قمة سوتشي الثلاثية.. منعطف هام لحل الأزمة السورية

بقلم "ويسل قورت" الباحث في مجالات السلطوية والتحول الديمقراطي والعلاقات العسكرية-المدنية في الشرق الأوسط، والمدرس بجامعة مدنييت (الحضارة) في إسطنبول، والخبير في مركز "سيتا" التركي للأبحاث الاستراتيجية

سياسة 14:20 25.11.2017

تعد قمة سوتشي الثلاثية التي ضمت رؤساء تركيا وروسيا وإيران، الأربعاء المنصرم، منعطفا هاما على طريق حلّ الأزمة السورية، وانبثقت عنها ما يمكن أن نطلق عليه "خارطة طريق" جديدة، لإنهاء الحرب، وإعادة إعمار سوريا.

وتحمل قمة سوتشي أهمية، لأنها تُعقد بين تركيا وروسيا وإيران، الدول الثلاثة الضامنة لمسار أستانا، الذي ركز على وقف الاشتباكات، وأفضى إلى تشكيل مناطق خفض التوتر في سوريا.

وجرى التأكيد مجددا خلال القمة على وحدة أراضي سوريا، وضرورة تطهير البلاد من المنظمات الإرهابية، واتخاذ التدابير التي من شأنها تهيئة الأجواء لعودة النازحين واللاجئين إلى ديارهم، وإيصال المساعدات الإنسانية دون معوقات.

وبرزت خلال قمة سوتشي، نقاط جديدة، في ما يمكن أن نسميه "خارطة طريق"، وتتمثل في البنود التالية:

أولا: التفاهم بخصوص عقد مؤتمر الحوار السوري، الذي سيجمع الفرقاء السوريين.

ثانيا: اتخاذ خطوات في إطار إعادة إعمار سوريا.

ثالثا: تحديد مستقبل سوريا من قبل السوريين أنفسهم، عبر انتخابات شفافة ونزيهة.

رابعا: إيقاف الاشتباكات بشكل تام.

خامسا: تحقيق الاستقرار في مناطق خفض التوتر (الخالية من الاشتباكات).

ويظهر مؤتمر الحوار السوري، الذي سيجمع مختلف الأطراف المعنية، كمنصة تفاوض جديدة، إلا أن الجدل يبدو محتدما منذ الآن حول إمكانية نجاحه من عدمه.

وسيناقش المؤتمر ملفات هامة على رأسها الدستور الجديد، وعودة اللاجئين، وإطلاق سراح المعتقلين، والانتخابات، وإعادة هيكلة مؤسسات الدولة.

ولم تتبلور بعد التفاصيل حول من سيشارك في المؤتمر، وكيفية تشكيل آليات القرار، وهل ستفرض عقوبات على الجهات المخلة بالتفاهمات أم لا.

ورغم عقد مؤتمرات مشابهة في ليبيا واليمن، بعد الاضطرابات التي اجتاحت دولا في العالم العربي، إلا أنها باءت بالفشل، بل وتصاعدت الحرب الأهلية في البلدين.

ويمكن أن يدفع هذان النموذجان البعض إلى التشاؤم حيال عملية الحل السياسي في سوريا، إلا أن هناك فرقان هامان، يتمثلان في الكلفة التي تشكلها الحرب الأهلية في سوريا، على اللاعبين المحليين والدول الضامنة، وثانيا بروز جهود الحل السياسي في إطار الإرادة المتشكلة في مسار أستانا.

ومع أن الحرب الأهلية في سوريا في مرحلة أعقد من اليمن وليبيا، إلا أنه بوسعنا القول إن مواقف الدول الضامنة ستلعب دورا حاسما في إنجاح مؤتمر الحوار السوري.

** تركيا وقمة سوتشي

رأى البعض قبل انطلاق القمة الثلاثية، أنها ستكون " قمة إقناع تركيا"، في مشهد يصورها على أنها لاعب يعترض على عملية متشكلة بمعزل عنها، ويتجاهل حقيقة أن تركيا هي إحدى مؤسسي مسار أستانا.

