لبنان بين تكليف ميقاتي ودياب: تمايز في القدرة والتمثيل واختلاف بين سليمان وعون وثبات في تحكّم حزب الله

سياسة 23:00 22.12.2019

عد خطوة تكليف الرئيس حسّان دياب بتشكيل الحكومة الجديدة، استعاد العديد من اللبنانيين أوجه الشبه بين هذا التكليف وتكليف الرئيس نجيب ميقاتي في العام 2011 بعد إسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري وخصوصاً من ناحية عدم نيل أي من الشخصيتين أصواتاً كافية من النواب السنّة تؤهّل كل منهما للتمتع بالميثاقية المطلوبة.

وإذا كان كل من الرئيسين ميقاتي ودياب وصف بأنه “مرشح حزب الله” غير أن ما يميّز ميقاتي عن دياب هو تمتّع الأول بالحضور والقدرة وبالتمثيل خلافاً للثاني الذي سمّاه ميقاتي في حكومته ولم يترك إنجازات تُذكَر في خلال تولّيه مهامه في وزارة التربية. كذلك فإن ميقاتي نافسه في التسمية اسم الرئيس الحريري الذي نال 60 صوتاً مقابل 68 صوتاً لميقاتي، ومن رجّح الكفّة آنذاك كانت أصوات جبهة النضال الوطني برئاسة النائب وليد جنبلاط الذي نفّذ انعطافة سياسية بعد حركة القمصان السود لحزب الله، وتسبّبت هذه الانعطافة يومها في انشقاق اللقاء الديمقراطي وابتعاد 4 نواب هم مروان حمادة وهنري حلو وفؤاد السعد وانطوان سعد.

أما حسّان دياب فلم تنضج أي تسمية في وجهه، ولم يتبنّ تيار المستقبل ولا القوات اللبنانية خيار تسمية السفير نواف سلام الذي حظي فقط بأصوات “اللقاء الديمقراطي” وحزب الكتائب ورئيس حركة الاستقلال ميشال معوّض والنائب نهاد المشنوق.

ولناحية الظروف التي رافقت التكليف لوحظ أن الثنائي الشيعي كان مصرّاً على عودة سعد الحريري إلى رئاسة الحكومة، غير أن المفاجأة جاءته من القوات اللبنانية التي قرّرت عدم التسمية خلافاً لما فعلت في مرات عديدة. أضف إلى ذلك، أن تكليف ميقاتي الذي أنتج حكومة سياسيين يختلف عن تكليف دياب الذي سينتج حكومة اختصاصيين. وإذا كانت حكومة ميقاتي تشكّلت من 30 وزيراً وضمّت في صفوفها تمثيلاً جنبلاطياً من خلال وزيرين للحزب الاشتراكي والأمير طلال أرسلان الذي استقال رفضاً لتسميته وزير دولة، فإن حكومة دياب ستكون متوسطة وغير موسّعة ولن يشترك فيها الحزب الاشتراكي لا بل إنه يعارضها فيما هي تحظى في المقابل بتأييد أرسلان.

وفي حصيلة المقارنة بين الحكومتين، أن ميقاتي ضمّت حكومته 18 وزيراً لفريق 8 آذار والتيار الوطني الحر و12 وزيراً لفريق رئيس الجمهورية ميشال سليمان والنائب جنبلاط، فيما حكومة دياب ستكون على الأرجح من لون واحد بعد امتناع تيار المستقبل والقوات والاشتراكي والكتائب عن المشاركة فيها.

في أيام حكومة ميقاتي، بقي الرئيس الحريري خارج لبنان لأسباب أمنية لفترة طويلة وكانت القضية الخلافية الأساسية هي المحكمة الدولية الخاصة بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري وما حُكي عن شهود زور، أما القضية الرئيسية حالياً هي الأزمة الاقتصادية والمالية المتدهورة والانهيار الذي تشهده البلاد.

