فصام التعددية الحزبية يؤرق الأردنيين و«فيتو» على الإسلامي و«المدني» واليساري

وزير البلاط الأسبق الدكتور مروان المعشر

سياسة 22:30 07.01.2020

بسام‭ ‬البدارين

تماماً على طريقة الأفلام الأمريكية، اختصر وزير التنمية السياسية الأردني مساحة الخلاف وبدا محترماً لسيادة القانون وحق التقاضي عندما اقترح صيغة بكلمة واحدة على بعض رموز وقادة حزب التحالف المدني بعنوان «قاضوني».
مع يساري تقدمي معروف وخبير بثنايا المشهد الحزبي في البلاد، مثل الوزير موسى المعايطة، لا يمكن القول بأن خياراً من وزن مقاضاة وزارته على قرار إداري يندرج في إطار السخرية بقدر ما هو في سياق احترام فكرة التقاضي عند بروز خلاف مع أي من الأحزاب الموجودة. كانت المسألة لها علاقة بطلب رسمي تقدم به رموز معنيون بتأسيس حالة حزبية مدنية تماماً بغرض الاندماج. وبالرغم من توفر جميع شروط الاندماج القانونية والمنصوص عليها، رفض طاقم الوزير المعايطة السماح به. عندها لجأ المعنيون بالتجربة على أمل معالجة خلاف داخلي ولأغراض المصلحة العامة للوزير المعايطة في محاولة لفهم أسباب قرار وزارته برفض الاندماج.
ورغم اكتمال الشروط القانونية، وعندما سئل الوزير نفسه عن الخطوة التالية، أشار إلى أن الطريق الوحيد هو اللجوء إلى القضاء. وقد تعبر هذه النصيحة البيروقراطية عن حالة إغراق ديمقراطية في تفكير الوزير وكادره، لكنها قد تعبر أيضاً -وهذا في باب الاجتهاد والتحذير- عن مزاج في الدولة لا يؤمن بتقديم تسهيلات للجبهات والمجاميع التي ترفع يافطة تؤمن بتشكيل حزب مدني عريض وعميق في الأردن.
الحقيقة، في المقابل، أن دعم المسار الحزبي أصبح قضية حمالة أوجه داخل أروقة القرار الأردني. بعض الأحزاب موجودة أصلاً وعريقة، لكن مسيرتها تعرقل بين الحين والآخر، وعندما تحشد المعنيون بتجربة حزبية مدنية الطابع باسم التحالف المدني استهدفت التجربة وبقسوة وتعرضت لسلسلة من الانشقاقات والتعبيرات الفوضوية لإجهاضها وبتدخلات من الصعب إنكارها رسمياً، كما يلاحظ الناشط المحامي هيثم عريفج وهو يشتكي أمام «القدس العربي» من رسالة مزدوجة تصل الشباب الأردني، واحدة تدعم باتجاه تأطير العمل الحزبي والتنوع، وأخرى تعمل في الاتجاه المعاكس تماماً. تلك مفارقة لا يتعرض لها فقط حزب التحالف المدني، وتؤشر على حالة فصام حكومية.
ولا يشعر بها فقط المحامي الناشط عريفج، بل بدأت تشغل الأوساط السياسية وتثير خلف البوابة وأمامها ظلالاً من الشك والريبة في حقيقة المسافات الفارقة بين الرؤيا المرجعية الملكية التي تدعم علناً التعددية الحزبية وتحفز الأردنيين على الانضمام للأحزاب، وبين الاستحكام البيروقراطي التقليدي في الحكومة، حيث سلطة تنفيذية تجتهد في تقديم رسائل ضد فكرة تأطير العمل الحزبي أيضاً.

