من دون إعلان مسبق، زار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تونس العاصمة على رأس وفد كبير، والتقى نظيره التونسي قيس سعيد، في أول زيارة على المستوى الرئاسي لتونس بعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة
ولهذه المبادرة، وبسبب مفاجأتها نسبياً، حظيت الزيارة باهتمام إعلامي وسياسي كبير، وتعددت محاولات تفسير دلالاتها وما يمكن أن يكون الطرفان قد اتفقا عليه خلالها
بالنظر إلى توقيتها، تحمل الزيارة دلالتين مهمتين تشيران بوضوح إلى أسباب إجرائها. أولاً: لم تخالف أنقرة عادتها في المسارعة للقاء الفائزين بانتخابات بلدانهم وتهنئتهم ونسج العلاقات الاقتصادية والتجارية وغيرها معها، كما حصل سابقاً في مصر وتونس نفسها وفي بلدان أخرى.
توجد حساسية تركية بالغة مفهومة ضمن سياقها التاريخي من الانقلابات العسكرية، وبالتالي احتفاء منها بالانتخابات الديمقراطية وما/من ينتج عنها من أنظمة وقيادات بغض النظر عن مدى التقارب السياسي والفكري والأيديولوجي معها، ولعل الرئيس التونسي الراحل الباجي قايد السبسي مثال جيد على ذلك.
كذلك فإن هذا يصب في مسار بحث أنقرة عن حلفاء وشركاء وأصدقاء في المنطقة في ظل حالة الاستقطاب القائمة وكذلك الملفات الساخنة الكثيرة التي تقاربها تركيا.