أعلنت قطر أنها قررت الانسحاب من منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) اعتبارا من 1 كانون الثاني/يناير 2019، وفق وزير الدولة لشؤون الطاقة سعد بن شريدة الكعبي وذلك للتركيز على صناعة الغاز الطبيعي.
وقال الكعبي في مؤتمر صحافي في الدوحة إنه تم ابلاغ المنظمة الإثنين بالقرار، مشيراً إلى ان "القرار يعكس رغبة دولة قطر بتركيز جهودها على تنمية وتطوير صناعة الغاز الطبيعي، وعلى تنفيذ الخطط التي تم إعلانها مؤخراً لزيادة إنتاج الدولة من الغاز الطبيعي المسال".
شارك العالم السياسي والدكتوراه في العلوم السياسية وأستاذ أكاديمية الإدارة في لدى رئيس جمهورية أذربيجان زفور ممادوف ل Eurasia Diary آراءه في هذا الوضع وتداعياته.
-
هل هناك خلفية سياسية لانسحاب قطر من أوبك؟ ما هي علاقة هذا الحادث مع الاختلافات في المنطقة؟
- ليس إنتاج النفط في هذا البلد كبيراً جداً بنسبة مائوية. وتبلغ حصة قطر في إنتاج النفط العالمي حوالي 600 ألف برميل في اليوم. هذا جزء متواضع للغاية مقارنة بحصة الدول الأخرى الأعضاء في منظمة أوبك. لذلك لا أعتقد أن أسعار النفط ستتغير كثيراً. ومن المرجح أن تؤثر تكلفة النفط على قرارات قمة أوبك التي ستعقد في السادس من ديسمبر. يرجع الإعلان الرسمي لانسحاب قطر من أوبك إلى أسباب تقنية. لكني متأكد من أن الأمر يتعلق بالسياسة. لا تربط العلاقات الجيدة قطر مع إخوتها العرب، وفي المقام الأول مع المملكة العربية السعودية. قطر بلد معزول. في وقت ما، كانت قطر واحدة من المؤيدين النشطين لحركة الربيع العربي، وقدمت دعما كبيراً لجماعة الإخوان المسلمين المصرية. في عام 2014، طالبت مصر من قطر بتسليم اللاهوتي يوسف القرضاوي، أحد القادة الأيديولوجيين للحركة. رفضت الدوحة طلب مصر. علاوة على ذلك، كان هناك الكثير من الخشونة في العلاقات بين المملكة العربية السعودية وقطر، كان هناك دائماً التنافس الخفي بينهما. مشكلة قطر هي أنها تدير سياستها المستقلة الخاصة بها، والتي لم تنسق مع الرياض.
-
إذا قررت قطر التركيز على إنتاج الغاز، فما هي التغيرات التي يمكن أن تحدث في الصورة الجيوسياسية، بالنظر إلى أنها الآن ثاني أكبر منتج للغاز في العالم بعد روسيا؟
- لا أعتقد أنه سيكون هناك أي تغيرات في الصورة الجيوسياسية للعالم. حتى إذا وقعت، فأنها لم تمن مؤثرة. في الوقت الراهن، قطر لديها أكبر ناتج محلي إجمالي للفرد في المنطقة، وكانت من أوائل الدول التي تدخلت في التطورات السياسية في مصر وليبيا وسوريا، حيث دعمت جميع التغيرات والحركات الثورية. على مدى السنوات العشر الماضية، أصبحت قطر واحدة من أقرب حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط. الآن نرى حقيقة أن أزمة الشرق الأوسط تزداد توتراً. أعتقد أن الفوضى الجيوسياسية حول قطر يمكن أن تؤدي إلى مخاطر إضافية في صناعة الغاز أيضاً.
-
ما هي التطورات المتوقعة بعد قمة أوبك في السادس من ديسمبر وما هي الآثار التي ستتركها على أذربيجان؟
تشارك الأذربيجانية في أنشطة أوبك +. في ديسمبر 2016، في اجتماع منتجي النفط في فيينا اتفقت 11 دولة غير أعضاء في أوبك (بما في ذلك أذربيجان) على خفض إنتاج النفط بمقدار 558 ألف برميل يومياً. في الاجتماع الوزاري الرابع لأوبك ودول أوبك +، تم التوصل إلى اتفاق حول إعادة تنفيذ الصفقة بنسبة 100%، أي زيادة الإنتاج بمقدار مليون برميل في اليوم. ثم أيدت أذربيجان هذا الاتفاق الجديد بين الدول الأعضاء في منظمة أوبك ودول منظمة أوبك+. لا أتوقع وقوع تغيرات مهمة بعد هذا الاجتماع. لذلك، ستكون عواقبه على أذربيجان هي نفسها على للبلدان الأخرى.
الصحفية: لانيتا غنباروفا
الترجمة من الروسية: د. ذاكر قاسموف