أحمد مصطفي: مقابلة مع قناة تلفزيون الصين المركزى بخصوص منتدى التعاون العربي الصيني

تحليلات 11:30 12.07.2018

إنه فى يوم الثلاثاء بتاريخ 10 يوليو 2018، دعيت من قبل مكتب قناة تلفزيون الصين المركزى بالقاهرة بصفتى رئيس مركز آسيا للدراسات والترجمة لإجراء مقابلة وإعطاء تحليل بشأن ما جاء فى إعلان فخامة الرئيس شي جين بينغ في الجلسة العامة فى الدورة الثامنة لمنتدى التعاون بين الدول العربية والصين والذي عقد في بكين العاصمة الصينية في التاريخ أعلاه.

 فضلا عن أهمية هذه المبادرة المتميزة والمقترحات الأخيرة التي قدمها الرئيس تشي والتى دخلت حيز التنفيذ اعتبارا من الثلاثاء، فيما يتعلق بتقديم بعض الرعاية التنموية المالية التى ستقدم لبعض الدول العربية بقيمة 20 مليار دولار، بالإضافة إلى إنشاء صندوق لـ “مجلس استشارى ما بين البنوك الصينية والعربية” بقيمة 3 مليارات دولار أمريكي لدعم تنفيذ المشاريع التنموية واللوجستية.

CCTV1

وهكذا أعد السيد أمين وو مقدم قناة تلفزيون الصين المركزى فى مصر بعض الأسئلة الهامة حول الإعلان والمنتدى، بينما كان السؤال الأول من جانبه حول معنى الشراكة الاستراتيجية التى يعنى بها الرئيس تشي.

CASCF Logo

وبناء على ذلك ، بدأت أتحدث عن هذا المعنى الذي أعرب عن مستوى الثقة التي تحققت بين الصين والعالم العربي، في حين كان هناك بالفعل 10 دول عربية في شراكة استراتيجية مع الصين، بما في ذلك بلدي مصر، وهذه الثقة تعني أن المزيد من التعاون سيمكن تحقيقه على مستويات مختلفة، ولكن تحدث الرئيس شي أيضًا عن المركز الإعلامي الصيني – العربي المتبادل الذي سيتم تنفيذه اعتبارًا من أمس.

إن هذا المركز الجديد له أهمية خاصة حيث أن الشعوب والشباب فى العالم العربي لا يزالون غير مدركين بما فيه الكفاية للمبادرات العظيمة للصين بما في ذلك على سبيل الحصر “طريق الحرير، مجموعة بريكس، منظمة شانغهاي للتعاون، إلخ …” وبالتالي فإن هذا المركز سيعطي الشعوب رؤية محددة حول مثل هذه المشاريع العظيمة وفي الوقت نفسه، لدي مبادرتي الخاصة “نحو الوعي بالوسائل الإعلامية”، ويمكنني ، وأنا أمثل مركزًا فكريًا، أن أحصل على فوائد من هذه المبادرة، من خلال الشراكة ورفع مستوى الوعي وسط الصحفيين الشباب حول دور الصين.

أيضا، قد يتعاون هذا المركز الإعلامي المتبادل ومبادرتي في مكافحة الإرهاب، وسوف يساعد في ترويج وتسويق المنتجات من الجانبين، فضلا عن مكافحة جميع الصور النمطية للجانبين.

مع الأخذ في الاعتبار أن هذا المنتدى قد حقق تعاونًا اقتصاديًا أكبر منذ إنشائه في عام 2004 ، في حين بلغ حجم التعاون الاقتصادي الصيني – العربي 36,5 مليار دولار أمريكي، إلا أن المبلغ الحالي يصل إلى 200 مليار دولار أمريكي وهو ما يعني زيادة 5,5 مرات خلال 14 عامًا، لماذا تعتبر هذه المبادرة واحدة من أهم مبادرات الصين من الجانب الصيني تجاه العالم العربي.

جدير بالذكر أن الصين تسعى أيضاً إلى تطوير التعاون مع الجانب العربي من خلال تسوية النزاعات في منطقتنا، وهذه القضية كانت أحد أهداف أجندة المنتدى، وبالتالي ستشارك الصين في إعادة إعمار سوريا بعد الحرب على الإرهاب هناك، كما تسعى الصين إلى التوصل إلى تسوية بين قطر ومقاطعيها “مصر والسعودية والإمارات العربية المتحدة”، ومحاولة إيجاد مخرج في القضية اليمنية، الأمر الذي يعطي مصداقية أكبر للصين.