هل سيقع المحظور؟… التيارات هي الحل لكنها ورقة في يد المعارضة أيضاً

ترصد وتحصل هذه المفارقات دوماً رغم أن مصالح البلاد العليا بدأت تتطلب تشكيل جبهات حزبية فاعلة، ليس فقط تلبية لطموح علني للملك عبد الله الثاني ردده عدة مرات داعماً لفكرة وجود أحزاب كبيرة تمهد لتداول السلطة، بل أيضاً لأن متطلبات الأزمة الإقليمية والاقتصادية والحالة الفوضوية في المستوى الداخلي تتطلب تماماً تكريس البرامج الحزبية.
بعض القوى في أقنية القرار لا تبدو مؤمنة أو متحمسة لمثل هذا الاتجاه، فالمخاوف من تشكيل حزب مدني حقيقي عريض لا تقل عن تلك المنشغلة بملاحقة حزب جبهة العمل الإسلامي الأكبر والأعرض في البلاد، أو التي تلاحق التعبيرات اليسارية.
سمعت «القدس العربي» وزير البلاط الأسبق الدكتور مروان المعشر، وهو يتحدث عن ضرورة التخلص من عقدة دعم تجارب حزبية غير تلقائية فقط على أساس التصدي للإخوان المسلمين.
لكن أحد الطلاب الجامعيين سجل مجدداً المفارقة نفسها في حوار صريح ومنقول مع الملك شخصياً، عندما تحدث عن كيفية تصرف سلطات الحكومة مع نشاط الشباب الحزبي من حيث المنع والإعاقة، وأحياناً الملاحقة، مقابل الرؤية الملكية التي تتأمل تطوير الحياة الحزبية.
طبعاً تلك واحدة من المفارقات التي ستبقى غير مفهومة في الأردن، فتجذير الحياة الحزبية أساسي في متطلبات الإصلاح السياسي، وكلمة الإصلاح مرفوضة برأي وتقدير القطب البارز في الحركة الإسلامية الشيخ زكي بني ارشيد، حتى عندما يتبناها أو يقولها أي طرف في المجتمع، بما في ذلك رابطة الموسيقيين مثلاً.
للدولة، بطبيعة الحال، حساباتها. وللمتعطشين لحياة حزبية برامجية انحيازاتهم. وللطرفين رواية مضادة عن ميسار الأحداث. لكن الخارطة الحزبية لا تزال عالقة، وتشكل أحد أقدم أعراض المرض والخلل في الداخل الأردني، لا بل أحياناً تؤسس لحالة فصام رسمية وبيروقراطية غريبة تعبر عنها سلوكيات أو أقوال بعض المسؤولين وهم يلمحون إلى أن وجود أحزاب قوية مجازفة كبرى بالنسبة للدولة.
وإن كان الأمر ليس كما يظهر، لأن الحكومة والوزراء في الواجهة، ويتصرفان على أساس أجندة غامضة أو غير مفهومة في مسألة وملف الأحزاب، تماماً كما حصل مع الوزير المعايطة الذي يدير وزارة معنية بشؤون الأحزاب، متنقلاً وسط شبكة وغابة من الألغام ومن كل الأصناف.
هذا التباطؤ العنيف في اتخاذ خطوات أعمق نحو تكريس العمل الحزبي يتحالف مع مؤشرات الارتياب الأمني والرغبة في السيطرة على المشهد الداخلي بدون مجازفات.
المحظور الذي بدأ يظهر على السطح كانعكاس للتحالف الغامض هو أن الإصرار على تغييب الأحزاب وشق الجزء المدني منها وملاحقة الإسلام في تكوينها سيقود حتماً إلى فوضى على شكل مبادرات لتأسيس تيارات مدنية بدلاً من أحزاب منضبطة في ظل القانون.
الجميع في دائرة الولاء والمعارضة معاً يفكرون الآن بالبديل التياراتي.
تلك مسألة تغفل عنها عين الحكومة، وستؤدي مجدداً ودوماً إلى تشويه على شكلين، الأول هو تيارات باسم الولاء تستقوي لاحقاً على الدولة، والثاني تيارات في الاتجاه المعاكس تشتبك مع النقابات المهنية وتؤسس لحالة أقرب إلى حالة نقابة المعلمين، ما يدفع الجميع للسؤال الأهم: هل سيقع المحظور؟

