المقابلة الحصرية مع السفير المفوض فوق العادة لجمهورية أذربيجان في جمهورية أوزبكستان حسين غولييف. حصراً لبوابة  "Xabar.uz"المعلوماتية والتحليلية

- لديك سنوات عديدة من خبرة العمل الدبلوماسي في أوزبكستان.  يمكن أن نسميك حقاً الخبير في شئون أوزبكستان. يتحدث الصحفيون الأوزبك دائماً معك في جو من الإخلاص والودية والأخوية. السيد حسين، هل يمكن لي أن أدعوك حسين أغا، وذلك بموجب الآداب الأوزبكية التقليدية؟

- نعم بالطبع. من فضلك. أصدقائي في أوزبكستان يدعونني دائما باسم حسين أغا، وهذا يسرني، وأنا فخور بذلك. إنه لشرف عظيم لي أن أتأثر بالآداب التقليدية للأوزبك والموقف الأخوي في أوزبكستان.

- شكرا لك، حسين أغا. قل لي من فضلكم، كيف ينظر الأذربيجانيون إلى أوزبكستان الحديثة، ما هي السمات المشتركة بين الأذربيجانيين والأوزبك؟

- أولا، ينظر الأذربيجانيون دائماً وفي كل مكان إلى الأوزبك كإخوة لهم، كما أعتقد، وفي المستقبل سيكون أيضاً كذلك. ثانياً، لدينا الجذور المشتركة، نحن من الشعوب تركية الأصل. ثالثاً، من ناحيتي التاريخ والثقافة، الأوزبك والأذربيجانيون مقربون جداً بعضهم من البعض. منذ آلاف السنين كان لدى أسلافنا اتصال مثرى متبادل، وهذا ترك أثره الذهبي في العلاقات المتبادلة لشعبينا.

سأقول عن الملامح المميزة للأوزبك، التي أحببت حقاً والتي واجهتها  بنفسي.

في منتصف العشرينات من القرن الماضي، نالت طشقند شهرة "مدينة الخبز"، وأصبحت المنطقة رمزاً للخصوبة، واستقبلت مئات الآلاف من الجياع من منطقة الفولغا. خلال الحرب العالمية الثانية، تولت طشقند مرة أخرى مهمة الإنقاذ. وجد الأطفال اليتامى مأوى في طشقند. من بين أكثر من 300.000 طفل تم إجلاؤهم، لم يقم أي منهم في بيوت الأيتام. بالإضافة إلى الأسماء المعروفة جيداً لطشقند (مدينة الخبز، ومدينة السلام، ومدينة الصداقة، ومدينة الخير) ، كنت أسمي مدينة طشقند مدينة ذات وجوه مبتسمة.

على سبيل المثال، أحب تأدب وإحترام الشباب الأوزبكيين لكبار السن. لذلك، عندما أعبر الحي، وأرى الطلبة الذين يتوجهون إلى المدرسة في الصباح الباكر، والوالدين متجهان مع أطفالهما إلى رياض الأطفال، أو إذا لقيت شخصاً في الشارع، سأسلم عليه ب"السلام عليكم"، كما هو الحال في الشرق. رداً على ذلك، يجيب دائماً ب"وعليكم السلام"، ويبتسمون ويرافقونني باحترام، واضعاً يدهم اليمنى على الصدر.

ومن المثير للاهتمام أني تعلمت بشكل تدريجي هذا الجانب من العقلية القومية للأوزبك. الآن، كل يوم، في الصباح الباكر أثناء المشي في شوارع الحي، إذا كان هناك من الوالدين والطلبة، وتبادل المجاملات والحديث عن الصحة، والأسرة، والطقس.

- نعم، معك حق. ولكن بعد كل شيء ، مثل هذان الخير واللباقة من السمات المميزة للشعب الأذربيجاني أيضاً. لا شك في أن الأذربيجانيين والأوزبك هما من الشعوب ذات الصلة. في هذا الصدد، ما هي الأنشطة السياسية والثقافية والإنسانية التي تقوم بها السفارة الأذربيجانية تقارب شعبينا أكثر؟

- أبواب السفارة الأذربيجانية في طشقند مفتوحة دائماً للأصدقاء. نحن دائما سعداء لترحيب الذين يريدون إقامة علاقات ثقافية وإنسانية مع أذربيجان. لا يوجد أي حاجز بيروقراطي لإقامة الاتصال مع وسائل الإعلام والجامعات ومعاهد البحوث الأذربيجانية. لدينا خطة عمل خاصة لتعريف الأوزبك على الثقافة والعلوم لأذربيجان.