أما أوجه التشابه بين حكومتي الأمس واليوم فهي استمرار النزاع بين محور الممانعة وعلى رأسه إيران والمحور الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية، مع مفارقة أن رئيس الجمهورية آنذاك العماد ميشال سليمان كان ملتزماً سياسة الحياد والنأي بالنفس وجمع الأطراف السياسية في القصر الجمهوري وأصدر “إعلان بعبدا” تشديداً منه على علاقات لبنان العربية والدولية خلافاً لأداء رئيس الجمهورية الحالي العماد ميشال عون الذي هو أقرب إلى محور الممانعة منه إلى اعتماد سياسة النأي بالنفس التي التزمتها حكومة الحريري.

وإذا كان الرئيس سليمان أنهى ولايته بخلاف كبير مع حزب الله بعدما وصف المعادلة الذهبية “جيش وشعب ومقاومة” بـ “المعادلة الخشبية” وردّ عليه حزب الله نازعاً عنه صفة الرئيس ليصفه بـ”ساكن بعبدا” فإن الرئيس عون يبدو ملتصقاً بحزب الله أكثر من أي وقت مضى خلافاً لما كان يأمله البعض من أن يشكّل جسراً بين قوى 8 و14 آذار وأن يترجم عهده فعلاً نظرية “العهد القوي”.

لذلك، وجّه منسق الأمانة العامة السابق لقوى 14 آذار فارس سعيد سلسلة انتقادات للرئيس عون قائلاً “سيسجّل التاريخ ان في عهد الرئيس الماروني القوي تضرّرت علاقات لبنان العربية والغربية، وشعر السنّة بالغبن والمسيحيون بالفقر والشيعة بالانكشاف، وانهار القطاع المصرفي الذي بُني على فكرة قانون سرية المصارف. وأنه في عهده القوي شُيّدت الجدران بين منطقة وأخرى في وسط بيروت وأقفل مجلس النواب أبوابه بالحديد وانتشر لواء لحماية القصر الجمهوري ونزع النواب لوحاتهم عن سياراتهم خوفاً من الناس”.

يبقى أن الثابتة الوحيدة في زمن حكومتي ميقاتي ودياب هي بقاء حزب الله متحكّماً بالوضع الداخلي وباتجاه الأمور. وقد لخّص أحد الناشطين في حزب الله المشهد الذي سبق عملية التكليف واحتراق أسماء المرشحين تباعاً وصولاً إلى تكليف دياب بقوله “بتحسّ القوات والمستقبل والاشتراكي بقيوا يهاجموا للدقيقة التسعين وما حطّوا هدف، فقام التيار والحزب والحركة عملوا هجمة مرتدّة واحدة بالوقت الضائع وحطّوا هدف وربحوا”

 

تواصل جلسات الاستماع بشأن الدعوي  التي رفعتها أرمينيا ضد أذربيجان" في محكمة العدل الدولية - مباشر

