هل يشارك حزب "القوة اليهودية" في الحكومة الإسرائيلية المقبلة؟

ما زالت أفكار الحاخام مائير كاهانا منتشرة بين أقلية يمينية في إسرائيل حتى بعد 30 عاما من موته

سياسة 14:20 07.04.2019

يخوض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حملة شرسة في الانتخابات المبكرة التي دعا إليها، وقد ينتهي به الأمر بتشكيل الحكومة القادمة مع حزب "القوة اليهودية" اليميني المثير للجدل.

ويستلهم الحزب أفكاره من الحاخام اليهودي الراحل مائير كاهانا، الذي دعت حركته "كاخ" المحظورة إلى إجلاء الفلسطينيين قسرا وتبنت أفكارا عنصرية.

ويرتبط اسم الحاخام مائير كاهانا بسياسات يمينية تأخذ تعاليمها من الدين وطرق عنيفة متطرفة.

واليوم، وبعد أن كانت حركته المناوئة للعرب محظورة قانونا في إسرائيل وبعد اغتياله في نيويورك، يمكن لإرث هذا الحاخام أن يعود إلى المشهد السياسي في الانتخابات التي تجرى في التاسع من أبريل/نيسان.

ويأتي ذلك على وقع صراع انتخابي محموم يسعى فيه نتنياهو للوصول إلى ثلاثة أحزاب يمينية متطرفة لتعزيز فرصهم في الحصول على مقاعد في الكنيست.

كما قطع لهم نتنياهو وعدا بأن يمنحهم منصبين في تشكيلة قادمة للحكومة، وذلك إذا احتاجهم حزبه "ليكود" في تشكيل ائتلاف حكومي.

وتشير استطلاعات الرأي إلى أن أمام الأحزاب الثلاثة حزب القوة اليهودية والبيت اليهودي والائتلاف الوطني، فرصة لأن يفوزوا بما يربو على 3.25 في المئة من الأصوات في الانتخابات، وهي نسبة تكفي لمنحهم مقاعد في البرلمان وتحجز لهم مكانا في حكومة ائتلافية يمينية.

لكن ما الذي يجعل تلك الأحزاب مثار جدل كبير؟

 

صورة أرشيفية - الحاخام كاهانا ملقيا خطابا أمام الكنيست الإسرائيلي

كثيرا ما قوبلت خطابات الحاخام كاهانا بمقاطعة من أعضاء الكنيست، الذين كانوا يغادرون القاعة أثناء حديثه

في سبعينيات القرن الماضي، أسس الحاخام كاهانا حزب كاخ القومي الذي كان يدعو لإجلاء العرب من إسرائيل والمناطق التي احتلتها، وبالقوة إذا لزم الأمر.

ولد كاهاني في نيويورك عام 1932، وانضم في مرحلة المراهقة إلى حركة شبابية يمينية شبه عسكرية، وأصبح حاخاما في عام 1957.

وفي عام 1968 أسس رابطة الدفاع اليهودية المسلحة التي كانت ترسل دوريات مسلحة من اليهود الشباب إلى أحياء يغلب عليها الأمريكيون السود أو من ذوي الأصول اللاتينية لحماية السكان اليهود هناك.

وأدين كاهانا عام 1971 بالتآمر لتنفيذ تفجيرات، لينتقل بعد ذلك إلى إسرائيل رغم أنه كان خاضعا لقانون الإفراج المشروط في العام نفسه.

وألقي القبض عليه عشرات المرات في إسرائيل ليقضي فترة في السجن، قبل أن يقود حركته كاخ للفوز بمقاعد في الكنيست عام 1984.

أما خطاباته أمام الكنيست فقوبلت بمقاطعة من أعضاء آخرين كانوا يتركون القاعة أثناء إلقائه لها. ومنع الحزب من المشاركة في الانتخابات التالية بسبب إذكائه روح العنصرية.

الموت والغضب

يهود متعصبون في مراسم جنازة الحاخام كاهانا في بروكلين بنيويورك والتي أقيمت في السادس من نوفمبر تشرين الثاني 1990

استمر أنصار الحاخام كاهانا في نشر أفكاره بعد أن تعرض للاغتيال في نوفمبر تشرين الثاني عام 1990

ورغم مقتل الحاخام كاهانا في نيويورك عام 1990 على يد مواطن أمريكي من أصول مصرية، إلا أن إرثه المتطرف لم يندثر أبدا بموته.