لغرض تحقيق رسالة تطوير العلاقات الثقافية وتبادل الخبرات بين البلدين يعمل لدى السفارة الأذربيجانية في أوزبكستان المركز الثقافي الأذربيجاني.

في مركزنا الثقافي هناك أيضا قاعة المؤتمرات، والمكتبة، و3 متاحف. يقوم المركز الثقافي الأذربيجاني بتخزين الملابس الأذربيجانية القديمة لمجموعات الرقص الحديثة.

 الذي يرغب في الحصول على معلومات مفصلة عن أنشطتنا في المجال الثقافي في أوزبكستان يمكن زيارة الموقع الإلكتروني للمركز الثقافة الاذربيجانية لسفارة جمهورية أذربيجان في أوزبكستان.

 هناك قواسم مشتركة  تقليدية تعود إلى قرون بين الأذربيجانيين والأوزبك في مجالات العلوم والثقافة والأدب والفنون. حسين أغا، هل تعتقد أنه قد حان الوقت لتنظيم حفلات إبداعية مشتركة بمشاركة رجال بارزين في العلوم والثقافة والأدب والفنون في أذربيجان وأوزبكستان؟

-  ملاحظتك صحيحة. حان الوقت لنعمل معاً بالفعل على هذا المشروع. بل هناك خطة العمل المقابلة في هذا النحو. يحس الجانب الأذربيجاني هذه الحاجة.

شارك المطربون الأوزباك في مهرجانات والمسابقات الدولية لفن المقامات في أذربيجان  لسنوات عديدة، ونالوا جوائز مختلفة فيها ، ويتن بث هذه المهرجانات على جميع أنحاء أذربيجان. تم تنطيم الجولات للفنانين الأوزبك في أذربيجان.  

- في السنوات الأخيرة، تم تنفيذ إصلاحات عديدة في كلا البلدين. ما رأيك، ما هي مجالات للعلاقات الاقتصادية الثنائية بين أذربيجان وأوزبكستان والتي يمكننا تطويرها بشكل مكثف؟

 - ليست أوزبكستان فقط قلب آسيا الوسطى من ناحيةجغرافية. أوزبكستان هو لاعب رئيسي  في منطقة آسيا الوسطى، وبدون مشاركتها لا يمكن حل أي قضية.

كما تعلمون، فإن أذربيجان هي الشريك الرئيسي لأوزبكستان في منطقة جنوب القوقاز، وهذا أمر مهم من الناحية الجيوسياسية والاقتصادية. أستطيع أن أقول على وجه اليقين إنه بالنسبة لليوم، تم لإقرار ثقة سياسية متبادلة بين بلدينا، وكلا البلدين يدعم كل منهما الآخر في إطار المنظمات الدولية والإقليمية. ومع ذلك، فلا ننوي أن نكون راضين بذلك.

أنشأ الرئيس ميرزيوييف مناطق اقتصادية حرة لجذب الاستثمار في البلاد. وتم تخصيص مساحات اقتصادية خاصة مع تسهيلات في الضرائب والجمارك والتسهيلات الائتمانية للقيام بالأعمال التجارية بأي نطاق، بما في ذلك المنشآت الصغيرة. اليوم في أوزبكستان هناك ثلاثة مناطق اقتصادية حرة وهي " FEZ" و "Navoi" و"Angren "، و "Djizak".

لا شك في أن التعاون الاقتصادي بين أوزبكستان وأذربيجان له أهمية كبيرة في تطوير العلاقات الثنائية. حاليا، يلاحظ إحراز تقدم كبير في هذا النحو.

يمكن توسيع نطاق التعاون في مجال الاستثمار من زيادة المؤشرات التجارية والاقتصادية عدة مرات في أوزبكستان وأذربيجان. من المهم تكثيف أنشطة اللجنة المشتركة بين الحكومتين الأوزبكية والأذربيجانية، وإقامة منتديات تجارية، وعرض إمكانيات أوزبكستان الاقتصادية الحالية، والمعارض وغيرها من الأنشطة.

وستساعد المنتديات الاقتصادية إلى جانب إبرام معاهدات جديدة في زيادة وعي مجتمع الأعمال في البلدين.

