يحتوي التقرير الأخير لأرمينيا الصادر على موقع الأمم المتحدة في الإنترنت، على المعلومات المزورة حيث يشمل التقرير المعلومات عما يسمى ب"جمهورية قاره باغ الجبلية" على الموقع، والذي فيه معلومات احتيالية وتغيير الحقائق التاريخية. أدلى السيد أمود ميرزاييف، رئيس مؤسسة أوراسيا الدولية للصحافة التي لها مركز استشاري رئيسي في المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة، ببيان معنون إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس ورئيس الدورة ال73 للجمعية العامة للأمم المتحدة، ماريا فرناندا إسبينوزا غارزا ومفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشيليت. تقدم Eurasia Diary النص الكامل للبيان:
بيان مؤسسة أوراسيا الدولية للصحافة فيما يتعلق نشر التقرير عن النظام الانفصالي لما تسمى ب"جمهورية قاره باغ الجبلية" غير المعترف بها على الموقع الرسمي للأمم المتحدة
إلى الأمين العام للأمم المتحدة السيد أنطونيو غوتيريس ورئيس الدورة ال73 للجمعية العامة للأمم المتحدة السيدة ماريا فرناندا إسبينوزا غارزا ومفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان
السيدة ميشيل باشيليت.
تعرب مؤسسة أوراسيا الدولية للصحافة (IEPF) عن احترامها العميق لحصرتكم ويحث على إيلاء الاهتمام الخاص نشر التقرير عن النظام الانفصالي لما تسمى ب"جمهورية قاره باغ الجبلية" غير المعترف بها على الموقع الرسمي للأمم المتحدة والموجودة في الأراضي المحتلة لأذربيجان على الموقع الرسمي للأمم المتحدة. يحتوي التقرير المؤرخ ب14 فبراير 2019 والمقدم من البعثة الدائمة لجمهورية أرمينيا إلى مكتب الأمم المتحدة في جنيف وإلى مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان على بيانات تاريخية مزورة مع تشويه بعض الحقائق، بما في ذلك تشويه جوهر قرارات الأمم المتحدة التي تتعارض بدورها مع معايير الأمم المتحدة وجميع المعايير والمبادئ الدولية ويؤدي على تحريض لتجديد الصراع في منطقة جنوب القوقاز.
ونعبر عن قلقنا الكبير وعن استيائنا من عمل الحكومة الأرمنية التي تستخدم موقعها وعلاقاتها في الأمم المتحدة لتقديم الوثائق التي أعدها النظام الانفصالي لما تسمى ب"جمهورية قاره باغ الجبلية" غير المعترف بها لما تسمى ب"جمهورية قاره باغ الجبلية" غير المعترف بها التي نصبت نفسها بنفسها والتي تأسست في أراضي أذربيجان المحتلة وندين بشدة وضع الوثيقة على الموقع الرسمي للأمم المتحدة.
يا للعار، نشر التقرير نيابة عما تسمى ب"جمهورية قاره باغ الجبلية"، إلى جانب وثائق الأمم المتحدة الأخرى، لأن الدولة المسماة ب"آرساخ" لم تكن موجودة ولم يعترف بها من قبل أي دولة مستقلة. ويتناقض هذا النشر قبل كل شيء مع الموقف الرسمي للأمم المتحدة بشأن تسوية النزاع بين أرمينيا وأذربيجان في قاره باغ الجبلية وأربعة قرارات لمجلس الأمن للأمم المتحدة (822 و853 و874 و884) التي تم تبنيها أثناء النزاع والتي تطلب الانسحاب الفوري وغير المشروط للقوات المسلحة الأرمنية من الأراضي الأذربيجانية المحتلة.
أثناء الطلاع على التقرير، يتضح أنه يحتوي على معلومات مزيفة وبيانات إحصائية خاطئة تماماً. ويتضح هذا من الجملة الأولى التي تنص على أن ما يسمى ب "جمهورية قاره باغ الجبلية " هي دولة ذات سيادة. تجدر الإشارة إلى أن الدولة ذات السيادة التي تخضع لحماية القوات المسلحة لأرمينيا والتي تخضع مباشرة ليريفان من خلال الروابط الاجتماعية والاقتصادية، في الوقت نفسه، والتي حتى لا تملك عملتها الخاصة، يمكن أن تسمى بجمهورية ذات سيادة؟
كما يدعي التقرير أن ما يسمى بالجمهورية تدار بسيادة القانون. وهذا كذب. كيف يمكن أن يستند النظام الذي تم تأسيسه في أراضي الدولة الأخرى باستخدام القوات المسلحة لدولة ثالثة والاحتلال غير القانوني لأراضي الدولة المجاورة وأن تدار بسيادة القانون؟ منذ عام 1993، تستخدم قاره باغ الجبلية و7 مناطق أذربيجانية مجاورة وأنها تخضع حالياً للاحتلال الأرمني، كموقع دائمي لحشد الجماعات الإرهابية غير المشروعة وتهريب المخدرات. لم تضمن الحقوق الأكثر ابدائية للسكان الأصليين. غالباً ما تنتهك القوات المسلحة في قاره باغ الجبلية الاستقرار في المنطقة.
