأردنية، وهذا ما أكده الملك عبدالله الثاني في ختام لقاء القمة الروسية الأردنية التي عقدت في العاصمة الروسية موسكو في بداية العام.
هل هناك توجه من قبل المملكة الأردنية الهاشمية لتكثيف دعوات الطلاب للدراسة في روسيا؟ وعلى أي اختصاصات يتم التركيز أكثر؟
هناك تاريخ طويل في مجال التعاون العلمي والثقافي بين الأردن وروسيا الاتحادية منذ أيام الاتحاد السوفييتي السابق.
آلاف الطلاب الاردنيين يأتون إلى روسيا لدراسة مختلف الاختصاصات في جامعاتها وخاصة الطب والهندسة، واليوم يقدر عدد الطلاب الأردنيين في روسيا بنحو ألف وثمانمئة وخمسين طالبا أردنيا وهم في تزايد، بسبب وجود رغبة كبيرة لدى طلابنا في الالتحاق بالجامعات الروسية، خاصة وأن لدى الجامعات الروسية سمعة طيبة وأن بعضها يقع ضمن قائمة أفضل 500 جامعة على مستوى العالم.
أيضاً يوجد اتفاقيات ثنائية بين الجامعات الأردنية والروسية لتبادل الخبرات وبرامج للطلبة الروس لتعلم اللغة العربية في الاردن.
الأردن اليوم أصبح من أبرز الدول العربية في استقطاب الطلبة الأجانب عامة والروس خاصة، لتعلم اللغة العربية في جامعات ومعاهد البلاد.
وأود أن أشير أيضا إلى برنامج التعاون بين هيئة الطاقة الذرية الأردنية وجامعة البحوث الوطنية النووية الروسية (مي في)، حيث لدينا 97 طالبا يدرسون الهندسة وعلم الطاقة والفيزياء النووية، وهذا البرنامج بدأ قبل 4 سنوات وبرأيي هو برنامج مهم لمستقبل الطاقة في الأردن، فمشروع الطاقة النووية الذي اعتمده الأردن للأغراض سلمية يقع ضمن سلم أولويات الأردن وهناك تعاون بناء بين عمان وموسكو في هذا المجال.
بالحديث عن الطاقة النووية، قالت هيئة الطاقة الذرية الأردنية إنها وقعت مذكرة تفاهم مع شركة "روس آتوم" العالمية لإجراء دراسة جدوى فنية لبناء مفاعل "نووي" في الأردن؟
أجل تم توقيع مذكرة تفاهم مع شركة "روس آتوم" لبناء مفاعل نووي سلمي، لكن هناك بعض العقبات التي تعترض آلية التمويل، مما أخر نوعا ما في تقدم هذا المشروع بالشكل الذي نتطلع إليه. الآن يجري البحث عن آليات أخرى للتمويل أو بناء مفاعلات نووية صغيرة. ونحن مصممون على أن يكون هذا البرنامج ضمن أولويات الأردن، لأننا نعتقد بأن الطاقة البديلة أصبحت مهمة جدا وخاصة الطاقة النووية.
تحدثت تقارير إعلامية عن وجود رغبة أردنية بتنشيط المسار الاقتصادي للشراكة مع روسيا، ما هي آخر تطورات هذا المسار، هل يوجد صفقات اقتصادية أو ربما عسكرية؟
لدينا تعاون وشراكات اقتصادية مع روسيا، ودعونا الشركات الروسية للاستثمار في الأردن وأيضا هناك دعوات للشركات والمستثمرين الأردنيين للاستثمار في روسيا، وقد وصل حجم التبادل التجاري في السنوات السابقة إلى 300 مليون دولار ولكنه تراجع بشكل كبير في السنوات الأخيرة بسبب الحرب على سوريا وإغلاق الخط البري الناقل عبر سوريا وتركيا إلى روسيا والذي أثر على حجم الصادرات الأردنية والتي كانت في معظمها من صادرات الخضار والفواكه وبعض الصادرات الأخرى. لدى الحكومتان خطط وبرامج لزيادة وتكثيف التعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية والدفاعية والثقافية، وستعقد في الربع الأخير من العام الجاري اجتماعات اللجنة الحكومية المشتركة وسيكون من ضمن أولوياتها بحث التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين الصديقين. ويتطلع الأردن ليكون نقطة مركزية إقليمية للشركات الروسية والعالمية التي ستساهم في إعادة بناء واعمار سوريا بعد انتهاء أعمال العنف فيها بإذن الله.
وهل يوجد تسهيلات في مجال السياحة؟
نحن نعول على السياحة الروسية بشكل كبير حيث وصل عدد السياح في العام الماضي إلى 67 ألف سائح مقارنة ب 20 ألف سائح في السنوات السابقة. نعول اليوم على السياحة الدينية ونعمل مع الشركات الروسية بشكل مكثف على زيادة أعداد السياح الروس، وخاصة بعد تنشيط خط السياحة إلى مدينة العقبة. كما تعلمون وبعد افتتاح بيت الحج الروسي في موقع عماد السيد المسيح في المغطس من قبل فخامة الرئيس فلاديمير بوتين عام 2012 زادت أعداد السياح الروس الذين يأمون هذا الموقع ولدى هيئة تنشيط السياحة الأردنية خطة طموحة لزيادة أعداد السياح وقد شاركت الهيئة بزيارات ميدانية هذا العام للمكاتب السياحية الروسية وشاركت أيضا في فعاليات ترويجية تختص بسياحة المؤتمرات وكانت أخر مشاركة لها في ربيع هذا العام بمعرض السياحة والسفر العالمي في موسكو. سوف تستضيف الهيئة هذا العام مجموعة مكاتب سياحية من روسيا للتعريف بالمنتج السياحي الأردني، إضافة إلى ذلك تعمل السفارة الأردنية في موسكو وبالتعاون مع الهيئة على إعداد برامج ومقابلات تلفزيونية ترويجية حول المقومات السياحية الأردنية ستبث في وسائل الاعلام الروسية.
عمان وموسكو شددتا على استمرار التعاون في الجهود المستخدمة لحل الأزمات الإقليمية ومن ضمنها إيجاد حل سياسي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ما طبيعة هذا التعاون وماهي ثماره؟
أود أن أشكر الموقف الروسي في دعم القضايا العربية وبشكل خاص القضية الفلسطينية، روسيا معروفة بمواقفها المعتدلة والمساندة للقضية الفلسطينية، المبنية على قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
وكان لروسيا موقف صريح وواضح فيما يتعلق بمسالة بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس ورفضت القرارات الأحادية الجانب كما هو الموقف الأردني الذي يؤمن في أن حل القضية الفلسطينية يكمن في إقامة دولة فلسطينية مستقلة على الاراضي الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية. القدس هي مفتاح السلام والقدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين وبدون ذلك لن يكون هناك سلام وأمن واستقرار في المنطقة.
أجرى الحوار كارينا يونس