كما أخبرنا في 22 أكتوبر وقع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين على اتفاقية جديدة بشأن المشكلة السورية في سوتشي. أجرت Eurasia Diary مقابلة حصرية مع المحلل السياسي التركي المعروفة من الأصل الأذربيجاني سردار أسمنت حول جوهر الاتفاقية ، وأهميتها بالنسبة لتركيا ومصير المشكلة السورية:
سوريا منقسمة بين الولايات المتحدة وروسيا
- كيف تقيم اتفاقية سوتشي لتركيا؟
- للإجابة على هذا السؤال، عليك التضلع في جذور المشكلة. هناك أربعة عوامل ضرورية لتشكيل دولة واحدة: الأرض والبلد والاستقلال والأمة. في سوريا، تم كسر هذه العوامل الأربعة. لذلك، ضمان الاستقرار في هذا البلد صعب للغاية. في مثل هذه الحالة، قسمت الولايات المتحدة وروسيا سوريا بشكل غير قانوني. إن بقي هذا، كان جيداً، ووافقت تركيا على ه1ا التقسيم بين الولايات المتحدة وروسيا. وبالتالي، تم تخصيص مكانة خاصة لحزب العمال الكردستاني في سوريا. ووافقت تركيا على هذا وعلى بعد حوالي 30 كم ...
على سبيل المثال، لم تقبل تركيا "إعطاء مكانة لحزب العمال الكردستاني" في العراق. لن تسمح أنقرة الرسمية بذلك في أي جزء من العراق، ولم تسمح بذلك ... لكن تركيا وافقت على أن حزب العمال الكردستاني يكون ملكاً للأرض في سوريا. حتى أنه قبل وساطة مع حزب العمال الكردستاني. اعترفت تركيا رسمياً بالولايات المتحدة كوسيط بين أنقرة وحزب العمال الكردستاني. على الرغم من رفض وزير خارجيتنا أمامنا اتفاق مكتوب.
وافقت تركيا على تواجد حزب العمال الكردستاني في سوريا تحت ستار الولايات المتحدة، ولكن ليس من الواضح ما إذا كنا نوافق على الستار الروسي له. فيما يتعلق بالمعايير الأمنية، فإن اتفاق 17 أكتوبر المبرم بيننا وبين الولايات المتحدة يبدو أكثر سليماً ، ولكنه ناقص من الناحية القانونية. واتفاقنا مع روسيا في سوتشي يمثل تهديداً أمنياً وأنه أقل خطراً من الناحية الشرعية.
- ما الفرق بين الاتفاق مع الولايات المتحدة والاتفاق في سوتشي؟ لماذا ليس هذا الاتفاق ناجحاً؟
- لدى تركيا النقص في الدبلوماسية والنقطة الضعيفة لها هي جهازها الدبلوماسي البيروقراطي. بسبب حرماننا من الأنشطة الدبلوماسية البيروقراطية تدخلت الدلاوماسية العسكرية. وبهذا السبب واجهنا الأزمة الدبلوماسية في إدليب في 2018 ولكن توصلنا إلى حل المشكلة مع روسيا. ولكن لم نر أي مؤشر إيجابي من الدبلوماسية التركية منذ مارس-أبريل 2019.
لاسيما الاتفاق مع الولايات المتحدة في 7 أغسطس 2019 عن المنطقة الأمنية كان فاشلاً من الناحيتين الأمنية والشرعية. وهذا الاتفاق اعترفت تركيا بالولايات المتحدة بمثابة الوصي على حزب العمال الكردستاني وسمحنا لها الحديث معنا نيابة عن الإرهابيين. والحمد لله لم يتحقق هذا الاتفاق وألغيناه.
- هل هناك في اتفاق سوتشي ما يستحق للرمي إلى الزبالة؟
- ما يزعجنا بخصوص اتفاق سوتشي هو ما قاله بوتين عقب الاتفاق حول الشعب السوري المكون من عدة القوميات وأنه على الأكراد أن يتفاوضوا مع الأسد. هذا يعني موسكو تريد النظام الفيدرالي في سوريا.
- وما هو خطر تحول سوريا إلى الدولة الفيدرالية بالنسبة لتركيا؟
- أولاً علينا أن نوافق على أن سوريا تمضي نحو الفيدرالية. وهناك نوعان للفيدرالية – الأمريكية والروسية. ولاشك في أن النظام الفيدرالي على شكل روسي مفيد لتركيا أكثر مما في الولايات المتحدة. لأن النظام الفيدرالي الروسي متمركز جداً. لم تتمتع المكونات للفيدرالية في روسيا بحقوق في القضاء والجيش والماليات. ولكن الولايات المتحدة كانت تنوي منح الاستقلالية في الجيش والقضاء والماليات لحزب العمال الكردستاني. ولن توافق روسيا على هذا وكذلك لن يوافق الأسد عليه إطلاقاً.
- سكتت تركيا على منح الفيدرالية للأكراد في شمال العراق. والآن ألا يضر إحداث الفيدرالية للأكراد في شمال سوريا لتركيا؟
النظام الفيدرالي في العراق مقبول لتركيا لأنها تراقب دائماً الوضع في هذه الأراضي. في سبتمبر 2017 أعلنت كردستان العراق استقلالها ودفعنا فرقة المدرعات 172 إلى الحدود وخلال 30 يوماً تمت تسوية المشكلة. وتركيا تفضل التوازن بين الأكراد والحكومة العراقية.
لذلك لن تسمح الاستقلال الكردي مع الحلولة دون القضاء على الأكراد في العراق من قبل بغداد. من الواجب أن تكون المراقبة على النزعات المركزية واللامركزية في أيدي تركيا وإيران. لذلك علينا ألا نخاف عن الفيدرالية السورية التي يجب أن تكون على نمط العراق. بشرط أن القضاء والجيش والماليات تكون في يد الحكومة المركزية.
- نرى أن تركيا ربحت في اتفاقية سوتشي. وكيف سوريا وإيران؟
- وافقت اتفاق سوتشي على تواجد الدوريات من القوات التركية في أراضي سوريا مع تواجد الدبلوماسية والاستخبارات التركية فيها. لم تملك تركيا القاعدة العسكرية في سوريا وأنها فضلت تواجدها في شكل الدوريات العسكرية.
كان الأسد يعارض في البداية التواجد التركي في أراضيها ولكن ثم وافق على هذا. أثبتت تركيا تواجدها بقدرة جيشها واتفقت مع روسيا كدولة صديقة دون نسيان الحيطة. بهذا الاتفاق ربحت تركيا وروسيا وكانت سوريا في هذا الاتفاق منتصرة ومنهزمة في نفس الوقت.
لم تبين تركيا موقفها في الاتفاق مع حكومة الأسد. والتوافق مع سوريا مفيد جداً لتركيا ولكن مع الأسد أو غيره، هذا ليس واضحاً. في الانتخابات القادمة في سوريا لتركيا أيضاً كلمة. أما إيران فأنها لم ولن توافق على هذا الاتفاق.
الإعدادط تجات إسماعيلوف
الترجمة: د. ذاكر قاسموف