ما مدي عدالة محكمة العدل الدولية ؟ - أومود ميرزايف يجيب

أحدث الأخبار

ميرزايف : هذه المحاكمة تأخرت 30 عاما
17:00 18.04.2024
علي الحوفي: من الأفضل للجميع أن يعم السلام والاستقرار في المنطقة
16:00 18.04.2024
فؤاد عباسوف: من يريد السلام مع جاره لا يحاكمه!
15:00 18.04.2024
سياسي أوكراني : انسحاب الجيش الروسي من قراباغ انتصار سياسي لأذربيجان
14:00 18.04.2024
موسكو تدعم رئاسة كازاخستان لمنظمة شنغهاى للتعاون
13:00 18.04.2024
هل كان وجود قوات حفظ السلام الروسية في قراباغ يمثل تهديدا لأذربيجان؟
12:00 18.04.2024
ميرزاييف: كنت أنتظر انسحاب قوات حفظ السلام الروسية لقراباغ بفارغ الصبر
11:30 18.04.2024
البنك الدولي يعتزم توصيل خدمة الكهرباء لـ 300 مليون أفريقي
11:15 18.04.2024
الانتقام الإيرانى كثيف وناعم ومثير
11:00 18.04.2024
اليونيسف استشهاد ما يقرب من 14 ألف طفل في غزة منذ بدء الحرب
10:45 18.04.2024
تركيا تتهم نتانياهو بـدفع المنطقة إلى الحرب للبقاء في السلطة
10:30 18.04.2024
ترقب في مجلس الأمن للتصويت على عضوية فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة
10:15 18.04.2024
ما مدي عدالة محكمة العدل الدولية ؟ - أومود ميرزايف يجيب
10:00 18.04.2024
الاتحاد الأوروبي يتجه لتصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية
09:45 18.04.2024
ملكا الأردن والبحرين يرفضان كل ما يؤدي إلى الهجمات البرية على رفح
09:30 18.04.2024
الجزائر تقدم مساهمة مالية استثنائية لوكالة الأونروا
09:17 18.04.2024
الكرملين يؤكد الانسحاب من منطقة قراباغ
09:04 18.04.2024
إيقاد شعلة أولمبياد باريس في أولمبيا القديمة
19:00 17.04.2024
أفضل 30 وجهة سفر عالمية لعام 2024
18:00 17.04.2024
سياسي أرميني يوجه نقدًا لاذعًا إلي محكمة العدل الدولية
17:00 17.04.2024
سيلين سينوكاك : فرنسا تشن حملة دبلوماسية لزعزعة الاستقرار في المنطقة
16:00 17.04.2024
مارتن ليجون : فرض العقوبات علي إيران ليس حلًا
15:00 17.04.2024
دميتري سولونيك : هذا لن يساهم في استقرار المنطقة
14:00 17.04.2024
خبير سياسي: أرمينيا تسعي إلي أن تكون السعودية وسيطًا في أزمتها مع أذربيجان
13:00 17.04.2024
راي كريم أوغلو : الادعاءات التي قدمتها أرمينيا في محكمة العدل ليست إلا "أكاذيب"
12:25 17.04.2024
مصر وتركيا لترسيخ العلاقات بعد إنهاء القطيعة
12:00 17.04.2024
كيف تتعامل مصر مع تداعيات استمرار التوتر في البحر الأحمر؟
11:45 17.04.2024
سلطنة عمان: سيول تودي بحياة أكثر من 16 شخصا جلهم من التلاميذ
11:30 17.04.2024
رئيسي يتوعد برد واسع وموجع على أدنى عمل يستهدف مصالح طهران
11:15 17.04.2024
رئيس وزراء باكستان يستقبل وزير الخارجية السعودي
11:00 17.04.2024
تركيا تدير علاقاتها مع إيران وأمريكا بحذر
10:45 17.04.2024
فريق التوعية بمخاطر الذخائر المنفجرة يجري دورات للتوعية بمخاطر الذخائر المنفجرة
10:36 17.04.2024
بوتين يبحث هاتفيا مع الرئيس الإيراني الأزمة في الشرق الأوسط
10:30 17.04.2024
العمانية للغاز توقع اتفاقية توريد مع جيرا اليابانية لمدة 10 أعوام
10:15 17.04.2024
السعودية وباكستان تبحثان تكثيف التعاون الأمني والاستراتيجي
10:00 17.04.2024
الأمم المتحدة تعثر على قنابل غير منفجرة تزن ألف رطل في مدارس بغزة
09:45 17.04.2024
الأمم المتحدة تدعو إسرائيل للتوقف عن المشاركة في عنف المستوطنين
09:30 17.04.2024
استقالة المبعوث الأممي إلى ليبيا عبدالله باتيلي
09:15 17.04.2024
أردوغان: نتنياهو هو المسؤول الوحيد عن أحدث توتر في الشرق الأوسط
09:00 17.04.2024
"ضد الهجوم الإيراني".. السعودية تعترف بمساعدة إسرائيل
22:12 16.04.2024
جميع الأخبار