ماياواتي شخصية محورية في الانتخابات الهندية

سياسة 15:23 22.04.2019
تعتبر كوماري ماياواتي، من طبقة الداليت المضطهدة، أحد أشهر السياسيين في الهند، وشخصية مركزية في خطط المعارضة الساعية إلى تحسين حظوظها في الانتخابات الجارية لمجلس الشعب من 11 إبريل إلى 23 مايو.
 
يقول المحللون إن أحزاب المعارضة كانت تتهافت لعقد تحالفات معها، أما طموحها فيكمن في السعي لتولي رئاسة وزراء الهند، إذا لم يتمكن أي من الأحزاب من الحصول على الغالبية، وأن تكون، بالتالي، أول امرأة من الداليت تشغل هذا المنصب.
 
وتعارض ماياواتي، التي تلقب بـ «الأخت»، كل من حزب بهاراتيا جاناتا وحزب المؤتمر بشدة، وقد عقدت تحالفاً تاريخياً مع خصمها القديم، حزب «ساماجوادي»، الذي يتميز بثقله الوازن بين الطبقات الفقيرة، بأمل هزيمة مرشحي «بهاراتيا جاناتا» في بعض أهم معاقل الحزب الحاكم. ويقال إن دخول بريانكا غاندي السياسة، يعود في جانب منه إلى عناد ماياواتي في تقديم أي تنازلات للمؤتمر في ولاية أتار براديش.
 
سيرة مذهلة
 
وتعد سيرة كوماري الذاتية مذهلة. فقد تغلبت على كونها امرأة ومن الطبقة الدنيا للفوز بالسلطة في ولايتها، وممارسة تأثير كبير على المستوى الوطني. ترعرعت، وهي ابنة كاتب بسيط في الحكومة، في أزقة الأحياء الفقيرة في أتار براديش، وعاشت حياتها بين طبقة «المنبوذين»، وتنقل صحيفة «نيويورك تايمز» عن جيرانها أنها كانت محرومة من صنبور المياه، لانتمائها إلى تلك الطبقة، وكثيراً ما دخلت في عراك مع الآخرين، وكان يتفادى الناس الدخول في جدال معها.
 
عملت أستاذة في مدرسة، قبل أن تبدأ مهنتها السياسية في أتر براديش، متعهدة بإنهاء التمييز بين الطبقات. وفي أواخر الستينيات، وفي تمرد على التقاليد، هاجمت أحد رجال الطبقة العليا من حزب المؤتمر الهندي الحاكم، فلفتت انتباه الناشط كانشي رام، الذي أقنعها بالانضمام إليه، وحزبه الذي أسسه عام 1984، «باهوجان ساماج» أو «شعب الأكثرية»، والتسمية تشير إلى كل من ليس ضمن الطبقة العليا، الذين تصفهم أدبيات الحزب بالظالمين الاستغلاليين. الحزب جذب طبقة جديدة متعلمة من «الداليت»، وبحلول 1989، فازت ماياواتي بمقعد في الجمعية الوطنية. وفي عام 1995، تمكنت بفعل تحالفات تكتيكية من تولي منصب رئيسة وزراء ولاية أتار براديش، وكانت أصغر سياسي هندي يتولى المنصب بعمر 39 عاماً، وقد وُصف صعودها بـ «معجزة الديمقراطية». وسوف تتولى رئاسة الحزب عام 2003، ويفوز حزبها بشكل ساحق في تلك الولاية الكبرى عام 2007.
 
وقد انتخبت ماياواتي عضواً في مجلس الشعب في ثلاث مناسبات، ومجلس «الشيوخ» ثلاث مرات، حيث استقالت عام 2017، بعد أن منعت من إلقاء خطاب مرتجل دفاعاً عن سوء معاملة الداليت.
 
خلال تسلمها رئاسة وزارة أتار براديش، كانت صارمة بشكل خاص في مجال تطبيق النظام والقانون، وقامت باعتقال زعماء الجريمة المنظمة، وفرضت قوانين ضد العنف القائم على الطبقات، وعمدت إلى بناء البنى التحتية. ومن عمل معها وصفها تكتيكاتها بالفجة، لكنها كانت فعالة على ما يبدو، يقول المحللون، فقد طرح اسمها كرئيسة وزراء محتملة للهند عام 2009.
 
ويقال إنها تعتمد على بعض المساعدين، لكن الكلمة الفصل لها. وقد وصفها المؤرخ السياسي راما تشاندرا غوها: «تعتقد أن الجميع يريد الانقضاض عليها، لكن بإمكانها التغلب عليهم».
 
أبرز ما خلفته وراءها، هي تلك النصب التذكارية التي قامت ببنائها لزعماء الداليت، بما في ذلك تمثال بطول 15 متراً يجسد صورتها، وهو ما رآه البعض إنفاقاً للمال في غير محله، لكنها تقول إنه رمز لفخر «الداليت».
 