أحدث الأخبار

تورال إسماعيلوف : إيران تري أن أذربيجان تمثل تهديدًا لها
13:00 23.04.2024
تواصل جلسات الاستماع بشأن الدعوي التي رفعتها أرمينيا ضد أذربيجان" في محكمة العدل الدولية - مباشر
12:15 23.04.2024
وفد من البنتاجون يزور النيجر لمناقشة انسحاب القوات الأمريكية
12:00 23.04.2024
بدأ عملية تحديد إحداثيات الحدود الأذربيجانية الأرمينية
11:50 23.04.2024
سلطان عُمان يزور الإمارات ويبحث مع محمد بن زايد التعاون والعمل المشترك
11:45 23.04.2024
زيارة أردوغان للعراق. دلالات على مرحلة جديدة من التعاون
11:30 23.04.2024
إيران وباكستان تبحثان إصلاح العلاقات بعد توترات حدودية
11:16 23.04.2024
أمير قطر يبدأ اليوم زيارة لبنجلاديش لتعزيز التعاون الاقتصادي
11:00 23.04.2024
القمة الثلاثية في تونس تناقش تحديات أمنية واقتصادية مشتركة
10:46 23.04.2024
الشيخ مشعل الأحمد يبدأ زيارة دولة للأردن
10:30 23.04.2024
الرئيس الألماني يزور تركيا حاملاً 60 كيلوجراماً من الشاورما
10:16 23.04.2024
الإنفاق الدفاعي العالمي بلغ 2443 مليار دولار عام 2023 وسط 55 نزاعاً
10:00 23.04.2024
إطلاق صواريخ من العراق باتجاه قاعدة للتحالف الدولي بسوريا
09:45 23.04.2024
استقالة رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية
09:17 23.04.2024
بغداد وأنقرة تتجهان لطيّ صفحة الخلافات السياسية
09:00 23.04.2024
سيول تحتج على إرسال الزعماء اليابانيين قرابين لضريح ياسوكوني
18:00 22.04.2024
مشاهد قاسية لجثامين انتُشلت من مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي
17:30 22.04.2024
هل حان وقت احلال السلام في القوقاز؟
17:00 22.04.2024
مشتريات الصين من الذهب تعزز ارتفاع أسعاره وتحطيمه أرقاماً قياسية
16:30 22.04.2024
منتدى خليجي- أوروبي يبحث الأمن والتعاون الإقليمي
16:00 22.04.2024
باسل الحاج جاسم : ترسيم الحدود بين اذربيجان وأرمينيا خطوة لتجاوز عقبات السلام الدائم في القوقاز
15:09 22.04.2024
هنية إدارة غزة يجب أن تتم بإرادة فلسطينية
15:00 22.04.2024
فكرت صادقوف: " جنوب القوقاز اقترب من السلام الدائم
13:51 22.04.2024
شابنام حسنوفا : زيارة الرئيس إلهام علييف إلي روسيا ليست صدفة
13:00 22.04.2024
تحديد 29 يونيو موعدا لإجراء الانتخابات الرئاسية في موريتانيا
12:00 22.04.2024
انتخابات تشريعية في المالديف على خلفية منافسة بين الهند والصين
11:00 22.04.2024
أمير الكويت يعين الشيخ أحمد العبد الله نائباً للأمير
10:30 22.04.2024
أمير قطر يصل إلى الفلبين في مستهل جولة آسيوية تشمل بنجلاديش ونيبال
10:15 22.04.2024
الغارات الإسرائيلية تقتل 48 شخصاً في غزة خلال 24 ساعة
10:00 22.04.2024
العراق يتباحث مع أردوغان بشأن حصة عادلة من المياه لنهري دجلة والفرات
09:45 22.04.2024
الرئيس الإيراني يزور باكستان
09:30 22.04.2024
الأردن: نتنياهو يريد جر الولايات المتحدة لمواجهة مع إيران
09:15 22.04.2024
ارتفاع ضحايا العدوان الإسرائيلي لـ 34 ألفا و79 شهيدًا
09:00 22.04.2024
إيران تتسلم أول شحنة من الطائرات المقاتلة الروسية سو-35
19:00 21.04.2024
حكومة باربادوس تعترف بدولة فلسطين
18:00 21.04.2024
تركيا ومصر عازمتان على تعزيز علاقاتهما بمختلف المجالات
17:00 21.04.2024
الصين تتهم تحالف أوكوس بزيادة خطر الانتشار النووي في المحيط الهادي
16:00 21.04.2024
مقتل عشرة فلسطينيين في عملية للجيش الاسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة
15:00 21.04.2024
إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة التونسية بسبب الحرب في غزة
14:00 21.04.2024
الصين: القبول الفوري لفلسطين بالأمم المتحدة تصحيح لظلم تاريخي
13:00 21.04.2024
جميع الأخبار