بالطبع ستكون هناك مفاوضات صعبة بين الأطراف، ومحاولات لاستمالة الآخر، وبالتالي لا يمكننا توقع تحقيق تفاهم حول كافة الملفات.

وفي قراءة لما بين السطور في التصريحات الصادرة عقب القمة، يتولد لدينا انطباع حول عدم وجود تفاهم تام حول هذه المسيرة، حيث هناك تباين في المواقف بين أنقرة من جهة وموسكو وطهران من جهة أخرى، بخصوص تنظيم "ب ي د/ ي ب ك" (الذراع السوري لمنظمة بي كا كا الإرهابية).

ورغم أن الموقف المبدئي لإيران وروسيا حول ضرورة صون وحدة الأراضي السورية، يُعد مهما، إلا أن إمكانية احتفاظ "ي ب ك" بوجوده العسكري، في إطار فيدرالية محتملة بسوريا، سيشكل مصدر خطر متواصل بالنسبة لتركيا.

وتكتسب تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عقب القمة، أهمية في هذا السياق، حيث أكد على مواصلة تركيا دعم جهود الحل السياسي للأزمة السورية، مع عدم تهاونها حيال أي خطر يهدد أمنها.

ويعكس إلغاء موسكو "مؤتمر شعوب سوريا" الذي كانت تخطط له ودعت "ب ي د" للمشاركة فيه، مراعاة روسيا لحساسية تركيا تجاه هذا الأمر، حيث جرى تحويل اسم الاجتماع إلى "مؤتمر الحوار الوطني السوري"، أي بمعنى آخر بديلا لـ"مؤتمر شعوب سوريا"، الذي تحفظت عليه أنقرة لا سيما مسألة مشاركة "ب ي د".

إمكانية تقويض المسيرة من قبل "ب ي د"

والقضية الأخرى الهامة بعيدا عن مشاركة تنظيم "ب ي د" في المؤتمر من عدمها، مسألة وجود التنظيم على الأرض، في مدينة عفرين بريف حلب (شمال)، الأمر الذي يشكل مصدر تهديد سواء لتركيا، أو مناطق خفض التوتر في سوريا.

وينبغي عدم تجاهل إمكانية تقويض هذه المسيرة من قبل "ب ي د"، الذي يحارب من أجل غاياته، ونيابة عن الولايات المتحدة في الوقت نفسه، لا سيما إمكانية استغلال التنظيم انشغال بقية الأطراف بمناطق خفض التوتر والمفاوضات السياسية، لتعزيز قدراته العسكرية، من حيث السلاح والمقاتلين.

وبالنظر إلى كل هذه العوامل، يمكننا القول إن قمة سوتشي، تشكل منعطفا هاما على صعيد مسار أستانا خاصة، وحلّ الأزمة السورية بشكل عام، وفي حال تم تجاوز هذا المنعطف بنجاح فإن ذلك يعني قطع شوط كبير على طريق حلّ الأزمة، لا سيما التوصل إلى مخرجات ملموسة من أجل مباحثات جنيف.

كن في حال حدوث نكسة ما في هذا المسار، فإنه ينبغي التركيزعلى عدم التفريط بالمكتسبات التي تم تحقيقها لغاية اليوم، وإلا فإنه سيكون من الصعب الحيلولة دون تفاقم الأزمة بشكل أكثر عنفا.

 

تواصل جلسات الاستماع بشأن الدعوي  التي رفعتها أرمينيا ضد أذربيجان" في محكمة العدل الدولية - مباشر