إسراف وهدر
 
لكن مسارها الملهم، لم يكن خالياً من الفضائح واتهامات بالفساد. فقد جمعت ثروة كبيرة تنسبها غالباً إلى التبرعات السياسية، تشمل عقارات وحسابات بنكية وطائرات ومروحيات. وكانت أعياد ميلادها مناسبات إعلامية، حيث تظهر مزدانة بالألماس، وأفادت برقية مسربة للسفارة الأمريكية أنها أرسلت طائرة لجلب زوج صنادل من مومباي، وهو ما نفته. وكان مشروع لتجميع المناطق حول تاج محل، انتهى بدعوى فساد ضدها، وصلت إلى المحكمة العليا.
 
بعد توليها الحزب، شرعت في استراتيجية سياسية، شملت البرهمانيون من الطبقة العليا، وقد أذهلت الأمة عام 2007، عندما فازت بالغالبية في أكبر ولاية بالدولة، بتحالف سياسي دمج الأصوات من أعلى وأسفل هرم نظام الطبقات الهندوسي. قالت في إحدى المقابلات النادرة: «أفضل أن يعرفني الناس كزعيمة لكل المجتمعات، ففي كل مجتمع، هناك شعب فقير وعاطلون عن العمل».
 
وعلى الرغم من مغازلة ماياواتي للطبقات العليا، وإسرافها ومزاعم الفساد، بقي «الداليت» والطبقات الدنيا مخلصين لها. فحيث راى البعض براعة في تشكيل تحالفات، رأى آخرون تكتيكات غير مبدئية. يقول الباحث إس بي باندي «إنها دخلت في تحالف مع حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم ثلاث مرات، وخاضت الانتخابات في إحدى المرات كحليفة لحزب المؤتمر الهندي»، مضيفاً: «استخدمت التحالفات من أجل صعودها بسبب طبيعة الأحجية في السياسة الهندية».
 
يعتقد المحللان بيبهوداتا براهان وشتروتي سريفاستافا في مقال في «بلومبرغ»، أنها قد تكون مفتاح هزيمة بهاراتيا جاناتا، ففي ظل زيادة التوترات الطائفية التي تؤدي إلى وحدة الداليت، فإن قوة هامة كانت تتشكل من نسبة 16.6 % من السكان.
 
من جهته، يقول اجوي بوس، كاتب سيرتها الذاتية: «استعادت ماياواتي الأرضية»، وهذا تحول كبير في حظوظها السياسية منذ الهزيمة التي لحقت بحزبها و«حزب ساماجوادي»، على يد مودي في الانتخابات العامة عام 2014. وكان حزبها قد شهد أسوأ أداء له في مارس 2017، في انتخابات مجلس ولاية أتر برديش.
 
ماياواتي كانت تحاول توسيع تحالفاتها، ويقول كونوار دانيش علي زعيم جاناتا دال (العلماني)، عن تحالف حزبه مع حزبها، بوهاجان ساماج: «حزب ماياواتي الوحيد الذي له وجود في عموم الهند، عندما تتحدث عن تحالف، فهو يشكل قوة هائلة».
 
من جهته، يرى بدري ناريان، أستاذ في الأهاباد، أن «قضايا الداليت ستكون واحدة من العوامل الرئيسة في انتخابات 2019»، مضيفاً: «هذه لحظة مناسبة لماياواتي للتفاوض على المنصب الأعلى». وهي حاولت عقد تحالف بين الداليت والمسلمين قبل الانتخابات.
 
هاجمت رئيس وزراء الهند نارندرا مودي أخيراً، خلال حشد انتخابي، وقالت: «ساعد الأثرياء على كسب المزيد من الثروات خلال سنوات حكمه، وعندما أدرك أنه فشل، استخدم حادثة العملية الانتحارية ضد القافلة شبه العسكرية الهندية في كشمير لكسب الناخبين».
 
تأمل ماياواتي أن يحقق تحالفها مع حزب «ساماجوادي»، في جمع أصوات الطبقات الدنيا، والفوز بـ 50 مقعداً، لوقف تقدم بهاراتيا جاناتا. أما المؤتمر، فيخوض الانتخابات من تلقاء نفسه في أتار براديش، وهناك قلق أن يقسم الأصوات.
 
