إن الصراع في كشمير يهدد العالم بأسره"

نعتبر مساهمة أذربيجان في قضية كشمير مهمة

تحليلات 19:15 26.08.2019

ألغت الحكومة الهندية بقيادة زعيم الحزب بهاراتي جانات (BJP) ناريندرا مودي الوضع الخاص لكشمير من خلال إلغاء المادتين 370 و A35.   بعد هذا القرار، عزلت الحكومة الهندية كشمير التي يسكنها المسلمون بشكل أساسي وأرسلت قوات إلى المنطقة الحدودية. تسبب هذا الحدث في صراع طويل الأمد بين باكستان والهند. أجرت Еurasia Diary  مقابلة مع السفير الباكستاني لدى أذربيجان سعيد خان مهمند بشأن الأحداث الجارية.

- سعادة السفير، ما هي الأسباب وراء إلغاء الهند الوضع الرفيع المتمثلة في الحكم الذاتي لكشمير؟ ما هي نوايا القيادة الهندية؟

- أريد أن أخبركم بتاريخ موجز للصراع حتى تتمكنون من فهم مشكلة كشمير بشكل أفضل. وفقاً لمبدأ الانفصال الذي تم تبنيه في عام 1947، تم تقسيم مستعمرة الهند إلى  بأغلبية إسلامية مثل باكستان وأغلبية هندوسية مثل الهند. هناك العديد من المقاطعات في الهند ومعظم سكانها من الهنود. لكن في كشمير، غالبية السكان مسلمون، لكن السلطة تعود للهنود. أود أن ألفت أنظاركم إلى حقيقة أن أول رئيس وزراء الهند جواهرلال نهرو ، كان هندياً من كشمير. أجبر مهراجا (الحاكم) الكشميري على توقيع مبدأ الانفصال لصالح الهند في عام 1947. وفقاً لهذه الآلية، يجب أن تكون كشمير مرتبطة بالهند في مجال المالية والدفاع والاتصالات والشؤون الخارجية. من خلال التوقيع على هذاالمبدأ أرسلت الهند القوات إلى كشمير لفترة من الزمن واحتلتها. في عام 1947  كان 45% من أراضي كشمير ملكاً للهند و35% لباكستان  و 20% المسمى ب"لاداخ" للصين. ومع ذلك ، 70 % من سكان كشمير كانوا من المسلمين.

دخلت المادة 370 والمادة 35A حيز التنفيذ في عام 1949. منح بموجبهما منطقة كشمير حق امتلاك العلم والبرلمان المستقلين. وفقاً للقانون، لا يمكن لغير الكشميريين شراء العقارات في كشمير. إذا تزوجت امرأة مسلمة في كشمير من غير كشميري، فستضيع حقوق الملكية الخاصة بها. لا يمكن للأشخاص الذين يعيشون خارج كشمير التصويت في الانتخابات في كشمير. كما لا يمكن لهم أن يعملوا هنا. بدأت حركة تحرير كشمير أيضاً في السبعين سنة الماضية.

تجدر الإشارة إلى أن مجلس الأمن للأمم المتحدة اعتمد 11 قراراً لحل نزاع كشمير. كل واحد منها يتضمن تحديد وضع كشمير من خلال الانتخابات الشفافة والحرة. لكن الهند لا توافق. تمتلك الهند حالياً 600 ألف جندي في المنطقة التي تعد أكثر المناطق المزدحمة بسلاح في العالم. في الأيام الأخيرة ، تم نشر أكثر من 180ألف جندي هناك.

لعملية إلغاء المادة 370 عدة عوامل. وردت فكرة إلغاء هذه المادة في البرنامج الانتخابي  لحزب الشعب الهندي. هذا الحزب حامل الآراء المتطرفة والعنصرية يدعم فكرة "الهند للهندوس". بالإضافة إلى ذلك، بعد حذف هذه المادة، ستتاح للهند فرصة التغيير الديموغرافي في المنطقة وستسعى إلى زيادة عدد السكان الهنود. العامل الأول هو فكرة انتماء الهند للهنود فقط والعامل الثاني هو التغيير الديموغرافي والعامل الأخير هو محادثات السلام في أفغانستان. لا تشارك الهند في عملية السلام في أفغانستان، لكن باكستان مشارك مباشر. يريدون بإلغاء هذه المادة عرقلة مشاركة باكستان في هذه العمليات. من خلال ضم كشمير تتمكن الهند من خلق مشاكل لباكستان على الجبهة الغربية لأفغانستان. بما أن السلام في أفغانستان سيعمل لصالح باكستان. فإن هذه المنطقة تعتبر استراتيجية بالنسبة لباكستان.