لذا، في 20 فبراير من هذا العام، عقدت غرفة التجارة والصناعة الأوزبكية والاتحاد الوطني لأرباب الأعمال في أذربيجان منتدى الأعمال الأوزبكي - الأذربيجانيًا والبورصة المشتركة لرجال الأعمال من البلدين.

وفي إطار المنتدى، تم توقيع اتفاقية التعاون بين غرفة التجارة والصناعة في أوزبكستان والاتحاد الوطني لأرباب الأعمال في أذربيجان. تجدر الإشارة إلى أن قد تم إنجاز الكثير في فترة قصيرة من الزمن.

  يعد تطوير العلاقات التجارية والاقتصادية والاستثمارية مجالاً من مجالات التعاون الثنائى بين اوزبكستان واذربيجان. تقوم الشراكة متعددة الأبعاد على الإطار القانوني الواسع والمعاهدات والاتفاقيات القائمة.

تدل مؤشرات عام 2017 على أن حجم التبادل التجاري بين بلدينا بلغ 31.2 مليون دولار، بما في ذلك، تبلغ قيمة الصادرات 26.2 مليون دولار، والواردات 4.9 مليون دولار فقط. فيما يتعلق بالاستثمارات في اقتصاد أوزبكستان، أود أن أذكر أنه حتى الآن، تعمل 84 شركة أذربيجانية في جمهورية أوزبكستان، 71 منها هي الشركات المشتركة و11 شركة ذات رأس مال أجنبي بنسبة 100 %.

-  تتمتع أذربيجان بخبرة كبيرة في مجال السياحة. في الوقت الحاضر، تتخذ أوزبكستان أيضاً خطوات جذرية لتطوير السياحة. كيف تقيم آفاق التعاون بين بلدينا في هذا القطاع من الاقتصاد؟

- حتى الآن، تتطور العلاقات الأوزبكية الأذربيجانية في مجال السياحة بنجاح. أوزبكستان هي واحدة من أهم الأسواق السياحية لأذربيجان. تعمل شركاتنا بنجاح مع الإدارات السياحية ليس فقط في طشقند، ولكن أيضاً في عدد من المناطق.

أود أن أشير إلى أن عدد السياح القادمين من أوزبكستان إلى أذربيجان يزداد كل عام. في عامي 2013-2014، كان عدد المواطنين القادمين من أوزبكستان إلى أذربيجان حوالي 14000 شخص ، وفي عام 2016 بلغ هذا الرقم أكثر من 19000 شخص، وبحلول نهاية عام 2017، ارتفع هذا العدد ، كما هو متوقع، بشكل طفيف.

تقوم شركة الطيران الوطنية "Uzbekistonhavoyullari" برحلات إلى باكو مرتين في الأسبوع. ولذلك أنها مطلوبة جداً لدى المسافؤين. نود فتح المكتب التمثيلي شرطة الطيران الأذربيجانيةAZAL   في طشقند. في 30 يونيو 2018، بدأت رحلات مباشرة بين باكو وطشقند ذهاباً وإياباً.

الشعب الأذربيجاني على علم جيد بالإمكانيات السياحية الكبيرة لأوزبكستان، بآثارها التاريخية. هناك شوارع جميلة في طشقند وضريح أمير تيمور، وساحة ريجستان، و"إيتشان قلعة"، ومدينة بخارى القديمة، والمعابد والمدارس الدينية وقصور أمراء كوكاند معروفة في جميع أنحاء العالم.

- أثارت مقابلتك الحصرية مع بوابة Eurasia Diary التحليلية والمعلوماتية الاهتمام الكبير في المجتمع. السيد حسين أغا المحترم، بعد نشر المقابلة معك في موقعنا، يطلب العديد من القراء الأوزبكيين تعريفهم على الصورة السياسية للرئيس الأذربيجاني إلهام علييف. من فضلك أخبرنا عنه.

-  مما لا شك فيه، أن إلهام علييف هو أحد رجال الدولة الأكثر براغماتية بين زعماء دول الاتحاد السوفياتي السابق. يمكن التحقق من ذلك عن طريق تتبع مساره السياسي. بعد تحليل السياسة الناجحة التي ينتهجها الرئيس إلهام علييف. يمكن القول بثقة أن استراتيجية الرئيس للسياسة الداخلية والخارجية لأذربيجان، وإنجازاته في المجالات العسكرية والصناعية والثقافية والرياضية وفي مجال تكنولوجيا المعلومات قد لعبت دوراً لا يقدر بثمن في تنمية وازدهار أذربيجان .