فقد تحولت جنازته إلى مسيرة غضب عارم خرج فيها 15 ألفا على الأقل إلى الشوارع وهم يهتفون بـ"الموت للعرب"، وكسرت نوافذ المتاجر ، وتعرض المارة من العرب للضرب المبرح.

وعمل ابنه بنيامين على تأسيس حركة "كاهانا خاي" (أي: عاش كاهانا!) التي حظرت عام 1992، وتلاه بعد ذلك بعامين حظر حركة كاخ عام 1994، واعتبرت الحركتان منظمتين "إرهابيتين".

وقتل بنيامين وزوجته تاليا في كمين أعده فلسطينيون عام 2000.

إلا أن أنصار كاهانا استمروا في التدبير لأعمال عنف عام 2001، وألقي القبض على زعيم رابطة الدفاع اليهودية في الولايات المتحدة، وأدين بصناعة متفجرات للهجوم على مساجد في كاليفورنيا.

وفي عام 2013، تمكن مجموعة من أنصار الحاخام المثير للجدل من التجمع مرة أخرى وتأسيس حزب القوة اليهودي الذي يستلهم تعاليمه من أفكار كاهانا.

وما زال هذا الحزب مهمشا على الساحة السياسية في إسرائيل، ولم يفز بأي انتخابات وليس أمامه حتى الآن سوى تحقيق قدر ضئيل من أي مكاسب في الانتخابات.

"كو كلاكس كلان الإسرائيلية"

ميخائيل بن آري (في الوسط) بين زعيمين آخرين لحزب القوة اليهودي، باروخ مارزيل وإتمار بن-غفير في القدس في مارس آذار الماضي

أبطلت المحكمة العليا في إسرائيل ترشيح زعيم حزب القوة ميخائيل بن آري (في الوسط) للانتخابات، بعد تصريحات له اعتبرت "إذكاء للعنصرية"

بدأ اتحاد الأحزاب اليمينية، المكون حديثا، يثير حالة من الاندهاش في إسرائيل وخارجها.

وقال باراك رافيد، أحد الصحفيين بقناة تلفزيونية إسرائيلية، إن نتنياهو يسعى بهذه الخطوة لإدخال مَن يشبه ديفيد ديوك إلى الكنيست، في إشارة إلى الزعيم المؤسس لحركة كو كلاكس كلان العنصرية في أمريكا والتي تؤمن بتفوق العرق الأبيض.

أما باتيا أونغار-سارغون، وهي كاتبة رأي في موقع "فوروارد" الأمريكي اليهودي، فوضعت أنصار كاهانا في مقارنة مع أنصار حركة كو كلاكس كلان الأمريكية. وقالت إن "هؤلاء هم أشباه ديفيد ديوك وريتشارد سبنسر في الدولة اليهودية"، مضيفة أنهم "يؤمنون بأن السيادة اليهودية تعتمد في الأساس على أعمال القمع والتطهير العرقي، بل وقتل المواطنين العرب داخل إسرائيل".

كما وصفت اثنتان من أهم المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة، وهما اللجنة اليهودية الأمريكية (إيه جيه سي) ولجنة الشؤون العامة الإسرائيلية الأمريكية (أيباك)، أفكار حزب القوة اليهودي بأنها "مثار انتقاد" و"لا تعكس القيم الجوهرية للفكرة الأساسية لقيام دولة إسرائيل".

وأبطلت المحكمة العليا في إسرائيل الشهر الماضي ترشيح زعيم الحزب ميخائيل بن آري في الانتخابات المقبلة، بسبب تصريحات له اعتبرت "إذكاء للعنصرية".

وبدأ بتسلئيل سموتريخ، الزعيم المشارك في تأسيس هذا الائتلاف اليميني والذي أعلن نفسه بأنه "فخور بمعاداة المثلية الجنسية"، بوضع شروط للمشاركة في ائتلاف حكومي مع نتنياهو.

وقال سموتريخ إنه يرغب في أن يكون هناك تشريع يسمح للبرلمان بتخطي قرارات المحكمة العليا في تمرير الأحكام.

رهان نتنياهو

"لا لدخول العنصرية إلى صناديق الاقتراع" عبارة تحملها متظاهرة مناوئة لأفكار الحاخام كاهانا

أما ريوفين هازان، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة العبرية في القدس، فقال إن دعوة هذه الأحزاب للمشاركة في الحكومة يمكن لها أن تزيد من صعوبة الأمور على نتنياهو.

وأضاف أنه يمكن لهم أن يطالبوا بضخ مزيد من الأموال لبناء المستوطنات، وهو ما سيزيد من تعقيد الخطط التي تسعى لإبرام صفقة تدعمها الولايات المتحدة في المنطقة، كما ستزيد من الضغط لضخ تمويلات دينية أكبر.