- بعد قرار الهند، يبحث رئيس وزراء باكستان عمران خان عن حل دبلوماسي للنزاع. لكن الهند لن تتراجع. هل يمكن أن موقف الهند المتشدد أن يدفع باكستان إلى الحرب؟

- في كلمته الأولى قال رئيس الوزراء عمران خان إنه إذا اتخذت الهند خطوة إيجابية نحو تسوية قضية كشمير، فسنتخذ عشر خطوات. يجب حل هذا الصراع الطويل الأمد في إطار القرارات الأحد عشر لمجلس الأمن للأمم المتحدة. لكن الهند تتجاهل هذه القرارات وتزيد من وجودها العسكري في المنطقة. حاليا، هناك عسكري واحد لكل مواطن.

يريد معظم السكان في كشمير، بمن فيهم المسيحيون، الحرية لكشمير. لأن الإيديولوجية القومية للهنود ستقضي على كنائسهم أيضاً. دعت حكومات العديد من الدول مثل بريطانيا العظمى والمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة وغيرها الطرفين إلى مراعاة قرارات الأمم المتحدة. أذربيجان هي ممثلة للمجموعة الخاصة لمنظمة التعاون الإسلامي والمعنية بنزاع كشمير. رد فعل أذربيجان مهم أيضا.

لدى كلا البلدين، الهند وباكستان أسلحة نووية. لا يهدد هذا الصراع المنطقة فحسب، بل العالم بأسره. لا تريد باكستان حرباً وإنها تريد فقط تنفيذ القرارات المتخذة. يهدد هذا الصراع الصغير السلام الدولي. قتل 110 ألف كشميري في 30 سنة ماضية. ويدل هذا على رغبة الهند في مواصلة ارتكاب الإبادة الجماعية ضد مسلمي كشمير.  

أريد أن أقول إن الهند كانت أول دولة أثارت هذه القضية في مجلس الأمن الدولي في عام 1947. في ذلك الوقت، كان الجيش الهندي الموجود في كشمير ضعيفاً. اكتسبت الهند الوقت بإخطار الأمم المتحدة بشأن هذه القضية، ثم بدأت بنشر قواتها في منطقة الصراع.

كانت باكستان دائماً تدعم شعب جامو وكشمير. لقد قدمنا لهم الدعم الدبلوماسي والسياسي والمعنوي. خلال الأيام العشر والخمسة عشر بدأت الهند فرض الحصار على كشمير وانتهاك حقوق الإنسان. على سبيل المثال، تم سحب العديد من الأولاد من عائلاتهم، ولا أحد يعرف مصيرهم.

- يمكن مقارنة سياسة ناريندرا مودي بسياسة هتلر. هذا الموقف عنصري ومتطرف. تريد باكستان إحالة القضية إلى محكمة العدل الدولية. لأنه إلى متى يمكن أن يستمر الوضع الحالي؟

- في يوليو، التقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رئيس الوزراء عمران خان في واشنطن وقال إنه مستعد للتوسط في قضية كشمير. ومع ذلك، بعد أقل من شهر من الاجتماع، ألغت الهند وضع كشمير. هل يمكن تفسير قرار الهند على أنه إبعاد الولايات المتحدة من مشكلة كشمير؟ لكن هل ستدعم الولايات المتحدة باكستان بعد هذا القرار؟

 - قال ترامب إن مودي خلال الاجتماع دعاه ليصبح وسيطاً في قضية كشمير. ولكن، نفى مودي هذا في وقت لاحق. يدعي البيت الأبيض أن مودي تقدم بمثل هذا العرض. ترحب باكستان بمشاركة الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن للأمم المتحدة في تسوية الصراع.

يعد جيشا باكستان والهند من بين أكبر الجيوش في العالم.  كما يمتلك كلا البلدين أسلحة نووية، هذا يعني أن أي صراع هنا يمكن أن يكون كارثياً. يقع 40% من العالم في جنوب آسيا. ، كل من الدول المجاورة الثلاثة أي الصين والهند وباكستان هي دولة نووية. في عام 1962 وقع النزاع المسلح بين الصين والهند. لن يكون الصراع الحالي بين بلدين فقط ، ولكن أيضاً بين ثلاث دول. هل تعرف كم هذا مأساوي؟

يتخذ الحزب الحاكم في الهند موقفاً عنصرياً ويزرعه في المجتمع. لكن يجب أن تكون الهند دولة علمانية. يريد مودي أن تكون الهند للهنود فقط، ولكن هناك ملايين من المسلمين والمسيحيين والبوذيين أيضاً.

