تتابع أذربيجان عن كثب الميول المستمرة في مجال الأمن النووي. ندعم مبادرات الأمن النووي الحالية ونولي اهتماماً خاصاً للآليات الدولية متعددة الأطراف في هذا المجال. تعد معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية العمود الفقري لنظام عالمي لنزع السلاح النووي وعدم انتشاره والاستخدام السلمي للطاقة النووية. أذربيجان التي تشاطر المجتمع الدولي قلقه بشأن السلامة النووية، وخاصة انتشار الأسلحة النووية، صادقت على معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية بعد استقلالها ودعمت تمديد المعاهدة إلى أجل غير مسمى في عام 1995.
وزير خارجية أذربيجان إيلمار محمدياروف صرح بذلك في "المؤتمر الدولي للأمن النووي: تواصل المساعي وتعزيزها" الذي انعقد أمس في فيينا.
وقال الوزير: "نحن قلقون بشأن تهديدات الأمن النووي الحالية والناشئة ونلتزم بمعالجتها. ليس من المستبعد في البيئة الأمنية الحالية استخدام المواد النووية أو غيرها من المواد المشعة لأغراض ضارة. يتطلب الطابع العالمي لهذا التهديد عملاً منسقًا من جميع البلدان. الفشل في الامتثال لاتفاقيات الضمان في إطار معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية يهدد نظام عدم الانتشار وأمن الدول الأعضاء. في هذا الصدد، تعتبر ضمانات الوكالة الدولة للطاقة الذرية مساهمة قيمة في السلام والأمن الدوليين.
نرحب بأنشطة المراجعة والمراقبة للوكالة وفقاً لقرارات مجلس الأمن رقم 2231. نؤكد على أهمية خطة العمل الشاملة المشتركة التي تعكس نجاح المفاوضات متعددة الأطراف والدبلوماسية. ومن المسلم به هنا أن التنفيذ الناجح لـخطة العمل الشاملة المشتركة يتطلب أن تفي جميع الأطراف بالكامل بالتزاماتها للتمتع الكامل بفوائد خطة العمل الشاملة المشتركة.
كان التعاون الدولي دائماً في صميم جهودنا في مجال الأمن النووي. نعتقد أن التقدم المحرز في هذا المجال يعزز السلام والأمن ويزيد من الثقة. لطالما كانت أنشطتنا في هذا المجال هادفة وتم تنفيذها بروح من الاحترام المتبادل والتعاون.
إننا ندرك ونقدر الدور الرئيسي لمعاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية في تطوير أنظمة ومعايير السلامة النووية. أقامت أذربيجان تعاوناً ناجحاً مع الوكالة في مختلف جوانب الأمن النووي. نحن على استعداد لتعميق تعاوننا المثمر القائم. تشارك أذربيجان في التبادل الدولي للمعلومات المتعلقة بالاتجار غير المشروع بالمساهمة في قاعدة بيانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية الخاصة بالحوادث والاتجار غير المشروع.
في إطار برنامج التعاون الفني مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وقعت جمهورية أذربيجان والوكالة الدولية للطاقة الذرية على الوثيقة الإطارية للبرنامج القطري لفترة 2015-2020 لتحسين البنية التحتية القانونية التنظيمية وإمكانات الوقاية من الإشعاع وسلامة المواد النووية وإدارة النفايات المشعة وكذلك تقع مراقبة الإشعاع على نقاط التفتيش الجمركية والحدود في أساس المشاريع الوطنية.
ترحب أذربيجان أيضاً بجهود الأمم المتحدة لتعزيز أمنها النووي. وفي هذا الصدد، يلعب ضمان التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن الرقم 1540 والقرارات اللاحقة دوراً هاماً في منع انتشار الأسلحة النووية والكيميائية والبيولوجية وكذلك وسائل إيصالها.
أخذاً بالاعتبار أن أذربيجان بلد شريك في المبادرة العالمية لمكافحة الإرهاب النووي فقد شارك الممثلون والخبراء الوطنيون في البلاد عن كثب في فعاليات المبادرة العالمية لمكافحة الإرهاب النووي والدورات التدريبية الموضوعية. أتاحت هذه المنتديات فرصة لتبادل المعلومات حول الخطوات التي اتخذتها أذربيجان للوفاء بالتزاماتها الدولية في مجال الأمن النووي. بالإضافة إلى ذلك، نواصل التعاون مع البلدان الشريكة لنا في مكافحة الاتجار غير المشروع، وعدم الانتشار وتعزيز الإطار التنظيمي.
السلامة النووية لها أهمية أساسية في إدارة التكنولوجيا النووية وفي حالة إمكانية استخدام أو نقل المواد النووية أو المواد المشعة الأخرى. في هذا الصدد، تبذل أذربيجان جهوداً كبيرة لتعزيز حماية ومراقبة هذه المواد والاستجابة بفعالية لأحداث الأمن النووي. إن إنشاء الهيئات التنظيمية المناسبة وتحسين التشريعات واللوائح وتطويرها وتطبيق النهج المرحلي للتحكم وكذلك المشاركة في مختلف المشاريع الدولية وتطوير التعاون الدولي سوف يسهم في تطوير البنية التحتية القائمة.
نواصل العمل على التشريعات للسيطرة على السلامة من الإشعاع. اعتمدت أذربيجان بالفعل لوائح وأنظمة تمنع منعاً قاطعاً لاستيراد النفايات النووية والإشعاعية. بمساعدة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تتم مواءمة قوانين أذربيجان وغيرها من القوانين التشريعية المتعلقة بتسجيل المواد النووية والإشعاعية ومراقبتها مع المعايير الدولية.
انضمت أذربيجان إلى الاتفاقية الدولية لمناهضة الإرهاب النووي واتفاقية الحماية المادية للمواد النووية وصدقت على تعديلات في الاتفاقية.
تعلق أذربيجان أهمية كبيرة على حماية الأمن النووي وتعزيزه أكثر. على وجه الخصوص، في مواجهة تهديد التطرف الراديكالي والإرهاب في المنطقة، وبسبب موقعنا الجغرافي، فإننا نولي أهمية كبيرة لمنع استخدام أراضينا كمعبر للتجارة النووية غير المشروعة.
قمنا بتطوير نظام وطني شامل لمراقبة الصادرات مع إطار تشريعي قوي يلبي المعايير الدولية بالتعاون الوثيق مع شركائنا الدوليين. ومع ذلك، نظراً لاستمرار احتلال أرمينيا 20% من أراضينا لا يمكننا توفير سيطرة مناسبة على جزء كبير من حدودنا. وهذا يخلق ظروفًا مواتية للأنشطة غير القانونية، بما في ذلك التهريب النووي والإرهاب النووي.
أذربيجان معتزمة بمواصلة تعاونها مع المنظمات الدولية والشركاء لتعزيز الأمن النووي في المنطقة وفي العالم والحد من التهديدات التي يشكلها الاتجار غير المشروع بالمواد النووية والمشعة وتعتمد على التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ودعمها. مشدداً على أهمية هذا المؤتمر في تعزيز الأمن النووي في العالم، أذربيجان تؤيد الإعلان الوزاري للمؤتمر الدولي حول المؤتمر الدولي للأمن النووي: تواصل المساعي وتعزيزها".