يشير التقرير إلى أن أراضي ما يسمى ب"جمهورية آرساخ" مساحتها 12.493 كم/مربع، منها 1041 كم/مربع تقع حالياً تحت احتلال لأذربيجان. يوضح هذا الرقم مرة أخرى سياسة أرمينيا الماكرة. يوصف النزاع بين أرمينيا وأذربيجان والذي نشب في نهاية الثمانينات، وأدىى إلى احتلال منطقة قاره باغ الجبلية و7 مناطق أذربيجانية حولها من قبل أرمينيا. كان للصراع دائماً الاسم الرسمي هو صراع قاره باغ الجبلية، وليس بصراع قاره باغ. وهذا يعني أن المطالبات الإقليمية للأرمن منذ عام 1988 كانت مرتبطة بقاره باغ الجبلية، وليس بقاره باغ. لذلك، فإن جميع المنظمات الدولية لحقوق الإنسان والأمم المتحدة ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا والاتحاد الأوروبي والجمعية البرلمانية للمجلس الأوروبي وغيرها من المنظمات، تعترف بالصراع على أنه صراع قاره باغ الجبلية. في التقرير المقدم يتم تمثيل المناطق المحيطة بقاره باغ وخاصة المناطق السبع المحتلة في أذربيجان، كأراض تابعة لما يسمى ب"جمهورية قاره باغ الجبلية ". الأراضي الرسمية لقاره باغ الجبلية مساحتها 4.4 ألف كم/ مربع. وبالتالي، يجب اعتبار تقديم هذا التقرير من أرمينيا إلى الأمم المتحدة انتهاكاً للقانون الدولي ورفع مطالبة إقليمية أخرى ضد أذربيجان.
تعكس المعلومات الواردة في التقرير الموقف الرسمي وجوهر السياسة ليريفان. على سبيل المثال، يدعى أنه للنظام المزعوم مجتمع متعدد الأعراق والثقافات يعيش فيه الروس والأوكرانيون واليزيديون واليونانيون والجورجيين. (هذا العد أقل من 1 % من إجمالي تعداد سكان قاره باغ). ومع ذلك، ووفقاً للإحصاءات الرسمية، فإن أكثر من 40 ألف أذربيجاني ليس لهم الحق في العيش في وطنهم في قاره باغ الجبلية قاره باغ الجبلية. تثبت هذه الحقيقة في التقرير مرة أخرى أن أرمينيا اتبعت عمدا سياسة التطهير العرقي ضد الأذربيجانيين في قاره باغ والأراضي التاريخية الأخرى لأذربيجان منذ عام 1989. تتهم أذربيجان في التقرير بالتطهير العرقي ضد الأرمن. في الواقع، في الوقت الحالي، فقط في باكو، يعيش أكثر من 30 ألف أرمني بحرية.
لم توير في التقرير الأحداث المشوهة للتاريخ السياسي الحديث وما يسمى بالحقائق الإحصائية فحسب، بل أيضاً الأحداث التي وقعت خلال المائة عام الماضية والتي يتم تقديمها جنباً إلى جنب مع الحقائق المزيفة. على سبيل المثال، يدعى أنه في سبتمبر 1918، قُتل حوالي 30ألف أرمني في باكو على يد وحدات عسكرية تابعة للإمبراطورية العثمانية. بالطبع، هذه الحقائق لا تستند إلى وثائق تاريخية. وفي الوقت نفسه، تخفي حقيقة أن 50 ألف أذربيجاني ويهودي قد قتلوا على أيدي الجماعات العسكرية الأرمنية والبلاشفة خلال الأحداث التي وقعت في مارس 1918، في باكو وكانجا وقوبا وشاماخي وفي مدن أخرى.
يشار في التقرير أيضاً إلى السياسة الديموغرافية المزعومة التي اتبعها حيدر علييف فيما يتعلق بالأرمن في قاره باغ، خلال الحقبة السوفيتية. ومع ذلك فمن المعروف أنه خلال عهد حيدر علييف، تم تشغيل خط السكك الحديدية والمصانع وجامعة في مدينة خانكيندي في قاره باغ.