ألقي القبض على العديد من قادة كشمير بعد الحادث. لا أحد يعرف ماذا حدث لهم. أود أن أشير إلى أن زعماء كشمير هم مسلمون، لأن غالبية السكان ينتمون إلى هذا الدين.

- كشمير ليست بمشكلة لباكستان وحدها، بل أنها مشكلة مشتركة للعالم الإسلامي بأسره، مثل قاره باغ وتركستان الشرقية وشمال قبرص. ما هي توقعات باكستان من الدول الإسلامية الأخرى، خاصة أذربيجان، في سياق مشكلة كشمير؟

- للأسف للعديد من الدول الإسلامية مصالح اقتصادية مع الهند. عندما تأتي هذه المصالح إلى الواجهة، تترك مشكلة كشمير وراءها. هذا عار على العالم الإسلامي. إذن على الدول الإسلامية تقييد علاقاتها مع الهند في هذا الشأن وإلغاء التجارة معها.

تم اغتصاب 11 ألف امرأة مسلمة في كشمير وقتل 110ألف شخص. يجب ألا يُنظر إلى هذا على أنه مشكلة باكستان وحدها، بل أنها مشكلة العالم الإسلامي بأسره.

يعتبر المسلمون أمة، يجب أن تكون بينهم الوحدة. في هذه الحالة، دعمهم مهم. قد دعمت باكستان الدول الإسلامية دائماً في القضايا الحالية مثل قاره باغ والبوسنة وسوريا وإلخ.

- ماذا يمكنك أن تقول عن العلاقات الحالية بين أذربيجان وباكستان وآفاق التعاون؟

- كانت لباكستان دائماً علاقات إيجابية مع أذربيجان ونحن نقدر ذلك عالياً. لقد دعمت باكستان دائماً أذربيجان في نزاع قاره باغ. تعترف باكستان بمأساة خوجالي كإبادة جماعية وهي الدولة الوحيدة التي لا تعترف بأرمينيا كدولة مستقلة. اعتمد برلمان باكستان قراراً يطلب انسحاب القوات المسلحة الأرمنية من قاره باغ.

آخذاً كل هذا بالاعتبار، نعتقد أن مساعدة أذربيجان في كشمير مهمة. يجب على حكومة أذربيجان القيام بشيء ما. كما قلت بالفعل، أذربيجان عضو في مجموعة منظمة المؤتمر الإسلامي حول كشمير، ورد فعلها مهم.

كانت باكستان ترى في أذربيجان بلداً شقيقاً لها. نحن حقاً نقدر هذه الاتصالات عالياً. لدينا العديد من القيم المشتركة. يحتوي قاموسنا على آلاف الكلمات الشائعة، ولدينا عادات متشاهة كثيرة.

تتواصل علاقاتنا التجارية المتبادلة في النمو بفضل العديد من الاتفاقيات القائمة بين البلدين. يزيد عدد زيارات مواطني البلدين كل عام. قدمت باكستان منحاً دراسية للطلبة الأذربيجانيين في الهندسة والرعاية الصحية. لها تأثير إيجابي على العلاقات التعليمية بين البلدين.

كل يوم ألتقي الكثير من الباكستانيين الذين يرغبون في ممارسة الأعمال في أذربيجان. قدمت أذربيجان مساعدة مالية لباكستان أثناء حادث الزلزال في باكستان عام 2005. يمكننا إضافة العديد من الأحداث إلى هذه القائمة.

تتعاون باكستان وأذربيجان فيما بينهما تعوناً وثيقاً. باكستان مستعدة لبيع المقاتلات العسكرية JF-17 إلى أذربيجان. إذا لم أكن مخطئاً، فستشتري أرمينيا مقاتلات من روسيا، وإذا قبلت أذربيجان عرض باكستان، فسوف تحافظ على هيمنتها في المجال الجوي.

في ختام المقابلة، أعرب السيد السفير عن ارتياحه لعمله في أذربيجان وقال إنه لم يشعر أنه في بلد أجنبي. وأعرب عن امتنانه لطف الناس وقال إن السفارة مفتوحة دائماً للصحافة الأذربيجانية.

