على أساس الخطة الأمريكية كان من المفروض أن يتولى الجيش السلطة بعد صدام" يكشف رجل المخابرات الأمريكية عن الأسرار

تحليلات 14:50 01.09.2019

أصبح العنف والأزمات الإنسانية في الشرق الأوسط موضوعاً رئيسياً للساحة السياسية العالمية. خلال فترة طويلة، لا يزال العراق يعاني من الإرهاب وضعف مؤسسات الدولة. عمت الفوضى البلاد عقب إعدام الزعيم العراقي صدام حسين. تختاف الآراء حول أسباب هذا الالتباس في الشرق الأوسط جداً. يلوم البعض الولايات المتحدة، بينما يلوم آخرون نظام صدام حسين.

اجرت Eurasia Diary  حواراً مع اللفتنانت كولونيل الأمريكي ريك فرانكونا الذي كان يشارك في عدة مهام في العراق والخليج الفارسي/العربي في عهد صدام حسين.

من الجدير بالذكر أن ريك فرانكونا مؤلف ومعلق ومحلل عسكري. وقد شغل منصب ضابط المخابرات الجوية الأمريكية. شارك ريك فرانكونا في عمليات مختلفة خلال حربي فيتنام والخليج ضمن وكالة الأمن القومي ووحدة الاستخبارات العسكرية بوزارة الدفاع ووكالة الاستخبارات المركزية.

 

-  ماذا يمكنك أن تقول عن شخصية صدام حسين ونفوذه في الشرق الأوسط؟

- بالطبع ، يعتمد على من وأين يقول. حاربه عرب الخليج (خاصة الكويت والسعودية) في 1990-1991 ، وكانوا يعتبر سفاحاً وقاتلاً. في بعض الأوساط العربية السنية، خاصة في العراق، كانوا يرون فيه بطلاً. حتى بعد الإطاحة به وإعدامه، لا يزال هناك حشد كبير من أنصاره. عند التحدث مع هؤلاء العراقيين اليوم ، نرى حنيناً إلى الماضي عندما كان في السلطة. بالطبع، تحت قيادة صدام كانوا متقدمين وذلك على حساب الأكراد والعرب الشيعة في البلاد.

- على الرغم من وصفه بديكتاتور، فقد دعمت الولايات المتحدة صدام حسين خلال الحرب مع إيران، والتي استمرت لعدة سنوات. بعد الحرب قرروا الإطاحة به. ماذا يعني هذا؟ مشكلة صدام أم تغيير في السياسة الأمريكية؟

- شاركت شخصياً في دعم العراق من قبل الولايات المتحدة في عامي 1987 و1988. في وقت سابق، كان من الواجب القيام  بتبادل المعلومات الاستخباراتية التي يستفيد كل من الطرفين منها – كان العراقيون يريدون معلومات عن القوات الإيرانية والولايات المتحدة كانت مهتمة بمعلومات عن الجماعات الإرهابية في العراق والمنطقة، وخاصة في لبنان. من الجدير بالذكر أن إيران كانت تحتفظ بالأمريكيين والغربيين كرهائن في ذلك الوقت.

جاء الدعم الحقيقي للعراق في عام 1988. وقد توقعت وكالات الاستخبارات الأمريكية أن إيران قد تشن هجوماً عسكرياً في الربيع وتكسر الخط العراقي في البصرة وتربح الحرب. كانت وزارة الدفاع تهدف إلى الحيلولة دون هذا، وتم تزويد القوات العراقية بصورة مستمرة بمعلومات استخباراتية. كنت أحد الضباط المشاركين في هذا البرنامج.

3 مارس 1991، محادثات السلام في حرب الخليج - ريك فرانكونا والجنرال نورمان شوارزكوف والجنرال العراقي سلطان أحمد هاشم

بالنسبة للإطاحة بصدام، كان هناك جهد مدعوم من الولايات المتحدة في منتصف التسعينيات. بعد غزو الكويت في عام 1991  تبين أن العراقيين، رغم هزيمتهم، ما زالوا يشكلون تهديداً  على جيرانهم. في ذلك الوقت، كنا نعتقد أن صدام أراد صنع سلاح الدمار الشامل -الأسلحة الكيميائية. ركزت أميركا جهودها بشكل أساسي على جماعات المعارضة العراقية وخاصة الجماعات الكردية، رغم أن المجموعتين الكرديتين الرئيسيتين في العديد من الحالات كانتا تواجهان بعضهما البعض، وليس صدام حسين.