إلا أن أهم موضوع هي دور الصين في دعم قضيتنا الفلسطينية، حيث انها تحث دائمًا الفصائل الفلسطينية على تسوية نزاعاتها لتسهيل الحصول على حقوقها المغتصبة، وكانت الصين ضد نقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس في ديسمبر 2017 وصوتت ضد ذلك في مجلس الأمن، ولا تزال تصر على قرار حل الدولتين، الذي سيعطي الفلسطينيين الحق في إقامة دولتهم والحصول على أراضيهم.

Xi

لأن الصين لا تعتقد حتى الآن أن الولايات المتحدة الأمريكية حاملة الميزان، أو الراعي الرئيسي للقضية الفلسطينية، والصين ضد بناء المستوطنات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية المحتلة.

كان السؤال الثاني الذي وجهه إليّ عن طريق السيد/ وو يركز على أهمية إنشاء كونسورتيوم/مجلس استشارى مصرفي عربي صيني جديد بصندوق قيمته 3 مليارات دولار وتأثيره في مسار التعاون الصيني – العربي.

حيث ألقى جوابي الضوء على الجانب الاجتماعي الاقتصادي في العالم العربي، حيث أننا نعاني من نسبة كبيرة من البطالة بين الشباب، والتي بلغت 150 مليون عاطل حسب التقارير الصادرة عن الجامعة العربية نفسها في عام 2015، وكذلك الحاجة للبنية التحتية التي يجب تجديدها من أجل المزيد من الاحتياجات التنموية للمستقبل لتحقيق مستوى أفضل من الرفاهية، بالإضافة إلى التأثيرات السلبية للثورات العربية وكذلك الحرب الأهلية، وللأسف دعم الإرهاب من قبل بعض الأنظمة العربي الأمر الذى تسبب فى ضياع ماقيمته 3 تريليون دولار أمريكي كان يمكن استخدامها في البناء والتنمية وليس الهدم والدمار.

وقد حث كل ذلك الجانب الصيني على تقديم مثل هذا الدعم المالي للجانب العربي لتحقيق الأهداف التنموية في بلدانهم، وأضفت شيئًا آخر يتعلق بالدور الهام للأنظمة المصرفية في كلا الجانبين، لأننا كما نعرف، أن البنوك هي الركائز الأساسية للتنمية والاستثمار في أي بلد، فيما يتعلق بالقروض والاعتمادات للمستثمرين والحكومات للعمل في مثل هذه المجالات.

Kuwait Prince

ومع ذلك، ينبغي أن نصر على دور البنوك في تسهيل القروض والائتمانات الصغيرة التي قد تمكن الفقراء في بلادنا من تغيير وضعهم الاجتماعي، نفس الأفكار التي صيغت لأول مرة في الصين للقضاء على الفقر، في حين أن الصين لديها أكثر الخطط تميزًا في هذا الصدد، ولديها حاليا واحداً من أدنى معدل للفقر في جميع أنحاء العالم بلغ فقط 3,5 ٪ وبحلول عام 2020 وسوف تحتفل الصين بنهاية الفقر، وهذا هو السبب أن خطة التعاون الصينية العربية 2018-2020 مهمة جدا، والتي ذكرها في البيان النهائي، وعلى العرب أن يدرسوا عن كثب نجاح خطة القضاء على الفقر في الصين.

علاوة على ذلك، يجب علينا تشجيع المنظمات غير الحكومية الاجتماعية والاقتصادية في بلادنا العربية، على سبيل المثال، “جمعية الأسر المنتجة في مصر” وغيرها… للحصول على مزايا هذه التسهيلات المالية لتحقيق تأثير أكبر على الشعوب والشباب، المجموعات المستهدفة لدينا من مثل هذه المبادرات الفعالة.

كما أضفت أن مصر كانت أحد المستفيدين من الشراكة الإستراتيجية بالإضافة إلى أن الصين تعتبر الآن أول مستثمر أجنبي في مصر باستثمارات لا تقل عن 7 مليارات دولار، ممثلة في منطقة تيدا الصناعية في محور قناة السويس الجديدة، العاصمة الإدارية الجديدة، القطار الكهربائي الذي سيتم إنشاءه في مدينة العاشر من رمضان، ومشاريع تطوير السكك الحديدية، وأكثر من ذلك صناعة الغزل والنسيج “، وبالتالي، تعتبر الصين أول مستثمر أجنبي في مصر، وقد وصلتنى هذه البيانات عن طريق فخامة السيد/ هان بينغ” المستشار التجاري الصينى لدى مصر”، الأمر الذي لم تعطه الهيئة العامة للاستثمار.