الأعداد: عاقل أصلان وعلوي أحمدلي

الترجمة: د. ذاكر قاسم

Eurasia Diary

الشيخ علي جمعة يحذر العالم من خطر يأجوج ومأجوج القادم من أرمينيا

أحدث الأخبار

العدل الدولية تأمر إسرائيل بإجراءات لإيصال المساعدات إلى غزة
10:30 29.03.2024
السجن 25 عاماً لملك العملات المشفرة بتهمة سرقة 8 مليارات دولار
10:15 29.03.2024
الأمين العام لأوبك حاجة العالم للنفط ستستمر لسنوات وعقود
10:00 29.03.2024
إعصار في مدغشقر يودي بـ11 شخصاً
09:45 29.03.2024
إسرائيل تتخذ خطوات فعلية لشن عملية عسكرية برية في رفح رغم التحذيرات الدولية
09:30 29.03.2024
إثيوبيا تتوقع الانتهاء من مشروع سد النهضة العام المقبل
09:15 29.03.2024
إبراهيم تراوري يمدد حربه على الإرهاب في بوركينا فاسو
09:00 29.03.2024
تدشين اتحاد عمال مستقل في مؤسسة أوراسيا الدولية للصحافة
18:30 28.03.2024
هل يتم التوقيع على اتفاقية سلام بين أذربيجان وأرمينيا؟
17:33 28.03.2024
إلمان مصطفى زاده: لا يمكن المساس بكرامة الأذربيجانيين
16:12 28.03.2024
علي ناغيف: فرنسا تحرض أرمينيا على حرب جديدة
16:02 28.03.2024
وساطة أفريقية لحل الصراع المسلح في الكونغو الديمقراطية
13:45 28.03.2024
المعارض ديوماي يفوز بانتخابات الرئاسة السنغالية
13:30 28.03.2024
قائد كتائب القسام يحث العرب والمسلمين على الزحف نحو فلسطين
13:15 28.03.2024
هل تبدأ الحرب العالمية الثالثة ؟
12:53 28.03.2024
حالة من الفوضي تعم مطار باريس
12:28 28.03.2024
مستقبلات إسرائيل على ضوء الحرب الراهنة
12:15 28.03.2024
وكالة الإغاثة التركية تقدم سفينتين لنقل المساعدات مباشرة إلى غزة
12:00 28.03.2024
ذكري تأسيس الأجهزة الأمنية في أذربيجان
11:53 28.03.2024
واشنطن لا تدعم مشروع خط أنابيب الغاز بين باكستان وإيران
11:45 28.03.2024
مؤسسة دولية تتوقع انخفاض الجنيه المصري أمام الدولار بنهاية 2024
11:30 28.03.2024
مصر: مفاوضات سد النهضة استنزاف للوقت.. وإثيوبيا ستدفع الثمن
11:15 28.03.2024
محطة الضبعة النووية ستوفر لمصر 7.7 مليار متر مكعب غاز سنوياً
11:00 28.03.2024
رئيس الصين ينتقد الحواجز التكنولوجية خلال زيارة رئيس وزراء هولندا لبكين
10:45 28.03.2024
نشر معلومات جديدة عن الهجوم الإرهابي في روسيا
10:34 28.03.2024
رياح الجنوب تحمل الرمال الساخنة إلى جنوب شرق أوروبا
10:30 28.03.2024
آيرلندا تعتزم التدخل في قضية الإبادة المرفوعة ضد إسرائيل
10:15 28.03.2024
الفلبين تؤكد الإفراج عن طاقم ناقلة نفط محتجزة في إيران
10:00 28.03.2024
العراق يبرم اتفاقا لتوريد الغاز مع إيران لمدة 5 سنوات
09:45 28.03.2024
إسرائيل استهدفت 212 في غزة مدرسة بشكل مباشر
09:30 28.03.2024
أردوغان نبذل قصارى جهدنا لينعم إخواننا في غزة بالسلام
09:15 28.03.2024
ارتفاع حصيلة العدوان على غزة إلى 32 ألفا و490 شهيدا وأكثر من 74 ألف إصابة
09:00 28.03.2024
بيتر ثيس: أذربيجان أصبحت شريكًا مهمًا للناتو بعد الحرب الأوكرانية
18:30 27.03.2024
توفيق عباسوف: أرمينيا تسعي إلي دعم التوجهات المناهضة لأذربيجان في جورجيا
17:38 27.03.2024
الولايات المتحدة تفرض عقوبات علي الصين
16:09 27.03.2024
تواصل ردود الفعل على اتفاق جوجل وإسرائيل
16:03 27.03.2024
هجوم سيبراني صيني يضرب المملكة المتحدة ونيوزيلندا
15:06 27.03.2024
أوكرانيا وبولندا تكملان عقد المتأهلين إلى نهائيات يورو 2024
14:59 27.03.2024
من التالي بعد هجوم موسكو؟
14:07 27.03.2024
تحذير من رئيس صربيا بشأن خطر محتمل قد يعم البلاد
13:30 27.03.2024
جميع الأخبار