أحدث الأخبار

تفعيل نظام مير الروسي في مصر.. انعكاسات مهمة على السياحة والتبادل التجاري
18:00 23.04.2024
مشروع مسام ينتزع 857 لغماً في اليمن خلال أسبوع
17:30 23.04.2024
علي موسي إبراهيموف : الحرب العالمية الثالثة بدأت بالفعل
17:07 23.04.2024
شنجن للخليجيين لمدة 5 سنوات من أول طلب
17:00 23.04.2024
مسجد باريس يعرب عن قلقه بشأن تصريحات رئيس الوزراء الفرنسي حول التسلل الإسلامي
16:00 23.04.2024
مصر تؤكد السيطرة على حدودها مع غزة
15:30 23.04.2024
وصول المعتمرين الإيرانيين المدينة المنورة بعد توقف 9 سنوات
15:00 23.04.2024
ميرزاييف: "السياسات الأرمينية العدائية قادتها إلى الهاوية"
14:00 23.04.2024
تورال إسماعيلوف : إيران تري أن أذربيجان تمثل تهديدًا لها
13:00 23.04.2024
تواصل جلسات الاستماع بشأن الدعوي التي رفعتها أرمينيا ضد أذربيجان" في محكمة العدل الدولية - مباشر
12:15 23.04.2024
وفد من البنتاجون يزور النيجر لمناقشة انسحاب القوات الأمريكية
12:00 23.04.2024
بدأ عملية تحديد إحداثيات الحدود الأذربيجانية الأرمينية
11:50 23.04.2024
سلطان عُمان يزور الإمارات ويبحث مع محمد بن زايد التعاون والعمل المشترك
11:45 23.04.2024
زيارة أردوغان للعراق. دلالات على مرحلة جديدة من التعاون
11:30 23.04.2024
إيران وباكستان تبحثان إصلاح العلاقات بعد توترات حدودية
11:16 23.04.2024
أمير قطر يبدأ اليوم زيارة لبنجلاديش لتعزيز التعاون الاقتصادي
11:00 23.04.2024
القمة الثلاثية في تونس تناقش تحديات أمنية واقتصادية مشتركة
10:46 23.04.2024
الشيخ مشعل الأحمد يبدأ زيارة دولة للأردن
10:30 23.04.2024
الرئيس الألماني يزور تركيا حاملاً 60 كيلوجراماً من الشاورما
10:16 23.04.2024
الإنفاق الدفاعي العالمي بلغ 2443 مليار دولار عام 2023 وسط 55 نزاعاً
10:00 23.04.2024
إطلاق صواريخ من العراق باتجاه قاعدة للتحالف الدولي بسوريا
09:45 23.04.2024
استقالة رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية
09:17 23.04.2024
بغداد وأنقرة تتجهان لطيّ صفحة الخلافات السياسية
09:00 23.04.2024
سيول تحتج على إرسال الزعماء اليابانيين قرابين لضريح ياسوكوني
18:00 22.04.2024
مشاهد قاسية لجثامين انتُشلت من مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي
17:30 22.04.2024
هل حان وقت احلال السلام في القوقاز؟
17:00 22.04.2024
مشتريات الصين من الذهب تعزز ارتفاع أسعاره وتحطيمه أرقاماً قياسية
16:30 22.04.2024
منتدى خليجي- أوروبي يبحث الأمن والتعاون الإقليمي
16:00 22.04.2024
باسل الحاج جاسم : ترسيم الحدود بين اذربيجان وأرمينيا خطوة لتجاوز عقبات السلام الدائم في القوقاز
15:09 22.04.2024
هنية إدارة غزة يجب أن تتم بإرادة فلسطينية
15:00 22.04.2024
فكرت صادقوف: " جنوب القوقاز اقترب من السلام الدائم
13:51 22.04.2024
شابنام حسنوفا : زيارة الرئيس إلهام علييف إلي روسيا ليست صدفة
13:00 22.04.2024
تحديد 29 يونيو موعدا لإجراء الانتخابات الرئاسية في موريتانيا
12:00 22.04.2024
انتخابات تشريعية في المالديف على خلفية منافسة بين الهند والصين
11:00 22.04.2024
أمير الكويت يعين الشيخ أحمد العبد الله نائباً للأمير
10:30 22.04.2024
أمير قطر يصل إلى الفلبين في مستهل جولة آسيوية تشمل بنجلاديش ونيبال
10:15 22.04.2024
الغارات الإسرائيلية تقتل 48 شخصاً في غزة خلال 24 ساعة
10:00 22.04.2024
العراق يتباحث مع أردوغان بشأن حصة عادلة من المياه لنهري دجلة والفرات
09:45 22.04.2024
الرئيس الإيراني يزور باكستان
09:30 22.04.2024
الأردن: نتنياهو يريد جر الولايات المتحدة لمواجهة مع إيران
09:15 22.04.2024
جميع الأخبار