إلا أنه يرى أيضا أن أفكارهم قد تبقي عليهم خارج الحكومة، وذلك في حال ما إذا أدرك حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو أنه "لا يستطيع تحمل التكلفة العالية لقبول أحزاب متطرفة" في الائتلاف الحكومي.

وقال هازان: "نتنياهو ليس مغرما على الإطلاق بالأحزاب اليمينية المتطرفة. لكن وبالرغم من أنه بعيد تماما عن أفكارهم، إلا أنه ارتأى أن عليه القيام بذلك وإلا فإن فرصه في تشكيل الحكومة ستكون أقل بكثير".

أما نوغا تارنوبولسكي، وهي صحفية من القدس تعمل على تغطية الشؤون الإسرائيلية والفلسطينية، فقالت إن اتحاد الأحزاب اليمينية يحوم حول الحد الأدنى للانتخابات، وإنه "ليس من الواضح ما إذا كان نتنياهو سيربح الرهان".

وأضافت أن قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي للميل ناحية اليمين المتطرف قد يفضي إلى أن يجنح البعض، رغم كونهم محافظين، للنأي بأنفسهم عن المشاركة مع أمثال هؤلاء.

وقالت تارنوبولسكي لبي بي سي: "هناك من يتبنون آراء يمينية تركز على أمن إسرائيل ويرون أنه يجب أن لا تفرط في الضفة الغربية. لكنهم في الوقت نفسه لا يريدون منح أي فرصة لمن يتبنون أفكارا عنصرية فجة، ويعتقدون أنه لا يجب لغير اليهود أن يعيشوا هنا".

"معركة للبقاء"

مستوطنون إسرائيليون في اشتباك مع قوات أمن إسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة في يونيو حزيران 2018

بحسب الخبراء، يتوقع للأحزاب اليمينية أن تدفع في اتجاه سياسات من قبيل ضخ أموال إضافية لبناء مستوطنات على الأراضي المحتلة

ومع كون السباق الانتخابي ينحصر في 120 مقعدا داخل الكنيست، يعمل نتنياهو جاهدا على اللعب بورقة الأمن، وهو ما يزيد من حدة الاستقطاب.

وقال هازان إن حملة نتنياهو يغلب عليها الشعور بإمكانية إدانته في اتهامات بالفساد في ثلاث قضايا. وأضاف أنه "يدرك أنها معركة بقاء بالنسبة له".

ومع أن القانون الإسرائيلي يسمح بإدانة من في منصب رئيس الوزراء بارتكاب مخالفات جنائية، إلا تارنوبولسكي ترى أن نتنياهو سيعمل على تمرير مشروع قانون من شأنه أن يمنع ذلك.

وحتى في حال فوز نتنياهو، فإن تساؤلات عدة ستثار حول قدرة رئيس الوزراء على التعامل مع أمور الدولة، إذا كان سيعمل في الوقت نفسه على الدفاع عن نفسه أمام المحكمة.

وأضافت تارنوبولسكي أن نتنياهو "يتعامل مع إعادة انتخابه على أنها مسألة وجود"، وتابعت أن وجود تحالف ضعيف قد يفضي في المستقبل إلى وضع غير مستقر في حكومته.

وعما إذا كان حزب الليكود سيربح في الانتخابات أم لا؟ وما إذا كانت المظلة الجديدة للأحزاب اليمينية ستتمكن من دخول الكنيست؟ فإن تلك تساؤلات ستجد إجابات لها بعد إغلاق صناديق الاقتراع مساء يوم الثلاثاء المقبل.

لكن مع ظهور النبض مجددا في حياة الأحزاب المهمشة، فإن نتنياهو قد أظهر أن حركات يمينية متطرفة تستلهم أفكارها من الحاخام كاهانا لا تزال حية ونشطة على المسرح السياسي في إسرائيل.