وقد قررت عدم خوض انتخابات مجلس الشعب أخيراً، قائلة إنها سوف تركز على دعم التحالف الذي شكلته في مواجهة حزب بهارتيا جاناتا الحاكم، مع حزبي «ساماجوادي» و«راشتريا لوك دال». لكن في توضيح لموقفها على توتير، أبقت خيار التنافس لاحقاً، قائلة إن «بإمكانها أن تفوز بالانتخابات متى شاءت، فهي أصبحت رئيسة وزراء ولاية أتار براديش لأول مرة عام 1995، دون أن تكون عضواً في المجلس».
ما مدي عدالة محكمة العدل الدولية ؟ - أومود ميرزايف يجيب

أحدث الأخبار

أسرار استهداف إيران لأذربيجان
17:16 19.04.2024
في يومها الأخير جلسات الاستماع في الدعوي الارمينية ضد أذربيجان
16:00 19.04.2024
كواليس انسحاب قوات حفظ السلام الروسية من قراباغ
15:00 19.04.2024
زرادشت علي زاده : الولايات المتحدة لا تريد أن يتم فتح طريق زانجيزور في ظل هذه الظروف
14:00 19.04.2024
ما تأثير انسحاب قوات حفظ السلام من قراباغ؟
13:00 19.04.2024
اشتباكات بين الدفاع الجوي الإيراني وطائرات إسرائيلية بطهران
12:00 19.04.2024
جوتيريش العمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح ستفاقم الأوضاع الإنسانية
11:45 19.04.2024
صندوق النقد الدولي يتوقع أن يبقى النمو في الشرق الأوسط مكبوحاً
11:30 19.04.2024
صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة وورلد برس فوتو لعام 2024
11:15 19.04.2024
فيضانات نيجيريا تزيد من نقص محصول الكاكاو
11:00 19.04.2024
قطر تعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار في غزة
10:45 19.04.2024
بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين بسبب نشاطات تخريبية
10:30 19.04.2024
اليونيسف طفل يصاب أو يموت كل 10 دقائق في غزة
10:15 19.04.2024
الهند تشهد أكبر انتخابات في تاريخها بمشاركة مليار ناخب
10:00 19.04.2024
المياه تغمر نحو 18 ألف منزل في روسيا بسبب الفيضانات العارمة
09:45 19.04.2024
الحرس الثوري الإيراني يعلن تحديد مواقع المنشآت النووية الإسرائيلية ويحذر تل أبيب
09:30 19.04.2024
أجندة واسعة لزيارة إردوغان للعراق
09:15 19.04.2024
السفير الأمريكي في أذربيجان يزور أغدام
09:00 19.04.2024
بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين بسبب نشاطات تخريبية
01:00 19.04.2024
ميرزايف : هذه المحاكمة تأخرت 30 عاما
17:00 18.04.2024
علي الحوفي: من الأفضل للجميع أن يعم السلام والاستقرار في المنطقة
16:00 18.04.2024
فؤاد عباسوف: من يريد السلام مع جاره لا يحاكمه!
15:00 18.04.2024
سياسي أوكراني : انسحاب الجيش الروسي من قراباغ انتصار سياسي لأذربيجان
14:00 18.04.2024
موسكو تدعم رئاسة كازاخستان لمنظمة شنغهاى للتعاون
13:00 18.04.2024
هل كان وجود قوات حفظ السلام الروسية في قراباغ يمثل تهديدا لأذربيجان؟
12:00 18.04.2024
ميرزاييف: كنت أنتظر انسحاب قوات حفظ السلام الروسية لقراباغ بفارغ الصبر
11:30 18.04.2024
البنك الدولي يعتزم توصيل خدمة الكهرباء لـ 300 مليون أفريقي
11:15 18.04.2024
الانتقام الإيرانى كثيف وناعم ومثير
11:00 18.04.2024
اليونيسف استشهاد ما يقرب من 14 ألف طفل في غزة منذ بدء الحرب
10:45 18.04.2024
تركيا تتهم نتانياهو بـدفع المنطقة إلى الحرب للبقاء في السلطة
10:30 18.04.2024
ترقب في مجلس الأمن للتصويت على عضوية فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة
10:15 18.04.2024
ما مدي عدالة محكمة العدل الدولية ؟ - أومود ميرزايف يجيب
10:00 18.04.2024
الاتحاد الأوروبي يتجه لتصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية
09:45 18.04.2024
ملكا الأردن والبحرين يرفضان كل ما يؤدي إلى الهجمات البرية على رفح
09:30 18.04.2024
الجزائر تقدم مساهمة مالية استثنائية لوكالة الأونروا
09:17 18.04.2024
الكرملين يؤكد الانسحاب من منطقة قراباغ
09:04 18.04.2024
إيقاد شعلة أولمبياد باريس في أولمبيا القديمة
19:00 17.04.2024
أفضل 30 وجهة سفر عالمية لعام 2024
18:00 17.04.2024
سياسي أرميني يوجه نقدًا لاذعًا إلي محكمة العدل الدولية
17:00 17.04.2024
سيلين سينوكاك : فرنسا تشن حملة دبلوماسية لزعزعة الاستقرار في المنطقة
16:00 17.04.2024
جميع الأخبار