فيما يتعلق بالسؤال الثالث، تم إلقاء الضوء على التعاون في مجال تكنولوجيا المعلومات بين الجانب الصيني والجانب العربي.

لذلك ، قدرت مبادرة التعاون الرقمي بين مكتبة بكين الوطنية ومكتبة الملك عبد العزيز التناظرية في الرياض ، وبالطبع كنت أتساءل لماذا خرجت مكتبة الإسكندرية من هذه المنطقة ، على الرغم من السجل القوي لمكتبة الإسكندرية. منذ عام 2003 في هذا الصدد!

بطبيعة الحال، ليس للتأثير الرقمي تأثير إقتصادي جيد فقط من حيث التجارة الإلكترونية، بالإضافة إلى تسهيل التسويق والترويج للمنتجات والسلع من خلالها، ولكن أيضًا وفقًا للحرب التجارية والحمائية الشديدة التي أعلنتها الولايات المتحدة منذ بضعة أشهر، هناك حاجة ملحة للدول العربية ودول الجنوب للتعاون مع الصين في هذا المجال لإنشاء محرك بحثى جديد تناظري لمحركات البحث جوجل وغيرها الغربية، لاستخدامها في التجارة الإلكترونية بين الصين والقوى الجديدة في العالم مثل روسيا وأوراسيا وآسيان والهند وأمريكا اللاتينية من جهة، والدول العربية والإفريقية من الجانب الآخر.

سيستخدم محرك البحث هذا أيضا في البحث العلمي، وقضايا الأمن السيبراني والسيادة ، والتسويق ، والحملات الترويجية، وحماية الملكية الفكرية، وما هو أبعد من ذلك حيثث سيقلل من التأثيرات السلبية للتفوق والوحشية للإعلام الغربي على المدى الطويل، وهكذا كما قلت من قبل أن يجد المثقفون والباحثون والمنظمات غير الحكومية والأفراد من دول الجنوب المنصة الصحيحة لمزيد من التعاون مع الصين.

 لأنه، على سبيل المثال، صادقت الحكومتان الصينية والمصرية منذ عام 1987 على العديد من الاتفاقات التي تم التوصل إليها حوالى 60 اتفاقية تغطي جميع مجالات التعاون الممكنة، ولكن ما مدى تنفيذها؟ وكم هو وعي الجمهور بتلك الاتفاقات؟ أيضا، فيما يتعلق بتنفيذ مثل هذه الاتفاقات، فإنها تواجه العديد من الإجراءات الروتينية المعقدة، وبالتالي لم تكن كلها ناجحة أو حققت الأهداف الصحيحة المرجوة منها.

ولهذا السبب يجب أن يكون الأفراد طرفا في مثل هذه المنتديات أو التعاون أو الاتفاقيات بين الصين والعالم العربي.

أخيراً ، علينا أن نركز على الاقتصاد الثقافي الذي سيبني روابط أقوى وجسور فهم لدور الصين في العالم والمبادرات العظيمة حيث الصين طرفاً كبيراً فيها مثل بريكس، ومنظمة شنغهاي للتعاون، وحزام واحد طريق واحد، وغيرها….. الأمر الذي سيجذب الفنانين من الجانبين للتعاون في بعض الأعمال الفنية بما في ذلك “الإنتاج المشترك في الدراما، والأفلام، والوثائقيات، وتأليف الكتب، ومشاريع الترجمة الصينية العربية، والعروض المسرحية الكبيرة وورش العمل الفنية، والحرف اليدوية” التي قد تخلق الآلاف من فرص العمل للشباب خاصة في دولنا العربية، لذا فإن التنمية الأفضل فى عالمنا العربي ستتم وفق التعاون الكمي والنوعي مع الصين.

يرجى الإسترشاد بما سبق.

أحمد مصطفى: رئيس معهد آسيا للدراسات والترجمة

وعضو المجلس الإفریقى لدراسات بحوث التنمیة (كودسريا) – ومبادرة رؤية استراتيجية – روسيا والعالم الإسلامى

 

 