ريك فرانكونا مع أحد قادة " البيشمركه"

تبين للقيادة الأمريكية في عام 2003 أنه لم تكن هناك معارضة داخلية أو خارجية قوية لإزاحة صدام  من السلطة. تبينت بالفعل الحاجة إلى قوة عسكرية خارجية لإبعاده من السلطة.

- كان صدام حسين يسمى بديكتاتور سفاح. هل توافق على فكرة أن الشرق منطقة قاسية وأنه إذا لم يمارس الزعيم ضغوطاً، فقد يتولد فوضى؟ بعد مقتل صدام حسين، عمت العراق الموجات من الرعب.

- كان صدام ديكتاتوراً وحشياً. في وقته، كان المعارض يستحق الموت. كان صدام  ماهراً في توجيه القبائل العربية والجماعات الكردية وحتى الشيعة بعضها على البعض. إن القرار الكارثي الذي اتخذته الولايات المتحدة بتفكيك الجيش العراقي وإلغاء حزب البعث العراقي الحاكم بعد الإطاحة بصدام قد أحدث فراغاً كبيراً في البلاد. كان هذا محفزاً رئيسياً للثورات التي أدت إلى الحرب الأهلية.

- أعدم صدام حسين بتهمة انتهاكه القانون. هل كان  قرار إعدام صدام صحيحاً، حتى فيما يتعلق بالمصالح الأمريكية؟

- "لقد أُعدم صدام في قضية واحدة فقط، اعتقدت أنه كان من الواجب محاكمته ليس فقط على جرائم القتل في قرية دوكيل، بل على جميع جرائمهم". هذا من شأنه وضع حد للحنين إلى الديكتاتور، ولكن، كانت القيادة العراقية في شخص القيادة الشيعية  تهدف بقتله إلى حرمان حركة المقاومة المناهضة للولايات المتحدة من القيادة.

ضابط المخابرات المركزية الأمريكية ريك فرانكونا في زي المقاتل الكردي في العراق عام 1996

- جعل غياب صدام حسين إيران دون منافس في الشرق الأوسط، وأزاد هذا الحادث قوة إيران. هل كانت  الإطاحة بالمنافس الرئيسي لإيران قراراً حكيماً ؟

- إني موافق على أن غياب صدام خلق ظروفاً لزيادة النفوذ الإيراني. لم يكن سبب هذا الوضع هو إبعاد صدام عن السلطة، بل السبب هو إنهيار الجيش العراقي. وفقاً للخطة الأمريكية الأصلية كان على الجيش أن يتولى السلطة بعد صدام. مع انهيار الجيش، ترك الخدمة الطاقم البالغ قوامه 300  ألف فرد والذي وعد بإقامة العراق الجديد، مما تسبب في جميع المشاكل: الحرب الأهلية  وصعود داعش ومحاولة إيران أن تصبح مهيمنة ليس فقط في الخليج بل في الشرق الأوسط.

أجرى المقابلة: أعلوي أحمدلي

الترجمة: د. ذاكر قاسموف

 