فقد كانت فكرة التعددية الثقافية التي طرحها الرئيس إلهام علييف  دائما وسيلة للحياة في أذربيجان والأذربيجانيين لعدة قرون الذين أظهروا التحمل والتسامح واحترام الأديان والثقافات الأخرى، ونظراً لهذه الخاصية لشعبنا يولى لأذربيجان اليوم الاهتمام الكبير في مجال التضامن الإسلامي والحوار بين الثقافات في العالم .

عندما نتحدث عن أذربيجان، نرى بلداً مزدهراً وهادئًاً أمام أعيننا. ولكن، للأسف، نعرف أيضا عن قضية قاره باغ الجبلية ونعرف أن الكثير من إخواننا الأذريين يعانون من هذا الألم. في هذا الموضوع، موقف أوزبكستان لا شك فيه، ثابت ولا يتغير. ما الخطوات التي يجري اتخاذها اليوم لحل هذا الصراع الطويل الأمد؟- 

  -  قاره باغ الجبلية جزء تاريخي وشرعي وغير قابل للتصرف لجمهورية أذربيجان. قد أدرك المجتمع العالمي كله هذه الحقيقة التي لا يمكن إنكارها من الزمان. في الواقع، ونتيجة لنزاع قاره باغ الجبلية، قُتل أكثر من 20 ألف أذري، وأصيب نحو 200 ألف من العسكريين والمدنيين في أذربيجان بجروح أو شوهوا.

للأسف، على الرغم من أن جميع قرارات تعترف وحدة الأراضي الأذربيجانية تقضي على وضع حد للعمل العسكري والانسحاب غير المشروط للقوات الاحتلال الأرمينية من الأراضي الأذربيجانية، وحتى اليوم، فإن الجانب الأرميني، وتجاهل قواعد القانون الدولي، لا تفي بالمتطلبات المنصوص عليها في القرارات التي اعتمدتها مختلف المنظمات الدولية.

لقد أدلى وسطاء مجموعة مينسك  لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا على مستوى رؤساء الدول مراراً وتكراراً ببيانات حول عدم قبول الوضع الراهن وعدم استقراره. أذربيجان هي الطرف الأكثر اهتماما في تغيير الوضع الراهن.

لم تسفر المفاوضات غير المثمرة على المدى الطويل، وإعلانات لا نهاية لها عن أي شيء هام وإيجابي في تسوية نزاع قاره باغ الجبلية عن ـي تقدم. حتى يومنا هذا، تنفي جمهورية أرمينيا تدخلها في الشؤون الداخلية لجمهورية أذربيجان والمشاركة في انتهاك سلامة الأراصي لدولة ذات سيادة، في الوقت الذي تواصل اتخاذ الموقف المدمر في المفاوضات بشأن مشكلة قره باغ الجبلية.

-  يود صحافينا الشباب أن يعلموا الكثير عن أذربيجان منك شخصيا. وفي هذا الصدد، أود أن أعرف متى يمكننا عقد المؤتمر الصحفي معك بمشاركة عدد من الصحفيين الشباب من إدارات وكالات الأنباء في أوزبكستان وما الموضوعات التي تود أن تختار، إذا عقد هذا المؤتمر الصحفي؟

- يسعدني دائماً أن ألتقي بالأصدقاء الأوزبك. لدينا دائما ما نقوله للصحفيين الأوزبك. لذلك، سنقوم بكل سرور بعقد المؤتمر الصحفي للصحفيين الشباب في أوزبكستان. من ناحيتي، يمكنني أن أعدكم بعقد المؤتمر الصحفي مع رجال الدولة البارزين وأعضاء البرلمان ورجال الفن والثقافة في أذربيجان. بعد كل شيء، هم ضيوف دائمون لأوزبكستان الجميلة.

-  شكراً جزيلاً على هذه المقابلة الممتعة والمفيدة، وفي الختام ، هل هناك شيء ما، ترغب في نقله إلى القارئ الأوزبكي؟

- أتمنى الشعب الأوزبكي كله السعادة والرفاهية والازدهار. أتمنى أن يتذكر الأوزبك دوماً أنهم شعب عظيم ونبيل يحقق النجاح في كل شيء بسبب اجتهادهم وإنسانيتهم. السلام عليكم.

أجرى المقابلة الحصرية مع السفير المفوض فوق العادة لجمهورية أذربيجان في أوزبكستان حسين غولييف  رئيس تحرير بوابة «Xabar.uz» التحليلية والمعلوماتية جمشيد نيازوف