الشيخ علي جمعة يحذر العالم من خطر يأجوج ومأجوج القادم من أرمينيا

أحدث الأخبار

رسالة للناتو أم بداية معركة جديدة.. ماذا يعني إعلان روسيا الحرب بأوكرانيا بدلاً من العملية الخاصة؟
17:15 29.03.2024
مهمة الإتحاد الاوروبي في جنوب القوقاز من وجهة نظر أرمينية
16:42 29.03.2024
كيف ستؤثر زيارة وفد الإتحاد الأوروبي علي عملية السلام بين أذربيجان وأرمينيا؟
15:58 29.03.2024
ميرزايف: زيارة وفد الإتحاد الأوروبي للمنطقة يهدف إلي الهيمنة عليها
15:00 29.03.2024
الولايات المتحدة الأمريكية تنشئ تحالفًا جديدًا... - تحليلات
14:00 29.03.2024
لماذا تقوم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بتسليح أرمينيا؟
13:00 29.03.2024
هولوكوست بدون يهود
12:00 29.03.2024
من شولا كوهين إلى إم كامل، كيف تجمع إسرائيل معلوماتها من لبنان؟
11:45 29.03.2024
أناتولي أنتونوف : العلاقات مع الولايات المتحدة لن تتحسن
11:40 29.03.2024
مصر تسجل أقل معدل نمو زيادة سكانية خلال نصف قرن
11:30 29.03.2024
ما لم يقال عن زيارة وفد الاتحاد الأوروبي إلى جنوب القوقاز
11:25 29.03.2024
حكمت حاجييف: أذربيجان هي حلقة الوصل بين آسيا الوسطى وأوروبا
11:20 29.03.2024
محكمة العدل الدولية تمهل إسرائيل شهرا لإرسال تقريرها حول مجازر غزة
11:15 29.03.2024
روسيا تمنع التجديد لمراقبي العقوبات على كوريا الشمالية
11:00 29.03.2024
أرمينيا توقف بث برنامج سولوفيوف
10:57 29.03.2024
انتخاب السعودية لرئاسة لجنة وضع المرأة في الأمم المتحدة
10:45 29.03.2024
أرمينيا : سيتم إعادة هذه القري إلي أذربيجان
10:44 29.03.2024
العدل الدولية تأمر إسرائيل بإجراءات لإيصال المساعدات إلى غزة
10:30 29.03.2024
السجن 25 عاماً لملك العملات المشفرة بتهمة سرقة 8 مليارات دولار
10:15 29.03.2024
الأمين العام لأوبك حاجة العالم للنفط ستستمر لسنوات وعقود
10:00 29.03.2024
إعصار في مدغشقر يودي بـ11 شخصاً
09:45 29.03.2024
إسرائيل تتخذ خطوات فعلية لشن عملية عسكرية برية في رفح رغم التحذيرات الدولية
09:30 29.03.2024
إثيوبيا تتوقع الانتهاء من مشروع سد النهضة العام المقبل
09:15 29.03.2024
إبراهيم تراوري يمدد حربه على الإرهاب في بوركينا فاسو
09:00 29.03.2024
تدشين اتحاد عمال مستقل في مؤسسة أوراسيا الدولية للصحافة
18:30 28.03.2024
هل يتم التوقيع على اتفاقية سلام بين أذربيجان وأرمينيا؟
17:33 28.03.2024
إلمان مصطفى زاده: لا يمكن المساس بكرامة الأذربيجانيين
16:12 28.03.2024
علي ناغيف: فرنسا تحرض أرمينيا على حرب جديدة
16:02 28.03.2024
وساطة أفريقية لحل الصراع المسلح في الكونغو الديمقراطية
13:45 28.03.2024
المعارض ديوماي يفوز بانتخابات الرئاسة السنغالية
13:30 28.03.2024
قائد كتائب القسام يحث العرب والمسلمين على الزحف نحو فلسطين
13:15 28.03.2024
هل تبدأ الحرب العالمية الثالثة ؟
12:53 28.03.2024
حالة من الفوضي تعم مطار باريس
12:28 28.03.2024
مستقبلات إسرائيل على ضوء الحرب الراهنة
12:15 28.03.2024
وكالة الإغاثة التركية تقدم سفينتين لنقل المساعدات مباشرة إلى غزة
12:00 28.03.2024
ذكري تأسيس الأجهزة الأمنية في أذربيجان
11:53 28.03.2024
واشنطن لا تدعم مشروع خط أنابيب الغاز بين باكستان وإيران
11:45 28.03.2024
مؤسسة دولية تتوقع انخفاض الجنيه المصري أمام الدولار بنهاية 2024
11:30 28.03.2024
مصر: مفاوضات سد النهضة استنزاف للوقت.. وإثيوبيا ستدفع الثمن
11:15 28.03.2024
محطة الضبعة النووية ستوفر لمصر 7.7 مليار متر مكعب غاز سنوياً
11:00 28.03.2024
جميع الأخبار