ما مدي عدالة محكمة العدل الدولية ؟ - أومود ميرزايف يجيب

أحدث الأخبار

أسرار استهداف إيران لأذربيجان
17:16 19.04.2024
في يومها الأخير جلسات الاستماع في الدعوي الارمينية ضد أذربيجان
16:00 19.04.2024
كواليس انسحاب قوات حفظ السلام الروسية من قراباغ
15:00 19.04.2024
زرادشت علي زاده : الولايات المتحدة لا تريد أن يتم فتح طريق زانجيزور في ظل هذه الظروف
14:00 19.04.2024
ما تأثير انسحاب قوات حفظ السلام من قراباغ؟
13:00 19.04.2024
اشتباكات بين الدفاع الجوي الإيراني وطائرات إسرائيلية بطهران
12:00 19.04.2024
جوتيريش العمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح ستفاقم الأوضاع الإنسانية
11:45 19.04.2024
صندوق النقد الدولي يتوقع أن يبقى النمو في الشرق الأوسط مكبوحاً
11:30 19.04.2024
صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة وورلد برس فوتو لعام 2024
11:15 19.04.2024
فيضانات نيجيريا تزيد من نقص محصول الكاكاو
11:00 19.04.2024
قطر تعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار في غزة
10:45 19.04.2024
بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين بسبب نشاطات تخريبية
10:30 19.04.2024
اليونيسف طفل يصاب أو يموت كل 10 دقائق في غزة
10:15 19.04.2024
الهند تشهد أكبر انتخابات في تاريخها بمشاركة مليار ناخب
10:00 19.04.2024
المياه تغمر نحو 18 ألف منزل في روسيا بسبب الفيضانات العارمة
09:45 19.04.2024
الحرس الثوري الإيراني يعلن تحديد مواقع المنشآت النووية الإسرائيلية ويحذر تل أبيب
09:30 19.04.2024
أجندة واسعة لزيارة إردوغان للعراق
09:15 19.04.2024
السفير الأمريكي في أذربيجان يزور أغدام
09:00 19.04.2024
بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين بسبب نشاطات تخريبية
01:00 19.04.2024
ميرزايف : هذه المحاكمة تأخرت 30 عاما
17:00 18.04.2024
علي الحوفي: من الأفضل للجميع أن يعم السلام والاستقرار في المنطقة
16:00 18.04.2024
فؤاد عباسوف: من يريد السلام مع جاره لا يحاكمه!
15:00 18.04.2024
سياسي أوكراني : انسحاب الجيش الروسي من قراباغ انتصار سياسي لأذربيجان
14:00 18.04.2024
موسكو تدعم رئاسة كازاخستان لمنظمة شنغهاى للتعاون
13:00 18.04.2024
هل كان وجود قوات حفظ السلام الروسية في قراباغ يمثل تهديدا لأذربيجان؟
12:00 18.04.2024
ميرزاييف: كنت أنتظر انسحاب قوات حفظ السلام الروسية لقراباغ بفارغ الصبر
11:30 18.04.2024
البنك الدولي يعتزم توصيل خدمة الكهرباء لـ 300 مليون أفريقي
11:15 18.04.2024
الانتقام الإيرانى كثيف وناعم ومثير
11:00 18.04.2024
اليونيسف استشهاد ما يقرب من 14 ألف طفل في غزة منذ بدء الحرب
10:45 18.04.2024
تركيا تتهم نتانياهو بـدفع المنطقة إلى الحرب للبقاء في السلطة
10:30 18.04.2024
ترقب في مجلس الأمن للتصويت على عضوية فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة
10:15 18.04.2024
ما مدي عدالة محكمة العدل الدولية ؟ - أومود ميرزايف يجيب
10:00 18.04.2024
الاتحاد الأوروبي يتجه لتصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية
09:45 18.04.2024
ملكا الأردن والبحرين يرفضان كل ما يؤدي إلى الهجمات البرية على رفح
09:30 18.04.2024
الجزائر تقدم مساهمة مالية استثنائية لوكالة الأونروا
09:17 18.04.2024
الكرملين يؤكد الانسحاب من منطقة قراباغ
09:04 18.04.2024
إيقاد شعلة أولمبياد باريس في أولمبيا القديمة
19:00 17.04.2024
أفضل 30 وجهة سفر عالمية لعام 2024
18:00 17.04.2024
سياسي أرميني يوجه نقدًا لاذعًا إلي محكمة العدل الدولية
17:00 17.04.2024
سيلين سينوكاك : فرنسا تشن حملة دبلوماسية لزعزعة الاستقرار في المنطقة
16:00 17.04.2024
جميع الأخبار