 

 

قناة "يورونيوز" التلفزيونية تبث تقريرًا عن  مخاطر الألغام  في أذربيجان

أحدث الأخبار

إيقاد شعلة أولمبياد باريس في أولمبيا القديمة
19:00 17.04.2024
أفضل 30 وجهة سفر عالمية لعام 2024
18:00 17.04.2024
سياسي أرميني يوجه نقدًا لاذعًا إلي محكمة العدل الدولية
17:00 17.04.2024
سيلين سينوكاك : فرنسا تشن حملة دبلوماسية لزعزعة الاستقرار في المنطقة
16:00 17.04.2024
مارتن ليجون : فرض العقوبات علي إيران ليس حلًا
15:00 17.04.2024
دميتري سولونيك : هذا لن يساهم في استقرار المنطقة
14:00 17.04.2024
خبير سياسي: أرمينيا تسعي إلي أن تكون السعودية وسيطًا في أزمتها مع أذربيجان
13:00 17.04.2024
راي كريم أوغلو : الادعاءات التي قدمتها أرمينيا في محكمة العدل ليست إلا "أكاذيب"
12:25 17.04.2024
مصر وتركيا لترسيخ العلاقات بعد إنهاء القطيعة
12:00 17.04.2024
كيف تتعامل مصر مع تداعيات استمرار التوتر في البحر الأحمر؟
11:45 17.04.2024
سلطنة عمان: سيول تودي بحياة أكثر من 16 شخصا جلهم من التلاميذ
11:30 17.04.2024
رئيسي يتوعد برد واسع وموجع على أدنى عمل يستهدف مصالح طهران
11:15 17.04.2024
رئيس وزراء باكستان يستقبل وزير الخارجية السعودي
11:00 17.04.2024
تركيا تدير علاقاتها مع إيران وأمريكا بحذر
10:45 17.04.2024
فريق التوعية بمخاطر الذخائر المنفجرة يجري دورات للتوعية بمخاطر الذخائر المنفجرة
10:36 17.04.2024
بوتين يبحث هاتفيا مع الرئيس الإيراني الأزمة في الشرق الأوسط
10:30 17.04.2024
العمانية للغاز توقع اتفاقية توريد مع جيرا اليابانية لمدة 10 أعوام
10:15 17.04.2024
السعودية وباكستان تبحثان تكثيف التعاون الأمني والاستراتيجي
10:00 17.04.2024
الأمم المتحدة تعثر على قنابل غير منفجرة تزن ألف رطل في مدارس بغزة
09:45 17.04.2024
الأمم المتحدة تدعو إسرائيل للتوقف عن المشاركة في عنف المستوطنين
09:30 17.04.2024
استقالة المبعوث الأممي إلى ليبيا عبدالله باتيلي
09:15 17.04.2024
أردوغان: نتنياهو هو المسؤول الوحيد عن أحدث توتر في الشرق الأوسط
09:00 17.04.2024
"ضد الهجوم الإيراني".. السعودية تعترف بمساعدة إسرائيل
22:12 16.04.2024
مطار دبي الثاني عالمياً بقائمة أكثر المطارات ازدحاماً في 2023
18:00 16.04.2024
توفيق عباسوف : هكذا تتعامل القوي العالمية مع قضايا المنطقة
16:00 16.04.2024
خبير إسرائيلي : إذا اندلعت حرب فإن إيران ستكون الخاسر الأكبر
14:21 16.04.2024
استمرار جلسات الاستماع في القضية التي رفعت ضد أذربيجان في محكمة العدل
13:34 16.04.2024
مركز ترتر الإقليمي للتدريب المهني يعقد دورة تدريبية لفريق إزالة الألغام النسائي
12:41 16.04.2024
لماذا شنت إيران أول هجوم مباشر لها على إسرائيل؟
12:15 16.04.2024
فاسيليس ماراجوس : يجب أن تكون الحدود السوفيتية حدود رسمية
11:58 16.04.2024
مسؤولي الاتحاد الأوروبي يجتمعون مع شارل ميشيل
11:34 16.04.2024
البنك المركزي الصيني يضخ ملياري يوان في النظام المصرفي
11:30 16.04.2024
إيران وروسيا توقعان اتفاقية اقتصادية جديدة
11:18 16.04.2024
زيلينسكي يطالب الغرب بمزيد من الدعم في مواجهة روسيا
11:15 16.04.2024
عام على الحرب في السودان.. كارثة إنسانية في طي النسيان
11:00 16.04.2024
جنوب أفريقيا تطعن على قيود الاتحاد الأوروبي على صادراتها من الحمضيات
10:30 16.04.2024
أمير قطر وأردوغان يبحثان هاتفيا آخر تطورات الأوضاع في غزة
10:17 16.04.2024
أمريكا طلبت وساطة تركيا قبل الهجوم الإيراني على إسرائيل
10:00 16.04.2024
السعودية وأوزبكستان توقّعان اتفاقية للإعفاء المتبادل من التأشيرة
09:45 16.04.2024
التوترات الجيوسياسية تضغط على سلاسل الإمداد العالمية
09:30 16.04.2024
جميع الأخبار