كما يشوه التقرير جوهر القرارات التي اتخذتها الأمم المتحدة فيما يتعلق بالصراع بين أرمينيا وأذربيجان في قاره باغ الجبلية، والذتي تدعو إلى الانسحاب الفوري وغير المشروط للقوات المسلحة الأرمنية من الأراضي الأذربيجانية المحتلة. وبالتالي، هذه هي الحالة التي يتم فيها تشويه قرارات الأمم المتحدة الرسمية وعرضها بشكل مختلف. ينص التقرير غلى أن القرارين 822 و853 تم تبنيهما خلال القتال العنيف، لذا دعوا في الغالب إلى وقف لإطلاق النار. ويشوه التقرير حقيقة أن القرارات تحث أرمينيا على تحرير الأراضي المحتلة. بالإضافة إلى ذلك، تم تشويه القرار 853 في التقرير، يدعى أنه يوصي لأذربيجان التفاوض مع ما يسمى بنظام قاره باغ الجبلية. ومع ذلك، في القرارات الرسمية، لا توجد مثل هذه المعلومات. بالإضافة إلى ذلك، ينص القرار الرسمي 884 على أن أرمينيا يجب أن تستخدم نفوذها على أرمن قاره باغ الجبلية قاره باغ للمساعدة في حل النزاع ومنع المزيد من التصعيد.
تتهم أذربيجان في التقرير مراراً برفض توطين اللاجئين والمشردين داخلياً في أراضيهم الأصلية. علاوة على ذلك، يشار إلى أن هناك 30 ألف لاجئ أرمني، منهم حوالي 10آلاف أُجبروا على مغادرة منازلهم نتيجة تصاعد النزاع في عامي 2014 و2016. ومع ذلك، فإن أرمينيا تنسى حوالي مليون نازح داخلي ظهر في أذربيجان نتيجة العدوان والاحتلال الأرمينيين، وأنهم ما زالوا لا يستطيعون العودة إلى أراضيهم التاريخية. في عام 1989، تم ترحيل حوالي 300 مواطن من أصل أذربيجاني قسراً من أرمينيا. عانت أذربيجان من أضرار جسيمة نتيجة للعدوان المسلح. في الأراضي المحتلة بأذربيجان، دمرت أكثر من 900 منطقة سكنية و 150ألف شقة بمساحة إجمالية تبلغ 9.1 مليون متر/مربع 4366 مركز اجتماعي وثقافي و7000 مبنى اجتماعي و2389 مؤسسة صناعية وزراعية و1025 مدرسة و855 روضة للأطفال و4 مصحات للعلاج والاستراحة. نتيجة للعدوان، تم تدمير 798 مؤسسة طبية و927 مكتبة و1510 مؤسسة ثقافية و598 مركز للاتصال وأكثر من 40 ألف عرض للمتاحف وغيرها. من الغريب أن أرمينيا نفسها ، الت لا تعترف بما يسمى "جمهورية قاره باغ الجبلية " كدولة مستقلة، تدعو العالم للاعتراف باستقلال هذا النظام الانفصالي. حاليا، يقوم نجل رئيس وزراء أرمينيا بالخدمة العسكرية في قاره باغ وغيرها من المناطق المحتلة في أذربيجان. لقد احتلت أرمينيا قاره باغ، وهذه حقيقة لا جدال فيها. على الرغم من حقيقة أن الأرمن حاولوا إخفاء حقيقة الاحتلال في تقرير الأمم المتحدة، فمن الواضح من الحقائق المذكورة أعلاه أنهم لا يستطيعون القيام بذلك.
تحث مؤسسة أوراسيا الدولية للصحافة مؤسسات الأمم المتحدة، ولا سيما الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان للأمم المتحدة، على أن تدرس بعناية التقرير العام وأن تحذفه من الموقع الرسمي للأمم المتحدة، لأن هذا مثال حقيقي عندما تكون دولة واحدة وهي أرمينيا، تستخدم موقعه وعضويته في منظمة لنشر معلومات مزيفة ضد دولة أخرى وهي أذربيجان. مثل هذا الموقف يقوض وضع الأمم المتحدة ويثير تصعيداً جديداً للصراع الأرمني الأذربيجاني في قاره باغ الجبلية.
رئيس مؤسسة أوراسيا الدولية للصحافة أمود ميرزاييف
24 أبريل 2019
الترجمة من الأذربيجانية: د. ذاكر قاسموف
Zakir Qasımov